شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
أنثى الطائر لم تردّ عليه… لكن مها الساعاتي لها شدوُها السّعودي الطامح

أنثى الطائر لم تردّ عليه… لكن مها الساعاتي لها شدوُها السّعودي الطامح

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

بدءاً من اهتمامها بالرسم والحكي في صغرها، مروراً برغبتها في تسجيل تحولات المجتمع المسلم في كندا بعد أحداث أيلول/سبتمبر، وحتى صنعها أفلاماً تعكس نظرتها الفريدة إلى الحياة وتعاطيها مع الصوت القادم من السماء والشّعر، وصولاً إلى تأملها في دورة الحياة والموت، تعيد المخرجة السعودية مها الساعاتي، تعريف الأشياء على طريقتها، وتقوم بتدوير الواقع لتنتج عالماً جديداً ومألوفاً في آن.

تقول مها في حديث عن بدء علاقتها بالسينما: "في صغري اهتممت بالقصة والرواية والكوميكس والرسم، ولم أعرف إلى أين أوجه نفسي، لكن بعد ذهابي إلى كندا لدراسة الدكتوراه، انخرطت في المجتمع المسلم هناك. كان العالم لا يزال مترنحاً بعد أحداث أيلول/سبتمبر 2001، وتأثر كثرٌ بريتشارد دوكنز، لذلك قمت بتصوير مقابلات مع المسلمين الذين بدأوا بمراجعة فهمهم للدين، ثم درست صناعة الوثائقيات ونلت دبلوماً فيها، وعدت إلى السعودية لتدريس مواد غرافيكية، وقمت بتقديم كورسات عن الصور المتحركة ونقد الميديا".

طالباتي دفعنني لصنع الأفلام

"كنت فخورةً بأن إحدى طالباتي صنعت فيلماً في أثناء دراستها مادةً أدرّسها، وشاركت فيه في مهرجان أفلام السعودية، بالرغم من أني لم أكن قد صنعت أي فيلم بعد"، تقول مها وتتابع: "حتى وجدت تعليقاً لإحدى الطالبات في التقييم السنوي تقول فيه: 'تدرّسنا صناعة الأفلام بينما لم تصنع أي فيلم في حياتها!' كانت تلك نقطة التحول كي أصنع فيلماً".

استمرت مها الساعاتي في صناعة الأفلام على الرغم من أن ذلك لم يكن مقبولاً تماماً في المجتمع قبل سنوات عدة، فصورت فيلمها الثالث "شعر: قصة عشب"، في المنزل بإنتاج شخصي، وسط تخوف العائلة

صنعت أول فيلم لي "عش إيلو" (2016) في ثلاثة أسابيع بمشاركة بنات جيراني الصغار، وتم عرضه في مهرجان أفلام السعودية. في السنة التالية، صنعت فيلم "الخوف صوتياً" (2017)، وجاءت فكرته بسبب وجود قطة في سقف المكتب في العمل، كانت قد وَلَدت حديثاً وكنا نسمع في السقف صوت مواء لا نعرف مصدره، حتى توصل بعض العاملين إليها وأخذوا صغارها ورموهم خارجاً، وبدأت تلك القطة تدور وهي تنتحب بصوت مرتفع. حينها تأثرت كثيراً وقررت صنع الفيلم. ذكّرني أيضاً صوت المواء القادم من الأعلى بفكرة الصيحة، فقد نشأنا على الخوف من صوت مجهول سينهي حياة البشرية، حتى أنني أحياناً كنت أقوم من النوم فزعةً بسبب الأصوات المرتفعة وأظنها الصيحة تلك. لذلك ذكّرني مواء القطة القادم من السماء بهذه الصيحة وصارت ثيمة الفيلم.

الخوف صوتياً كثيمة للحياة

استمرت مها الساعاتي في صناعة الأفلام على الرغم من أن ذلك لم يكن مقبولاً تماماً في المجتمع قبل سنوات عدة، فصورت فيلمها الثالث "شعر: قصة عشب"، في المنزل بإنتاج شخصي، وسط تخوف العائلة، حيث كانت سيارات العاملين في الفيلم تملأ الشارع، وهاجس "ماذا سيقول الجيران" حائم حولنا.

تقول مها: "المجتمع محافظ بطبيعة الحال ودائماً يخاف في البداية، برغم أننا تربينا على الثقافة الأمريكية بسبب السكن في كمباوند جامعة البترول، وأذكر أن المنازل كانت محاطةً بمساحات خضراء وبلا أسوار، لكن بعد حرب الخليج بدأ المجتمع يزداد تديّناً ورافق ذلك ارتفاع الأسوار حول المنازل".


ويمكن فهم هذا الأمر كما ذكره إرنست بيكر في كتابه "إنكار الموت" (The Denial of Death) فهو يقول بأن المجتمع يزداد تديناً في أثناء مواجهة الموت، والحروب من شأنها أن تجعل الناس يلجؤون إلى الدين.

وعن تعاملها مع الاختلاف والتغيرات التي مر بها المجتمع السعودي تقول مها: "أحاول التصالح مع كل حقبة عشتها. صحيح أن هناك موجة لوم للماضي بدأت بالظهور، وأخذ الناس يرددون أن شبابنا قد ضاع وما إلى ذلك، وأستطيع فهم هذا الغضب، لكن بالنسبة لي أنا متسامحة تجاه الماضي وأجده مادةً خصبةً لاستلهام القصص في أفلامي".

وبالحديث عن الدين، وهل هناك فرق بين أن تكون مسلماً في السعودية، وأن تكون مسلماً في كندا؟ تجيب مها: "في السعودية كان الجميع يعتنق الإسلام، فلم نضطر إلى الإجابة عن العديد من الأسئلة، كما أن احتكاكي بالطوائف والمذاهب الإسلامية المختلفة في كندا كان له أثر في تشكّل فهمي وتفتحه على الآخر عبر النقاشات والاختلافات، لذا فإن وجود الإسلام وسط مجتمع علماني يعيد صياغة فهمنا للدين".

دورة حياة المرأة/التفاحة

في فيلم "دورة حياة التفاح"، صوّرت مها مجموعةً من الفتيات يعشن معزولات في جزيرة، ينتظرن قدوم الرجل الوحيد الذي سيختار واحدةً منهن. الأم في الفيلم لديها مهمة وحيدة هي إعداد البنات لهذا الدور، ومن تتمرد عليه، سينتهي بها الأمر إلى النبذ والاحتقار.


تقول مها: "أنا من جيل الثمانينيات الذي تربّى على فكرة أن هدف الفتاة في الحياة هو أن تكون شابةً وجميلةً وتسعد زوجها، كما تربينا على أفلام ديزني أيضاً التي تصور فكرةً وحيدةً، هي فكرة البطل الذي سيأتي ليأخذ حبيبته حتى لو كانت في برج مرتفع ومعزول. وصرت أشاهد رعب الفتيات من حولي حين يقتربن من الثلاثين دون أن يحققن هذا الهدف، لأن المرأة التي تفشل في تحقيق هذا الهدف تصبح عانساً و'تفاحةً خربانةً'. لذلك في فيلم 'دورة حياة التفاح' صوّرت مجموعةً من الفتيات الجميلات اللواتي يرتدين فساتين جميلةً ويشبهن أميرات ديزني، ويجلسن مرصوصات مثلما الأمر في الكوشة التي في الأعراس، حيث تُعرض النساء ليتم اختيار واحدة منهن، تاركةً الأخريات متسائلات: لماذا هي مرغوبة؟

بعد هذا الفيلم قررت أن أبتعد عن الرمزية وأصنع أفلاماً أكثر خفةً، وهذا ما حققته في الفيلم الذي يليه وهو فيلم 'شريط فيديو تبدل'".

العنصرية المسكوت عنها في المجتمع

حقق الفيلم التالي لمها الساعاتي "شريط فيديو تبدل" (2023)، في أثناء عرضه في المهرجانات قبولاً جماهيرياً في السعودية وخارجها. فقد عرض في مهرجان البحر الأحمر في جدة ومهرجان الأفلام السعودية ومهرجان أسوان في مصر، وبالم سبرينغز في أمريكا وبافيسي في الأرجنتين وميكال برو في برشلونة. كما عُرض أيضاً في ركن الفيلم القصير على هامش مهرجان كان السينمائي.

في حديث عن تجربة صناعة الفيلم تقول مها: "أحب فترة الثمانينيات وأغانيها وثقافة البوب كالتشر، لذلك أردت أن أصنع فيلماً عن قصة حب بين مراهقي تلك الفترة. صحيح أن قصص الحب مستهلكة، لكن الناس لا تمل منها كونها تجربةً مشتركةً، فجميعنا تقريباً مررنا بفترة أحلام المراهقة. عندما كتبت الفيلم مع معتصم ناصر، أردنا تناول موضوع العنصرية التي تعرّضنا لها، هو بسبب بشرته السمراء وأنا بسبب ملامحي الآسيوية، وقررنا وضعها في إطار كوميدي أقرب إلى الجمهور".


وتضيف: "في أثناء نشأتي واجهت مواقف عنصريةً مختلفةً، حيث أن بعض الخليجيين أو العرب حين يرون ملامحي يظنون أني لا أتحدث العربية ويبدؤون بالتحدث بأريحية أمامي، ثم ينصدمون حين يكتشفون بعد ذلك أن العربية هي لغتي الأم. لكن مع الانفتاح أعتقد أن العنصرية تحورت عما كانت عليه في الثمانينيات والتسعينيات، حيث أصبح الناس يعون التنوع العرقي الموجود في السعودية".

وبسبب نشأة الجنسين منفصلين في مجتمعها، فقد أصبح تفهم شخصية الجنس الآخر وتالياً كتابته أو الكتابة عنه، أصعب، فشخصيات مثل "العرابجة" في الفيلم وجدتهم مها دائماً محض شخصيات كرتونية، فهم "يفحطون" ويرمون أرقامهم على البنات وما إلى ذلك. غير أنها أشركت أصدقاءها في العمل لتطوير هذه الشخصيات الرجالية، كما قالت لنا.

لذلك ترى مها الساعاتي أن المخرجات في السعودية بدأن بصنع أفلام عن المرأة لأنه من الأسهل أن يحكين عن تجاربهن الشخصية، ولقلة القصص النسائية في الأفلام السعودية، بالرغم من أن هناك العديد من المخرجات اللواتي بدأن بالخروج من هذه التيمة. وأشارت مها إلى أهمية أن تحكي قصصاً تمسها وتتقاطع معها، حتى لو كان البطل الأساسي رجلاً.

الاقتراب من الحياة الطبيعية

من الملاحظ حب مها الكبير للحيوانات وتأثرها بها، وقد أثّرت دراستها للعمارة على هذا الأمر، لأنها لاحظت أننا نعيش في مدن لا تصلح للإنسان أو الحيوان، بل مدن مصممة خصيصاً للسيارة، ولفتت نظرها الحيوانات التي تُدهس وتلهث بسبب الحر، ومن دون وجود أي شجرة أو مكان تحتمي به.

 تعيد المخرجة السعودية مها الساعاتي، تعريف الأشياء على طريقتها، وتقوم بتدوير الواقع لتنتج عالماً جديداً ومألوفاً في آن.

تقول مها: "الناس يستوردون حيوانات ويأتون بها للعيش خارج بيئتها الأصلية، ثم يقومون برميها في الشارع بعدما تتكاثر أو بعدما يملّون منها، لأنهم أيضاً لا يؤمنون بثقافة التعقيم، ثم يبررون فعلهم بأنه مباح لأنها تأكل من خشاش الأرض. لكن أين الخشاش؟ لا يوجد عشب أو أشجار تحتمي به أو تتغذى منه، نحن أبدنا كل شيء بالمبيدات الحشرية، وخلقنا بالإسمنت غابات خرسانيةً لا تصلح إلا للسيارة".

ولنشأة البشر في مدن إسمنتية تأثير كبير على علاقاتهم الاجتماعية، وحتى على صناعة الأفلام. تضيف: "عندما كبرت في الثمانينيات كانت هناك مشاريع للتشجير ومساحات خضراء، اقتُطعت تدريجياً لبناء شوارع ومولات. في منطقة الظهران، كانت هناك ببغاوات خضراء انتشرت في الكومباوندات التي اشتهرت بخضرتها، لكن تم قتل بيئتها مع تقطيع الأشجار بسبب التمدن والشوارع والبنيان الخرساني، حتى أصبح لدينا جيل منفصل عن الطبيعة ولا يعرف قيمة الشجرة".


وتضيف: "المدن تصمَّم لتكديس الناس في عمائر متراكمة دون اعتبار لتأثير ذلك على صحتهم النفسية والجسدية. وهذا ما حصل في أثناء فترة الحظر أيام كورونا، فكنا محبوسين بين جدران خرسانية لا تطل شبابيكها على أي منظر يردّ الروح؛ شبابيك تطلّ فقط على شوارع من إسفلت مرصوصة بالسيارات حيث تحدث أغلب الشجارات على مواقف السيارات. هي مدن مصممة للزومبي، لا البشر. وكما قالت أغنية Big Yellow Taxi " we paved paradise and put up a parking lot، لقد رصفنا الجنّة إسمنتاً وحولناها إلى موقف سيارات".

وتقول مها: "علاقة الإنسان بالمدينة صارت عبارةً عن علاقة مع السيارة. وفي قراءة للأفلام السعودية نجد أن معظمها عبارة عن رجال في سيارة، لأنه تم عد السيارة فضاءً ذكورياً، وعالم الرجال إما في السيارة أو الاستراحة. في الثمانينيات كان إثبات الرجولة يحدث من خلال التفحيط بالسيارة وملاحقة البنات، أو من خلال وضع محرك قوي في السيارة حتى يجذب صوتها البنات التي تلتفت لأن الصوت مزعج بالأساس، أو ربما يلتفتن لأن الصوت يجذبهن، وهذا يقول لنا الكثير عن الحياة الاجتماعية وتكوين العلاقات".

فيلم طويل من أجل البيئة والحيوانات

أما مشروع الساعاتي القادم، فهو فيلم طويل، غرائبي كوميدي، مبني على فيديو تيك توك تتفرج فيه عائلة محلية على قرود الطائف، التي دوماً تثير نقاشاً حول نظرية داروين للتطور، ويتعرض الفيلم لعالم الحيوانات في السعودية. تقول مها: "في الجزيرة العربية كانت لدينا فهود عربية وضباع تساهم في التوازن البيئي، وما زال اسم فهد شائعاً بسبب كونه المضرب في الشجاعة، لكنه مبنيّ على حيوان قد انقرض في الجزيرة العربية بعد انتشار التمدن ودخول البندقية في القرن الماضي، فصار الناس يستخدمونها لصيد الحيوانات المفترسة، إما دفاعاً أو لإثبات الرجولة. قبل سنوات عدة، ظهر فيديو لصيدهم أسراب الفلامنكو المهاجرة في أثناء الشتاء مع أن لحمها لا يؤكل، بالرغم من وجود قوانين تحمي هذه الكائنات الفطرية، لكن التعديات على الطبيعة من الأفراد ما تزال مستمرةً. وعليه اختلّ التوازن البيئي وتكاثرت القرود لاختفاء المفترسات كالضبع الذي يتغذى عليها بسبب إبادة الناس له بالبندقية، ولأن المدن زحفت على بيئتها الأصلية".

ترى مها الساعاتي أن المخرجات في السعودية بدأن بصنع أفلام عن المرأة، لأنه من الأسهل أن يحكين عن تجاربهن الشخصية، ولقلة القصص النسائية في الأفلام السعودية

تضيف مها: "كما اعتاد الناس إطعامها، فبدأت القردة بالتجرؤ على الدخول إلى البيوت وتفاقمت المشكلة بسبب اختلال التوازن البيئي. في الفيلم أحاول أن أسلّط الضوء على عالم الحيوانات، لأني أجد أن القضية تستحق أن تُطرح في فيلم، ولأني أرغب في أن يتعاطف الناس أكثر مع الحيوانات التي تعاني بسبب تصرفاتنا غير المسؤولة كبشر".

وبالحديث عن التعاطف مع الحيوانات، تذكر مها أنها عرضت ذات مرة على أصدقاء لها فيديو عن طائر الكواي واي في هاواي، الذي شوهد آخر مرة عام 1985 وسُمع صوته لآخر مرة عام 1987، ثم انقرض بعد ذلك بسبب التمدن ودخول أوبئة جديدة أدخلها البشر إلى بيئته، فلم تستطع هذه الطيور أن تقاوم المرض وماتت. اشتهر هذا الطائر بنغمة تزاوج جميلة، والصوت الذي سُمع آخر مرة كان صوت الطائر الأخير وهو ينادي على أنثى للتزاوج، لكن الأنثى لا ترد لأنهم ماتوا جميعاً ولم يبقَ سواه. ظل هذا الطائر ينادي بشجن على أنثى لا ترد عليه حتى مات في النهاية وانقرضت هذه الفصيلة.

تقول الساعاتي إن أحداً لم يتأثر بالفيديو حين عرضته عليهم، بل استغربوا تأثرها. وهذا ما يحدث حين ينشأ الإنسان في مدن إسمنتية متوحشة تقتل حساسيته وتفصله عن الطبيعة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

معيارنا الوحيد: الحقيقة

الاحتكام إلى المنطق الرجعيّ أو "الآمن"، هو جلّ ما تُريده وسائل الإعلام التقليدية. فمصلحتها تكمن في "لململة الفضيحة"، لتحصين قوى الأمر الواقع. هذا يُنافي الهدف الجوهريّ للصحافة والإعلام في تزويد الناس بالحقائق لاتخاذ القرارات والمواقف الصحيحة.

وهنا يأتي دورنا في أن نولّد أفكاراً خلّاقةً ونقديّةً ووجهات نظرٍ متباينةً، تُمهّد لبناء مجتمعٍ تكون فيه الحقيقة المعيار الوحيد.

Website by WhiteBeard
Popup Image