شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
المملكة السعودية لاعبة رئيسية جديدة تخترق عالم السينما العالمية

المملكة السعودية لاعبة رئيسية جديدة تخترق عالم السينما العالمية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الجمعة 9 سبتمبر 202211:45 ص

سنوات معدودة هي عمر صناعة السينما في المملكة العربية السعودية، ولكن مع الإمكانيات والخبرات المرهونة لنجاحها يسعى هذا المولود الجديد للنضوج سريعاً ومناطحة كبرى الأستوديوهات العالمية والمهرجانات السينمائية على عدة مستويات، سواءً إنتاج أفلام أو اجتذاب الإنتاجات العالمية للتصوير في مواقع على أعلى درجة من الجودة والتجهيزات، وكذلك دعم المواهب وصناع السينما الشباب من خلال الورش وبرامج الدعم في مهرجان البحر الأحمر.

خمسة أفلام عربية مدعومة من البحر الأحمر

تشهد الدورة الـ79 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي المقامة حالياً مشاركة خمسة أفلام سينمائية عربية دَعم إنتاجها مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في السنوات الأخيرة، حيث تشارك المخرجة السورية سؤدد كعدان الحائزة على الأسد الذهبي لأفضل فيلم أول في فينسيا عام 2018، بفيلمها الجديد "نزوح"، في قسم أوروزنتى إكسترا، من بطولة كندة علوش وسامر المصري وهالة زين. يتناول الفيلم قصة أسرة سورية تعيش ظروفاً سيئة تحت الحصار، بينما يرفض الأبُ النزوح وحياةَ اللجوء حتى لو اضطر للحياة تحت القذائف. أما الأم فتقرر الرحيل لحماية ابنتها زينة من مصير مجهول في بلد تمزّقه الحرب.

سنوات معدودة هي عمر صناعة السينما في المملكة العربية السعودية، ولكن مع الإمكانيات والخبرات المرهونة لنجاحها يسعى هذا المولود الجديد للنضوج سريعاً ومناطحة كبرى الأستوديوهات العالمية والمهرجانات السينمائية على عدة مستويات

ويضم القسم نفسه الفيلم الثاني "جنائن معلقة"، وهو روائي طويل، والفيلم الأول للمخرج العراقي أحمد ياسين الدراج. يتناول قصةَ طفلٍ عمره 12 عاماً يعمل بجمع القمامة، فيتعلق بدمية جنسية يجدها بين القمامة. والفيلم حاز على جائزة أفضل فيلم في مرحلة ما بعد الإنتاج في برنامج فاينال كات بفينيسيا عام 2021.

بينما يشارك فيلم "حديد، نحاس، بطاريات" للمخرج اللبناني الفرنسي وسام شرف في أحد الأقسام الموازية لمهرجان فينيسيا، وهو قسم أيام المؤلفين، وحاز على ردود أفعال جيدة وإشادة النقاد المتابعين للمهرجان. يروى هذا الفيلم قصة أحمد، وهو سوري لاجئ يجوب شوارع بيروت لجمع أجهزة معدنية، ويعاني من آثار قذيفة، فيتحول جسمه تدريجياً إلى معدن، ويجمعه الحبُّ بخادمة إثيوبية تدعى مهدية، في مدينة تحرم عليهما الحبَّ والحرية والحياة الكريمة.

وفى القسم نفسه يعرض الفيلم التاريخي "الملكة الأخيرة" للمخرجين الجزائريين الفرنسيين داميان أونوري وعديلة بن مراد. تدور أحداث الفيلم في الجزائر عام 1516 عن الملكة زافيرا التي واجهت القرصان عروج بارباروسا بعد قتله لزوجها الملك سليم تومي. وتقوم ببطولته عديلة بن مراد، ويشاركها دالي بن صالح وطاهر زاوي.

تشهد الدورة الـ79 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي المقامة حالياً مشاركة خمسة أفلام سينمائية عربية دَعم إنتاجها مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في السنوات الأخيرة

أما الفيلم الخامس فهو "ملكات"؛ روائي طويل، والفيلم الأول للمخرجة والكاتبة المغربية ياسمين بن كيران، الذي من المقرر أن يختتم أفلامَ أسبوع النقاد بمهرجان فينيسيا خارج المنافسة. تدور أحداث هذا الفيلم في الدار البيضاء، حول ثلاث نساء، نسرين الرادي، ونسرين بنشارة، وريحان غواران، يطاردهن رجال الشرطة، وتأخذهن رحلة الهروب عبر التضاريس الحمراء الوعرة والوديان المليئة بالأزهار إلى أن تصل بهن إلى ساحل المحيط الأطلسي.

لاعبة جديدة في جسر فينيسيا للإنتاج

وشارك مهرجان البحر الأحمر هذا العام في الدورة العاشرة من فينال كات، ضمن برنامج جسر فينيسيا للإنتاج، الذي ينظمه مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي لدعم مشاريع صناع الأفلام من القارة الأفريقية والشرق الأوسط، ودَعم مشاركة فيلمين في البرنامج، هما "إن شاء الله ولد" للمخرج الأردني أمجد الرشيد، والذي حاز على جائزة فينال كات لهذا العام لأفضل فيلم من الشرق الأوسط في مرحلة ما بعد الإنتاج، والفيلم الثاني الوثائقي "مقبرة السينما" للمخرج السنغالي تييرنو سليمان ديالو، وحاز على عدد من جوائز الداعمين في برنامج فينال كات.

"جنائن معلقة" هو الفيلم الأول للمخرج العراقي أحمد ياسين الدراج. يتناول قصةَ طفلٍ عمره 12 عاماً يعمل بجمع القمامة، فيتعلق بدمية جنسية يجدها بين القمامة

وفى إطار محاولات احتضان الوافد الجديد والاستفادة من شريك مهم، استضاف مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في هذه الدورة عدداً من الفعاليات التي تحتفي بالمشاريع السينمائية الضخمة في المملكة السعودية، والدور الذي بدأت تلعبه في حركة السينما العالمية في الوقت الحالي من خلال برنامج "جسر الإنتاج" في القسم الخاص بالصناعة. وعقد لقاءً خاصاً تحت عنوان "Saudi Arabia: A new Key player" أو "السعودية: لاعبة رئيسية جديدة".

قام بإدارة هذا البرنامج المحللُ السينمائي نيك فيفاريللي، مشيراً إلى الدور الكبير الذي بدأت تلعبه المؤسسات والشركات السعودية في صناعة السينما العالمية، وشاركت في الحوار شارلين ديلون - جونز (من أفلام العلا)، مستعرضهً المشاريع التي تستعد مدينة العلا التراثية لاستقبالها في القريب العاجل، بعد أن تمّ تأسيس أستوديوهات تصوير ومنتجع للإقامة على أعلى مستوى من الجودة، وكذلك واين بورغ، المدير الإداري لمؤسسة "نيوم للترفيه والإعلام والثقافة"، التي تضم عدداً من الأستوديوهات الحديثة المعتمدة على التكنولوجيا بشكل كبير.

استضاف مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في هذه الدورة عدداً من الفعاليات التي تحتفي بالمشاريع السينمائية الضخمة في المملكة السعودية، والدور الذي بدأت تلعبه في حركة السينما العالمية في الوقت الحالي

واستعرضت شيباني إنديا مالهوترا، المديرة الإدارية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، ما حققه المهرجان في دورته الأولى، ومن خلال صندوق الدعم، وما يطمح إليه في المستقبل، بينما أكد عبدالجليل الناصر، المدير العام لهيئة الأفلام السعودية على حرصهم على تكوين شراكات مع كبرى شركات الإنتاج العالمية والمهرجانات الدولية، بالإضافة إلى تبني مشاريعَ لتنمية المواهب ورعايتها، بما يخدم الصناعة بشكل عام، مشيراً إلى برنامج الحوافز الذي أطلقته الهيئة لدعم الأفلام بنسبة تصل إلى 40% من الاسترداد المالي، بهدف جذب الإنتاج الدولي وتحفيز الإنتاج المحلي في المملكة العربية السعودية.

قنوات للتواصل

اصطحبت هيئة الأفلام السعودية لمهرجان فينيسيا وفداً كبيراً ضمّ عدداً من المخرجين والفنانين السعوديين الشباب منهم محمد السلمان، وتوفيق الزايدي، ومحمد العطاوي، والممثلة سارة طيبة، والمخرجة نورا الأمير، بهدف تقديمهم للمجتمع الدولي وفتح قنوات تواصل تساعدهم على التواجد في المنصات الدولية. وتضمّن برنامجهم عدداً من الجلسات الحوارية التي جمعتهم مع باسكال ديوت رئيس جسر فينيسيا للإنتاج، والناقدة السينمائية نينا روث، ومخرجة وبطلة فيلم "الملكة الأخيرة"، عديلة بن مراد.

وأعلن عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام السعودية، عن الانتهاء من إنتاج أربعة أفلام لصناع سينما سعوديين حازت على جوائز مسابقة "ضوء"، الهادفة لدعم وتطوير المواهب بالسعودية وتشجيعهم على تقديم قصص أصيلة من بلدهم مع العالم، والأفلام هي "بين الرمال" من تأليف وإخراج محمد العطاوي، وهو دراما تاريخية، ويعتبر أولَ إنتاجٍ محليّ يتمّ تصويره في نيوم، و 70% من العاملين فيه من السعوديين، و"نورة"، تأليف وإخراج توفيق الزايدي، وقد تمّ تصويره في منطقة العلا التراثية، و"قصيدة الغراب" إخراج محمد السلمان، ويدور هذا الفيلم في العاصمة الرياض، و"ديرة أجدادي" إخراج دانية الحمراني، الذي  تدور أحداثه في جدة، ومن المنتظر أن تعرض الأفلام الأربعة قريباً.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image