شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
موسيقى

موسيقى "الأندرغراوند" السودانية تتألق في زمن الحرب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن والتنوّع

الجمعة 1 سبتمبر 202311:48 ص

في السنوات الأخيرة لفتت فرق "الأندرغراوند" السودانية الأنظار بابتكاراتها وإبداعها، وفي تقديمها ما يجمع بين التراثي والعصري، والأهم لقدرة بعض هذه الفرق على توحيد الناس واختراق الحواجز الثقافية والاجتماعية، وإثراء المشهد الموسيقى بأصوات جريئة.
سعت هذه الفرق إلى تجاوز التصنيفات التقليدية للأواع الموسيقية، فجمع بعضها بين الروك، والجاز، والفانك، وجمعت فرق أخرى  بين آلات موسيقية تقليدية ومعاصرة.
من خلال تنوع الإيقاعات الموسيقية العالمية وقوالب الايقاعات المحلية، استطاعت فرق "الأندرغراوند" في السودان أن تعكس حقيقة التنوع في البلاد، وأن تشكل حالة انفتاح موسيقية، والأهم نجحت كثير من هذه الفرق في أن تعبر عن القضايا الأساسية وأن تصطف مع جماهيرها في خندق رفض الحرب. 

"دوربا" صوت المهمشين في شرق السودان

في بيئة بدوية في جبال البحر الأحمر، شرقي السودان، وفي واحدة من أكثر مناطق البلاد فقراً وتهميشاً، تعيش بعض قبائل "البجا"، وهم من البدو الذين يمتهنون الرعي.
هناك على سواحل البحر الأحمر نشأ نور الدين جابر في أسرة عاشقة للفن والتراث، ليبدأ مسيرته في التعبير عن أصوات المهمشين في شرق السودان، فأسس فرقة "دوربا"، وتعني "الجبال" باللغة المحلية، والتي تحيي معزوفات من الألحان التراثية للـ"بجا" على الدفوف والطبول في الغالب.
بآلة موسيقية هجينة فريدة صنعها بنفسه، تجمع بين أوتار الدف المحلي والغيتار العالمي، وتعكس تفاصيلها الدقيقة امتداد ثقافة "البجا" الأفريقية الساحلية يقود نوري فرقته الصغيرة، ومن خلال كلمات مقطوعاتهم يمكن أن نستشف ما يعيشه الناس في شرق السودان. 
في بيئة بدوية في جبال البحر الأحمر شرقي السودان تأسست فرقة "دوربا" التي تحيي معزوفات موسيقية من الألحان التراثية للـ"بجا" وهم البدو الذين يمتهنون الرعي
برغم التضييق الأمني الذي تعاني منه الفرقة لتبتعد عن ساحات العاصمة والمدن الكبيرة، الا أنها استطاعت أن تنقل صوت قبائل "البجا" عبر حفلات الساحات والشوارع الكبيرة التي أقاموها في بورتسودان، حيث لاقت معزوفاتهم  الموسيقية الاستحسان في شتى أنحاء البلاد. 

"أصوات المدينة"

لا يمكن الحديث عن فرق "الأندرغراوند" الموسيقية في السودان دون الإشارة إلى "أصوات المدينة"، التي تأسست في 2016  في العاصمة الخرطوم، لتقدم أغنياتها الجديدة عن طريق أسلوب سرد القصص.
بدأت هذه الفرقة مشوارها الفني من خلال إقامة عدد من الحفلات المجانية في الجامعات والميادين العامة في أحياء الخرطوم، بالإضافة إلى حفلات ساحات مواقف المواصلات العامة، وقد جمعت في موسيقاها بين الأصوات السودانية المحلية وموسيقى البوب العالمية، وساهم تركيز الفرقة على القضايا الثقافية والاجتماعية في انتشار أعمالها وشعبيتها بين الشباب أكثر من غيرهم.
بعد عام واحد فقط من تأسيسها، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتعيين أعضاء الفرقة كسفراء للنوايا الحسنة، بسبب اهتمام أعضائها بقضايا التنمية، والقضاء على الفقر، وحماية البيئة وبناء السلام.

قدمت الفرقة مجموعة من الأغاني الفردية خلال حفلاتها المتنوعة، كما أطلقت ألبومين غنائيين هما "لغة الشوارع" و"خشب"، وأحيت عدد من الحفلات في المناطق التاريخية السودانية، كحفلة أهرامات الباجورية. 

بعد عام واحد من تأسيس فرقة "أصوات المدينة" اختار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أعضائها سفراء  للنوايا الحسنة
باتت "أصوات المدينة" من أكثر الفرق شعبية في السودان، وتتراوح أسعاد تذاكر حفلاتها بين 6 آلاف و10 آلاف جنيه سوداني، أي ما يعادل 10 إلى 17 دولاراً أمريكياً، إلا أن الفرقة لا زالت تقدم العديد من حفلاتها في الجامعات والساحات بشكل مجاني.
يقول محمد بيرم عازف الغيتار في الفرقة لرصيف22 إنهم اعتادوا تلحين وتوزيع موسيقاهم بأنفسهم، كما يؤلف بعض أعضاء الفرقة الأغاني الخاصة بهم، بالإضافة إلى استعانتهم بعدد من مؤلفي الأغاني من خارج أعضاء الفرقة، ويشير بيرم أن الفرقة تتعاون مع عدة استوديوهات بالسودان لإنتاج أغانيها وألبوماتها، ولكنها تعتمد بشكل رئيسي على الحفلات المباشرة التي تنظمها في السودان والخارج للترويج لأعمالها. 

"رووتس باند"

شهــدائـنــا مــا مـاتــوا.. هُـم الـلـي في فجــر جديــد
عايشين مع الثوار.. مضي كام ع الفقد الفداهو شهيد
تحت شعار "حب، سلام، مزيكا"، وفي مدينة الأبيض، آمن مجموعة من الشباب أن الفنون تستطيع أن تكون وسائل للتغيير المجتمعي، فشكلوا فرقة "رووتس"، ليغنوا من أجل الحب والسلام بالعربية والإنكليزية، وينطلقوا نحو مراكز الفنون والجامعات ومراكز الشباب لنشر أسلوبهم الفريد في الموسيقى والغناء، الذي استهوى مجموعات واسعة من الشباب، حيث شاركوهم قضايا العدل والحرية في ساحات التغيير، واهتموا خلال أغنياتهم بتخليد معارك الثورة الشعبية السودانية.
قدمت الفرقة حفلاتها الأولى للجمهور بشكل مجاني، قبل أن تفتح الباب للتعاقد معها من خلال الفنادق والمقاهي والمطاعم والمحلات الكبيرة.
في 2021 كانت البداية الحقيقية لـ"رووتس"، من خلال حفلة "صيوان فيستيفال"، والتي حضرتها أعداد كبيرة من الجماهير، لتجوب الفرقة بعدها ولايات السودان وتحيي العديد من الفعاليات. تتراوح أسعار التذاكر للحفلات الغنائية للفرقة بين 3 آلاف و5 آلاف جنيه سوداني، أي ما يعادل 5 إلى 8.5 دولار أمريكي. 
تحت شعار "حب، سلام، مزيكا"، وفي مدينة الأبيض، تشكلت فرقة "رووتس" التي تغني بالعربية والإنكليزية، وقد جمع أسلوب الفرقة جمهوراً كبيراً حولها، لا سيما الأغنيات التي تتناول العدل والحرية 
يقول محمد بسطة أحد أعضاء الفرقة لرصيف22  إن وجوده في "رووتس" يعني له العمل على إيجاد حلول لأمراض المجتمع عبر الفن، ويصف الفرقة بأنها أرواح متجانسة تؤمن بالعمل الجماعي في ظل الوضع الاقتصادي الصعب لجيل الشباب الذي يشكل عائقاً أمام الإنتاج الفني. 

قلب الشارع

أزمـتـنــا ألمتنــا.. بس برضــوا علمتنــا
انه البعيد عن العين.. ما بعيد عن قلوبنا
قبل تسع سنوات في ولاية النيل الأزرق، ظهرت فرقة "قلب الشارع"، وعبر عدة حفلات في مراكز الشباب وكليات الجامعة استطاعت الفرقة أن تعبر عن نفسها وتصنع جمهوراً كبيراً خاصة في ولاية النيل الأزرق.

نشرت الفرقة عدة أغاني من إنتاجها الخاص في ألبومها الأول "لمسة طرب"، قبل أن تنتقل إلى إحياء عدد من الحفلات في ساحات وميادين الولاية بشكل مجاني. 

كانت فرقة "قلب الشارع" أيقونة الجيل قبل أن تتوقف بسبب موت أحد أعضائها المؤسسين، إلا أنها أعلنت مؤخراً أنها ستستأنف عملها من خلال أغنية جديدة 
تحولت الفرقة إلى أيقونة الجيل في الولاية، فاستضافتهم القنوات التلفزيونية والإذاعات المحلية، وسعت الشركات الكبرى إلى رعايتهم، وانطلقت "قلب الشارع" لتعبر عن نفسها بكلمات بسيطة وألحان هادئة وموسيقى جاذبة، قبل أن تتوقف الفرقة عن العمل بسبب وفاة أحد أعضائها الرئيسيين قبل ثلاث سنوات، إلا أنها عادت قبل عدة أشهر لتوضح لجمهورها أنها في طريق العودة، حيث قدم أحد أعضاء الفرقة فيديو قصير على فيسبوك لأغنية جديدة يجري العمل عليها.

صوت الموسيقى في مواجهة صوت الرصاص

"ادو السلام فرصة، خلاص كفانا حرب.. ذنبها إيه الناس بتموت، دمار وخوف ونهب
تحت قصف المدافع وأصوات الرصاص، وبكلمات مؤثرة، أطلقت فرقة "أصوات المدينة" في الخرطوم وفرقة "رووتس" في الأبيض أغنيتهما الجديدة المشتركة "ادوا السلام فرصة"، رفضاً للحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي انطلقت قبل عدة أشهر، علّ صوت الموسيقى يعلو على صوت الحرب.
الصراع الجاري أثر بشكل مباشر على الفرق الموسيقية في السودان، فطغت الحرب على الكلمات واللحن، وتوقفت الحفلات في الجامعات والساحات العامة والميادين، كما تراجعت الفنادق والمطاعم الكبيرة والشركات عن تنظيم السهرات والحفلات بسبب الحرب. 



رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard
    Popup Image