شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
مصير مجهول لنساء بعد 6 أشهر من الزلزال

مصير مجهول لنساء بعد 6 أشهر من الزلزال

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والنساء

الخميس 7 سبتمبر 202310:25 ص


لم يكن الشمال السوري خارج دائرة الحرب المديدة وتداعيها، حين ضرب زلزال 6 شباط/فبراير من هذا العام، ليدمّر ما تبقى من أمل في النهوض مجدّداً لدى أهالي تلك المناطق الواقعة في عين العاصفة، والذين يعانون من كل أشكال العنف والتهديدات.

مرّت 6 أشهر على الزلزال المروّع الذي راح ضحيته أكثر من 8000 شخص في سوريا، ليفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المزرية في تلك المناطق، وخصوصاً لدى النساء اللواتي يواجهن تحديات غير مسبوقة للحصول على الرعاية الصحية والإنجابية.

غياب أدنى مقومات الصحة الجنسية والإنجابية

"تسبّب الزلزال المدمّر بإجهاض العديد من النساء الحوامل نتيجة الصدمة. وإلى ذلك، عانت بعض النساء اللواتي كن في حالة مخاض من نزيف حاد، وكان العديد من الأطفال يعانون من عدم انتظام في دقات القلب"، هذا ما قالته القابلة القانونية غفران، التي تعمل في مستشفى في شمال غرب سوريا، في حديث لرصيف22.

وأضافت: "اليوم، وبعد 6 أشهر على الزلزال، تُركت 2.3 مليون امرأة وفتاة في سوريا دون الحصول على أدنى مقومات الصحة الجنسية والإنجابية. 4.6 مليون شخص محاصرين بسبب النزاع في شمال غرب سوريا، 80% منهم من النساء والأطفال الذين يعيشون في ظروف ضاغطة، في مخيمات مؤقتة مكتظة بالنازحين/ات في محافظة إدلب. بالنسبة للنساء اللواتي يعشن في المخيمات، فإن الحصول على الرعاية الطبية العاجلة مثل العمليات القيصرية أو الولادة المبكرة أو الأطفال الذين يحتاجون إلى مساعدة طارئة، أمر غير متاح تقريباً".

"اليوم، وبعد 6 أشهر على الزلزال، تُركت 2.3 مليون امرأة وفتاة في سوريا دون الحصول على أدنى مقومات الصحة الجنسية والإنجابية"

شرحت غفران كيف عانت النساء في الأشهر الأولى لحصول الزلزال من نقص شديد في الأدوية والمعدات الطبية، مع نقص كذلك في عدد العاملين/ات القادرين/ات على مساعدة النساء وتقديم الرعاية الطبية لهنّ ولأطفالهنّ، وكيف تحسّن الوضع نسبياً مع إنشاء مستشفى للنساء والأطفال الرضّع، بالتعاون بين منظمة "فيوليت" ومنظمة "أكشن إيد الدولية"، وهو مستشفى أعيد تشغيله وركّزت الجهود داخله على الأقسام النسائية، بعدما كانت قد أغلقت جميعها بسبب الأوضاع المادية الصعبة ونقص التمويل.

روت إيمان صالح، لرصيف22، اللحظات الأولى لوقوع الزلزال، عندما كانت مع زوجها وأبنائها في منطقة غازي عنتاب التركية: "عندما حصل الزلزال، كنّا في المنزل، أسرعنا إلى الشارع ولجأنا إلى مشتل زراعي موجود في الحي، والجو كان بارداً جداً، بقينا في المشتل لأيام عدة بلا تدفئة، وعندما عدنا، طردنا صاحب المنزل، وهنا بدأت رحلة البحث الشاقة عن مأوى جديد. واجهنا صعوبات كثيرة خصوصاً مع الغلاء الشديد في الإيجار، وعندما وجدنا منزلاً، ألزمنا صاحب المنزل بدفع الفواتير المتراكمة على المستأجر القديم إضافة إلى مبلغ للتأمين".

كانت إيمان تعيش في تدمر السورية، دُمّر منزلها بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على المدينة، وانتقلت بعدها إلى الرقة، ثم إلى مدينة حمص حيث يعمل زوجها، قبل أن يتعرّض للاعتقال من قبل أمن الدولة بعد سنوات، ثم سافرت العائلة بطريقة غير شرعية إلى تركيا: "شفنا الويل في رحلة التهريب"، على حدّ قولها.

سألت إيمان: "إلى متى هذا العذاب؟"، ثم أكملت معبرةً عن حالتها الصحية والنفسية الصعبة وخصوصاً أنها عانت من كسل في الغدة الدرقية، وقد تفاقم وضعها الصحي بعد الزلزال وكان من الصعب أن تجري التحاليل اللازمة بعد خسارة كل شيء، إلى جانب معاناة زوجها من مناقير في الرقبة وعدم قدرته على تناول الدواء بسبب ارتفاع سعره: "لا أحد من الجمعيات أو الدولة قدّم لنا دعماً في تلك الفترة، ولا نزال كذلك حتى الآن".

الأكثر تضرّراً

"النساء في وقت الأزمات هنّ الأكثر تضرّراً، الأرقام ما بعد الزلزال يمكن أن تكون صعبة، ولكن ما يجب معرفته هو أن النساء في تلك المناطق لم يكنّ يحصلن على الرعاية الصحية والإنجابية اللازمة حتى ما قبل الزلزال المدمّر"، هذا ما قالته مديرة الاستجابة الإنسانية في سوريا وتركيا في "أكشن إيد المنطقة العربية"، علم جانبين، لرصيف22.

وأضافت: "لا فحوصات طبية للنساء خلال فترة الحمل، لا توزيع لأهم المستلزمات الطبية ومستلزمات النساء بشكل عام. وعندما تريد مستشفيات كثيرة تقليص النفقات، تختار إغلاق الأقسام التي تُعنى بالنساء في الدرجة الأولى، إذ تعتبرها من الحاجات الثانوية غير الأساسية".

"النساء في وقت الأزمات هنّ الأكثر تضرّراً، الأرقام ما بعد الزلزال يمكن أن تكون صعبة، ولكن ما يجب معرفته هو أن النساء في تلك المناطق لم يكنّ يحصلن على الرعاية الصحية والإنجابية اللازمة حتى ما قبل الزلزال المدمّر"

"إسمي فرح أبو السل، لبنانية متزوجة وأسكن مع زوجي في غازي عنتاب. قبل الزلزال كان الوضع جيدّاً إلى حدّ ما، إلا على صعيد الحصول على إقامة للأجانب، فهي محافظة حدودية".

وتابعت فرح لرصيف22 بالقول: "أثناء الزلزال، كنت وحيدة. فزوجي مقيم في هولندا في الوقت الحالي. أصعب ما واجهته في رحلة النزوح هو محاولة الخروج من المناطق المنكوبة وحيدة بلا مساعدة. ليس ثمة ما هو أصعب من ترك ممتلكاتك والخروج بأقل ما يمكن، دون معرفة كيف ستخرجين وما هي الوسائل الآمنة للخروج وسط التعتيم الكبير بشأن الأضرار. بقيت 3 أيام داخل مأوى غير مجهّز بأي وسيلة رعاية صحية أو نفسية، لا حمامات، لا أكل، لا أماكن للنوم، بعض المنظمات غير الحكومية دعمت النساء بطريقة ما عبر توزيع الفوط الصحية والدعم النفسي وغيرها".

وواصلت فرح رواية رحلة المعاناة: "الطريق البري كان صعباً جداً، طريق المطار كان أصعب، الوقود فُقد من المحطات، الوضع النفسي كان سيئاً جداً ولم يتواصل معنا أحد من أجل المساعدة. بقيت 4 أشهر عند أخي في اسطنبول، غير قادرة على العودة إلى منزلي بسبب الشعور بعدم الأمان، الأرق، عدم القدرة على النوم، حتى الآن لم تختفِ هذه المشاعر كلياً، حتى الآن تصيبني الاضطرابات ونوبات الهلع في النادي الرياضي وأثناء قيادة السيارة، وفي المنزل".

عانت فرح كذلك مزيداً من المشاكل الصحية: "أصبح عندي هبوط شبه دائم في الضغط، نوبات هلع متواصلة، دوخة، رجفة بالجسم والأطراف، دورة شهرية غير منتظمة لأشهر، تساقط شعر بسبب التوتر، أرق حتى الآن وخمول عام".

ختمت فرح حديثها بحرقة: "أنا من طرابلس، مدينة فيها الكثير من الاضطرابات الأمنية ورغم ذلك لم أشعر يوماً بالاقتراب من الموت كما شعرت به أثناء الزلزال وبعده. قبل أيام حصلت هزات ارتدادية في ملاطية، وصل صداها إلى عنتاب، أعادت إلينا التروما نفسها. للأسف نحتاج إلى دعم نفسي طويل جداً، لا تقتصر على جلسات معينة، وهو ما لا تستطيع المنظمات الحكومية وغير الحكومية توفيره للأسف".

ظروف غير قابلة للعيش

كشفت منظمة "أكشن إيد" أن ثمة أربعة ملايين إلى خمسة ملايين شخص يعيشون في مناطق شمال غرب سوريا، 80% منهم من النساء.

وبحسب منظمة "يو أن أف بي آي"، كان ثمة مئة وثلاثون ألف امرأة حامل في شمال غرب سوريا في شهر شباط/فبراير بعد الزلزال، وهذا يعني أن الكثير من الحالات بحاجة لرعاية متخصّصة لم تحصل عليها بسبب تخصيص المساعدات لتأمين المسكن والمأكل.

وفي دراسة أعدّتها المنظمة بعد تدمير الزلزال لجميع الممتلكات، تبيّن أن العديد من أولئك النساء "يحتمين في مخيمات مؤقتة، أو يقاسين العيش في ظل برد قارس يصل إلى درجة التجمّد، ويكافحن للحصول على الطعام أو المياه النظيفة، ما يعرّض صحتهنّ وصحة الجنين للخطر".

تحمّلت إنصاف نصر، وهي امرأة سورية أخرى شاء القدر أن تكون في غازي عنتاب لحظة وقوع الزلزال، عواقب هذا الحدث الذي قلب حياتها رأساً على عقب، كغيرها ممن كانوا في تلك المناطق المنكوبة.

"أصعب ما واجهته في رحلة النزوح هو محاولة الخروج من المناطق المنكوبة وحيدة بلا مساعدة. ليس ثمة ما هو أصعب من ترك ممتلكاتك والخروج بأقل ما يمكن، دون معرفة كيف ستخرجين وما هي الوسائل الآمنة للخروج وسط التعتيم الكبير بشأن الأضرار"

وتعليقاً على هذه النقطة، قالت لرصيف22: "لا يمكنني القول إن الوضع قبل الزلزال كان سهلاً. من السهل تخيل حياة اللاجئ السوري البعيد عن بلده ومعاناته. أنا المعيلة الوحيدة لأسرتي، عملي كان متقطعاً وغير مستقرّ، زوجي معتقل من قبل النظام منذ العام 2014 ولا نعرف عنه شيئاً، إلى جانب التضييق علينا من الدولة التركية واحتمالية الاعتقال والترحيل في أي وقت، كما أن الغلاء أفقدنا القدرة على تأمين أدنى الاحتياجات الأساسية".

وتابعت إنصاف: "بقينا في الحدائق والطرقات تحت البرد والمطر، بلا أكل أو نوم، لأيام بعد وقوع الزلزال. عدت الى المنزل ولكن بلا تدفئة. لم نحصل في تلك الفترة على أي مساعدة من قبل جمعيات حكومية وغير حكومية، لم تكن الاتصالات ممكنة لذلك بقيت في حالة نفسية سيئة جداً، حتى استطعت الاتصال بنجلي والاطمئنان على حالته الصحية، استطعت بعدها السفر إلى أنقرة حيث تسكن ابنتي".

وأضافت نصر: "المشكلة كانت في الحصول على الرعاية الصحية بعد الزلزال في أنقرة، وخصوصاً أن إبني يعاني من مشكلة في قدمه تفاقمت بعد الزلزال بسبب اضطرارنا إلى المشي الطويل. ومن أجل الذهاب إلى مستشفيات عامة في أنقرة، كان من الضروري الحصول على إذن للسفر، وهو ما كان صعباً جداً، الخيار الثاني كان الذهاب إلى مستشفيات خاصة وهي مكلفة جداً. عدنا بعد أشهر إلى منزلنا في عنتاب لنواجه مصيرنا بمفردنا. الوضع مزرٍ جداً، الحالة النفسية سيئة جداً كذلك مع تكرار الهزات الارتدادية الشديدة. واقتصادياً، الأسعار ارتفعت بشكل لا يصدّق وفرص العمل أصبحت شبه معدومة، كما أنني مهدّدة بالترحيل في حال عدم تحصيل جواز سفر. نعيش في اكتئاب حاد أنا وأبنائي".

هل من تحسّن؟

علّقت علم جانبين على سؤال عمّا إذا كان ثمة تحسّن في الوصول إلى الرعاية الصحية اللازمة لدى النساء بعد 6 أشهر على الزلزال، قائلة: "لا يمكننا أن نتحدث عن تحسّن ملحوظ، فالمساعدات في هذه الأشهر الستّة ركّزت على الاستجابة الطارئة، كتأمين ملجأ وطعام وملابس، البحث تحت الأنقاض وفوقها، أما في المرحلة الثانية من الاستجابة يكون التركيز أكثر على حلول متوسطة المدى وطويلة المدى، وهو ما يستوجب تكاليف مادية لا يتوافر التمويل اللازم لها دوماً".

وعن العنف الجسدي والجنسي، قالت: "ثمة زيادة ملحوظة في حالات العنف الجنسي والأسري ضدّ النساء منذ شباط/فبراير، فالزلزال أدّى إلى فقدان الموارد بشكل كبير لدى سكان تلك المنطقة، بالتالي تسبب بضغط نفسي لا يستهان به، وللأسف يتم تفريغه ضدّ المرأة كونها الحلقة الأضعف".

وأضافت جانبين: "حالات النزوح أيضاً كان لها تأثير ملحوظ على زيادة العنف والتحرش، فالمخيم الذي كان يضم 20 إلى 25 عائلة صار يضم نحو خمسين عائلة، في أماكن غير مؤهلة للعيش. مثلاً ثمة امرأة تعرّضت للتعذيب من قبل والدها عبر الماء الساخن، فقط لأنّ رجلاً كان ينتظر خروجها لاستعمال الحمام نفسه، وتعرّضت زوجة أخرى للتعنيف من زوجها لأنها استخدمت حمّاماً عمومياً محاطاً بالرجال".

شرحت جانبين، من خلال ما رأته ميدانياً خلال عملها في مناطق الزلزال، أن حالة النساء النفسية لا توصف: "لا تقتصر فقط على الخوف من الهزات الارتدادية. ففي وقت كان السكان يحاولون إعادة بناء حياتهم أعادهم الزلزال إلى نقطة الصفر، أغلبهم فقدوا كل ما يملكون من مال وممتلكات وأحبة، وبقايا صحة نفسية تصارع لتبقى، نسبة محاولات الانتحار زادت 3 أضعاف عن السنة الماضية، والنسبة الأكبر هي بين الفتيات تحت الـ18 عاماً".

روت ريم سحمراني، لبنانية تعمل وزوجها في عنتاب، كيف صارعا للخروج من منزلهما الواقع في المنطقة المنكوبة: "وجدنا كمية قليلة من اللوز في السيارة، ساعدتنا على البقاء لمدة ثلاثة أيام لإكمال مسيرة النجاة، فالأكل كان شبه مفقود، ما تسبّب لي بنقص مؤقت في الفيتامينات".

"ثمة زيادة ملحوظة في حالات العنف الجنسي والأسري ضدّ النساء منذ شباط/فبراير، فالزلزال أدّى إلى فقدان الموارد بشكل كبير لدى سكان تلك المنطقة، بالتالي تسبب بضغط نفسي لا يستهان به، وللأسف يتم تفريغه ضدّ المرأة كونها الحلقة الأضعف"

وأضافت لرصيف22: "نمنا داخل السيارة لمدة ست ليالٍ، وللأسف لم تؤمن لنا المنظمات المساعدة ولا أي مأوى للاحتماء به، بعض المنظمات ساعدت من يحملون جنسية معيّنة دون غيرها. كانت المرحلة سيئة جداً، فالنساء عادة يحتاجون إلى أشياء خاصة، كالتنظيف الدائم للمناطق الحساسة، كنت أخاطر للذهاب إلى المنزل لإحضار حاجياتي وغسل جسدي. بعد وقوع الزلزال أصبحت دورتي الشهرية غير منتظمة، وارتفع عندي هورمون البرولاكتين الذي يرتفع بسبب الصدمة والضغط".

وتابعت ريم: "الزلزال أثر بشكل كبير على صحتنا النفسية أنا وزوجي، ما تسبّب لدينا بتوتر دائم، وحتى الآن، لا زلنا غير مستقرين من الناحية النفسية".

في الختام، يجب التشديد على أن هؤلاء النساء لسنَ مجرد أرقام إحصائية تضاف إلى قائمة ضحايا الزلزال وغيره من الكوارث والحروب، إنهنّ قصص لا بد أن تروى، تصارع بصمت الأعباء الاقتصادية والنفسية والتعنيف الجنسي. فبينما عبثت الحروب بأحلامهنّ وأمانيهنّ، فاقم الزلزال حالة الاضطهاد بحقهنّ في مناطق النزاع.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ثورتنا على الموروث القديم

الإعلام التقليديّ محكومٌ بالعادات الرثّة والأعراف الاجتماعيّة القامعة للحريّات، لكنّ اطمئنّ/ ي، فنحن في رصيف22 نقف مع كلّ إنسانٍ حتى يتمتع بحقوقه كاملةً.

Website by WhiteBeard
Popup Image