ينتظر الأردنيون بشغفٍ بطولة دوري المحترفين الذي انطلق الخميس الماضي بعد تحليلاتٍ بأن الفرق غير المرشحة للتتويج تسعى جادةً للحصول عليه، وضمن سلسلةٍ من التعاقدات والتصريحات والتحديات العلنية التي أطلقتها بعض الأندية، غير أنَّ مشاكل البث التلفزيونيّ وضعف جودة الصورة وتعذُّر قناة الأردن الرياضيّة بثّ الجولة الأولى من الدوريّ خيّب الآمال.
القناة الرياضيّة ومشاكل البث
تمتلك القناة الأردنيّة الرياضيّة حقوق بثّ الدوري غير أن انشغال الكاميرات بنقل مباريات بطولة كأس الملك عبدالله الثاني لكرة السلة، التي تأتي في محطة تحضيرية مهمة للمنتخب استعدادًا للمشاركة في كأس العالم، وإضافة إلى نقل مهرجان جرش الثقافيّ حال دون بثّ الجولة الأولى من الدوريّ؛ بحسب موقع كووورة
ناصر البرقاوي وهو مشجّع كرة قدمٍ قديم، يقول لرصيف22" إنَّ من الصعب متابعة كرة القدم الأردنيّة عبر شاشة التلفاز بسبب ضعف جودة التصوير وعدم إعادة الأهداف بشكلٍ واضح وهو ما يختلف عن الدوري الخارجيّ من حيث التعليق والتصوير. ويضيف أن القناة الرياضيّة لا تهتم بجمهورها بشكلٍ كافٍ وتعرض لهم برامج غير رياضيةٍ أحيانًا، وهو ما سبب فجوةً في الثقة بين الجمهور والقناة، موضحًا "نحتاج أن تدخل الشركات الكبرى في الاستثمار الرياضي".
لماذا انصرف جمهور الكرة الأردني عن الدوري المحلي؟
أزمة ثقة
يتساءل رئيس قسم المخرجين بالقناة الرياضيّة وليد أبو غانم خلال حديثه مع "رصيف22" عن سبب أزمة الثقة بين الجمهور الأردنيّ والقناة: "جمهورنا لا يثق فينا، أنا نفس المخرج الذي تأخذ قنوات (بي أن سبورت) والكأس البث منه، ونفس المعلقين، لكنهم يثقون بهم ولا يثقون بنا". ويشير إلى وجود مشكلةٍ في عدد آلات التصوير؛ إذ لا تُلبي الطلب مما يؤثر على جماليّة الإخراج، إضافةً إلى سوء التنظيم بين الأمن العام والاتحاد الأردنيّ لكرة القدم ومراسلي القناة الرياضيّة الذين يضطرون في كل مرةٍ للتعريف عن أنفسهم مما يؤخر نقل بعض اللقطات، قائلاً "كل يوم ممكن يجي حد جديد ع الأمن أو الاتحاد ما بعرفك".
يلفت أبو غانم إلى أنَّ عدم بث الجولة الأولى في دوري المحترفين كان بسبب انشغال التلفزيون الأردنيّ - الذي تعد القناة الرياضيّة جزءاً منه- بتغطية مهرجان جرش كحدثٍ ثقافيٍّ مهم، وأنَّ سوء التنسيق بين إدارة المهرجان والاتحاد كان عاملاً في عدم البث. ويتابع أن مشكلة جودة الصورة لا تشمل فقط دوريّ المحترفين بل إنَّ الملاعب غير مؤهلةٍ لآلات التصوير في حين أنَّ إضاءة بعض الملاعب خافتة ولا تساعد في الإخراج، مؤكداً "عدم بثنا للأسبوع الأول ليس جريمة كان هناك بطولة الملك عبدالله لكرة السلة، القناة الرياضيّة ليست فقط كرة قدم".
وحول عدم وجود بثٍ عبر الانترنت يوضح أبو غانم أن البث كان مملوكًا للقناة ولكنه ملكٌ للاتحاد الآن، قائلاً "لدينا نقصٌ في الكوادر وفي عربات النقل الخارجيّ ومع ذَلك فإن البث واضح ولكن الناس يلجأون لمشاهدة عبر السوشيال ميديا مما يُضعف جودته".
موقف الاتحاد الأردنيّ
رفض الاتحاد الأردنيّ لكرة القدم الإدلاء بتصريحٍ حول الموضوع، وقالوا إنه يكتفي بما يُنشر على صفحة الاتحاد والتصريحات الرسميّة، ووافق على نشر ردّه في "رصيف22" تحت مسمى "مصدرٍ مطلّع" الذي قال إن التلفزيون الأردنيّ هو الوحيد الذي يمتلك حقوق البثّ للمباريات؛ لأن المحطات الفضائيّة الأُخرى لم تقم بالدفع مقابل الحصول على هذه الحقوق، إضافةً إلى بثّ الاتحاد للجولة الأولى من دوري المحترفين عبر "اليوتيوب". وأضاف أن الاتحاد لا ينوي التعاقد مع شركاتٍ للبث عبر الانترنت؛ لأن الأردنيين يتابعون التلفزيون الأردنيّ وهو الأهم لأنه يصل للجميع، مؤكدًا "لا يمكن لكل الناس الوصول للانترنت".
هل آن أوان إنهاء احتكار التلفزيون الأردنيّ لحقوق بثّ مباريات الدوري؟
قناة ثانية
يؤكد الصحافي الرياضي مهند جويلس لرصيف22 أن فتح قناةٍ رياضيةٍ ثانية قد يساهم في حل المشكلة، إلا أنَّ هذا الحلَّ غير وارد نظرًا لإمكانيّات التلفاز الضعيفة. موضحًا بأن وجود قناةٍ واحدة مع معداتٍ غير كافية يتسبب بمشكلة.
ويستذكر مباراة المنتخب الأردنيّ مع نظيره الصربيّ في النمسا والتي صادفت الوقت ذاته مع بث بطولة الدرع بين ناديي الوحدات والرمثا، فما كان من التلفاز إلا أن بثّ بطولة المنتخب واكتفى بنقل بطولة الدرع عبر "الفيسبوك". معلّقًا "ليه مباراتين مهمتين بنفس الوقت؟ ما فيه تنسيق عند الاتحاد، بما إنه مباراة المنتخب ما بتقدر تأجلها كان لازم يأجل مباراة الوحدات والرمثا".
يشير جويلس إلى عدم وضوح التصوير خلال البثّ عبر "اليوتيوب" وهو ما يساهم بالشّك في اللقطات، إضافةً إلى عدم وجود إعادةٍ للأهداف ما يؤثر على جماليّة المباراة، منوهًا "بتحضر المباراة وزي كأنك بتحضرش إشي". ويشدد على ضرورة التنسيق بين الاتحادات الكرويّة؛ مثل عدم إقامة بطولة كأس الملك لكرة السلة تزامنًا مع دوري المحترفين لكرة القدم، وتأجيل موعد بدء أحدهما، وذلك بسبب الوضع الاقتصاديّ السيىء الذي يدفع البعض لمشاهدة المباريات في المنزل، إلا أنَّ عدم وجود آلات تصويرٍ كافيةٍ للتنقل بين المبارياتين يمنع بثَّ إحداهما على حساب الأُخرى وهو أمرٌ متكرر ولا يشمل دوريَّ المحترفين وحسب.
اشكالة الإخراج
يوضح المنتج الفني والمخرج عبد الله سعد الدين لرصيف22 وجود مشاكل واضحةً في دوري المحترفين لكرة القدم مثل ضعف المستوى العام المرتبط بضعف التنظيم وإدارة المسابقة، وعدم وجود راعٍ وتسويقٍ جيّد للدوري.
ويرى أنَّ الاتحاد يتمسكّ بتسويق البث وحقوقه للتلفزيون الأردني، واصفًا إيَّاه بالذي "لم ينجح في نقلها فنيًا، إضافةً إلى عدم نجاحه في التعليق والمحتوى والبرامج والتغطيات". ويلفت سعد الدين الذي عمل في إخراج كأس العالم فيفا للألعاب الإلكترونية 2023 في الرياض إلى سوء جودة الأجهزة التي تستعملها القناة وضعف مهارة المخرجين والمصورين، مؤكدًا ضرورة تجديد الكادر فنياً وتحريرياً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...