منذ أكثر من عام، بدأت "أماني س"، الحاصلة على بكالوريوس التربية في تخصص "رياض الأطفال" عام 2016، الاستعداد لدخول مسابقة وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني المصرية، لتكون واحدة من 30 ألف معلم يتم التعاقد معهم لسد العجز الشديد الذي تواجهه المدارس المصرية في تخصصي رياض الأطفال ومعلم الفصل؛ لكنها لم تتخيل أنه بعد عام كامل من الاختبارات والتدريبات والكشوف الطبية والرياضية والتي اجتازتها جميعاً بنجاح؛ أن يكون مصيرها الاستبعاد من المسابقة بسبب زيادة وزنها، إذ لم يكن الوزن شرطاً ضمن شروط التقدم عند بداية الإعلان.
بدأ استعداد أماني لمسابقة وزارة التربية والتعليم، بعدما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، في يناير/ كانون الثاني 2022، بإجراء إعلان لتعيين 30 ألف معلم سنوياً لمدة 5 سنوات بإجمالي 150 ألف معلم ومعلمة، بهدف حل مشكلة عجز المعلمين، التي تدور -وفق عدد من الخبراء- حول 500 ألف معلم ومعلمة، فقد كان حلماً للخريجة أن تصبح واحدة من الموظفين المعينين حكومياً، في وقت ندرت فيه التعيينات خاصة بالنسبة للمعلمين، إذ توقف تكليف خريجي كليات التربية منذ تسعينيات القرن الماضي، وصار التعيين عن طريق المسابقات التي كان آخرها عام 2014، أي قبل 9 سنوات، وتوقفت في ظل توجهات تقشفية تسهدف خفض عدد الموظفين في الجهاز الحكومي على مختلف تخصصاتهم.
بعد شهور من توجيهات رئيس الجمهورية، أعلنت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، فتح باب التقدم لمسابقة التعاقد مع 30 ألف معلم رياض أطفال ومعلم فصل، في يوليو/ تموز 2022، مشيرة إلى أن هذه المسابقة سيكون لها إجراءات وشروط صارمة، تضمن اختيار الكفاءات فقط، وتمنع تدخل الوساطة والمحسوبية، وذلك بجعل التقديم والاختبارات إلكترونية بالكامل دون تدخل للعنصر البشري. مع إضافة متغير جديد لم تشهده مسابقات التوظيف الحكومية في مصر من قبل، وهو دخول القوات المسلحة عبر الكلية الحربية طرفاً في اختيار المتقدمين لشغل الوظائف ومن بينهم المدرسين.
عام من الاختبارات والتدريبات
وبعد تقدم أكثر من 135 ألف معلم للمسابقة، توافرت الشروط في نحو 36 ألف متقدم لوظيفة معلم رياض أطفال بينهم أماني، وأكثر من 60 ألف متقدم لوظيفة معلم فصل، بدأوا الاختبارات التنافسية خلال الفترة من أغسطس/ آب وحتى ديسمبر/ كانون الأول 2022، وفقاً لجدول أعده الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وأعلنه عبر بوابة الوظائف الحكومية، التي صارت مسؤولة عن جميع إعلانات شغل العمل بالحكومة المصرية، على أن يجري سحب الملف من الكلية الحربية.
كان اختبار أماني، ابنة محافظة البحيرة، خلال الفترة بين 3 و5 سبتمبر/ أيلول، وفق الجدول المقسم وفقاً للمحافظات، وتضمن هذا الاختبار الإلكتروني الذي شارك في وضعه نحو 30 أستاذاً من كليات التربية، 5 مكونات تتمثل في:
- الكفايات السلوكية وتعني الجدارات، وهي صفات عامة يجب توافرها لكافة الموظفين في الجهاز الإداري للدولة مثل: الانضباط والرغبة في التعلم الذاتي.
- المهارات اللغوية لقياس مدى إتقان المعلم للغة العربية وإحدى اللغات الأجنبية التي يجيدها [المتقدم/ المتقدمة].
- الكفايات المعرفية والتكنولوجية لقياس مدى معرفة المتقدم بمعلومات تتعلق بالدولة من مشروعات كبرى واستراتيجيات قومية وغيرها من معلومات عامة، إضافة إلى مدى إجادة استخدام الحاسب الآلي وتطبيقاته.
- الكفايات التربوية وهي التي يجب أن تتوافر في المعلم مثل توجيه الخطاب، الصحة النفسية، التدريس الفعال، الإدارة والإشراف وغير ذلك.
- الكفايات التخصصية وهي عبارة عن اختبار في التخصص الدقيق للمعلم.
وعلى صعوبة هذه الاختبارات وحداثة تطبيقها في مسابقات تعيين المعلمين، إلا أن أماني اجتازتها بنجاح وكانت ضمن 11 ألفا و990 متقدم ناجح فقط في فئة "معلمي رياض الأطفال"، وتخيلت بهذا أنها اجتازت أصعب الخطوات، وليس أمامها سوى التدريبات الذهنية والبدنية المؤهلة للعمل كما أعلنت وزارة التربية والتعليم من قبل، لكن الأمر لم يكن كذلك.
بعد اجتياز أماني وغيرها الكشف الرياضي والطبي، فوجئت باستبعادها من المسابقة بكشف الهيئة بسبب وزنها الزائد، ففي توقيت كشف الهيئة كان طولها 169 سم، بينما وزنها 103 كيلو جرامات
وفي مارس/ آذار الماضي، تولت وزارة التربية والتعليم تنفيذ التدريب التربوي للمعلمين الناجحين بالمسابقة والذين بلغ عددهم 28 ألفاً و167 من 30 ألف مستهدفين بتخصصي رياض الأطفال ومعلم فصل للصفوف الأولى، واستهدف هذا التدريب الذي تم تنظيمه بالمحافظات على مدار 4 أيام، إكساب المشاركين المعرفة والمهارات والاتجاهات نحو ممارسة عمليتي التعليم والتعلم؛ لتأهيلهم تربويا وتدريبهم على طرق التدريس المطورة وفقاً لمنظومة التعليم الجديدة.
وفي مايو/ آيار، بدأ التدريب الذهني والبدني على مدار 3 أيام، بهدف "التعريف بالمشروعات القومية وحروب الجيل الخامس"، وتعزيز روح الانتماء الوطني ورفع الكفاءة الذهنية والبدنية، بجانب تعزيز مهارات التواصل، إضافة إلى إعداد المعلمين لاجتياز الاختبارات البدنية والمقابلات الشخصية المتممة للبرنامج التدريبي.
وبعد انتهاء دور الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة الذي تولى تنظيم الاختبارات، ودور وزارة التربية والتعليم التي تولت التدريبات التربوية والذهنية، جاء دور الكلية الحربية، الذي استحدث في مسابقات التعيينات الحكومية، وتمثل في إجراء الكشف الرياضي والطبي وكشف الهيئة للمتقدمين. وبعد اجتياز أماني وغيرها في الكشف الرياضي والطبي، لكنها فوجئت باستبعادها من المسابقة بكشف الهيئة بسبب وزنها الزائد، ففي توقيت كشف الهيئة كان طولها 169 سم، بينما وزنها 103 كيلو جرامات.
بعد استبعاد العديد من المعلمين والمعلمات في اختبار كشف الهيئة بالكلية الحربية بسبب أوضاع صحية بينها الوزن الزائد أو الحمل والولادة، عبر كثيرون منهم عن استيائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرين أن هذه الشروط لم يكن منصوصاً عليها عند فتح باب التقدم للمسابقة، كما أنها تتنافى مع الدستور وقانون التعليم
التعليم: إجراءات مستحدثة
بعد إعلان استبعاد العديد من المتقدمين والمتقدمات في اختبار كشف الهيئة بالكلية الحربية بسبب ظروف صحية بينها: الوزن الزائد أو الحمل والولادة، ثار العديد من المعلمين والمعلمات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى مثل هذه الشروط لم يكن منصوصاً عليها عند فتح باب التقدم للمسابقة، كما أنها تتنافى مع الدستور وقانون التعليم، بعدها أصدرت وزارة التربية والتعليم، بياناً صحفياً، تؤكد فيه منح فرصة ثانية لكشف الهيئة للمعلمين أصحاب الأعذار الصحية، ولكن "بعد انتهاء هذا العذر".
البيان جاء مبهماً بالنسبة للكثيرين، من حيث إجراءات إتاحة الفرصة الثانية أو آلية تحديد وقت "انتهاء الظرف الصحي"، خاصة في حالة الوزن الزائد، إذا تم اعتبار الحمل والولادة أحداثاً عابرة تنقضي خلال فترة زمنية محددة.
وتواصل رصيف22، مع مصدر مطلع بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني- رفض ذكر اسمه- لكشف تفاصيل استبعاد المعلمين والمعلمات، وآلية منحهم فرصة ثانية بعد انتهاء ظروفهم الصحية.
وأوضح المصدر أن اختبارات الكلية الحربية، واشتراط الوزن اللائق للمعينين بالدولة، هو توجه جديد تتبعه الحكومة في مختلف الوظائف التي تعلن عنها، وسبق تطبيقها على وظائف بوزارتي الأوقاف والكهرباء، وستكون شرطاً في جميع الوظائف القيادية التي سيعلن عنها، لكن الفارق بين هؤلاء والمتقدمين لوظائف التدريس، أن الموظفين الآخرين خضعوا لتدريبات مدتها 6 أشهر بالكلية الحربية، أما المعلمين فنظراً لزيادة أعدادهم تم تدريبهم لمدة 3 أيام فقط.
وفسر المصدر بيان وزارة التربية والتعليم، مشيراً إلى أنه سيتم منح فرصة ثانية للمعلمين المستبعدين لاستكمال الاختبارات، لكن دون التغاضي عن الشروط، بل بمنحهم "مهلة لإنهاء الظرف الصحي"، والالتحاق بالاختبارات في الدفعات المقبلة: "الرئيس وجه بتعيين 150 ألف معلم على 5 سنوات، والمعلمين المستبعدين لديهم فرصة لدخول اختبار ثاني مع إحدى الدفعات المقبلة، بعد انتهاء الظرف الصحي، يعني لو الظرف انتهى حالياً، يمكنهم الالتحاق باختبارات الدفعة الثانية، عند نقطة توقفهم وليس إعادة جميع الاختبارات، ولو لم ينتهِ يؤجلون الاختبار للدفعة الثالثة".
مصدر بوزارة التربية والتعليم: الوزن الزائد هو الأزمة، لأن تخفيضه قد لا يكون باستطاعة صاحبه، مشيراً إلى أن الكلية الحربية لم تشترط على المتقدمين أن يكونوا ذوي أوزان مثالية، ولكنها "تسمح بـ30 كيلو جرام زائدة عن الوزن المثالي"
وفي فبراير/ شباط الماضي، أعلن الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، بدء الموجة الثانية لتعيين 30 الف معلم جديد، ويستعد الآن لإعلان جداول اختبارات المتقدمين المستوفيين لشروط التقديم والمستندات المطلوبة.
وأشار المصدر إلى أن وزارة التربية والتعليم حريصة على سد العجز الصارخ في أعداد المعلمين، والظروف الصحية للمتقدمين قد تحول دون تحقيق هذا الهدف: "ما صدقنا من سنين تيجي موافقة على تعيين معلمين جدد وتخصيص مالي لرواتبهم، فصعب نقبل حد هتمنعه ظروفه من أداء المهمة المطلوبة منه، ده تفسير الحكومة لحالات الاستبعاد"، موضحاً أن التعاقد سيكون لمدة عامين يليهما التثبيت بالجهاز الإداري للدولة.
وعن الحالات الصحية التي تعترض عليها الحكومة، أكد المصدر أن الإنجاب من حق السيدات، وهو ظرف عارض يمكنهم إعادة التقدم بعد انتهائه في الدفعات المقبلة، أما الوزن الزائد فهو الأزمة، لأن تخفيضه قد لا يكون باستطاعة صاحبه، مشيراً إلى أن الكلية الحربية لم تشترط على المتقدمين أن يكونوا ذوي أوزان مثالية، ولكنها "تسمح بـ30 كيلو جرام زائد عن الوزن المثالي"، وواصل: "هما حددوا الوزن ده لإنه بيعبر عن السمنة المفرطة، وبعده بيدخل الإنسان في السمنة الحادة المسببة للأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر، أي أنه آخر حد آمن للوزن".
ورغم ذلك يعترف المصدر أن شروط الظروف الصحية من الصعب التحكم فيها: "ممكن حد يبقى وزنه مظبوط وقت كشف الهيئة وبعد التعيين يزيد، فهل هيتم إجراء كشف كل 6 شهور واستبعاد المعينين بعد ذلك كما يحدث بالكليات العسكرية؟ طب لو معلمة لم تكن متزوجة عند التعيين، وبعده بعام أو اثنين تزوجت وأنجبت، هل سيتم فصلها؟، دي أمور صعب التحكم فيها، وبالتأكيد الدفعة دي بالذات اتظلمت لإنه لم يتم إعلان هذه الشروط عند فتح باب التقديم، كان هيكون أمامهم سنة كاملة لتوفيق أوضاعهم بالتزامن مع الاختبارات والتدريبات، أو أصحاب الظروف الصعبة لن يتقدموا من الأساس".
ولفت المصدر المسؤول في التعليم إلى أن الوزارة جاءتها الكثير من الشكاوى لأصحاب ظروف صحية من الصعب إنهاؤها: "فيه سيدات تواصلوا مع الوزارة أكدوا إن أوزانهم الطبيعية مناسبة للوظيفة، لكن بحكم زواجهم وتناولهم حبوب منع الحمل زاد وزنهم لما يتجاوز السمنة المفرطة"، وهذه حالة "سارة.ع" التي تواصل معها رصيف22، وأكدت أن حبوب منع الحمل كانت سبباً وراء زيادة وزنها بشكل كبير، وحال توقفها عن تناولها تخشى حدوث الحمل، الذي سيدخلها في مانع آخر من موانع التعيين.
كما أن "أماني.س" التي كانت شهادتها فاتحة هذا التقرير، زاد وزنها بعد الزواج وإنجاب 3 أطفال، وحالت 4 كيلو جرامات فقط بينها وبين حلم التعيين بالوظيفة: "أنا كان وزني وقت كشف الهيئة 103 كيلو، والمفروض ما يكونش زيادة عن 99 كيلو وفقاً لشروط الوزن المحددة، وبعد استبعادي انتابتني حالة اكتئاب زاد وزني خلالها 10 كيلو جرامات إضافية، بعدها حاولت اتباع نظام حمية، واستطعت تخفيض وزني عن 100 كيلو جرامات".
لكن أماني لا تثق في وعد وزارة التربية والتعليم بمنحها فرصة إضافية لكشف الهيئة، كما أنها تبدي تعجبها من قبول بعض زملائها أصحاب الأوزان الأثقل منها: "حتى الآن محدش من الوزارة تواصل معايا، ومش هصدق الوعود إلا لو فعلا حصلت، لإني مستغربة إزاي ناس أوزانهم أكبر مني وتم قبولهم وأنا تم رفضي؟".
وأشار المصدر المطلع إلى أن وزارة التربية والتعليم حتى الآن لم تتلق الشكوف النهائية من الكلية الحربية بأسماء المعلمين المقبولين، مشيراً إلى أنه وفقاً للأرقام المتداولة تم قبول 23 ألف معلم فقط، من بين 28 ألفاً اجتازوا الامتحانات، وتنتظر الوزارة وصول الكشوف النهائية بأسماء الناجحين والمستبعدين من اختبارات الكلية الحربية، لتحديد المعلمين الذين سيتم منحهم فرصة ثانية للاختبار والتواصل معهم".
أستاذ في كلية التربية: العديد من قطاعات الدولة تعتمد على قياس الوزن المثالي لأفرادها والتأكد من ذلك بصفة دورية؛ لكي يتمكنوا من القيام بمتطلبات وظائفهم بكفاءة، مع العلم بأن هذا النظام ليس مستحدثاً بشكل عام، لكنه يطبق لأول مرة بوزارة التربية والتعليم
إيجابيات وسلبيات
يقف أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، عاصم حجازي، إلى صف الحكومة في إجراءاتها الجديدة، مشيراً إلى أن دور المعلم داخل الفصول الدراسية يستلزم أن يتمتع بقدر كبير من النشاط والحيوية لكي يستطيع أن يحفز طلابه ويشجعهم وينشط أذهانهم، ويستثير حماسهم ودافعيتهم، وهذا يتطلب أن يكون لدى المعلم قدرة على الحركة وسهولة التنقل داخل الفصل الدراسي، فضلاً عن ضبط الفصل والسيطرة على الطلاب وتحقيق الأهداف التربوية، وبالتالي فإن الخطوة الأولى لتنظيم العمل داخل الفصول الدراسية تبدأ من اختيار المعلم الذي يمتلك القدرة على تحقيق هذا الهدف.
وأشار حجازي، في تصريحات لرصيف22، إلى أن العديد من قطاعات الدولة تعتمد على قياس الوزن المثالي لأفرادها والتأكد من ذلك بصفة دورية؛ لكي يتمكنوا من القيام بمتطلبات وظائفهم بدقة وكفاءة، مع العلم بأن هذا النظام ليس مستحدثاً بشكل عام، لكنه يطبق لأول مرة بوزارة التربية والتعليم، مؤكداً أنها خطوة جيدة ستتطلب اتخاذ خطوات أخرى لضمان حسن سير العمل التربوي داخل الفصول.
عدم إعلان شرط الوزن الزائد والحمل والولادة بشكل واضح للمعلمين قبل دخولهم المسابقة بفترة حتى يؤهل كل منهم نفسه، يجعل إعفاء هذه الدفعة التي تقدمت في ظل غياب هذا الشرط ضرورة قانونية
وأكد حجازي أن الشروط المستحدثة هدفها تحسين بيئة العمل، وليس التقليل من شأن أحد أو الإساءة إليه، ولكن فقط اختيار أفضل العناصر التي يمكنها المساعدة في تقديم تعليم حقيقي للطلاب.
بدوره يجد الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، تامر شوقي، العديد من المزايا والعيوب في الإجراءات الجديدة المتبعة لتعيين المعلمين، فمن إيجابيات تلك الإجراءات أنها ستجعل الاختيار يقع على معلمين قادرين على الحركة والنشاط داخل الفصل، باعتبار أن المعلم صاحب الوزن الملائم لطوله، يكون دينامي أثناء التدريس، أي قادر على الحركة بشكل يلفت انتباه الطلاب، وبعض المعلمين أصحاب الوزن الزائد قد لا يستطيعون القيام بهذه المهمة، وأصحاب السمنة المفرطة قد لا يستطيعون التنقل بين الفصول في الأبنية المدرسية المختلفة، وهو أمر معتاد بالنسبة للمعلمين، وبالطبع هذا الأمر سينطبق على المرأة الحامل.
ومن بين الإيجابيات التي أوضحها شوقي لرصيف22 أيضاً، أن مثل هذه القرارات ستجعل المؤهلين للعمل بالتدريس يحافظون على أوزانهم قبل فترة طويلة من التقدم للعمل، وبالتأكيد سيعود عليهم ذلك بفوائد مثل تجنب الأمراض مثل الضغط والسكر وغيرها، كما أن المعلم قدوة لطلابه ليس فقط فيما يتعلق بالتعيين ولكن أيضاً بالنسبة للمظهر.
وفي المقابل هناك العديد من السلبيات لمثل لشرط الوزن الزائد والحمل والولادة، إذ أوضح أستاذ علم النفس التربوي، أن عدم إعلان هذا الشرط بشكل واضح للمعلمين قبل دخولهم المسابقة بفترة حتى يؤهل كل منهم نفسه، يجعل إعفاء هذه الدفعة التي تقدمت في ظل غياب هذا الشرط ضرورة قانونية.
وأضاف أن من بين السلبيات أيضاً أن الوزن الزائد والحمل، لا يمثلوا جميع الأسباب التي تعوق عن التدريس، لكن هناك مشكلات أخرى، مثل مشكلات النطق، أو عيوب خلقية أخرى، فلماذا تم التركيز على هذه الحالات المحددة؟، وأيضاً قد يؤدي رفض تعيين بعض المعلمين نتيجة هذه الظروف لنوع من التنمر ضد هذه الفئة، وهي فئة ليست قليلة العدد، وقد يؤدي هذا التنمر بالأفراد لفقد روح الانتماء لانهم سيجدون من الناحية النفسية أن مجتمعهم يرفضهم وبالتالي سيرفضونه وينقلون هذا الشعور لأبنائهم، ما سيترتب عليه مشكلات نحن في غنى عنها.
وثمن تامر شوقي، ما تحاول وزارة التربية والتعليم تطبيقه بمنح فرصة ثانية لتجاوز الظرف الصحي، وإن كانت حتى الآن لم تعلن الآلية: "لو قولنا الحامل أو التي أنجبت تواً سينتهي ظرفها الصحي خلال أشهر قليلة، فماذا عن أصحاب الوزن الزائد؟ فمن المعروف أن وصولهم للوزن المناسب قد يحتاج إلى فترة زمنية طويلة، هل ستظل وزارة التربية والتعليم على تواصل معهم حتى انخفاض وزنهم؟".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون