حلول ذكية ومبتكرة لتأثيث الشقق الصغيرة

تأثيث الشقق الصغيرة بما يحقق الراحة لسكانها أولاً هي خطة تستدعي الكثير من المهارات والتخطيط، ولكن قبل هذا تستدعي التخلص من العديد من الأفكار التي توارثناها في الثقافة العربية حول تقسيم المنزل والغاية من مساحاته، ومحاولات إبهار الضيوف وتقديمهم كأولوية على أصحاب المكان.

من يحتاج إلى صالون خاص للضيوف وحمام خاص للضيوف اليوم؟ لا سيما في عواصم ثمن القسط الشهري أو الإيجار فيها لشقة من 100 متر تفوق الحد الأدنى للأجور؟

علينا أن نسأل أنفسنا كم مرة سيتم استخدام المساحات الفائضة عن حاجة أهل المنزل اليومية وما هي كلفتها الشهرية؟ هل حقاً نحتاج إلى غرفة سفرة بوجود طاولة طعام في المطبخ؟ وما العبرة من وجود موضوعين لنفس الاستخدام؟ وهل نقوم باستخدام المساحات الفائضة عن الحاجة بطريقة ذكية وعصرية؟ هذه بعض الأسئلة التي يجب أن نجيب عنها ونحن بصدد تأثيث المكان الصغير، وتالياً بعض أهم النصائح التي قد تفيد في هذا الأمر.

فوائد المساحات الصغيرة

سواء كنتم عزاباً، أو من المتزوجين حديثاً، أو حتى كان خياركم أنكم لا ترغبون بشقة كبيرة، فخيار المساحات الصغيرة يعتبر من الخيارات الذكية لسكان المدن لعدة أسباب، منها:

- سهولة العثور على مكان صغير في المدينة لا تقارن بصعوبة العثور على شقة أو منزل بمساحة كبيرة، فالمدن وتحديداً مراكزها ووسطها ذات مساحات محدودة وبالتالي فالطلب كبير على عرض قليل.

- توفير جزء ثابت من الدخل الشهري سينفق على مساحة غير مستخدمة.

- كلفة التبريد والتدفئة والكهرباء والماء ستكون أقل بكثير في المنزل الصغير عما سندفعه في المنزل الأكبر مساحة، وهذا أيضاً يعد توفيراً من الدخل الشهري إلى جانب الإيجار أو القسط.

- تنظيف المنزل الصغير يستغرق وقتاً أقل من تنظيف وترتيب المنزل الكبير، ما يعني توفير الوقت يومياً.

لتأثيث شقة عصرية صغيرة المساحة علينا التخلص من الأفكار التي توارثناها في ثقافتنا عن تقسيم المنزل والغاية من مساحاته، ومحاولات إبهار الضيوف وتقديم راحتهم على أصحاب المكان

كلمة السر هي التخطيط الدقيق

أهم النصائح والشروط التي يقدمها خبراء التصميم الداخلي والمواقع المختصة لتأثيث الشقق والمنازل الصغيرة تتمحور حول استغلال المساحة بذكاء وتحقيق الراحة والجمال في نفس الوقت، لمساعدتكم على التخطيط الصحيح يمكن الاستعانة بالبرامج والتطبيقات الذكية التي اقترحناها لكم في نهاية التقرير. 

من حسنات المنازل الصغيرة أنها تستهلك طاقة أقل في التبريد والتدفئة، كما أنها تستغرق وقتاً أقل في تنظيفها 

لكن قبل أي شيء فشرط التخطيط المسبق الناجح هو تحديد الأماكن والمساحات وأحجام قطع الأثاث، للتأكد من القدرة على التحرك بسلاسة داخل الشقة، ولتحقيق الهدف الأخير يمكن التفكير بالاستفادة قدر الإمكان من المساحات العامودية، مثلاً تثبيت الرفوف والأثاث الجداري واستغلال المساحات العلوية، وتوفير مزيد من مساحة التخزين.

أيضاً لضمان الإبقاء على حرية الحركة دخل الشقة يمكن شراء قطع الأثاث ذات الوظائف المتعددة، كالأثاث القابل للطي أو القابل للتمديد لتوفير مساحة عند الحاجة. وفي نفس الوقت اختيار الأثاث الذي يحتوي على مساحات تخزين ما أمكن أو ابتكار حلول تخزين كإضافة صناديق منظمة تحت السرير أو فوق خزائن المطبخ.

هنا لا بد من الحذر من التكديس غير المفيد، وتحقيق هذه النصيحة يتم من خلال البدء بتحديد القطعة التي نحتاجها أولاً، ومن ثم البحث عن مساهمتها الجمالية ثانياً، وعدم السعي لإضافة الديكورات لأنها جميلة فقط.

أحد الخدع التي ينصح بها خبراء التصميم الداخلي للمساحات الصغيرة هي استخدام الألوان الفاتحة لا الغامقة، والتي تعطي انطباعاً بأن المكان أوسع من خلال عكس الإضاءة. أما الخدعة الثانية فهي استخدام المرايا لإعطاء انطباع بالعمق وجعل المساحة تبدو أكبر.

لكن كل ما سبق يجب أن يخضع لنظام واضح، فالمساحات الصغيرة لا تحتمل الفوضى والتراكم والتكديس، وللوصول إلى هذه الغاية حاولوا اتبع منهج الـ"مينامليزم" والتقليل قدر الإمكان من الاستهلاك والشراء غير الضروري.

تطبيق عملي للأفكار السابقة

تالياً بعض أهم التطبيقات العملية للأفكار والنصائح السابقة.

- تقليل عدد قطع الأثاث بالمقام الأول، مثلاً لا حاجة لطاولتي طعام في المنزل، ولا حاجة لتلفزيونين، أو عدد كنب غير مستخدم. لذا يجدر تحديد العدد الذي نحتاجه لا الذي نريده، مثلاً لا حاجة لعدد غير مستخدم من الصحون والطناجر وأدوات المطبخ من خلال شراء الأطقم ذات العدد الكامل، ويمكن استبدالها بالشراء بالقطعة.  

- تقليل العدد لا ينطبق فقط على الأثاث، بل على احتياجاتنا من الملابس والأحذية ومواد العناية الشخصية، فكلها ستأخذ من مساحة المنزل ومن مساحات التخزين.

ينصح خبراء التصميم الداخلي بالتخطيط الجيد ودراسة مساحة الشقة وقياس الأثاث قبل شراءه، مع الحفاظ على مساحات تنفس بين القطع لضمان سهولة تدفق الحركة

- اختيار الأثاث صغيراً منذ البداية من خلال دراسة دقيقة للمساحة التي ستوضع فيها القطعة وقياس حجمها في محل الأثاث، مع التأكد من الإبقاء على مساحات تنفس بين الأثاث.  

-  تفضيل الأثاث الذكي، كالطربيزات التي تأتي ثلاثة سوياً من الأصغر إلى الأكبر وتخزن داخل بعضها البعض أفضل من طاولة قهوة كبيرة في وسط غرفة الجلوس.

- استغلال الجدران، فتعليق التلفزيون أفضل من شراء طاولة خصيصاً له، وتعليق رفوف علوية للتخزين أفضل من الصناديق والخزائن الأرضية. وتعليق المكرميات للنباتات لإضفاء خضرة على المنزل أفضل من الأوعية الكبيرة للنباتات التي توضع أرضاً وقد تعيق الحركة.

- التفكير باستغلال الزوايا، مثلاً إذا كنا نعمل من المنزل، يمكن الاستفادة من الزاوية الفارغة بوضع مكتب صغير بدلاً من العمل في كل المنزل وإشاعة حالة فوضى.

- والأهم من كل ما سبق هو برمجة تفكيرنا باتجاه الأساسيات وليس الكماليات.

الحلول الذكية

هناك العديد من برامج التصميم ثلاثية الأبعاد التي تساعد في التخطيط الجيد لتأثيث المنازل وإنشاء تصاميم داخلية واقعية، من أهم هذه البرامج:

SketchUp: أحد البرامج سهلة الاستخدام لتصميم النماذج ثلاثية الأبعاد لغير المحترفين. ويتيح تصميمات داخلية دقيقة، كما يضم مكتبة ضخمة من الأثاث والعناصر التي يمكنك استخدامها في التصميم. 

الاستفادة من البرامج ثلاثية الأبعاد في تصميم الشقق لم تعد مقتصرة على المحترفين، بل يمكن استغلالها للتأكد أن كل قطعة نقوم بشرائها لمساحتنا الصغير مفيدة وجميلة 

AutoCAD: أحد البرامج القوية في مجال التصميم الهندسي والداخلي القادر على تصوير تصميمات ثلاثية الأبعاد بدقة وتفصيل عال.

3ds Max: هذا البرنامج هو من إنتاج نفس الشركة القائمة على SketchUp، ومتخصص في تصميم النماذج ثلاثية الأبعاد والرسوم المتحركة. ويستخدم على نطاق واسع في صناعة التصميم الداخلي والأفلام والألعاب.

Blender: برنامج مجاني ومفتوح المصدر لتصميم النماذج ثلاثية الأبعاد والرسوم المتحركة. يحتوي على ميزات متقدمة وحديثة.

RoomSketcher: برنامج سهل الاستخدام لعمل تصميمات داخلية ثلاثية الأبعاد بسرعة وسهولة، ويتيح استعراضها للحصول على رؤية واقعية للمشروع.