دردشة رصيف22 مع فرقة "الدور الأول"… الفرق بين الموسيقى في مصر وفرنسا وأمور أخرى

استطاعت فرقة الدور الأول"، وفرقة "هوس"، والفنانة "بلقيس"، من المشاركة في مهرجان فيمو (FIMU) بفرنسا، وكان هناك رد فعل كبير من الجمهور نلمسه من خلال الحوار الذي أجريناه مع فرقة "الدور الأول"، وما عادوا به من خبرات، أو أفكار يرغبون في تنفيذها في بلداننا والهدف منها، كما سنطرح سؤالاً عن موعد نشر الألبوم المقبل للفرقة.

المشاركة في مهرجان فيمو

رداً على سؤال رصيف22 حول مشاركة الفرقة في النسخة 36 من مهرجان فيمو في مدينة بلفورت الفرنسية، قال لبيب، احد أعضاء الفرقة: "علمنا بهذا المهرجان وكنت قد شاهدته منذ ثلاث أو أربع سنوات، وتوقعت َأنه من السهل الاشتراك به؛ كان يحتاج الاشتراك وبيانات وتفاصيل خاصة بأوراق التقديم. وفي العام الماضي قام زميلنا الفنان نور عاشور وهو أحد أعضاء مؤسسين فرقة الدور الأول، برحلة لوحده هناك وبمشروع خاص به.

حينها أدركت أن الأمر بسيط، وبالفعل ركزت مع المهرجان وموعد التقديم له، وسألت زميلي نور عاشور الكثير من الأسئلة. ساعدني، وقمت بتقديم المشاريع الثلاثة (الدور الأول، بلقيس، محمد بشير)، باعتباري مدير أعمال هذه المشاريع. كان ذلك غريباً لأنه كان يتم قبول مشروع واحد، وفي تلك المرة تم قبول ثلاثة مشاريع هي 'الدور الأول' و'بلقيس' و'محمد بشير'. وبالتالي كانت مفاجأة بالنسبة لنا. قبلوا مشروعين ثم قبلوا فرقة 'هوس' كمشروع ثالث، وكنت منتظراً أيضاً قبول الفنان محمد بشير، ولكن لم يحدث، وفرقة هوس أيضاً تم قبولها، وهو أمر أفادنا جميعاً وكنا نتبادل المعلومات والخبرات وهو أمر سهل علينا السفر".

"هو ليس من أفضل المهرجانات ولكن من أكثر المهرجانات المحلية المنظمة، ويعد محلياً في الدعاية، ولكن في المشاركة فهو دولي، ويشارك فيه فرق من كل الدول"… فرقة "الدور الأول" في مهرجان FIMU

يتابع لبيب: "قمنا بتقديم طلب المشاركة في المهرجان، وتم قبولنا من ضمن 1200 قدموا مشاريعهم وكنا نحن منهم، وتم اختيارنا في هذا العام، كما أن المهرجان في هذا العام قبل 102 مشروع فقط. الدعوة الأولى جاءت لبلقيس وسعدنا حينها كثيراً، وفي نفس الوقت حزنت لشعوري أنهم في المهرجان قد يقبلون الدور الأول، أو الفنان محمد بشير، وكما ذكرت كنت أخشى أن يقبلوا فرقة واحدة، ولكن بعد مرور 5 أيام تقريباً أُرسلت إلينا تذكرة الدور الأول، وفي تلك اللحظة لم أصدق الأمر، وانتظرت دعوة محمد بشير، ولكن الظروف لم تكن في صالحه، ثم علمت أن الأولوية لمن لم يسافروا من قبل. وفي ما بعد أيضاً علمت من أصدقائي أن فرقة 'هوس' تم قبولها فكانت فرحة عارمة، لأنه نادراً ما يشارك فنانون في مهرجان بأوروبا، أو أمريكا اللاتينية".

عرض لفرقة "الدور الأول" في مهرجان فيمو في فرنسا

وقال سامي حول التعاون مع فنانين في فرنسا: "كنا نُفكر في ذلك، خاصة ونحن مسافرون؛ فتأتي كل تلك الأفكار في عقولنا. ولكن الظروف والوقت لم يكن يسعفنا، ولم يمكننا القيام بكل تلك الأمور، ولدينا تفاصيل أكثر إدارية بجانب البروفات، لذا يكون الاهتمام الأول والأخير للمشروع نفسه، ويتقدم بشكل جيد ومتكامل بقدر استطاعتنا".

أحد أعضاء فرقة "الدور الأول"

وأضاف: "أما الجانب الآخر من الموضوع هو أننا نرغب في أن يُقدِّم المشروع نفسه بشكل متكامل، وأن يكون هو الأولوية، ولكن الوقت عادة لا يُسعفنا. والجانب الآخر من الأمر هو أننا نعلم جيداً أننا حين نصل سنقابل أشخاصاً ونتحدث معهم و نتعارف بوجه عام، وحين نعود سنكون حريصين على كافة تلك العلاقات والتعرف على الآخرين. منذ 15 سنة كان التواصل مع الآخرين أمراً صعباً، ولكن خلال الخمس سنوات الأخيرة صار الأمر أسهل، خاصة بعد الكوفيد، فيتم استسهال التواصل عبر الإنترنت، ونحن حريصون على تقديم أنفسنا بشكل جيد، ولكن لم يكن هناك تعاون إداري، إلا أننا تعرفنا على فنانين كُثر هناك. وفي ما يتعلق بالدور الأول حصل اتفاق على تعاون، وتشاركنا أفكار كثيرة، وحضرنا عروضاً لبعض الفرق، وفرق أخرى حضرت لنا لمجرد رؤيتهم لنا، خاصة أنه قبل بدء المهرجان يتم عرض أسماء المشاركين، وتعرفنا على بعضنا بعضاً، وكانوا هناك حريصون لمعرفة ماذا نُقدّم".

حفلات الفرقة ورد فعل الجمهور

حول الحفلات التي قدمتها فرقة الدور الأول ورد فعل الجمهور عليها، تحدث عمر: "الدور الأول قدمت حفلتين على مسرح موسيقى الجاز، وأرغب في قول إن مهرجان فيمو تم إقامته منذ 36 عاماً في مدينة بلفور. بدأ مهرجان لشباب الجامعات وكان محلياً صغيراً، ثم أصبح أكبر على مدار الـ36عام بشكل مهول، والمدينة كلها تشارك في المهرجان تنظيمياً وفنياً على مدار ثلاثة أيام، وبصراحة يعدّ هذا تنظيماً مهولاً. فهو من أكثر المهرجانات المحلية المنظمة، ويعد محلياً في الدعاية، ولكن في المشاركة فهو دولي وتشارك فيه فرق من كل الدول، ومن كل القارات. وهنا يتم تقسيم المهرجان وفقاً لأنواع الموسيقى، وهناك مسارح للموسيقى العالمية، ومسارح للموسيقى الكلاسيك، والأوركسترال، ومسارح أخرى للموسيقى الإلكترونية، ومسارح أخرى للراب والهيب هوب، و الآر إن بي، وتوجد أيضاً مسارح للجاز، علماً بأننا قدمنا عروضنا على مسرح موسيقى الجاز".

جمهور فرقة "الدور الأول" في مهرجان فيمو في فرنسا

"كانت أول حفلاتنا خلال افتتاح مسرح العرض. كان الموعد بين الظهر والعصر، وهذا التوقيت جعلنا نشعر بقلق، حيث كنا من الفرق التي تقدم حفلتها في البداية، وهذا يعد مغامرة، لكن الغريب أننا حين كنا نقوم بـ'ساوند تشيك' وجدنا أن الجمهور جاء وجلس، خاصة أن مسرح الجاز هو الوحيد الذي أمامه كراسٍ. ولفت نظري بشكل شخصي أنه كان هناك عدد كبير من كبار السن وكانوا يجلسون في الشمس ليستمعوا إلى ما سيتم تقديمه، والأطفال أيضاً. وبدأت الحفلة الأولى، وتم الأمر بشكل جيد، و شعرنا بسعادة، والعدد كان عدداً متوسطاً، وكانت كافة الكراسي مشغولة، وكان هناك أشخاص يجلسون أسفل الشجر. المسارح كانت في شوارع المدينة، وكنت أمرّ بنفسي على الناس أستمع لردود أفعالهم، وعلمت من المنظمين أن هذا أكبر عدد من الحاضرين لافتتاح المسرح وهو عرض افتتاحي، وكان يعدّ عدداً كبيراً بالنسبة للمنظمين".

عرض لفرقة "الدور الأول" في مهرجان فيمو في فرنسا

 "أما الحفلة الثانية فكانت في اليوم الثاني أي يوم 27 أيار/مايو 2023، وحفلة الختام كانت يوم 28. على مدار اليوم حين كنت أتحدث مع الحضور كانوا يسألون عن الفنانين المصريين، وجاء عدد كبير لحضور الحفلة. كانوا يسألون عن 'بلقيس' و'الدور الأول'، علماً بأن المساحة أمام المسرح كبيرة سواء في الحدائق أم في الشارع. وحين وصلنا لمنتصف الحفل كان نصف الجمهور يرقص أمامنا، والجميع كانوا سعداء، وكان مشهداً بديعاً بمعنى الكلمة".

أحد أعضاء فرقة "الدور الأول"

وأضاف لبيب عن الحفلات التي قدمتها الفرقة في فرنسا: "كان هناك حفلتان؛ إحداهما لفرقة الدور الأول، وكان عدد الموسيقيين أكثر من 1200، بمعدل أكثر من 120 مشروع من معظم أنحاء العالم، ووفقاً للتقارير، جاءت الفرق من أكثر من 70 دولة، أي بنسبة 70% أو 75% من جميع الفرق، ومعظمها من دول أوروبية. كانت انطباعات الموسيقيين متشابهة، وحين تحدثنا معاً كان الجميع سعداء، ولديهم شعور بالتفاؤل، خاصة أنه قد تم قبول ثلاثة مشاريع من دولة واحدة، والجميع كانوا متحمسيّن".

الاختلاف بين الموسيقى في فرنسا ومصر

حول الاختلاف بين الموسيقى في فرنسا وبين مصر، صرح ميزو: "الموسيقى لغة عالمية، والخلافات تكون جوهرية، خاصة أن كل دولة متأثرة بالتاريخ وهو ما يُشكل الموسيقى، لأن الثقافة والتاريخ يوجهان الثقافة الفنية والفنان لاتجاه معين، والفنان يُحب أن يستكشف ويستمع مع مرور الوقت، وبعد مسيرته ينظر إلى ما في الخارج ويبدأ بالاستكشاف، ويصل في النهاية إلى أن الموسيقى هي كمنتج قريبة من بعضها في كل الدول، ومختلفة أيضاً".

"عدنا بمكاسب أهمها الثقة. من المكاسب وجود فنانين كُثر، ومنهم من كانوا يعرفوننا، وحضروا لنا، واتفقنا على أمور كثيرة"

وأضاف: "أتحدث هنا عن الصناعة في فرنسا وأقول ذلك وأنا غير شاعر بسعادة لأن القدرات التي لديهم لا توازي قدراتنا، خاصة أننا حين نذهب ونرى قدراتهم في تنظيم مهرجانات ومشاريع بهذا الشكل نصاب بغضب، لأننا نرغب في أن يحدث هذا في بلادنا بتلك الجودة، ونتمنى أن نرى مثل تلك التسهيلات في بلادنا وفي مدينة مثل القاهرة. ويذكر أن المهرجان الذي حضرناه أقيم في مدينة صغيرة ليست بحجم القاهرة، بل بحجم حي من أحياء القاهرة الكبرى. نعلم أن  هذا يحتاج ألى بنية تحتية كبيرة وتعاون مع كل الجهات الرسمية الخاصة".

مكاسب المشاركة في فيمو

حول مكاسب الفرقة من المشاركة في مهرجان فيمو، قال لنا سامي: "عدنا بمكاسب أهمها الثقة، خاصة أن كلاً منا حين يسافر خارج وطنه، مع المنتج الفني الخاص به ليعرضه في الخارج يثق في نفسه أكثر وأكثر. و من المكاسب أيضاً وجود فنانين كُثر، ومنهم من كانوا يعرفوننا، وحضروا لنا. هناك فرقة حضرت لنا من فرنسا، وقالوا لنا: نحن جئنا لنستمع إليكم. سنقوم بعرضنا قبلكم ثم ننتظر لنسمعكم. وبالطبع تحدثنا معاً عقب نهاية الحفلات، واتفقنا على أمور كثيرة".

ألبوم جديد

قال لنا عضو الفرقة الفنان أحمد عمر حول برامج الفرقة المستقبلية منها إطلاق ألبوم جديد: "مؤخراً لم يعد موضوع الألبوم مهماً وموجوداً في صناعة الموسيقى؛ فحين يتم الانتهاء من أغنية تُنزّل على التطبيقات الخاصة بالموسيقى،ما يليها من الألبوم، وهكذا بالنسبة لجميع أغاني الألبوم، حيث تكون الأغاني موجودة على مدار الموسم، وخلال الـ12 شهراً يتم الاستماع للأغاني الثماني. لذا فنحن نعمل في كل الأحوال، سواء نقدم منتجاً منفرداً أو ينزل ألبوم به 5 أغان. عملنا من قبل على ألبوم لنا من 2020 إلى 2021، وعملُنا ينصب على الأفكار والموسيقى. أنهينا حالياً أغنيتين بشكل كامل، و مقطوعتين بشكل كامل أيضاً، وسنرى إن سيتم تنزيله على أجزاء أم بشكل كامل، أم الاثنان كلاهما".

أغنية "صحبة" من أعمال فرقة "الدور الأول"