شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
فرقة ميّاس اللبنانية… حين تكون الجمالية قرينة الدقة

فرقة ميّاس اللبنانية… حين تكون الجمالية قرينة الدقة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 16 سبتمبر 201902:52 م

لم تكن لوحة راقصة متناهية الدقة فقط، بل كانت حيزاً من الزمن أخذنا نحو مساحات جمال شاسعة. هل هذا ما يفعله الرقص بنا؟ أم أن فرقة مياس توغلت في الدقة فمنحتنا شعوراً بالامتلاء بالجمال؟

على أنغام أغنية "أنت عمري" التي لحّنها محمد عبدالوهاب ولكن بتوزيع جديد، قدّمت فرقة ميّاس اللبنانية المؤلفة من 31 شابة لبنانية (تراوح أعمارهنّ بين 13 و 25 عاماً) في 14 أيلول/سبتمبر لوحة راقصة في برنامج Britain's Got Talent: The Champions كحاملة لقب Arabs Got Talent 2019.

وتستقبل هذه النسخة من البرنامج مشاركي برنامج Got Talent من جميع أنحاء العالم، إلا أن أداء فرقة ميّاس للرقص برغم عدم تأهلها للنهائيات قوبل بتصفيق حار، ووقوف أعضاء لجنة التحكيم إعجاباً بأدائها وسط رفرفة علم لبنان بين الجمهور. 

اللوحة الراقصة التي قدمتها مياس كانت تتطلب دقة شديدة وتنسيقاً متناهي الحذر بين جميع الراقصات فخطأ واحد في الحركات يُفسد العرض كله.

وبعد تأدية اللوحة الراقصة، قال عضو لجنة التحكيم الممثل والكاتب ديفيد ويليامز إن "العرض كان ساحراً من البداية حتى النهاية"، مضيفاً أن فوز الفرقة في Arabs Got Talent كان مستحقاً، فيما قالت المغنيّة أليشا ديكسون: "العرض كان ساحراً وغامضاً. لم أرَ مثل هذا الأداء من قبل"، لافتةً إلى أنها لم تود أن يكون للعرض نهاية.

وقالت الممثلة أماندا هولدن إن "الحركات كانت دقيقة ومنضبطة"، مضيفة أن الفرقة "مثال رائع" لـArabs Got Talent. أما عضو لجنة التحكيم الرابع، المنتج التلفزيوني سايمون كاول، فوصف العرض بـ"العبقري والمبتكر"، مؤكداً: "لم أرَ عرضاً مشابهاً في أي من هذه البرامج!".

وكانت إحدى فتيات الفرقة قد قالت إنه لا توجد فرصة في لبنان لمواهب الرقص وإن وجود الفرقة في المملكة المتحدة يعطي أفرادها أملاً بأن لا شيء مستحيلاً.

وقالت أخرى: "فكرة أن كلنا فتيات عظيمة، خاصةً أننا قادمات من الشرق الأوسط"، مؤكدة أن تقدير الرقص كان أجمل ثمار فوزهنّ في Arabs Got Talent في نيسان/أبريل الماضي.

مؤسس هذه الفرقة هو اللبناني نديم شرفان الذي ظهر في النسخة العربية، مؤكداً بعد فوز الفرقة أن "ما يُنتجه القلب، لا بد من أن يصل".

لم تكن لوحة راقصة متناهية الدقة فقط، بل كانت حيزاً من الزمن أخذنا نحو مساحات جمال شاسعة. هل هذا ما يفعله الرقص بنا؟ أم أن فرقة مياس توغلت في الدقة فمنحتنا شعوراً بالامتلاء بالجمال؟
"عرض عبقري ومبتكر ولم أرَ شيئاً مشابهاً في أي من هذه البرامج"... فرقة مياس اللبنانية تشارك في Britain's Got Talent وتُذهل لجنة التحكيم… مواهب عربية أخرى تميزت في برامج دولة هذه أبرزها

لبنان ليس نفايات

وتفاعل المشاهدون العرب، وبالأخص اللبنانيون، مع تمثيل الفرقة للبنان في البرنامج، من بينهم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي نشر فيديو العرض وقال: "عندما يرفرف علم لبنان".

واختصر الصحافي فيليب أبو زيد الكثير من الآراء بقوله: "إنه الفخر الوحيد والحقيقي للبنان: عندما يُرفع العلم اللبناني في الخارج ليظهر حجم الإبداع والإرادة والجمال اللبناني".

وأضاف أن فرقة ميّاس "تمثلّه وتمثّل كل لبناني مقهور على صورة بلده"، مؤكداً: "لبنان مش نفايات. لبنان مش دولة مفلسة. لبنان مش شعب فاشل. لبنان هو الابداع والفن والرقّي... هيك العالم شاف وهيدي هيي الحقيقة".

مواهب عربية في برامج عالمية

في سياق متصل، ظهرت مواهب عربية عدة في برامج عالمية كالشابة السورية جولي مالكي التي أبكت لجنة التحكيم بتأديتها أغنية "Million Years Ago" للمُغنية البريطانية أديل في برنامج "أحلى صوت The Voice" بنسخته الفنلنديّة في يناير/كانون الثاني الماضي.

وكانت مالكي قد أهدت هذه الأغنية لوالدتها الراحلة التي تُوفيت عام 2017 بعد إصابتها بمرض السرطان.

وتفاوتت آراء لجنة التحكيم حينها، بين من قال لها إنها الوحيدة التي تستطيع تحويل كُل ما هو "روحاني" إلى شيء ملموس بصوتها، وبين من وصفت صوت مالكي بـ"الضربة التي تُوجع القلب"، ولكنها هي أيضاً لم تتأهل إلى المرحلة النهائية.

وشاركت الطفلة الأردنية الأمريكية إيمان بيشة (10 سنوات) في America's Got Talent في حزيران/يونيو بعد فوزها باللقب في النسخة العربية عام 2017 بعد أن تميزت بأدائها لغناء الأوبرا رغم صغر سنها. 

وكانت قد رددت عبارة "أنا مرتبكة" مرّتين قبل أن تُبهر الحضور بتأديتها مقطعاً من أوبرا "توراندوت" من تأليف جياكومو بوتشيني، لينتهي عرضها بتصفيق حار ووقوف الجمهور وأعضاء لجنة التحكيم معاً إعجاباً.

ومن الشخصيات التي لجأت للبرامج العالمية برغم شهرتها عربياً، اللبنانية هبة طوجي التي لجأت لـThe Voice بنسخته الفرنسية لا لـ"اكتشاف صوتها"، بل للانتشار في الغرب. 
وقالت طوجي سابقاً في حديثها مع الإعلامية لميس الحديدي إنها شاركت في البرنامج لأسباب متعددة، منها شعورها بأنها حققت الكثير في الوطن العربي، وتحتاج لمخاطرة تضعها في مكان أبعد وأعلى، إضافة إلى حبها للموسيقى الغربية.
ولفتت طوجي التي تأهلت إلى النصف نهائيات حينذاك إلى أن مشاركتها في البرنامج أتاحت لها فرصة الانضمام للعمل الغنائي المسرحي Notre Dame De Paris.
وانطلقت مسيرة طوجي عام 2007 بمشاركتها في مسرحية منصور الرحباني "عودة الفينيق". ومنذ ذاك تبنّاها الموسيقي أسامة الرحباني فنياً، ولا يزالان معاً حتى اللحظة. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image