هل تفكرون بالانتقال إلى دبي؟... تعرّفوا على تكاليف إقامة المغتربين في "الجنّة"

تخيل أن تعيش في بلد آمن تتحقق فيه الأحلام، تذهب صباحاً إلى عمل تحبه في بيئة تواصل ممتازة ومتعددة الثقافات، ثم تعود إلى منزلك بواسطة شبكة مواصلات مريحة تُسهّل عليك مشوارك مهما طال، أو أن تقود سيارتك الخاصة على طرق حريرية ينظمها قانون مروري صارم يضمن سلامتك.
تخيلي أن يكون لديكِ الخيار بعد يوم  كهذا إما أن تجلسي في منزلك تستمتعين بشبكة إنترنت فائقة السرعة نادرة الأعطال، لتشاهدي ما لذ وطاب من مواد ترفيهية، أو أن تخرجي في نزهة لتناول مشروبك المفضل في مكان آمن لو تركتِ فيه هاتفكِ وحاسبكِ الشخصي وذهبتِ في مشوار آخر لمدة ساعة، ستعودين وتجدين متعلقاتك في مكانها لم يمسها أحد.
إن كانت هذه هي أحلامكم. إذن، أهلاً بكم في جنة دبي، وتالياً بعض النفقات التي لا يمكن الاستغناء عنها كثمت للجنة.  

الحياة في دبي 

تجذب إمارة دبي ملايين البشر حول العالم كوجهة أساسية للبحث عن وظيفة، ومكان مفضل لتأسيس الشركات الخاصة، لما تتميز به من تسهيلات إدارية ووسائل رفاهية تضمن حياة كريمة وممتعة.
فمن الخطوة الأولى، وهي استخراج الفيزا، سواء كانت للزيارة أو للعمل، يلمس الأشخاص أنهم أمام تجربة فريدة تختلف كلياً عما اعتادوا عليه في إقاماتهم السابقة، تحديداً إن كانوا قد قدموا من العالم الثالث.  

من الخطوة الأولى، وهي استخراج الفيزا، سواء كانت للزيارة أو للعمل، يلمس الأشخاص أنهم أمام تجربة فريدة تختلف كلياً عما اعتادوا عليه 

عقب الوصول إلى دبي تبدأ سلسلة من المفاجآت السارة.وفمن إجراءات دخول تتم إلكترونياً، إلى فتح حساب بنكي بضغطة زر على الهاتف، مروراً بتأجير مسكن دون تكبد مشقة المفاوضة مع سماسرة لا ترحم المغتربين، إلى تسهيلات مالية وقروض تتناسب مع مقدار الدخل الشهري لكل فرد، وغيرها الكثير مما يجعلها الوجهة المثالية لكل الباحثين عن حياة مهنية وشخصية مريحة ومليئة الشغف والأحلام سهلة التحقق.
ولكن الحياة لا تخلو من المنغصّات. فهناك بعض العقبات تعترض طريقنا، أبرزها ارتفاع تكلفة المعيشة، وصعوبة العثور على العمل المناسب في بداية طريقة نظراً للمنافسة الشديدة من كافة الجنسيات حول العالم.
وهنا يبرز السؤال: كم تبلغ تكاليف المعيشة شهريًا للفرد في دبي؟ 

السكن في دبي  

تتميز دبي بسهولة العثور على سكن تتباين مواصفاته من حيث المساحة ومستوى التشطيب والموقع.. ولكنه في الوقت ذاته يظل العقبة الأولى ومصدر الإنفاق الأكبر شهرياً، والالتزام الذي يآكل نصيب الأسد من الميزانية ودخل المغترب.
فمع سهولة مهمة البحث عن سكن والتي تتم أونلاين بأريحية تامة، إلا أن المهمة الأصعب تتمثل في إيجاد المكان المناسب للدخل الشهري، والقريب من محل العمل، حتى لا يضيع نصف اليوم في طريق الذهاب والعودة. 

ننصح بالبحث عن السكن في الصيف حيث تقل الأسعار خارج الموسم السياحي، وأن يتم توقيع العقد لعام حتى يظل الإيجار رخيصاً حين تجديده في الصيف التالي، أما إذا وقعتم عقداً لستة أشهر فسترتفع قيمة العقد في الشتاء لنفس السكن

وتشتهر دبي بوجود مواسم للبحث عن سكن، ولذلك سبب وجيه، وهو أن أسعار الإيجارات ترتفع بشكل ملحوظ في فترة الشتاء والربيع، بينما تنخفض معدلاتها عكسياً مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف.
لذا فإن الموسم المناسب للبحث عن سكن بميزانية معقولة هو أشهر الصيف الحارة، ولكن عليكم مراعاة ضمان البقاء لأطول مدة بذات السعر، وهنا يكون خيار العقد السنوي هو الأفضل والأنسب حيث سيبدأ العقد في فصل الصيف بمقابل منخفض ومعقول، وعندما يحين موعد التجديد بعد مرور عام سيكون الصيف قد عاد مجدداً، وهو ما يضمن لكم الحفاظ على معدل الإيجار المعقول، بعكس أن نبدأ مدة العقد في موسم السياحة شتاءً، وهو ما يعني أننا ستظل لعام كامل نهدر ميزانيتنا بمعدل إيجاري مرتفع جداً، وعندما ينتهي العقد سنجد أنفسنا أيضاً في منتصف الموسم ولن نعثر أبداً على أسعار الصيف المعقولة.
أما بخصوص المساحة، فتتوقف على عدد أفراد الأسرة، فإن كنت وحيداً/ وحيدة فبالطبع ستصبح الخيارات واسعة جداً، أما إن كنتم ممن يصطحبون أسرهم فإن دائرة الخيارات تضيق قليلاً.
ولتوضيح الأمر بالأمثلة وتحويل الكلمات إلى أرقام تسهل على المعتربين حسم خياراتهم، فالحصول على ستوديو بمساحة معقولة تتناسب مع فرد أو فردين كحد أقصى فالكلفة السنوية تتراوح ما بين 35 ألف درهم إماراتي (9500 دولار أمريكي)، إلى حوالي 45 ألف درهم إماراتي (12250 دولاراً أمريكياً)، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه التكلفة تشمل الكهرباء والإنترنت والمياه، بالإضافة إلى أن السكن سيكون مفروشاً بجميع الأساسيات المطلوبة.
ويمكن العثور على سكن بسعر أقل يصل إلى 30 ألف درهم إماراتي سنويًا (8160 دولاراً أمريكياً) ولكن سيكون غير مفروش، وسيكون عليكم تحمل تكلفة الفرش بالإضافة إلى فواتير الكهرباء والمياة والإنترنت والخدمات الأخرى.
مثل هذه الأسعار يمكن العثور عليها في أماكن مثل أرجان وقرية جميرا الدائرية وسبورت سيتي وموتور سيتي ومثلث قرية جميرا وديسكفري جاردنز، وهي مناطق متميزة بالهدوء والقرب من معظم المناطق الحيوية في دبي.
أما في أماكن مثل دبي مارينا، داون تاون، وJBR، ففي هذه الحالة سنكون بحاجة إلى ميزانية ضعفي الأرقام السابقة تقريباً للحصول على سكن بنفس المواصفات. 

الطعام والشراب في دبي

بعد الانتهاء من معضلة السكن التي تعد الأصعب، يلزمنا حساب النفقات الشهرية التي نستهلكها في بند الطعام والشراب، وهنا نحن أمام خيارات توفير أكبر وأوسع، إذ يمكن لكل شخص الاعتماد على نفسه في إعداد طعامه الخاص في المنزل وشراء ما يلزمك من لوازم الطبخ من المتاجر الكبرى مثل كارفور بعروض خصم متميزة ورائعة.

 لمن يختارون الاعتماد على المأكولات الجاهزة، وعلى الرغم من الخصومات التي تقدمها تطبيقات الأطعمة إلا أن التكلفة تظل أكبر بكثير إعداد الطعام في المنزل

ولا تتوقف العروض والخصومات في المتاجر على مدار العام في دبي، بينما تكون نسب الخصم أكبر في المواسم مثل شهر رمضان الكريم، وفي كل الأحوال.. قرار تحضير الطعام في المنزل سيضمن لنا نسبة توفير لا بأس بها مقارنة بشراء الأطعمة الجاهزة.
فإذا قررت الاعتماد على نفسك وطهو طعامك في المنزل، يمكنك وضع ميزانية تراوح ما بين 1500 درهم (408 دولارات أمريكية) إلى 2000 درهم إماراتي (545 دولاراً أمريكياً) في الشهر كحد أقصى، وستضمن لك تلك الميزانية وجبات متنوعة ولذيذة على مدار الشهر.
أما إن لمن اختاروا الرفاهية والاعتماد على المأكولات الجاهزة، فعلى الرغم من الخصومات التي تقدمها تطبيقات شراء الأطعمة وتوصيلها، إلا أن التكلفة تظل أكبر بكثير من ميزانية إعداد الطعام في المنزل.
فعلى سبيل المثال، تكلف وجبة دجاج معقولة في أحد المطاعم ما لا يقل عن 30 درهم (8 دولارات أمريكية)، بينما تراوح أسعار وجبات البرغر المتوسطة ما بين 30 درهماً (8 دولارات أمريكية) و50 درهماً (13 دولاراً أمريكياً).
أما وجبات اللحوم في المطاعم المتوسطة، فلن تقل بأي حال عن 40 درهم (11 دولاراً أمريكياً)، وكذلك الأمر بالنسبة للأسماك. وبالطبع يجب هنا ملاحظة أن هذه التكلفة لوجبة واحدة، فإذا تمت إضافة تكلفة وجبة فطور أو عشاء، فلن تقل تكلفة الطعام والشراب يومياً عن 100 درهم (27 دولاراً أمريكياً) بأي حال.
أيضاً لنتذكّر أننا هنا نتحدث عن تكلفة الطعام للفرد الواحد، أما إن كنتم ممن يصطحبون أسرهم معهم، فننصح بأن تكون زيارات المطاعم بمواعيد محددة شهرياً، حفاظًا على الهدر المالي على مدار الشهر. 

الكلفة الشهرية للحياة في دبي 

بعد استعراض بعض أسعار الأساسيات التي لا غنى عنها، وهي المأكل والمشرب والمسكن، يأتي دور السؤال الهام، ما هو الراتب المناسب للفرد في دبي حتى يعيش حياة كريمة؟.
الحقيقة أن الإجابة على هذا السؤال تحتمل العديد من الوجوه، وتتوقف على طابع الحياة الشخصية لكل فرد، فهناك من يميل إلى السهر والحفلات والخروج بشكل منتظم، بينما يفضل آخر البقاء في المنزل والاستمتاع بيومه وحده بهدوء أمام التلفاز، بينما لا يستطيع آخر تمضية الأسبوع دون السفر لإمارة أخرى واستكشاف معالمها، في حين يدمن البعض الآخر زيارة السينما.
فإذا قمنا بحساب معدل متوسط لمعظم الأنماط الشخصية، نجد أن الراتب المعقول الذي تستطيع أن تدخر منه ولو قليلاً بعد تلبية احتياجاتك الشهرية، يتراوح ما بين 10 آلاف درهم (2722 دولاراً أمريكياً) و12 ألف درهم (3267 دولاراً أمريكياً) للفرد المغترب.
والأهم أن تحديد أولويات أوجه الإنفاق وتنظيم الميزانية الشهرية، وتجنُّب إهدار الكثير من الأموال على نثريات يومية تثقل كاهلك بنهاية الشهر بمجموعها، هو ما يحدد حجم عضلاتك المالية خلال فترة إقامتك في دبي.

ننصح المغتربين بحساب الموازنة السنوية وليس الشهرية فقط بدقة، وتضمينها نفقات تذاكر السفر من وإلى البلد الأم التي يستحسن حجزها مبكراً بالإضافة إلى نفقات الإقامة وحتى الهدايا 

أما الأفضل للمغتربين فهو حساب الموازنة السنوية بدقة وتضمينها نفقات تذاكر السفر من وإلى البلد الأم التي يستحسن حجزها مبكراً بالإضافة إلى نفقات الإقامة وحتى الهدايا. كذلك ننصح بالاعتناء بالتأمينات التي تقي المغتربين المصاريف المفاجئة، كالتأمين الصحي، وتأمين السيارة، والتأمين على الحريق. 

للنفقات التفصيلية 

أما إذا رغبتم بمعرفة المزيد من الأسعار التفصيلية فيمكنكم زيارة أحد المواقع التي تحدث أسعارها أولاً بأول مثل numbeo حيث يمكن دراسة الكلفة الشهرية بدقة متناهية سواء للعائلات أو الأفراد الراغبين بتجربة حظوظهم في العمل والحياة في مدينة تشتهر بأن بها الكثير من الحظ