شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"بأسعار معقولة"... مقاهٍ للقطط في دبي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والتنوّع

الثلاثاء 16 مايو 202310:56 ص

إذا كنتم من عشاق القطط، وممن يقدّرون صحبتها الجميلة التي تبعث على الاسترخاء والكسل، فالمكان المثالي لكم لشرب القهوة هو دبي، وتحديداً مقاهي القطط. 

يمتاز القط عن البشر -كرفيق قهوة- بأنه مستمع جيّد، ولا يقاطع الحديث، ولا يعطي أحكاماً أخلاقية، والأهم أنه لا يعيد نقل الأحاديث إلى غيره من القطط أو من البشر. 

شعبية هائلة

انتشر في عناوين المواقع المهتمة بتغطية أخبار السياحة والسفر نبأ هام يفيد بافتتاح مقهى مخصص للقطط في دبي، ومع غرابة الأمر لقي الخبر انتشاراً واسعاً بين المتابعين، وعقد العديد من المتحمسين عزمهم على زيارة المقهى وخوض هذه التجربة بدافع الاكتشاف، ومجالسة هذه الكائنات الأليفة التي تحظى بشعبية هائلة بين البشر.
منذ الافتتاح بدأ عشاق القطط في التوافد على المقهى، وتدفقت الصور والتقييمات على مواقع التواصل، فعبّر من زار المكان عن فرحته وإعجابه بهذه التجربة.
إذا كنتم من عشاق القطط، وممن يقدّرون صحبتها الجميلة التي تبعث على الاسترخاء والكسل، فالمكان المثالي لكم لشرب القهوة هو دبي، وتحديداً مقاهي القطط

أتى هذا التسويق غير المباشر بثماره، فحظي المقهى بشعبية هائلة، ليقرر آخرون تكرار التجربة وافتتاح مقاهٍ مشابهة وكسر الاحتكار، وفتح الخيارات أمام محبي القطط لزيارة أكثر من مكان في دبي يتيح هذه الخدمة التي بدت غريبة في بدايتها.
ولكن قبل أن نصحبكم في جولة داخل هذه المقاهي، دعونا نتحدث أولاً عن تاريخ هذا الكائن الأليف، وأسباب تعلُّق البشر به على مدار قرون من الزمن.

تاريخ القطط مع الإنسان

كما جرت العادة مع أي شيء يرتبط بالتاريخ، اختلف الباحثون حول تحديد أول الشعوب التي استأنست القط كحيوان أليف، فبينما أكدت دراسة أجرتها جامعة ميزوري الأمريكية أن هذا الأمر يعود إلى 12 ألف سنة، وحدث بداية في منطقة الهلال الخصيب في حوض البحر المتوسط، وتحديداً بالقرب من العراق.
وقالت الدراسة إنه تم اتخاذ القطط كحيوانات أليفة من قبل مزارعين، في مرحلة انتقال الحضارات من الصيد إلى الزراعة منذ ما يعود إلى 12 ألفاً وثمانية آلاف سنة. 

وقد أتت هذه الدراسة التي نُشرت في شهر كانون الأول/ ديسمبر من عام 2022، لترد على دراسة أخرى أكدت أن القدماء المصريين يُعتقد أنهم أول من اتخذوا القطط كحيوانات أليفة.

حتى الذكاء الاصطناعي أخبرنا بمثل هذا الأمر، وبسؤال أداة "Bard" الخاصة بمحرك البحث جوجل، والتي يعتبرها البعض المنافس الأشرس لأداة  "ChatGPT"، أجابت بأنه "تم اتخاذ القطط كحيوانات أليفة من جانب البشر لأول مرة في مصر منذ أكثر من 4000 عام. وتم جلبهم في الأصل للسيطرة على القوارض التي تهدد الزراعة. وبعد ذلك انتشرت القطط إلى أجزاء أخرى من العالم، وسرعان ما أصبحت حيوانات أليفة شائعة".

هناك العديد من سلالات القطط، ولكل منها مظهرها وشخصيتها الفريدة، وبناء على تفضيلات الشخص يختار قطته التي تشاركه الحياة في منزله لتصبح كفرد من أفراد الأسرة.

يمكن ذكر العديد من الفوائد لامتلاك قطة في منزلك، فيمكن للقطط أن توفر الرفقة وتقلل التوتر وحتى تحسن الصحة. فقد أظهرت بعض الدراسات أن امتلاك قطة يمكن أن يخفض ضغط الدم ويقلل من هرمونات التوتر ويزيد من الشعور بالراحة.

تضم قوائم الطعام والشراب بالإضافة إلى المشروبات  المعتادة بعض الأكلات الخاصة بالقطط لمن يحبون إطعامها

ولكن ماذا لو تعذّر علينا امتلاك قطة في المنزل، مثل رفض بعض أفراد الأسرة للأمر إما لأسباب صحية كالتحسس أو لأسباب مزاجية، أو الغياب الدائم على المنزل بسبب العمل والسفر والانشغال، انطلاقًا من هذه النقطة، ظهرت فكرة مقاهي القطط في دبي.

مقهى فيبريسي

ميريام وهي لبنانية مقيمة في دبي، ومن رواد مقهى القطط "فيبريسي"، تقول لرصيف22: "منذ طفولتي وأنا ألح على أمي أن تقبل وجود قطة في المنزل نظراً لتعلقي الشديد بهذا الكائن، ولكن قوبلت جميع محاولاتي بالرفض، وحين سمعت بافتتاح مقهى للقطط في دبي، غمرتني سعادة تفوق سعادتي يوم تخرجي في الجامعة بلا مبالغة، ربما كنت من أوائل الرواد الذين قاموا بزيارة المكان. لا أنسى أول زيارة لي للمقهى، كنت أشعر أنني طفلة تزور الملاهي للمرة الأولى".
وتضيف: "ذهبت بمفردي ووجدت عشرات القطط تلهو في المكان، طلبت فنجان قهوة وجلست في ركن، ثم بدأت القطط في اكتشافي أولاً بحذر، وما إن اعتادت عليّ حتى بدأت بملاعبتي وتجرأت على الجلوس بجواري، طلبت بعض الطعام المخصص لها من المقهى الذي يوفّر أنواعاً متنوعة من طعام القطط أيضاً، وبدأت في إطعامها، وقضيت معها وقتاً لطيفاً".
وتوضح ميريام أنها كلما شعرت بالضيق وغلبتها هموم الحياة التي لا تتوقف، استغلت أقرب فرصة لزيارة المكان، وتشير إلى أن كل قطة في المقهى تحمل في رقبتها قلادة عليها اسمها، مؤكدة أن بعض القطط أصبحت صديقات لها، وصارت تتعرف عليها وتجري نحوها بمجرد دخولها للمقهى، ما يمنحها شعوراً بالألفة والفرحة.

فكرة أول مقهى بدأت عندما قرر زوجان افتتاحه بعد أن بلغ عدد القطط في منزلهما 20، وتم استقبال المزيد منها في المقهى، وتتراوح تذكرة الدخول من  13 إلى 19 دولار
تقول مازحة: "كل من يعرفني يعلم تماماً أنني سوف أشترط على زوجي المستقبلي أن يسمح بوجود القطط في المنزل، حتى أنني سأرفض الارتباط بأي شخص يرفض وجود قطة في بيته".
قصة بدايات المكان متداولة ومعروفة بين رواد المكان، بدأت عندما قرر زوجان افتتاح هذا المقهى بعد أن ضاق منزلهما بالقطط، إذ بلغ عددها حوالى 20 قطة، ليبدأ الزوجان في التفكير في افتتاح مكان يجمع كل هذا العدد.
ومن هنا جاءت فكرة مقهى القطط، ووسّع الزوجان دائرة تبنّي القطط، ليستقبل الثنائي أعداداً هائلة في المقهى، بينما تم تحديد سعر تذاكر الدخول بين 49 درهماً إماراتياً (13 دولاراً أمريكياً) و69 درهماً (19 دولاراً).

مقهى ايلورومينا

وبينما يحظر مقهى "فيبريسي" تبنّي القطط، يسمح مقهى آخر مخصص للقطط بالتبنّي وهو مقهى "ايلورومينا".
بحسب مدير المقهى فإن الهدف الأساسي من افتتاح المكان هو مساعدة القطط المشردة والاعتناء بها وحمايتها من المخاطر والأضرار والأمراض، وخاصة حمايتها من الحوادث التي من الممكن أن تتعرض لها أثناء وجودها في الشارع.
يوفّر المكان فرصة لمحبي القطط للعب والاختلاط معها، وأيضاً يحتوي على غرف خاصة يمكن للزائر الجلوس فيها مع القطة بمفرده، ويبلغ سعر تذكرة الدخول حوالى 40 درهماً إماراتي (11 دولاراً).  

تسمح بعض المقاهي بتبني القطط الموجودة لديها بعد عدة إجراءات لضمان حياة كريمة للقط 
ما يميز المكان أنه يسمح للزائرين بإمكانية تبنّي إحدى القطط ويتم ذلك بعد اتخاذ عدة إجراءات تضمن توفير حياة كريمة للقطة في مسكنها الجديد.
مع افتتاح مثل هذه الأماكن، لم يعد الأمر صعباً على محبي القطط الذين منعتهم ظروف الحياة من استضافتها في منازلهم أن يتواصلوا مع كائناتهم المفضلة، حيث بات بمقدورهم الخروج في نزهة مع هذا الكائن المحبب، وزيارته في منزله وقضاء الوقت بصحبته وإطعامه بشرط الالتزام بآداب الزيارة.


إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

نرفض أن نكون نسخاً مكررةً ومتشابهة. مجتمعاتنا فسيفسائية وتحتضن جماعات كثيرةً متنوّعةً إثنياً ولغوياً ودينياً، ناهيك عن التنوّعات الكثيرة داخل كل واحدة من هذه الجماعات، ولذلك لا سبيل إلى الاستقرار من دون الانطلاق من احترام كل الثقافات والخصوصيات وتقبّل الآخر كما هو! لا تكونوا مجرد زوّار عاديين، وانزلوا عن الرصيف معنا، بل قودوا مسيرتنا/ رحلتنا في إحداث الفرق. اكتبوا قصصكم، فكل تجربة جديرة بأن تُروى. أخبرونا بالذي يفوتنا. غيّروا، ولا تتأقلموا.

Website by WhiteBeard
Popup Image