وجبات بالذهب القابل للأكل في دبي... كم يبلغ حساب طاولة من شخصيْن؟

فلنتخيل شخصاً عادياً يستيقظ صباحاً ككل البشر، ويستحم في حمامه الذهبي، ثم يرتدي ملابسه ذات الأزرار الذهبية، ويقلب هاتفه الذهبي ليؤكد على موعد الغداء المهم مع أحدهم.
سيستقل صاحبنا سيارته الذهبية ويذهب إلى المقهى المفضل لديه ليشرب القهوة بالذهب قبل أن يذهب إلى عمله، وبعد يوم منتج بطبيعة الحال سيذهب إلى موعد الغداء ويتناول ستيك اللحم الذهبي، قبل أن يعود إلى منزله ليأخذ قسطاً من الراحة، وفي المساء سيذهب مع صديقته أو صديقه ليأكل البرغر الذهبي، قبل أن يختما اليوم بأكل الآيسكريم بشرائح الذهب.  

رفاهية غير مسبوقة

هناك مكان واحد فقط في العالم يمكن لهذا شخص أن يقضي فيه يوماً كهذا اليوم، وهو دبي. 

تعددت استخدامات الذهب في حياة الناس منذ اكتشافه حتى الآن، فمن تيجان الملوك والملكات، إلى الحلي، إلى الزخارف في القصور ودور العبادة، وصولاً إلى ميداليات التتويج في الدورات الأولمبية والبطولات الرياضية، يتربع المعدن النفيس على قمة الرموز، ويحكم اقتصاد العالم، ويظل المغناطيس الأقوى الذي يشد النساء وخزائن الدول.
على الجانب الآخر يمكن القول إن قاعدة "لا ذهب لا زواج" تسود في معظم المجتمعات الشرقية وجميع المجتمعات العربية. فهو وسيلة الادخار الأضمن والأكثر أماناً للنساء، لما يتمتع به هذا المعدن من ثبات نسبي للقيمة.

اللافت أن أسعار الوجبات التي تقدم مع الذهب المعالج الصالح للأكل لا تتأثر بارتفاع وانخفاض أسعار الذهب في البورصة العالمية

ولكن، كل ما سبق يعتبر من العادات المتعارف عليها، أما ما يخرق المألوف والمتعارف عليه، فهو أن نجد الذهب يتسلل إلى أماكن لم يعتد زيارتها من قبل كوجبة الستيك أو البرغر، اللافت أن أسعار الوجبات لا تتأثر بارتفاع وانخفاض أسعار الذهب في البورصة العالمية.  

ذهب لا يزيد الوزن

هل جربتم مثلاً تناول آيس كريم مزيناً بقطع من الذهب؟
هل سبق أن اشتريت هاتفاً ذكياً مُرصّعاً بالمعدن النفيس؟
أو دخلتم إلى حمام مزين بالذهب؟
أو ركبتم أو قدتم سيارة ذهبية؟
أم هل سبق لكم زيارة مطعم لتناول وجبة العشاء في أطباق من الذهب؟

تعددت استخدامات الذهب عبر العصور، لكنه لم يؤكل إلا في دبي، حيث تقدم بعض المطاعم الذهب في بعض وجباتها لعشاق الرفاهية

إن لم تجربوا هذه الرفاهيات بعد، فهناك مكان واحد يمكنكم من تجربة كل ما سبق وأكثر، بل وأكثر بكثير، أهلاً بكم في هذه الرحلة التي نصحبكم من خلالها في جولة سريعة في أماكن الرفاهية المطلقة في إمارة دبي في الإمارات، أماكن تخصصت في وضع الذهب على أي شيء. 

آيس كريم بالذهب في "سكوبي كافيه" 

في ليلة من ليالي شهر رمضان، خرج شاب وفتاة من بوابة محل يختص بصنع الآيس كريم في دبي، يحج إليه الزبائن في مقره الذي يقف شامخاً في شارع "جميرا"، لما عُرف عن منتجاته من حلاوة المذاق وجودة الصنعة. وقف الشاب مبتسماً وهو ينظر إلى رفيقته متأملاً قطعة الآيس كريم التي تمسك بها، ثم شرع في تصويرها من زواية مختلفة، بينما الزهو يكاد يقفز من عينيها.
يعلم المارة تماماً سبب زهو الفتاة واعتزازها بقطعة الآيس كريم، ولكن الأكيد أن الشاب كان أكثر علماً بما يجول في خاطرها، فقد استلم لتوه رسالة بنكية على هاتفه الذكي تفيد بأنه تم خصم مبلغ ثلاثة آلاف درهم من بطاقته الائتمانية أي ما يعادل (817 دولاراً أمريكياً)، ليس لسداد بدل إيجار سكنه الشهري، أو القسط البنكي، إنما كان مجرد ثمن قطعة الآيس كريم. 

استلم الشاب رسالة بنكية تفيد بخصم 3000 درهم إماراتي من بطاقته الإئتمانية ثمناً لقطعة الآيسكريم التي تناولتها صديقته

قطعة فريدة من الآيس كريم تُقدّم حصرياً في هذا المقهى الذي يحمل اسم "سكوبي كافيه"، حيث بمقدور الأثرياء تذوق طعم الذهب وخوض تجربة نادرة. وتتميز القطعة، وفقاً لمن تذوقها بطعم لذيذ، طبعاً هذا بالإضافة إلى شرائح الذهي التي تتزين بها من عيار 23 المعالج والصالح للأكل، وتحمل اسم "الماس الأسود".
يتم تقديم هذه القطعة النادرة من الآيس كريم في وعاء "فيرساتشي" فاخر، ومعها ملعقة فضية، ويمكن للزبائن الاحتفاظ بالوعاء والملعقة كهدية تذكرهم بهذه التجربة الاستثنائية التي يمكنهم خوضها مرة واحدة في العمر، أو أكثر لمن يملكون رفاهية التكرار.
أمام "سكوبي كافيه" قابل رصيف22 إيفانا وهي شابة تشيكية تزور دبي وتعمل عارضة أزياء.
حرصت إيفانا على خوض هذه التجربة الاستثنائية على الرغم من ارتفاع تكلفتها، وأخبرتنا بما دفعها لتذوق طعم الذهب قائلة إن مثل هذه التجربة ربما لن تتاح لها مرة أخرى بعد نهاية رحلتها إلى دبي في أماكن أخرى في العالم، مشيرة إلى أن ثلاثة آلاف درهم ربما يكون مبلغاً ضخماً يكفي للسفر والتجول والإقامة لمدة أسبوع في وجهات سياحية أخرى، ولكن من وجهة نظرها، فإن تذوق هذه القطعة من الآيس كريم يستحق التضحية. 

قهوة بطعم الذهب في "صحن الدار"

أما فندق برج العرب، الذي يعد من أبرز الوجهات السياحية في العالم وأشهر معالم دبي، فيقدم تجربة فاخرة تتناسب مع فخامة أجنحته ومطاعمه وتصميمه الملكي، حيث يتيح لك تجربة تذوق القهوة بطعم الذهب.
يقدم الفندق في ردهة "صحن الدار" الشهيرة عروضاً متنوعة لخوض هذه التجربة، إذ يمكنك تناول كوباً من الكابتشينو الذي يتم تحضيره من أجود حبوب القهوة مع مزيج من الذهب عيار 24. هذه التجربة يمكنكم خوضها مقابل حوالى 120 درهماً إماراتياً (33 دولاراً أمريكياً).
كما تقدم قائمة المشروبات في نفس الردهة عدداً من المشروبات الأخرى المرصّعة بالمعدن النفيس أيضاً، مثل الإسبريسو والعصائر المختلفة، وهو الأمر الذي لا يثير أي دهشة إذا علمنا أن الفندق سبق أن حفر اسمه في موسوعة الأرقام القياسية غينيس بتقديمه أغلى عصير كوكتيل في العالم بقيمة 27,321 درهماً إماراتياً، أي ما يزيد عن (7400 دولار أمريكي)

لمدمني القهوة أن يشربوها بمزيج الذهب عيار 24 في ردهة "صحن الدار" الشهيرة في برج العرب مقابل 120 درهماً فقط  

شرائح الستيك الذهبية 

أما عشاق اللحوم، فيمكنهم تذوق طعم الستيك بشرائح الذهب مقابل ألف درهم إماراتي للقطعة الواحدة (272 دولاراً أمريكياً)، وذلك في مطعم "Rhain". ورغم تنوع قائمة الوجبات، يفتخر المطعم بأنه يقدم أغلى قطعة ستيك من اللحم البقري، ويضعها بخط ولون مختلفين في قائمته.

تسويق ذهبي

لا يقتصر الأمر على هذه المطاعم فقط، بل يمتد إلى عدد آخر من المطاعم المنتشرة في دبي، والتي تُزيّن قائمتها بمنتجات مرصعة بالذهب، تتنوع ما بين الشطائر والبرغر والحلويات، وحتى السوشي.
وبالطبع تحاول المطاعم والمقاهي التي تقدم هذا النوع من قوائم الطعام الذهبية الاستفادة من الخلطات الغريبة في تسويق علامتها التجارية، وتتسابق للحصول على لقب "الأغلى" ووصف "الأغرب"، ما يدفع أصحاب الفضول لخوض التجربة وإن كانت التكلفة فوق المعدل الطبيعي ببضعة أضعاف لا يستهان بها.

الفاتورة     

- وجبتان ستيك مع بعض المقبلات:    1500 في 2 = 3000 درهم إماراتي
- فنجانان قهوة بعد الغداء:                120 في 2 = 240 درهم إماراتي 
- مثلجات للتحلية:                               3000 في 2 = 6000  درهم إماراتي 
بعد إضافة الضريبة وبدل الخدمة والبقشيش قد تصل الفاتورة بسهولة إلى 10000 درهم إماراتي، أي ما يعادل (2723 دولار أمريكي)، أما إذا قرر الشخصان شرب الكوكتيل الأغلى في العالم في برج العرب، فعلى الأغلب لن يكونا ممن يحسبون الفاتورة أصلاً.