انتشرت في مصر خلال الأيام الماضية عدوى فيروسية قديمة تنشط في المناطق الريفية والحارة، أطلقت وسائل الإعلام المحلية عليها "المرض الغامض"، لعدم وجود معلومات رسمية كافية في ظل عدم تشخيص وزارة الصحة المصرية للظاهرة خلال الأسابيع الأولى، وذلك بعد إصابة العشرات من قرية نجح سندل التابعة لمحافظة قنا، جنوبي مصر، بأعراض متشابهة، عبارة عن ارتفاع درجة حرارة الجسم والإعياء الشديد. وسبقها شكاوى حول ظهور الأعراض نفسها وانتشارها في مناطق القصير والغردقة ونواحٍ أخرى من محافظة البحر الأحمر. إلى أن استقرت وزارة الصحة المصرية، بعد فترة من الرصد، على أن هذا المرض هو "حمى الدنج"، التي تحمل اسماً عربياً هو "حمى الضنك".
احتاجت وزارة الصحة المصرية نحو شهرين لحسم وإعلان اسم المرض، حيث بدأت الشكاوى تتدفق من أقصى الجنوب، مع انتشار الإصابات في مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر في مايو/ أيار الماضي حسبما روى عمال ينحدرون من محافظة قنا وينخرطون في وظائف بقطاع السياحة. في الوقت، فرضت السلطات الروسية حجراً صحياً على الطائرات القادمة من مصر، إذ ظهرت إصابات في مدينة الغردقة التي يكثر فيها عدد السائحين والمقيمين الروس.
تقول مصادر أهلية تحدثت إلى رصيف22، إن الحمى ظهرت لأول مرة منذ شهر ونصف على الأقل، تمتد لشهرين، بإصابات عائلات بأكلمها في القصير، بينهم أسر تعرضت للإصابة أكثر من مرة، لعدم اتخاذهم الإجراءات الوقائية الكافية، لافتين إلى أن قطاع الطب الوقائي والوحدات الصحية بالبحر الأحمر بدأت في الانتباه بعد تزايد الحالات، لكن ذلك حدث بعد انتقال العدوى إلى قرية نجح سندل التابعة للعليقات بمركز قوص، جنوب قنا. ويعمل قطاع من أبناء محافظة قنا بصناعات التعدين والسياحة والخدمات المعاونة في مدن محافظة البحر الاحمر لقرب المسافة وازدهار فرص العمل بها كون مواسم السياحة في البحر الأحمر تمتد طوال العام.
احتاجت وزارة الصحة المصرية نحو شهرين لحسم وإعلان اسم المرض، حيث بدأت الشكاوى تتدفق من أقصى الجنوب، مع انتشار الإصابات في مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر في مايو/ أيار الماضي حسبما روى عمال ينحدرون من محافظة قنا وينخرطون في وظائف بقطاع السياحة
أحد سكان مدينة القصير التابعة لمحافظة البحر الأحمر، تحدث إلى رصيف22 شريطة عدم الإفصاح عن اسمه خشية الملاحقة الأمنية، إذ سبق للسلطات المصرية إلقاء القبض على من يتحدث عن انتشار المرض. يقول ابن مدينة القصير: "لا يعرف أحد سبب انتشار للمرض لكن عندنا خبرة مع مرض حمى الضنك بعد انتشاره في القصير وسفاجا في 2017، بيجي عن طريق الناموس وبيئتنا مهيئة للمرض ده"، وتعتمد مناطق البحر الاحمر على خزانات المياه فوق أسطح المنازل للشرب والنظافة، وكثيراً ما تمثل تلك المياه بيئة حاضنة للبعوضة المسؤولة عن انتشار فيروس حمى الضنك، منوهاً إلى أن هناك أسر غادرت القصير إلى قنا بمجرد انتشار حالات الحمى بين السكان خوفاً على حياتها.
ويعد انتقال الأفراد من المناطق المصاب ساكنوها بأية عدوى سريعة الانتشار إلى مناطق أخرى، أحد السبل الرئيسية لانتقال الفيروسات المسببة لأية عدوى فيروسية.
يقول مواطن آخر تكرر تعرضه للإصابة بحمى الضنك في نجع سندل، إن الإصابات بدأت تتزايد في شهر مايو/أيار، بأعراض متشابهة مثل ارتفاع درجات الحرارة والشعور بحالة إحياء عامة، عالجوها منزليا بالحصول على خوافض للحرارة، حتى بدأت العدوى في الانتشار بين أبناء القرية، لتصل بعدها فرق الوقاية من وزارة الصحة.
مع إنكار السلطات المصرية في البداية حقيقة المرض، وعدم نشر المعلومات المنضبطة عن طرق العدوى، روج مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي ينتمي عدد منهم إلى "تيار القومية المصرية" الرافض لوجود اللاجئين والنازحين أن السودانيين النازحين تحت وطأة الحرب هم سبب العدوى
هذه ليست المرة الأولى ينتشر فيها مرض حمى الضنك في مصر بهذه الطريقة، حيث تعرضت القصير وسفاجا التابعتان لمحافظة البحر الأحمر لمثل هذه المواجهة في 2017 في عهد وزير الصحة الأسبق أحمد عماد الدين، أصيب خلالها نحو 250 مواطناً.
الاختلاف بين الواقعتين أن وزير الصحة الأسبق تعامل مع الأمر بشكل سريع وتم توصيف المرض للمواطنين وتحديد طرق انتشاره من خلال البعوض، ونجحت الوزارة بالفعل في السيطرة على المرض قبل تفشيه من خلال الفرق الوقائية، فيما كشفت هذه البؤرة عن وجود نوع من التخبط وعدم الاكتشاف المبكر لنوع الإصابات، حيث وصفه وزير الصحة الحالي خالد عبدالغفار بدور الأنفلونزا العادي، في رغبة منه في عدم إثارة الفزع، إلى أن وجد نفسه مضطراً للإعلان عن حقيقة انتشار حمى الضنك.
ما علاقة السودانيين؟
مع إنكار السلطات الصحية في البداية صحة وجود عدوى في مناطق متفرقة من الجنوب المصري، ومع اعتماد المواطنين على السوشال ميديا في معرفة ما يدور وسط صمت رسمي في الأسابيع الأولى لانتشار العدوى، أقحم بعض مستخدمي السوشال ميديا خاصة من ناشطي "القومية المصرية" بالسودانيين النازحين إلى مصر مؤخراً تحت وطأة الصراع المسلح الذي تشهده بلادهم، متهمين إياهم في نقل حمى الضنك إلى مصر، لاسيما أن العاصمة السودانية الخرطوم تفشى بها المرض في الأشهر الماضية، وهو أمر معتاد في السودان خلال موسم الخريف والفيضان (تشهد السودان فصل الخريف تزامناً مع فصل الصيف في مصر) خاصة مع الضعف الشديد في بنية الرعاية الصحية.
تتبع تحقيقات انتشار الأوبئة عادة مسار العدوى للوصول إلى المريض صفر، ومن دون هذا لا تكون طرق المكافحة عادة مجدية، وإن كان لا يتسنى لنا في هذه الحالة الوصول إلى المريض صفر فيمكن على الأقل اتباع الأساليب المعلوماتية المنطقية لاستبعاد من قد لا يكون هو المريض صفر
وعلى الرغم من نفي مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية، عوض تاج الدين، وجود أي علاقة بين انتشار حمى الضنك بقنا والبحر الأحمر ونزوح السودانيين، إلا أن ذلك لم يهدئ من الادعاءات التي تلصق استقبال مصر للنازحين وظهور تلك الحمى الموسمية التي يمكن تتبع موجات ظهورها في مصر وصولاً إلى العام 2015 على الأقل بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، وإن كان أرشيف الصحف المصرية يشهد بتاريخ أطول.
تتبع تحقيقات انتشار الأوبئة عادة مسار العدوى للوصول إلى المريض صفر، ومن دون هذا لا تكون طرق المكافحة عادة مجدية، وإن كان لا يتسنى لنا في هذه الحالة الوصول إلى المريض صفر فيمكن على الأقل اتباع الأساليب المعلوماتية المنطقية لاستبعاد من قد لا يكون هو المريض صفر.
لهذا، تحدث رصيف22 إلى مصدرين قياديان بالجالية السودانية في مصر، لمعرفة إن كانت المناطق التي تشهد إصابات متعددة بعدوى حمى الضتك قد استقبلت نازحين سودانيين في نفس توقيت بدء انتشار العدوى، خصوصاً أن السودان عانت خلال الشهرين الماضيين من انهيار النظام الصحي على خلفية انتشار إصابات حمى الضنك.
تنفي الدكتورة ست البنات حسن، عضو المجلس الأعلى للجالية السودانية في مصر، ما تردد عن وجود إصابات بحمى الضنك أو أية أمراض وبائية أخرى في أوساط الجالية السودانية، مشددة على أن جميع السودانيين بمصر، بما فيهم القدامى والوافدين الجدد، لا يعانون من أية أمراض معدية.
هذه ليست المرة الأولى ينتشر فيها مرض حمى الضنك في مصر بهذه الطريقة، حيث تعرضت القصير وسفاجا التابعتان لمحافظة البحر الأحمر لمثل هذه المواجهة في 2017 في عهد وزير الصحة الأسبق أحمد عماد الدين، أصيب خلالها نحو 250 مواطناً
وأوضحت حسن أن المحافظات القبلية في مصر ليست من الوجهات المفضلة للسودانيين الوافدين إلى مصر، حيث تتركز الجالية في القاهرة ومحافظات الإسكندرية والإسماعيلية، وتأتي أسوان في المرتبة الأخيرة، هرباً من الأجواء الحارة من ناحية، وعدم وجود تجمعات كبيرة للسودانيين في الصعيد. ولم تعلن وزارة الصحة ولا حتى مصادر الإبلاغ الشعبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن وجود إصابات بحمى الضنك في المناطق المشار إليها إلى الآن.
تشير حسن إلى أن هناك مجموعات قليلة تقصد محافظتي قنا والبحر الأحمر، وهم غالباً من الجالية القديمة التي استقرت في مصر منذ 40 عاماً، لافتة إلى أن السودانيين ينظرون للبحر الأحمر على أنها محافظة ساحلية يقصدها الأثرياء لذا هي وجهلة غير مفضلة لسودانيين فارين من الحرب.
تواصل ست البنات: "لم يتم إبلاغنا بوجود إصابة واحدة وسط صفوف السودانيين، والحمدلله لا يوجد سوداني واحد عند أنلفونزا حتى، الكل بخير، هذه المعلومات مغلوطة تماماً، والهلال الأحمر المصري يجرى لنا فحوصات مجرد دخولنا المعابر".
في السياق ذاته، يقول إبراهيم عز الدين، رئيس الجالية السودانية بمنطقة العاشر من رمضان، التابعة لمحافظة المنوفية، إنه لم يتلق إخطاراً بوجود إصابات في أي فرع من فروع الجالية السودانية في مصر، مشيراً إلى أن السودانيين الموجودين في مصر لا يعرفون شيئا الآن عن انتشار الأمراض الوبائية في بلدهم ظل استمرار آلة الحرب.
ينفى عز الدين وجود فحوصات طبية دورية لأعضاء الجالية السودانية، لكنه يستبعد أن يكون مر إلى مصر سوداني حامل لفيروس مًعدِ في ظل اتباع الهلال الأحمر المصري الإرشادات الطبية للقادمين من المعابر المشتركة بين مصر والسودان: "عادة عندما يصاب أي شخص بمرض معد تحديداً، نعرف ونبلغ الجاليات في العاصمة والمحافظات". ويتفق عز الدين مع الطبيبة ست البنات حسن فيما يخص نقاط تمركز الجاليات السودانية التي لا تتضمن قنا أو البحر الأحمر.
ما هي طرق انتشار عدوى حمى الضنك؟
"حمى الدنج" أو الضنك، هي مجموعة من الاعراض ناتجة عن الإصابة بفيروس "الدينجو" المنقول عبر بعوضة تستوطن المياه الراكدة والملوثة. وهو من أمراض المناطق الحارة وينتمى إلى طائفة الحميات النزفية. والاخيرة هي طائفة من الإصابات الفيروسية التي يمكن أن تصل أعراضها حد التسبب في نزيف متواصل للمصاب بها حتى تقضي على حياته، إلا أن فيروس DENV المسبب لحمى الضنك، له طوران؛ أحدهما خفيف وهو الطور الأكثر انتشاراً في مصر ويتسبب في أعراض تبدأ من الحمى الشديدة والآلام البالغة المنتشرة في الجسم التي جعلته يحمل أيضاً اسم "فيروس العظام المكسورة" إلى جانب الصداع والغثيان وفقد الشهية للطعام وأعراض أخرى تجعل البعض يخلط بينه وبين عدوى أنفلونزا الشديدة.
وبحسب كتاب منظمة الصحة العالمية عن حمى الضنك، فإن عدواه تنتقل للبشر عبر أنثى بعوض الزاعجة المصرية Aedes aegypti التي تتسبب أيضاً في نقل عدوى فيروس الزيكا، وهي البعوضة الأكثر قدرة على حمل الفيروس ونشره لعدد كبير من البشر في وقت قصير، وهذه هي طريقة العدوى الرئيسية. هناك طرق اخرى ثانوية كأن تنقل الأم الفيروس لجنينها أو ينتقل عبر نقل دم ملوث بالفيروس إلى شخص صحيح.
يصاب بالفيروس من 100 إلى 400 مليون حالة عدوى سنوياً، وهي عدوى تظهر في المناخات المدارية وشبه المدارية في العالم، لذا أصبح المرض الآن متوطناً في أكثر من 100 بلد من البلدان الواقعة في الإقليم الإفريقي وإقليم الأمريكيتين وإقليم شرق المتوسط وإقليم جنوب شرق آسيا وإقليم غرب المحيط الهادئ.
يشير الدكتور شريف حتة، استشاري الطب الوقائي والصحة العامة، إلى أن المرض ليس جديداً على مصر، فهو مستوطن منذ منتصف القرن الثامن عشر، وينتشر فقط من خلال البعوض وفي الحالة المصرية يتسبب في نقل العدوى الزاعجة المصرية، وخصوصاً في المناطق الريفية والمستقنعات المائية وكذلك المناطق العشوائية التي تفتقر للخدمات.
وتعد المياه الراكدة والملوثة وصفة مضمونة لانتشار حمى الضنك، كونها توفر بيئة مثالية لتكاثر البعوضة الحاملة للفيروس والمتسببة في نشره بين البشر.
تكتم أم إهمال حكومي؟
لا يعتبر علاء غنام، الباحث المتخصص في السياسات الصحية، ما حدث في القصير تكتماً من وزارة الصحة، "بقدر ما هو يندرج تحت بنت إلإهمال من قطاع الطب الوقائي والأمراض المتوطنة، الذي لم يتحرك مبكراً لاكتشاف بؤر العدوى في محافظة البحر الأحمر ومحاصرتها، حتى لا يتفشى المرض بهذه الطريقة بين أبناء القرية، ومن ثم انتقاله إلى محافظات متاخمة".
يوضح غنام طبيب الكبد والمتخصص في أمراض الالتهابات الفيروسية أن "الطب الوقائي كان يجب أن يتحرك بشكل مبكر وينبه الوزارة، هذا إهمال من الوزارة في التقييم والتأخر في الكشف وليس تكتماً بالمعنى، لأن الوزارة تحركت بعد تكرار الشكاوى وتشابه الأعراض بين سفاجا والقصير ونجع سندل، ولوزارة البيئة دور أيضاً، كان يجب أن تتخذ إجراءات [مثل] عمليات رش وتطهير، خصوصاً أننا في فصل تستوطن فيه الأمراض، ومصر باتت بلدا حاراً شأنه شأن الدول الأفريقية".
غير معروف على وجه التحديد متى عرفت مصر "حمى الضنك"، إلا أن علاء غنام يؤكد أن المرض مستوطن ومعروف في مصر ومسجل في سجلات مستشفى الحميات منذ 100 سنة، لكن البؤر الكبيرة ظهرت في العشرية الأخيرة، وتحديداً في 2017 في عهد الوزير أحمد عماد الدين بسفاجا والقصير، لافتاً إلى أن هذه الأزمات تسلط الضوء على تراجع أعداد مستشفيات الحميات في مصر نتيجة لإغلاق الكثير منها، حيث كانت هذه المستشفيات حائط الصد الأول أمام الأمراض المعدينة والمستوطنة، والملجأ الأول لمن يتشبه في إصابته مرض.
توسعت الحكومات المصرية في بناء مستشفيات الحميات منذ خمسينيات القرن الماضي، حتى وصل عددها في 2007 إلى 107 مستشفى، لكن تراجعت إلى أقل من النصف تقريباً في عهد وزير الصحة الأسبق حاتم الجبلي، الذي ألغى مستشفيات الحُميات وحول أغلبها إلى أقسام داخل المستشفيات العامة والمركزية، وأبقى على 32 مستشفى فقط تتركز فى عواصم المحافظات والمدن الرئيسية، من بينها مستشفيي حميات العباسية وإمبابة، بدعوى أن مصر "تُنفق عليها ملايين الجنيهات بلا جدوى"، وأتى ذلك في ظل خطط تقليص للإنفاق العام، وتوسع في خصخصة القطاع الصحي تنتهجها الدولة منذ وزارة الدكتور أحمد نظيف التي طان الجبالي عضوزاً فيها.
وتزايدت في السنوات الأخيرة الشكاوى من الإهمال وتدنى الخدمات بمستشفيات الحميات في مصر، إذ تقدم العديد من النواب بطلبات إحاطة لبحث أسباب تدني الخدمات وقلة المستلتزمات الطبية بالمحافظات، فضلا عن عدم استيعاب أعداد المرضى.
عودة إلى سناريو السودان
لم تعلن وزارة الصحة أسباب انتشار حمى الضنك في محافظتي البحر الأحمر وقنا، حيث لا تزال مجموعات الترصد تفحص عينات من مياه الشرب والصرف الصحي والبعوض المنتشر في نجع سندل، لكن الدكتور شريف حتة، يضع عدداً من الاحتمالات، بينها الوافدين بمختلف جنسياتهم سواء المصريين المغتربين بالخليج والمسافرين إلى البلدان الأفريقية، أو الجنسيات الأفريقية التي تتوافد على مصر بكثافة في الأشهر الأخيرة هرباً من النزاعات المسلحة كالسودان.
لا يستبعد حتة أن يكون السودانيون الذين أتوا إلى مصر هربا من جحيم الحرب قد حملوا المرض، "خصوصاً أنهم بيئة حاضنة ومناخهم مناسب لمثل هذه الأمراض، في ظل عدم وجود إجراءات الحجر الصحي في بعض المعابر".
ويتحدث حتة عن إجراءات الوقاية التي تتبعها الحكومة الآن لمنع انتشار العدوى: "قرية قنا صغيرة للغاية سكانها لا يتعدوا 4 آلاف سهل السيطرة عليهم بالإبلاغ عن الحالات وتطهير المصارف".
لا يعتبر حتة تصريح الوزير خالد عبد الغفار بأن العدوى مجرد دور أنلفونزا خداعاً للمواطنين أو محاولة منه للتقليل من حدة الأزمة، فالتصريحات المباشرة في مثل هذه المواقف لا تكون سليمة وتنم عن قصور، فمن الطبيعي أن يقول المسؤول سنعرف ونعلن من خلال الفحص: "مش من مصلحة البلد التكتم، خصوصاً بعد انتشار فيروس كورونا وهو الجائحة الأكبر في تاريخ البشرية، هناك اختلاف بالتأكيد بين سياسات وطريقة عرض الحقيقة بين وزير لآخر".
يتفق الخبيران غنّام وحتة، على أن الحكومة المصرية باتت مطالبة بتنشيط إجراءات الوقاية والترصد لمواجهة مثل هذه الأمراض، خصوصا أن مصر باتت من الدول الحارة، شأنها شأن دول كثيرة تستوطن فيها هذه الأمراض، حتى لا نقع في فخ البور المرضية هذا العام.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
عبد الغني المتوكل -
منذ 10 ساعاتوالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ 11 ساعةرائع
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت