نفى مسؤول مبيعات بشركة تيكيتس مارشيه المسؤولة عن مبيعات تذاكر النجم الأمريكي ترافيس سكوت وقف مبيعات التذاكر، وقال لمراسلة رصيف22 إن المبيعات مستمرة من دون إلغاء إلى حين ورود تعليمات أخرى من إدارة الشركة، كما لم تعلن الحسابات الرسمية للنجم الأمريكي عن إلغاء الحفل حتى لحظة نشر هذا التقرير.
كما نفى ديفيد سترومبرغ، مدير أعمال ترافيس سكوت، في تدوينة له على حسابه على موقع تويتر، إلغاء الحفل، رداً على تساؤلات معجبي الرابر الأمريكي، الذين أرسلوا له روابط الأخبار المنشورة عبر مواقع الاخبار المصرية بشأن إلغاء الحفل، فعلق عليها بأنها أخبار كاذبة.
وكانت نقابة المهن الموسيقي قد اصدرت بياناً صباح اليوم 18 يوليو/ تموز، تعلن فيه "إلغاء الترخيص" الممنوح لمؤدي الراب الأمريكي، ترافيس سكوت، المقرر له يوم 28 يوليو/ تموز الجاري في منطقة الأهرامات؛ وقالت في بيانها إن قرار "إلغاء الترخيص"، يأتي بعد أن "أنصتت النقابة" لمطالب على شبكات التواصل الاجتماعي، التي دُشِّن عليها أكثر من "هاشتاغ" للمطالبة بإلغاء الحفل، الذي وصفته النقابة والحملة المعارضة بأنه "يتنافى مع الهوية الثقافية للشعب المصري".
وقالت النقابة في بيانها: "تؤكد النقابة العامة للمهن الموسيقية باعتبارها الجهة المنوط بها إصدار تراخيص إقامة الحفلات الموسيقية والغنائية في مصر، بالتضامن مع وزارة الثقافة المصرية ممثلة في جهاز الرقابة على المصنفات الفنية ووزارة القوى العامة، على ضرورة وضع الاعتبارات الأمنية والموافقات من الجهات المختصة على رأس الأولويات فيما يخص إقامة الحفلات، وذلك ضماناً وحماية لجموع الجماهير".
قالت نقابة المهن الموسيقية في مصر إنها قررت إلغاء ترخيص حفل نجم الراب الأمريكي "ترافيس سكوت"، "استجابة لمطالب الشعب المصري" التي عبر عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فهل هناك سوابق مماثلة؟ وهل يحق للنقابة قانونياً منح تراخيص الحفلات أو سحبها؟
وأضاف البيان: "وحيث إن النقابة العامة من نسيج هذا الوطن الحبيب، تعمل على استقراره وأمنه، وترفض العبث بالقيم المجتمعية والعادات والتقاليد المصرية والعربية، فإنه بعد استقراء واستطلاع آراء رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد ما ورد لنقابة المهن الموسيقية ونقيبها العام ومجلس إدارتها من أنباء تصدرت محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي، تضمنت صوراً ومعلومات موثقة عن طقوس غريبة لنجم هذا الحفل، يقدمها أثناء فقرته، وتسخير أدواته من أجل إقامة طقوس تتنافى مع قيمنا وتقاليدنا المجتمعية الأصيلة، لذلك قرر النقيب العام ومجلس الإدارة، إلغاء الترخيص الصادر لإقامة هذا النوع من الحفلات الذي يتنافى مع الهوية الثقافية للشعب المصري".
ويأتي بيان النقابة بعد يوم واحد فقط من تصريحات أدلى بها الدكتور محمد عبد الله المتحدث الرسمي باسم النقابة نفى فيها أن تكون النقابة قد تلقت طلباً لاستخراج تصريح لإقامة الحفل، كما أكد أن النقابة لا علاقة لها بما يتردد على شبكات التواصل الاجتماعي وأن الجهات الامنية والرقابية فقط هي المنوط بها اتخاذ أية قرارات في هذا الشأن. ما يشير إلى ان النقابة إما لم تكن قد أصدرت الترخيص بعد، أو أنها قررت سحب الترخيص بعد إصداره في وقت من يوم أمس الإثنين 17 يوليو/ تموز، يوم الإدلاء بتلك التصريحات.
بداية الهجوم
بدأ الهجوم على حفل ترافيس سكوت، يوم 10 يوليو/ تموز الجاري، عندما أعلن مؤدي الراب عبر حساباته على تويتر وانستاغرام وتيك توك، عن إقامة حفل غنائي ضخم عند أهرامات الجيزة يوم 28 يوليو/ تموز، شمن جولة عالمية لإطلاق ألبومه الجديد "يوتوبيا" بدأها في الولايات المتحدة ومنها إلى البرازيل، وعلق على الصورة الدعائية للحفل قائلاً: "لا أستطيع الانتظار لرؤيتكم".
عقب الإعلان بساعات بدأت حملة من التغريدات والمنشورات عبر تويتر وفيسبوك وانستاغرام، صاحبها هجوم على صفحة نجم الراب الأمريكي على انستاغرام، واتهمت الحملة ترافيس بممارسة "السحر الاسود" و"طقوس الماسونية" و"طقوس تقديم الاضحيات البشرية للشيطان" على خلفية حادثة وقعت في حفل سابق له تسببت في وفاة عدد من الحضور وإصابة عشرات آخرين.
قانونيون: النقابة جهة تحصيل رسوم وليس لها منح تراخيص إقامة الحفلات أو سحبها وإنما يعود هذا الاختصاص لجهات رقابية وأمنية أخرى
وإثر ذلك انطلقت دعوات رافضة لإقامة حفله في مصر، وصلت لحد رفع دعاوى قضائية ضد وزارة السياحة والآثار المصرية، بادعاء ارتباط "سكوت" بـ"الماسونية"، ووفاة عدد من جماهير حفلاته بالولايات المتحدة بسبب "طقوس شيطانية"، وذلك رغم نفاذ تذاكر الحفل في الساعات الأولى من إعلانه، وتراوح أسعار التذاكر بين 4 و6 آلاف جنيه مصري (130-195 دولاراً)، وإعادة بيعها في السوق السوداء بأسعار وصلت لنحو 30 ألف جنيه (1000 دولار تقريباً). ودشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ: #إلغاء_حفل_ترافيس_سكوت_بمصر.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، وبينما أقام سكوت المهرجان الغنائي السنوي Astroworld، في مدينة هيوستن الأمريكية بولاية تكساس، مسقط رأسه، والذي جاء اسمه على اسم الألبوم الغنائي الذي أطلقه عام 2018، احتشد أكثر من 50 ألفاً لحضور المهرجان، ووجد المنظمون صعوبة في السيطرة على الحشود الكبيرة، مع وجود أعداد أخرى من الجماهير على البوابات تريد دخول الحفل، وبمجرد ظهور سكوت على المسرح، حدث تدافع كبير بين الجمهور أسفر عن وفاة 8 أشخاص وإصابة 300 آخرين.
ورغم صدور تقرير الطب الشرعي في هيوستن، الذي أوضح أن الاختناق كان سبب وفاة الـ8 أشخاص عن طريق الخطأ بعدما تم سحقهم خلال التدافع، وتبرئة القضاء لسكوت، وإرجاع الأمر لسوء التنظيم، إلا أن صفحات التواصل الاجتماعي الغربية، نشرت تداولت ادعاءات حول وجود مؤامرة بالحفل، وصلت لادعاء أن الضحايا الذين سقطوا قدمهم سكوت "كقرابين للشيطان" من أجل الشهرة. واستندت هذه الادعاءات لعدد من نظريات المؤامرة الرائجة والتي يشيع إلصاقها بمؤدي الراب خاصة من ذوي الجذور الأفريقية أو الكاريبية.
ورغم عدم وجود أدلة على صحة هذه الادعاءات ونظريات المؤامرة، إلا أن مقاطع الفيديو والمنشورات المتعلقة بها لاقت انتشاراً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة "تيك توك"، الذي حذفها بعد ذلك، وعلق المتحدث باسمه في وقت لاحق بإن منصته تزيل أي محتوى مشبوه.
المتحدث باسم الموسيقيين أصدر تصريحات متعارضة في يومين متتاليين
كما استدعت الحملة تصريحات سابقة لسكوت قال فيها في عام 2015، إنه يريد أن تبدو حفلاته وكأنها مباريات مصارعة مرتفعة الطاقة، وهو السبب الذي يجعله يحفز الجمهور على الاندفاع نحو المسرح الذي يقدم عليه عروضه الأمر الذي غالباً ما ينتج عنه إصابات في كثير من حفلاته. ورداً على سؤال حول "اتهامه بالماسونية والترويج للطقوس الشيطانية" قال سكوت: "أنا شخص أؤمن بالله".
لكن هل يحق للنقابة سحب الترخيص بعد إصداره؟
بحسب المحامي المتخصص بتاريخ القانون والحريات النقابية وحرية التعبير عماد مبارك، مؤسس مركز المعرفة والذاكرة للدراسات، فإن القوانين السارية لا تسمح لنقابة المهن الموسيقية التراجع عن التراخيص الممنوحة بالفعل، وهي تراخيص الغناء أو الأداء في الحفلات الموسيقية. ولها أن ترفض منح التراخيص مع إبداء الأسباب، كونها قرارات إدارية يجوز للمتقدم بطلب الترخيص أن يطعن عليها. لهذا على النقابة أن تلتزم بإبداء الأسباب.
على أن تكون تلك الأسباب تنظيمية، كونها ليست جهة رقابية وإنما جهة إدارية منظمة تحصل الرسوم. وأوضح مبارك، أنه بحسب نص القانون المنظم لنقابة المهن الموسيقية فيما يتصل بدورها في منح التراخيص، فالنص لا يعطيها الحق في سحب التراخيص بعد منحها، كما لا ينص القانون في كافة مواده على مسألة سحب تراخيص ممارسة المهنة من مستصدري التراخيص من غير المصريين.
المحامي محمود عثمان، المتخصص في التعاقدات المتصلة بالإنتاج الفني وحماية الملكية الفكرية ومؤسس مكتب Legal Art، أكد أيضاً أن منح الترخيص أو منعه ليس من اختصاص نقابة الموسيقيين التي يتوقف دورها عند "تحصيل الرسوم" فقط، أما الرقابة على المصنفات الفنية فهي صاحبة الحق في منح أو منع تراخيص إقامة الحفلات. وهو ما يتفق مع تصريحات المتحدث باسم النقابة المنشورة يوم أمس الإثنين.
وأوضح عثمان لرصيف22 أنه في أبريل/ نيسان عام 2018، حصل على حكم بات من محكمة القضاء الإداري برئاسة المستشار أحمد الشاذلي، نائب رئيس مجلس الدولة، بإلغاء صفة الضبطية القضائية لأعضاء نقابة المهن الموسيقية بالنسبة للجرائم التي تقع بالمخالفة لقانون نقابات واتحاد نقابات المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية. وأشار عثمان أنه في حيثيات الحكم جاء أن "دور النقابات الفنية بشكل عام تحصيل الرسوم وليس من حقها إبداء الرأي في العمل الفني"، وبالتالي فإن نقابة الموسيقيين المصرية، بإصدارها بيان بإلغاء ترخيص حفل ترافيس سكوت، مارست دوراً تجاوز الحدود التي يكفلها لها القانون.
وعلق عثمان على ادعاء النقابة برفض المصريين إقامة مثل هذا الحفل قائلاً: "لو الناس رافضة الحفل ده، إزاي التذاكر كلها اتباعت بعد ساعتين من إعلانه؟"، لافتاً إلى أنه وزارة الثقافة ممثلة في الرقابة على المصنفات الفنية هي المنوطة بمنح الترخيص، ولا يحق لنقابة الموسيقيين التحدث بلسان غيرها.
في المقابل رد المتحدث باسم نقابة الموسيقيين، محمد عبدالله، على تصريحات المحامي الفني، قائلاً، إن التصريح أو عدم التصريح بإقامة حفل في مصر اختصاص أصيل لنقابة المهن الموسيقية، والمعترضين على ذلك ليسوا على دراية جيدة بقانون النقابة.
وأوضح عبدالله في تصريح لرصيف22، قائلاً إن هناك أكثر من جهة في مصر تختص بإصدار تراخيص إقامة الحفلات، بينها: نقابة الموسيقيين، وزارة الثقافة ممثلة في هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، ووزارة القوى العاملة، خاصة فيما يتعلق بحفلات الأجانب، هذا إلى جانب الموافقات الأمنية، وفي حال عدم الحصول على موافقة أي جهة من الجهات المذكورة لا يمكن إقامة الحفل، معقباً: "لو النقابة مش جهة اختصاص، ليه الشركة المنظمة تقدمت لدفع رسوم إقامة الحفل للنقابة؟". وتتلقى النقابة رسوم الأداء العلني ولإقامة الحفلات الموسيقية وتحصلها لصالح صندوق النقابة ويذهب جانب منها للجهات المعنية بموجب القانون.
وأكد المتحدث باسم نقابة المهن الموسيقية، أن الحفل لن يقام في مصر، والنقابة اتخذت قرارها وتتحمل كافة مسؤولياته.
وأتى بيان نقابة المهن الموسيقية المتضمن إلغاء ترخيص الحفل، بعد تصريحات للمتحدث الرسمي، أمس الاثنين، تشير إلى أن الجهات الأمنية هي المسؤولة عن قرار إحياء الحفل أو إلغاؤه، لكون المطرب من جهة أجنبية، لافتاً إلى أن النقابة لم تتلق حتى الآن (مساء الإثنين) طلباً رسمياً بإقامة الحفل وبالتالي لا يوجد شيء رسمي لديها وليس بيدها من الأساس إلغاء الحفل.
الجدير بالذكر أن مواقع التواصل الاجتماعي، لم ينسب إليها المسؤولية عن إلغاء حفل ترافيس سكوت فقط، بل تدخلت قبل شهور وبالتحديد في فبراير/ شباط الماضي، لإلغاء حفل الاستاند أب كوميدي "كيفن هارت Kevin hart"، باستاد القاهرة الدولي، بعد تصدر هشتاج #غير_مرحب_بك، وإلغاء_حفل_كيفن_هارت_في-مصر، وبالفعل أعلنت الشركة المنظمة إلغاء الحفل قبل إقامته بـ36 ساعة فقط، وأرجعت السبب لـ"أسباب لوجستية محلية"، في حين أرجع نشطاء التواصل الاجتماعي سبب مطلبهم لأن الممثل الأمريكي ناشط في حركة "الأفروسنتريزم" أو "المركزية الأفريقية" التي تزعم أن الفراعنة من أفارقة جنوب الصحراء وليسوا هم أجداد المصريين المعاصرين، وهو ما لاقى معارضة شديدة من المصريين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...