تختلف تقاليد الزفاف من مكان لآخر ليس فيما يتعلق بهذا اليوم فقط بل بالأيام التي تليه، خاصة اليوم التالي للزفاف أو "الصباحية"، كما يُطلق عليها في بعض الدول العربية ومن بينها مصر، فهو اليوم الذي يبدأ فيه العرسان باستقبال الضيوف والمهنئين والأقارب، لذلك يجب أن يكون جميلاً وترتيباته واضحة من العروسين أو الضيوف، فيما يتعلق بالأزياء والهدايا والعبارات اللائقة.
وقت الزيارة
الأيام التي تلي الزفاف هامة للغاية للعروسين ويجب أن يحصلا على بعض الخصوصية بحكم كونها فترة اكتشاف كل منهم للآخر. إلا أن ذلك لا يمنع زيارات الأهل وتقديم الهدايا كما هو سائد بالمجتمعات العربية. تقول خبيرة الإتيكيت دينا هشام لرصيف22 إنه من غير المقبول تماماً زيارة العروسين دون تحديد موعد مسبق، ومن المفضل ألا تكون في اليوم التالي للزفاف بل بعده بعدة أيام على الأقل أو أسبوع.
وتضيف: "الأهل عادة ما يكونون متلهفين للاطمئنان على ابنتهم أو ابنهم في أول ساعات الزواج، وهذا مفهوم، لكن يستحسن إبعاد الزيارة قدر الإمكان".
إتيكيت زيارة العرسان
تشير دينا إلى أنه من غير اللائق اصطحاب الأطفال للمنزل الجديد. تقول :"يجب عدم اصطحاب الأطفال وإن لزم الأمر وضع قواعد صارمة لهم بالجلوس بهدوء في غرفة استقبال العروسين وعدم إحداث ضوضاء أو لمس الديكورات والزجاجيات، كما يجب الحرص على تناولهم مشروب الضيافة بهدوء حتى لا ينسكب".
خبيرة إتيكيت: "من غير المقبول زيارة العروسين دون تحديد موعد مسبق، ومن المفضل ألا تكون في اليوم التالي للزفاف وألا يتم اصطحاب الأطفال"
بالإضافة لما سبق أكدت هشام على ضرورة مراعاة الضيوف لمدة زيارتهم للعروسين وألا تزيد عن ساعة على الأكثر. كذلك ينصح العرسان بالتأكد من وجود كل ما سيحتاجانه لتقديم الضيافة للزوار في هذا اليوم، فقد يتبين أنهما نسيا شيئاً بديهياً وبسيطاً كالسكر، أو الملاعق الصغيرة، أو الثلج.
هدايا الزواج
هدايا الزواج هي أهم ما نقدمه للأزواج الجدد للتعبير عن سعادتنا وتمنياتنا الحقيقية بحياة سعيدة، يفضل أن يقوم العرسان بتحضير "قائمة الزفاف" في أحد المحال التي تضم كل شيء من الكهربائيات إلى أدوات المنزل، وهي قائمة بما يحتاجانه للمنزل بحيث لا يختار الضيوف الهدايا على أذواقهم فتتكرر القطع المقدمة للمنزل الجديد أو يحصل الزوجان على ما لا يحتاجانه، وهكذا يتمكن الأشخاص الراغبون بمساعدة العروسين في حياتهما الجديدة بتقديم ما يحتاجانه لهما وتوفير بعض التكاليف عليهما.
لتحضير قائمة زفاف، يضع الخطيبان قبل الزفاف قائمة بكل ما يحتاجانه، ويزوران أحد هذه المحال الكبرى، ويحددان اسم ونوع وسعر كل قطعة يحتاجانها، ويودعانها لدى "الكاشير". يقوم المحل بتوثيقها باسميهما، مثلاً "قائمة هدايا سمر وخالد".
إعداد قائمة بهدايا الزفاف، ومشاركتها مع العائلة والأصدقاء هي أفضل خيار للجميع لخفض الكلفة وضمان الاستفادة من الهدايا
بعد الخطوة السابقة يرسل العروسان لكل من يرغب بإهدائهما شيئاً بمناسبة الزفاف اسم القائمة ومكان الفرع وعنوانه.
من اللائق بحسب مواقع الزفاف ألا تكون جميع المكونات في القائمة غالية الثمن، بل يجب أن تتراوح أسعارها من الزهيدة إلى الغالية. كما يمكن للأقارب والأصدقاء وزملاء العمل المشاركة في ثمن القطعة الغالية وتقاسمها بحسب موازناتهم. أو وضع مبلغ مالي لصالح القائمة وترك الخيار للعروسين. أما للضيوف غير الراغبين بالالتزام بقائمة الزفاف فتنصحهم هشام بأخذ هدية تتوافق مع مناسبة الزفاف كالنقود "النقوط" أو الورد أو الحلويات أو قطعة يستفيدان منهما للمنزل. كذلك ينصح بالابتعاد عن الهدايا ذات الطابع الخاص كالملابس والأحذية والعطور بهذه المناسبة، والالتزام.
ملابس الاستقبال في صباح العرس
زيارة العرسان من العادات الراسخة في الدول العربية، للمباركة بالحياة الجديدة ولتقديم النصح المهم وغير المهم والدعم و"الاطمئنان" على سير الأمور على أكمل وجه. لكن اختيار الملابس اللائقة لاستقبال المهنئين بعد الزفاف سواء في الصباحية أو الأيام التي تليها، هو من الأشياء التي تشغل بال العروسين، وتستدعي الترتيب لها قبل العرس.
من هنا يجب على العروس بالأخص أن تختار ما يليق بها في هذه المناسبة، ينصح خبراء الموضة والأزياء في موقع "ماري مودز" بالبدلات الرياضية التي تعتبر الخيار الأمثل إن كنتِ تريدين منح جسمك قسطاً من الراحة بعد أيام طويلة من التعب والتحضير للزفاف، ويمكن اختيار البدلة ذات اللمسات الخاصة كالبريق اللامع أو حبات اللؤلؤ المتناثرة على منطقة الصدر.
بغض النظر عن الملابس التي ستختارها العروس لاستقبال ضيوفها لأول مرة في منزلها، وسواء أكانت بدلة رياضية أو عباءة ملونة، يجب أن تكون مرتاحة فيها وهذا هو الشرط الأهم
العباءات تعتبر خياراً آمناً ولائقاً دائماً، تحديداً الموديلات الخليجية والمصرية التي تأتي بألوان زاهية، فهي تجمع بين الراحة والأناقة، سواء أكانت العروس محجبة أو غير محجبة. كذلك فإن اقتراح لبس العريس للجلباب المصري في يوم الصباحية إذا تحيّر فيما يختاره لاستقبال ضيوفه هو خيار جميل وآمن دائماً.
أما بالنسبة للاتي يفضلن الجمع بين الأناقة والراحة في مثل هذه المناسبة، فإن "الفستان الكاجوال" سيناسبهن للغاية حيث سيجعلك تظهرين كأنك جلست لساعات أمام المرآة تتزينين ولكن في الواقع لم يأخذ الأمر سوى بضع دقائق، يُنصح بارتداء الفساتين التي هى على هيئة تيشيرت أو الفستان القميصية والفساتين الفضفاضة مع الحذاء الرياضي أو كعب قصير.
تقول مدربة اليوغا سلمى ماهر إنها استقبلت الضيوف في اليوم التالي لزفافها وهي ترتدي فستاناً قصيراً لونه أبيض مصنوع من الكتان مع حذاء رياضي، مؤكدة أنها تبحث عن الراحة في كل حياتها بحكم طبيعة عملها، وأن زوجها ارتدى شورت رياضياً مع قميص أنيق.
وتنصح خبيرات الأزياء العريس بالتوجه إلى الاختيارات البسيطة كالملابس الكتانية ذات اللون الفاتح والواسعة، والتي تعطي انطباعاً بالاسترخاء.
في كل الحالات على الزوجين الجديدين عدم الظهور بمظهر متشنج، لذا فالراحة هي كلمة السر لأي مظهر يختاره أي منهما.
الابتعاد عن التلميحات الجنسية
تنصح دينا بالابتعاد عن التعليقات السلبية أو الساخرة من قبل الزوار بغض النظر عن درجة القرابة، سواء فيما يخص حفل الزفاف أو منزل الزوجية.
إذ يعاني كل عريس في العالم العربي من التلميحات الجنسية التي دافعها الأساسي هو الفضول، من نوع "قمحة ولا شعيرة؟" "إن شاء الله بيضت وجهنا؟" أو " على الله تكون رفعت راسنا" أو "سبع ولا ضيع؟" كذلك لا ترحم التعليقات الجنسية العروس من نفس المنطلق.
هذه العبارات لم تعد مقبولة اليوم، وصارت تصنف على أنها انتهاك للخصوصية وتعدي عليها، إضافة إلى ذلك فهي تترك العروس والعريس في حالة من الحرج وعدم الارتياح.
الاحتفاظ بالسحر
تنصح خبيرة الأزياء تقى مصطفى للملابس الخاصة العروس بالاختيار الكلاسيكي المعروف لاستقبال صباحية العرس قبل وصول الضيوف، وهو قميص النوم الأبيض والروب الخاص به سواء القصير أو الطويل والمُطعم بالدانتيل، أو اللانجيري الجريء الذي يُظهر تضاريس الجسد والـ"هوت شورت".
العبارات التي تعكس الفضول الجنسي حول ليلة الدخلة بين العرسان ليست مقبولة ولا لائقة، والأسوأ حين تقال بصوت مرتفع وعلني وبوجود الآخرين
كما يمكنها ارتداء بيجامة من الستان الخفيف بألوان ناعمة ورقيقة وهى مناسبة فقط إذا كانت العروس والعريس على علاقة جيدة قبل العرس، وليس إذا كانت العلاقة تقليدية أو كانت العروس لا تزال تشعر ببعض الخجل من زوجها، كما روت رويدا محمد لرصيف22 أنها كانت تشعر بخجل شديد من زوجها أول أيام الزفاف نظراً لطبيعة الزيجة التقليدية من البداية وكانت فترة الخطوبة غير كافية لرفع الحرج فيما بينهما وبالأخص لها.
أما للعريس فتنصحه بالاهتمام بملابسه المنزلية واختيار النوعية المريحة، وبضرورة اعتنائه بملابسه الداخلية وجاذبيتها لعروسه.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...