شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
جماعة

جماعة "القربان" وأصولها... مغالاة في التأليه تبتعد عن "التشيّع"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

بشكل مفاجئ، ومن غير مقدمات مسبقة حول ماهيتها وطبيعة دعوتها، بدأ نشاط جماعة "القربان" في العراق يطفو فوق السطح، خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتم تسويق الحالة من قبل السلطات العراقية على أنها جماعة غامضة تنشط في جنوب العراق، يقدّم أفرادها أنفسهم قرابين بالقرعة. ثم توالت بعدها أخبار القبض على عدد منهم وملاحقة آخرين إثر تصنيفها جماعةً "منحرفةً". تلت ذلك عمليات أمنية شهدتها محافظة ذي قار مصحوبة بتغطيات إعلامية، قولبت الجماعة بقالب الرواية الرسمية التي صنّفتها في خانة عدد من الجماعات الدينية المتطرفة التي نشطت بعد العام 2003 كحركة "اليماني الموعود"، و"جند السماء،" و"الصرخي"، وأخيراً "أصحاب القضية".

لكن قصة هذه الجماعة أبعد ما تكون عن مجرد كونها جماعةً منحرفةً ظهرت بشكل مفاجئ، إذ إن أصل عقيدة جماعة "القربان" هذه، قديم جداً، ويعود إلى عصر صدر الإسلام إبان ظهور الغلاة من مريدي علي بن أبي طالب، الداعين إلى ألوهيته، واستمرت منذ ذلك الزمن بالظهور مرةً والاختفاء مرةً أخرى، تحت مسميات وسلوكيات مختلفة في بعض مناطق العراق والشام وإيران، تبعاً لعوامل اجتماعية واقتصادية وربما سياسية أيضاً، لكنها بقيت قريبةً من طابع الجماعات "الغنوصية".

الـ"علي إلهية" أو "العلاهية" باللفظ الدارج محلياً، مفردة هي مزيج من لفظ "علي" و"الله"، وبهذه التسمية تفصح الجماعة عن عقيدتها بوضوح، ليس خلال موجة ظهورها في أيامنا هذه تحت مسمى "القربان"، والذي يفصح أيضاً عن التوجه الحالي للجماعة وتقديمها لبعض أفرادها قرابين، فللجماعة بشكلها الحالي اشتراك عقائدي مع طائفة دينية موجودة أصلاً منذ عقود، ومنتشرة في نطاق ضيّق في الأجزاء الشمالية الغربية من البلاد، المحاذية للحدود السورية؛ "العلاهية".

تم تسويق الحالة من قبل السلطات العراقية على أنها جماعة غامضة يقدّم أفرادها أنفسهم قرابين بالقرعة

وبرغم وجود هذه الطائفة القديم نسبياً، بقيت النظرة الاجتماعية مرتابةً جداً من هذه الجماعة، لكنها أيضاً لم تحُل دون النظر إليها كجزء من النسيج الاجتماعي، حالها كحال طوائف دينية معزولة وغير معترف بها رسمياً، كالطائفة "الكاكائية" أو "اليارسانية" أو بعض الطرائق الصوفية مثلاً، خاصةً أن النظرة الرسمية استمرت في التغاضي عن نشاطات هذه الجماعات والطوائف ما دام نشاطها محصوراً في طقوس تمارَس سرّاً في مجالها الخاص، ومن دون التسبب بمخاطر معتدّ بها على مستوى المجال العام.

"فلاش باك"

قبل عامين من الآن تقريباً، استيقظت قرية النواشي في قضاء سوق الشيوخ، على جثة شاب في العشرينات من العمر، تتدلى من حبل في إحدى الساحات التي يستخدمها أصحاب المواكب الحسينية في موسم العزاء، خلال شهر محرم، لغرض إعادة تمثيل واقعة "الطف"، وهو تقليد سنوي يُعرَف محلياً باسم "التشابيه". لم تُعرف تفاصيل كثيرة حينها، ولم تأخذ الحادثة طريقها إلى وسائل الإعلام، إذ بدت مجرد حالة انتحار باتت مألوفةً في المناطق الأشد فقراً، ولا سيما محافظة ذي قار التي تنافس محافظة السماوة على صدارة مؤشرات الفقر والبطالة وسوء الخدمات في العراق.

ضحى سالم، طالبة جامعية تسكن في قضاء سوق الشيوخ، كانت شاهدةً على هذه الحادثة. تروي لرصيف22 بعض تفاصيلها، وتقول: "في البداية لم تُثِر هذه الحادثة ضجةً أكثر من حوادث الانتحار الأخرى. تداول أهالي سوق الشيوخ الحديث عنها لأيام، ثم نسوها، غير أن الحادثة أثارت الجدل مرةً أخرى مع تكرار حوادث انتحار مماثلة وخلال فترات متقاربة، الأمر الذي أظهر وجود رابط بينها، والعامل المشترك ليس القرب الزمني وتكرارها غير المألوف في المنطقة، بل العامل المكاني حيث سُجّلت كل حوادث الانتحار هذه في أماكن لها علاقة بالشعائر الحسينية، كمقار المواكب، أو بالقرب من الحسينيات، أو في أماكن لها دلالات قريبة من القضية الحسينية".

ترجح ضحى أيضاً أن تكون حالات الانتحار هذه كـ"إعلان عن وجود الجماعة": "في غضون عام من حالة الانتحار الأولى، تطور نشاط الجماعة كثيراً. قبل عام من الآن لم يكن لها انتشار، وأفرادها كانوا غير معروفين ونشاطهم مقتصر على التواصل الشخصي في ما بينهم، لكن بعد تزايد حالات الانتحار صرنا نسمع عن تهامس كثير من الشباب واعتناقهم هذا التوجه العقائدي، وبعد انتشارها بشكل كبير وتحوّل حراكهم إلى ظاهرة تهدد النسيج الاجتماعي، اضطرت الحكومة المحلية إلى ضرب نشاطهم والتعامل معهم أمنياً".

هل تسربت العقيدة من إيران؟

محمد جبار، صاحب أحد محال بيع المواد الغذائية، يؤكد الخطوط العامة لكلام ضحى سالم، ويقول: "هذه الجماعة لم نسمع بها في الناصرية إلا قبل سنة أو سنتين، وسمعنا أيضاً أن لها وجوداً في البصرة والديوانية"، ويضيف خلال حديثه إلى رصيف22: "يبدو أن هؤلاء قد تأثروا ببعض التيارات العقائدية في إيران. معظم من يدور الحديث عن اعتناقهم هذه العقيدة هم من الشباب الذي يحرصون على زيارة الإمام الرضا سنوياً، والذهاب على شكل مجاميع إلى مرقده في مدينة مشهد الإيرانية سيراً على الأقدام".

في الروزنامة الطقوسية للمذهب الشيعي الاثني عشري، لم يُعرف المشي كطقس إلّا بمورد خاص ومنصوص عليه في أحاديث الأئمة، وهي زيارة أربعين الحسين بن علي، وبرغم حرية ممارسة الطقوس بعد 2003، لم تمتد هذه الممارسة الطقوسية إلّا لمناسبة أو مناسبتين للشيعة؛ إذ بقيت معظم المناسبات الأخرى محافظةً على تقاليدها الخاصة بحسب السردية الشيعية، وخصوصاً زيارة علي بن موسى الرضا، حيث لم يعرف شيعة العراق طقس "المشي" إلى إيران على مدى تاريخهم.

يدور الحديث مؤخراً عن وجود انقسام كبير داخل الجماعة، إلى درجة تخلّي الكثير منهم عن عقيدة 'القربان'، وإلقاء اللوم بعضهم على بعض، بعد انتباه الناس إلى مدى انحرافهم وخطورة أفكارهم

ولم يظهر مثل هذا الطقس كتقليد سنوي في بعض الأوساط الشبابية إلّا مؤخراً، وفي فترة قريبة جداً من بدء ظهور هذه الجماعة، وهذا ما يرجح احتمال انتقال هذه العقيدة الجديدة إلى جنوب العراق عبر إيران في هذا التوقيت بالذات، على الرغم من وجود "العلاهية" أو "العلي إلهية" في مناطق شمال العراق.

يواصل محمد جبار حديثه عن تشخيصه لوضع الجماعة بعد ضربها من قبل السلطة: "يدور الحديث مؤخراً عن وجود انقسام كبير داخل الجماعة، إلى درجة تخلّي الكثير منهم عن عقيدة 'القربان'، وإلقاء اللوم بعضهم على بعض، بعد انتباه الناس إلى مدى انحرافهم وخطورة مثل هذه الأفكار على المراهقين والشباب اليائسين وغيرهم من البسطاء".

جماعة شيعية مهدوية أخرى؟

بقيت مسألة "الإمامة" على طول تاريخ الفرق الإسلامية، منذ وفاة النبي محمد وإلى اليوم، واحدةً من أبرز محددات الخلاف بين هذه الفرق، إذ تبلورت عقيدة المذهب الشيعي حول الإمامة بوصفها أصلاً من أصول الدين الخمسة "التوحيد، العدل، النبوة، الإمامة، المعاد"، وتمثّل هذه المسألة جوهر الخلاف العقائدي بين المذهب الشيعي وبين المذاهب السنّية الأربعة، بحسب الشيخ حمزة البيضاني.

يقول رجل الدين والطالب الحوزوي في مرحلة "السطوح العُليا"، وهي إحدى المراحل الدراسية المتقدمة في حوزة النجف، إن "الإمامة تمثّل، جوهر خلاف داخل المذهب الشيعي أيضاً، حيث كان اختلاف الشيعة على مفهومها وتشخيص الإمام وعدد الأئمة، عاملاً مهماً أسهم في خلق الكثير من الاتجاهات داخل المذهب، كالاثني عشرية والزيدية والإسماعيلية والكيسانية والواقفة وغيرها من الفرق".

يستدرك الشيخ البيضاني، ويوضح لرصيف22: "كل فرق الشيعة، لم تعتقد بألوهية علي بن أبي طالب أو أحد أبنائه من الأئمة، وهذا ما يجعل جماعة القربان خارج عقيدة الشيعة تماماً، فهم وفقاً لهذا المعتقد، مذهب مستقل بذاته برغم ما يبدو أنهم يتشاركونه في بعض الملامح مع بعض فرق الشيعة".

ما علاقتهم بالفرقة العلوية؟

عن جذور هذه الجماعة، وطبيعة تصنيفها وفقاً لما هو معروف عن عقيدتهم، يقول البيضاني: "هؤلاء المنحرفون، يقتربون جداً من عقيدة الفرقة العلوية، أو النصيرية، في المغالاة بتقديس الإمام علي، إلى حد تأليهه في بعض ما يُنسب إليهم، خاصةً أن عقيدة العلويين متمحورة بين ثالوث إلهي يتكون من ثلاثة أوجه للإله الواحد، وتتجلى هذه الأوجه في شكل بشري أحياناً. ويبدو أن هذا هو سبب تسميتهم في العراق بالعلي إلهية".

كثيرة هي النصوص التي تؤشر على أن هذه الجماعة منتمية إلى الفرقة العلوية، بعكس ما تسوقه الرواية الرسمية العراقية

ويواصل: "حتى مع اشتراك جماعة القربان في بعض عقيدتها مع الفرقة العلوية، إلا أن العلويين، برغم غلوّهم، لم يُعرف عنهم اعتناقهم مبدأ التضحية بالنفس وتقديم القرابين البشرية، وهذا ما يجعل أمر هذه الجماعة غامضاً خصوصاً أنها لم تظهر، إلا في هذه الفترة برغم وجود العلويين القديم في بعض أطراف العراق"، غير أن البيضاني يرجح أن تكون هذه الجماعة اتجاهاً جديداً من اتجاهات الفرقة العلوية، بدلالة اشتراكها في عوامل عقائدية أساسية كثيرة، واستناداً إلى قرينة انتشار بعض الكتب العقائدية الخاصة بالعلويين مؤخراً بعد أن بقيت مؤلفاتهم وكتبهم الدينية الخاصة سريةً جدّاً ومقتصرةً على أبناء الفرقة".

لكن كتاب "تاريخ الطائفة العلوية النصيرية في العراق،" لمؤلفه علي جابر العاني، والصادر عن دار المدينة المنورة في بغداد عام 2019، يُعدّ واحداً من أهم المؤشرات على العلاقة العقائدية بين جماعة القربان وبين الفرقة العلوية، وتُعدّ بعض نصوصه تصريحاً واضحاً عن تبنّيهم لعقيدتَي تأليه علي بن ابي طالب والتضحية بالنفس، حيث يذكر المؤلف في الصفحة 43 من الكتاب النص التالي: "نحن كعلويين نعتقد كما أسلفنا أن أمير المؤمنين منه السلام والرحمة هو تجلّي الله".

من هم "الدعاة الجدد للنورانية"؟

أما الدلالة الأبرز على العلاقة بين "القربان" وبين ما يمكن عدّه اتجاهاً جديداً للعلويين، فهو ما يذكره المؤلف في الصفحة 67 من كتابه: "للمؤمن كرّات يتقمص من خلالها قمصان بشرية حتى يصفو ليرتقي ويُستخلص، وأن يتخلص من الصورة البشرية -اللحمية- التي هي حجب الظلمانية، يُعدّ من أغلى ما يتمناه المؤمن المتنور وهذا الخلاص مفاده التخلص من المحنة".

كثيرة هي النصوص التي تؤشر على أن هذه الجماعة منتمية إلى الفرقة العلوية، بعكس ما تسوقه الرواية الرسمية للسلطات العراقية، لكن ثمة مؤشراً ظهر مؤخراً، وهو العامل الجغرافي المشترك في ظهور حالات انتحار من هذا النمط، والتي تمثّل حيز انتشار الفرقة العلوية، فبعد أن شهدت محافظة ذي قار جنوب العراق، عدداً من حالات الانتحار هذه، بدأت وسائل الإعلام تتناقل قصصاً جديدةً لحالات انتحار متفرقة، منها ما حصل في الضاحية الجنوبية للبنان في 29 حزيران/ يونيو الماضي وانتحار شاب من آل فرحات ومحاولة زوجته الانتحار أيضاً بالطريقة نفسها، الأمر الذي يدعو إلى الربط بين أماكن وقوع حالات الانتحار وبين الحيز الجغرافي لانتشار الفرقة العلوية وجماعة القربان.

غير أن مؤلف كتاب "تاريخ الطائفة العلوية النصيرية في العراق"، يكشف سرّاً جديداً عن الاتجاهات الجديدة للفرقة العلوية، حيث يؤكد توجه جماعة علوية جديدة، تعمل تحت مسمى "الدعاة الجدد للنورانية"، نحو رفع السرّية عن عقائد الفرقة وكتبها المقدسة واتجاههم إلى التبشير بها مؤخراً بعد أن كانت فرقةً غير تبشيرية.

يذكر المؤلف عن هذه الجماعة: "هي منظمة لنشر الدين العلوي النصيري؛ أسسها عدد من الأخوة العلويين بعد انتشار الكتب العلوية الباطنية في سلسلة التراث العلوي 2008، ورئيس المنظمة هو الأخ أبو مقداد من جبل محسن في لبنان وهو علوي نصيري خصيبي أباً عن جد، قرر رفع السرّية عن الدين مع مجموعة من الشباب العلويين غالبيتهم مقيمون في ألمانيا... لديه مع أصدقائه مشروع ترجمة الكتب العلوية السرية ونشرها باللغات العالمية".

مما تقدّم، يتضح أن "جماعة القربان"، هي أقرب إلى كونها جماعةً "علويةً نصيريةً"، على عكس ما أعلنت عنه السلطات العراقية عن كونها جماعةً "مهدويةً" وتوجيه الرأي العام نحو تصوّرها كمجرد جماعة منحرفة وبلا جذور تاريخية في العراق، الأمر الذي يسهّل عملية ضربها، باستثمار النبذ الاجتماعي للجماعات المهدوية، ومن دون استفزاز أبناء الطائفة العلوية في العراق أو امتداداتهم السياسية في سوريا ولبنان.

ماذا عن التكييف القانوني؟

يُظهر التكييف القانوني الذي اتّبعته السلطات العراقية للتصدي لجماعة "القربان"، افتقار التشريعات العراقية إلى مواد قانونية خاصة بمثل هذه الحالات، وهو ما دفع نحو توظيف المادة 372 من قانون العقوبات العراقي 111 للعام 1969، والتي توجب الحبس الخفيف والغرامة، إلّا أن المادة المذكورة لا علاقة لها بحالة هذه الجماعة، إذ تنص المادة على الحالات التالية:

- من اعتدى بإحدى طرق العلانية على معتقد لإحدى الطوائف الدينية أو حقّر من شعائرها.

للمؤمن كرّات يتقمص من خلالها قمصان بشرية حتى يصفو ليرتقي ويُستخلص، وأن يتخلص من الصورة البشرية -اللحمية- التي هي حجب الظلمانية

- من تعمّد التشويش على إقامة شعائر طائفية دينية أو على حفل أو اجتماع ديني أو تعمّد منع أو تعطیل إقامة شيء من ذلك.

- من خرّب أو أتلف أو شوّه أو دنّس بناءً مُعَدّاً لإقامة شعائر طائفية دينية أو رمزاً أو شيئاً آخر له حرمة دينية.

- من طبع ونشر كتاباً مقتبساً عن طائفة دينية، إذا حرّف نصه عمداً تحريفاً يغيّر من معناه أو إذا استخف بحكم من أحكامه أو شيء من تعاليمه.

- من أهان علناً رمزاً أو شخصاً هو موضع تقديس أو تمجيد أو احترام لدى طائفة دينية.

- من قلّد علناً ناسكاً أو حفلاً دينياً بقصد السخرية منه.

وهذه حالات غير متّسقة مع واقع سلوك الجماعة، بحسب الحقوقي حسام رائد، الذي يؤكد خلال حديثه إلى رصيف22، أن "المادة 372 برغم احتوائها على الكثير من التعابير الفضفاضة والواسعة كـ'الإهانة'، والتي تفتح الباب واسعاً أمام اجتهاد السلطات، لكنها بالإضافة إلى ذلك مخصصة أصلاً لحالات الاعتداء وليس لحالات اعتناق الأفراد لعقيدة أو أفكار دينية معيّنة ما دامت في إطار الممارسة لا تتسبب بضرر مادي أو معنوي كما هو واضح من نص المادة".

ويضيف: "كان بإمكان السلطات تكييف حالة جماعة القربان وفقاً لعدد من المواد القانونية الأخرى، لكن استخدام هذه المادة بالذات برغم عدم اتساقها مع الحالة المراد معالجتها، يوضح سيطرة التصورات المذهبية على عقلية السلطة، وهذا بالتأكيد لا يعني عدم خطورة هذه الجماعة بسلوكها الداعي إلى القتل بقدر ما يؤكد فقر المنظومة التشريعية، بالإضافة إلى ضعف الأداء المهني للأجهزة التنفيذية".  

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ماضينا كما يُقدَّم لنا ليس أحداثاً وَقَعَت في زمنٍ انقضى، بل هو مجموعة عناصر تجمّعت من أزمنة فائتة ولا تزال حيّةًً وتتحكم بحاضرنا وتعيقنا أحياناً عن التطلّع إلى مستقبل مختلف. نسعى باستمرار، كأكبر مؤسسة إعلامية مستقلة في المنطقة، إلى كسر حلقة هيمنة الأسلاف وتقديم تاريخنا وتراثنا بعين لا تخاف من نقد ما اختُلِق من روايات و"وقائع". لا تكونوا مجرد زوّار عاديين، وانزلوا عن الرصيف معنا، بل قودوا مسيرتنا/ رحلتنا في إحداث الفرق. ساعدونا. اكتبوا قصصكم. أخبرونا بالذي يفوتنا. غيّروا، ولا تتأقلموا.

Website by WhiteBeard