شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
في حضرة اللاهوت النّسوي

في حضرة اللاهوت النّسوي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن والنساء نحن والخطاب الديني

الأربعاء 12 يوليو 202301:26 م

"من المرأة ابتدأت الخطيئة وبسببها نموت نحن أجمعون". (سيرا 25: 33).

ضمَّ التراث الديني، سواءً اليهودي والمسيحي، تفسيراتٍ عديدةً لحكاية حواء، الأنثى الأولى في تاريخ البشرية، والعديد من العبارات والفقرات التي شكلت فكر كثير من الحاخامات ورجال الدين، والتي أثّرت في ما بعد على الشروح والتشريعات التي قللت من شأن المرأة، وعلقت بها فكرة الخطيئة، وكان لذلك مردود هائل وكبير بعد قرون تعرضت فيها المرأة للازدراء والمهانة والانتقاص من قدرتها.

لم تُذكر "حواء" في العهد القديم إلا في سفر التكوين (6: 1-4)، ثم في بن سيرا كما ورد سابقاً، وبمرور الوقت بدأت تلك الصورة التي رسمها محررو العهد القديم بالدخول إلى العهد الجديد نفسه. ففي رسالة بولس الرسول الأولى (2: 13 – 14)، يتحدث ليس فقط عن أنها المسؤولة عن المعصية، بل أيضاً عن أنها كانت أقل أهميةً لأنها مخلوق تابع "لأن آدم جُبلَ أولاً ثم حواء، وآدم لم يُغوَ، ولكن المرأة أُغويت".

أصبحت حواء نموذجاً لكلّ النساء، وعليه فإنهن جميعاً أصبحن في حاجة إلى حكمة الرجل المسيطر على نزواتهن، ومما زاد على هذه الرؤية أن ترجمات العهد القديم صارت على ذلك النهج، فحملت مبدأ ظلم المرأة والتعنّت معها

مع انتشار هذه الرؤية في القرون التالية، أصبحت حواء نموذجاً لكل النساء، وعليه فإنهن جميعاً أصبحن في حاجة إلى حكمة الرجل المسيطر على نزواتهن، ومما زاد على هذه الرؤية أن ترجمات العهد القديم صارت على ذلك النهج، فحملت مبدأ ظلم المرأة والتعنّت معها، فنص الفلولجاتا (وهو نسخة الكتاب المقدس باللغة اللاتينية، تُرجم في القرن الخامس الميلادي، على يد القديس "جيروم" عندما كلفه البابا "دماسوس" بذلك)، هو الأكثر تأثيراً في العالم الفرنسي، والذي أصبح النص المعتمد للكنيسة الكاثوليكية بعد أن أقرّه البابا "داموس" 382 م، ويظهر التأثر الشديد بتلك التفسيرات.

أسباب بداية التفسيرات النسوية للنصوص الدينية

ترتبط نشأة التفسيرات النسوية بالوضع الذي عاشته المرأة في الغرب، فقد أثّر وضع المرأة المتردي في تأخر مشاركتها في تفسير النص الديني، وظلّ العمل اللاهوتي حتى بدايات القرن التاسع عشر تحت هيمنة الرجل. لا بد لنا أن نفرّق بين حركات تحرير المرأة، وبين الفكر التفسيري النسوي للنصوص الدينية، فالأولى هي حركات اجتماعية، أما الثانية فدعت إلى رفض احتكار الرجل البحث في النص الديني وتفسيره بمنظور ذكوري، والذي لا يهتم بتجربة المرأة ولا يعدّها مكوناً من مكونات العالم؛ لأنه كان عالم الرجل، والمرأة ليست سوى جزء من قصة الرجل وتجربته وبهذا ظلت كائناً مهمشاً.

ولكن بدأ هذا الوضع بالتغير تدريجياً مع ازدياد شعور المرأة بهذا التهميش في النظام القانوني والعمل السياسي والمشاركة الاجتماعية وفي المؤسسة الدينية، ومن ثم بدأت المرأة بالسعي من أجل تغيير هذا الواقع، خاصةً أن الكثير من مواد التراث الديني اليهودي والمسيحي كانت تؤكد على تلك النظرة، ففي بعض الصلوات يشكر الرجل الرب؛ لأنه لم يخلقه امرأةً، كما أن التيار العام في الديانة اليهودية ينظر إلى المرأة كمسؤولة عن المعصية الأولى وأغلب التشريعات الخاصة بتطهّر المرأة تعدّ المرأة كائناً غير طاهر.

طبقاً لما ناقشته الباحثة "شولاميت والار – ש.ולר" في كتابها "נשים ונשיות בסיפורי התלמוד" (النساء والأنوثة في حكايات التلمود)، فإن التراث الديني خلال عصر التلمود (العصر الوسيط)، والذي قام على فهم معيّن لنصوص العهد القديم، قدّر دور المرأة داخل البيت حين تقوم بمسؤولياتها تجاه أسرتها، وهذه الرؤية رؤية ذكورية حاولت أن تُحْسِن للمرأة من منطلق أنها جنس ضعيف، فجاءت هذه المحاولة لتزيد معاناتها وتمنعها من المشاركة المجتمعية، وتقصر دورها على مساعدة زوجها وتجعل أساس وجودها الاهتمام بالأبناء وإسعاد الزوج فقط لا غير.

لا بد لنا أن نفرّق بين حركات تحرير المرأة، وبين الفكر التفسيري النسوي للنصوص الدينية، فالأولى هي حركات اجتماعية، أما الثانية فدعت إلى رفض احتكار الرجل البحثَ في النص الديني وتفسيره بمنظور ذكوري.

لذا كان من الطبيعي أن ينتقل هذا التصور بصورة تلقائية إلى العهد الجديد، فأصبحت المرأة خاضعةً لزوجها "لأنها خُلقت من أجل الرجل"، وفقاً لما ورد في "رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس" (11: 3، 8)، ولا يُسمح لها بتولّي سلطة فوق الرجل، وعليها أن تكون صامتةً عند العبادة كما أنها تأتي في المرتبة الثانية لأنها خُلقت بعد آدم كما جاء في رسالة بولس الأولى لتيموتاوس (2: 11 – 14)، كما أوضح الدكتور أحمد عبد المقصود، أستاذ دراسات نقد العهد القديم في كلية الآداب جامعة القاهرة، في كتابه "إيديولوجيا تفسير العهد القديم".

وذلك ينقلنا إلى السلطة الأبوية أو الذكورية التي منحها العهد القديم للرجال ومن بعده العهد الجديد، فوفقاً لما ذهبت إليه الباحثتان باربرا زيكموند وكارولين جيفورد، في بحث بعنوان Feminist Biblical Hermeneutics: A Failure of Theoretical Nerve، فإن الأبوية ناتجة عن سوء فهم للنص الديني وسوء تفسير للوقائع التاريخية، لذا كان من الضروري تقديم أساليب بديلة ورؤى مختلفة للوصول إلى تفسيرات أكثر قبولاً، وأكثر مصداقيةً لفهم الواقع الذي تحدثت عنه النصوص. وكان هذا يُعدّ أحد تيارات الفكر النسوي في ذلك الوقت، فالفكر النسوي انقسم إلى تيارات عدة، منها من رفض الكتاب المقدس باعتباره نصاً ذكورياً بحتاً وليست له قدسية، والتيار الآخر يقول بأن المشكلة الحقيقية تكمن في تفسيرات رجال الدين للنص الديني وليس النص الديني ذاته، وفي هذا الإطار تحدثت الباحثة هيرشل شانكس، عن النسوية على أنها ليست أمراً ثورياً، بل أداة أو اتجاه لدراسة العهد القديم، وأن المقصود بالدراسة ليس المرأة بل العهد القديم ذاته، كما أوضحت الباحثة إيستر فوكس، في بحث لها بعنوان "Men In Biblical Feminist scholarship".

في نهاية القرن التاسع عشر، نُشر أول عمل أكاديمي رائد في تفسير الكتاب المقدس تفسيراً نسوياً، وكان بقيادة إليزابيث ستناتون وشاركتها فيه ستة وعشرون امرأةً أخرى لوضع تلك التفسيرات، وسُمّي الكتاب باسم "The Woman’s Bible" (كتاب المرأة المقدس)، فكان بمثابة أول محاولة لوقف ظلم الكتاب المقدس للمرأة، وأعلنت إليزابيث من خلاله أن الوقت قد حان لقراءة الكتاب المقدس كأي كتاب آخر، فنقبل منه الخير ونرفض منه الشر.

استمرت المحاولات لرفض السلطة الأبوية؛ ففي عام 1964، خرجت مارغريت ب. كروك، أستاذة الدراسات الدينية في الولايات المتحدة الأمريكية، بكتاب يحمل اسم "Women and religion" (المرأة والدين)، دعت فيه إلى كسر احتكار الرجل لمجال دراسة العهد القديم، وضرورة مشاركة المرأة في تشكيل الفكر الديني ورموزه وتراثه، وكانت أهم رائدات هذا المجال في ذلك الوقت بالتحديد؛ وفقاً لما أشارت إليه الباحثة الألمانية إليزابيث فيزوينزا في بحثها بعنوان "TheEthics of Biblical Interpretation: Decentering Biblical Scholarship".

بعد ذلك سعت الحركات النسوية إلى تفكيك التراث المرتكز على رؤية الذكر، والذي يتجاهل قضايا المرأة واهتماماتها أو في أفضل الحالات يعرض لقضاياها من خلال خبراته الذكورية، ومن هنا دعت إلى قراءة التراث قراءةً تنطلق من رؤية أنثوية، طبقاً لما ورد في كتاب "The Blackwell Dictionary of Western Philosophy"، للباحثَين نيكولاس باني وجيووان يو.

هنا بدأ يظهر تساؤل بحثي هو: هل يمكن للرجل أن يستخدم الاتجاه النسوي لتفسير العهد القديم؟ أم الأمر مقتصر على المرأة فقط؟

 تبنّت الحركات النسوية استراتيجيةً تروّج أن النصوص المتوارثة عبر الأجيال وتفسيراتها المتناقلة نشأت في الأصل كانعكاس لأوضاع اجتماعية هيمن الرجل فيها على كل شيء، وهذا بدوره أدى إلى تأثير التحيز الذكوري وأيدولوجياته في فهم المعنى العام.

ردت على هذا السؤال الباحثة فيليس بيرد، بأن مقياس تفسير العهد القديم هو أن يكون منطقياً للرجل والمرأة على حد سواء، وكتبت الباحثة د. ن. فيويل، أن النقد النسوي يمكن أن يستخدمه الرجل والمرأة على السواء، وذهبت أخريات إلى ضرورة فصل التفسيرات النسوية عن المرأة، لأنه لا يوجد ما يمنع الرجل والمرأة من أن يفسرا نصوص العهد القديم تفسيراً نسوياً، كما سردته بالتفصيل الباحثة إيستر فوكس، في بحثها "Men in Biblical Feministscholarship".

ففي كتاب بعنوان "Why Is There a Song of Songs and What Does It Do to You if You Read It" للباحث D. J. A. Clines دافيد كلينز، ناقش فكرة أن سفر "نشيد الأناشيد" هو نص أبوي (ذكوري) بحت، وأنه بحاجة إلى إعادة التعامل معه على هذا الأساس، وأن المرأة التي وُصفت في السفر كان وصفها نتيجة خيال ذكوري، أي نتاج أيديولوجيا ذكورية.

لكن إستير فوكس في المقابل، تحفظت على ذلك وتساءلت: لماذا يكون الرجل في وضع يحكم فيه على قيمة تحليل يوصف بأنه نسوي؟ ولماذا تجعل الباحثات النسويات أنفسهن في وضع يحتاج إلى موافقة الرجال؟

هذا طرح ثوري يحرر الدارسات النسوية للعهد القديم من مشاركة الرجل أو سيطرته، وهذا الطرح وجدناه كذلك عند هيذر أ. مكاي H. A. McKay، التي تساءلت عن حقيقة تحرر الدارسات النسوية للعهد القديم من سيطرة رؤية الرجل؛ وعن معنى استقلال أبحاثهن طالما ظلّت تعتمد على المحررين والناشرين وقائمين على دوريات علمية جلّهم من الرجال، ولذلك رأت فوكس أن الرجال دخلاء على مجال التفسير النسوي للعهد القديم، لأن هذا المجال نشأ لكي يتجنّب الرؤية "الذكورية وسيطرة الرجل على دارسة العهد القديم".

هل الرب يضطهد المرأة؟ (الألوهية وعالم الرجل)

وفي السياق نفسه، تبنّت الحركات النسوية إستراتيجيةً تروّج أن النصوص المتوارثة عبر الأجيال وتفسيراتها المتناقلة نشأت في الأصل كانعكاس لأوضاع اجتماعية هيمن الرجل فيها على كل شيء، وهذا بدوره أدى إلى تأثير التحيز الذكوري وأيدولوجياته في فهم المعنى العام، ولم يقتصر الأمر على ترويج ما قيل عن المرأة مما يكون من شأنه التقليل من الاحترام الإنساني لها، بل تعدى ذلك إلى السكوت عن تراث يعلي من شأن المرأة من أجل التأكيد على ثانوية مكانتها، فحدث إهمال لتجاربهن اللاهوتية، كما أوضحت ذلك الباحثة آنا كلايفورد Anne M. Clifford، في بحثها المنشور في الموسوعة الكاثوليكية الجديدة الجزء الخامس، بعنوان: Feminist Hermeneutic.

فالرجل هو الذي حدد وظيفة المرأة، وهو الذي وضع المعايير التي يحكم بها على مدى نجاح المرأة أو فشلها، وهو نفسه الذي يحدد من خلال النص الديني متى تكون المرأة صالحةً ومتى تكون سيئةً. بل كما أوضحت فوكس، في بحثها الذي سبق ذكره، عندما تناول شخصية قياديةً نسائيةً مثل "دبورا"، إذ جاءت بالأسلوب الذكوري نفسه الذي عالج قصص القضاة السابقين وعلى يد أحد الرواة السابقين مِمَن لم يتخيل أسلوباً مغايراً للحكاية، وترى فوكس أيضاً ضرورة الانتباه إلى طريقة توظيف شخصيات الأمهات في حكايات العهد القديم، وكيف اختصروا دورها في مجرد الإنجاب وطريقة حديث الإله معها، وكيف يبدأ دورها وينتهي في إنجاب الذكور.

وقد نتج عن ذلك أنها قالت بأن "أحد أهدافها المهمة في عملها كمفسرة نسوية هو إعادة التفكير في الاستمرار في قراءة نصوص معينة غير مقبولة تحكي حكايات من الاضطهاد واغتصاب النساء والتهميش الذي يتحول إلى رومانسية ولأغراض بعينها. فحكايات مثل: قصة اغتصاب تامار (تكوين 34)، وقصة ذبح المحظية التي تنتمي إلى سبط لاوي في (القضاة 19)، لا يمكن إعادة قراءتها دون تفكير عميق، لأن إعادة قراءتها هي شكل من أشكال توريث العنف عبر الأجيال.

لا يمكن أن نتجاهل أيضاً الصورة التي لن تخفى على قارئ العهد القديم وحتى العهد الجديد، وهي صورة المرأة التي ما تنفك تظهر على شكل امرأة لا تفعل شيئاً سوى إغواء الرجال والخداع وتدبير المؤامرات واستخدام جسدها لتنفذ أهدافها سواء الشخصية أو حتى تلك التي استخدمته فيها؛ كي تحرر "اليهود" من اضطهاد ملك الفُرس كما حدث في حكاية إستير، فالمرأة بالنسبة إلى محرري النصوص الدينية لم تكن سوى أداة للخداع والإغواء.

الرب والمرأة

في المجموعة القانونية التي وضعها "جراتيان" الإمبراطور الروماني خلال القرن الثاني عشر الميلادي، والتي تبنتها الكنيسة في ما بعد؛ أقرّ "جراتيان" بـ"أن المرأة لم تخلق على صورة الرب"، وذلك وفقاً لما ورد في سفر التكوين "فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكراً وأنثى خلقهم" (1: 27)، معتمداً في ذلك على ترجمة خطأ لما جاء في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (11: 7 – 9)، "فإن الرجل لا ينبغي أن يغطي رأسه لكونه صورة الرب ومجده، لكن ذلك ينبغي على المرأة؛ لأنها ليست صورة الرب ومجده".

وبعد ذلك جاء القديس توما الإكويني ليوضح ويخفف ذلك التمييز بين مكانة الرجل والمرأة، فقال: "صورة الرب موجودة في كل من الرجل والمرأة على السواء؛ لكنها بمعنى ثانٍ موجودة في الرجل بطريقة لا تتوفر في المرأة؛ لأن الرجل هو بداية المرأة ونهايتها، مثلما أن الرب هو بداية الخلق ونهايته"، كما أوضحت ذلك الباحثة ماريانا هورويتز M. C. Horowitz في بحثها بعنوان The Image of God in Man-is Woman included.

لا يمكن أن نتجاهل أيضاً الصورة التي لن تخفى على قراء العهد القديم وحتى العهد الجديد، وهي صورة المرأة التي ما تنفك تظهر على شكل امرأة لا تفعل شيئاً سوى إغواء الرجال والخداع وتدبير المؤامرات 

وتأتي الباحثة فيليبس تربل، لتبرهن في كتابها God and The Rhetoric of sexuality، "الرب ولغة الجنس"، على أنه ليس بالضرورة أن تكون النسوية معاديةً للعهد القديم، وفي هذا الإطار تحاول التوفيق بينهما من خلال قراءة بعض نصوص العهد القديم بطريقة مغايرة لما اعتادت عليه التفاسير التي كتبها الرجل، وفي القصة التي أمامنا تفسر كلمة "آدم - אדם" الواردة في سفر التكوين (2 – 3) على أنها تعني الإنسان بنوعيه الرجل والأنثى، وتؤكد على أن اللفظ العبري (עזר כנגדו) التكوين (2: 18) لا يعني "رفيق تابع"، بل تعني شريكاً مساوياً، وسعت تربل بذلك إلى تخليص العهد القديم من الظلم الذكوري، وكان هذا نهجاً مغايراً لما كان منتشراً في ذلك الوقت.

ويأتي باحث آخر ليعرض فكرة إلغاء التمايز بين العنصري الجنسي بين الرجل والمرأة، وهو الباحث "Heinrich Agrippa" هاينريش أجريبا في كتابه On the nobility and pre-eminence of the female sex"حول نبالة الأنثى ورفعتها"، فتحدث عن أن الرب هو خالق النوعين؛ لأنه خلق الإنسان على صورته كما جاء في سفر التكوين (ذكر وأنثى خلقهم)، ويقرر أجريبا أن التمييز بين النوعين يقتصر على الجسد فحسب، وهو ضروري لاستمرار البشرية، أما طبيعة الروح والعقل والكلام؛ فلا تمييز فيها لنوع على الآخر. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard
    Popup Image