شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
لن تتحرر المرأة إلّا عند فصل الدين عن الدولة

لن تتحرر المرأة إلّا عند فصل الدين عن الدولة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الأربعاء 13 مارس 201903:17 م

كانتِ المرأةُ ممسوخةَ الهُوية، فاقِدة الأهلية، منزوعة الحريَّة، لا قِيمةَ لها تُذكر، أو شأن يُعتبر خاصة في ظل حكم الأديان الإبراهيمية. ضحكوا عليها عندما قالوا إن الأديان كرّمتها.. فهي لم تعرف الذل والقهر والقمع إلا عندما حكم الدين ورجاله، ولم تتحرر إلا عندما تم فصل الدين عن الدولة في البلدان الغربية.

كانت المرأة، في الغرب ولم تزل عند العرب، مجرد وعاء لتفريغ عقد الرجل. يسألني العديد من الأصدقاء لماذا أركز في كتاباتي على المرأة ومشاكلها في المجتمع العربي من دون أن أطرح الحلول وكيفية التغلب على المجتمع الذكوري. يؤسفني أن أقول أن المرأة العربية لم تصل بعد إلى مرحلة الحلول، لا يزال النفق طويلاً ومظلماً..

الضوء الذي تراه بعض النساء في نهاية النفق ما هو إلا هلوسات سببها الحبوب المهدئة التي يزودها بها المجتمع الذكوري بين الحين والآخر لتهدئتها والسيطرة على غضبها. نرى الرجل يوهمها في بعض الأحيان بأنه يدعم مطالبها.. حتى أنه يقف على المنابر وينادي بتحررها. كل هذا عبارة عن حبوب مهدئة، يختفي مفعولها بعد فترة زمنية معينة.

لستُ مجرد وعاء لتفريغ رغباتكم وعقدكم النفسية والجنسية والدينية. فقد علمني والدي أن أشكك واقرأ. حطمت أصنامكم بعقلي. خرجت من ظلمتكم إلى النور
الضوء الذي تراه بعض النساء في نهاية النفق ما هو إلّا هلوسات سببها الحبوب المهدئة التي يزودها بها المجتمع الذكوري بين الحين والآخر لتهدئتها والسيطرة على غضبها
لم يعد أحد يصدق أكاذيبكم عن المرأة. جعلتموها عبدة لرغباتكم وشريعتكم، حنطّوا تفكيرها، وضعتموها في قالب واحد، حواء التي أكلت التفاحة فقضت حياتها تكفّر عن هذا الذنب.

أنا لست حواء، لا وجود لهذه المرأة. هي شخصية وهمية في كتاب وهمي مؤلفه مجهول الهوية، صدّقه الملايين من الناس على مر العصور، وخالفه مجمل الفلاسفة والعلماء والمثقفين. لا حلول تلوح في الأفق في ما يتعلق بقضايا المرأة العربية ما دامت الأحكام والشرائع الدينية هي المرجعية الوحيدة..

لا تأملي أن يعتبرك المجتمع إنساناً كامل الحقوق والواجبات، وكياناً مستقلاً ما دامت الأديان الإبراهيمية تعتبرك نصف إنسان، عورة وناقصة عقل.. ابدئي بنفسك.. اقرئي عن حقوقك في شرعة حقوق الإنسان.. تلك الحقوق التي حصلت عليها النساء في الغرب ولا تزالين أنت تفتقدينها في وطنك.

لستُ مجرد وعاء لتفريغ رغباتكم وعقدكم النفسية والجنسية والدينية. فقد علمني والدي أن أشكك واقرأ. حطمت أصنامكم بعقلي. خرجت من ظلمتكم إلى النور. الحرية مذهبي وشريعتي. إيماني بالأنسانية يجعلني أعشق الحياة وكل شيء على هذه الأرض. لن تسطيعوا تحطيمي بعاداتكم وتقاليدكم وأديانكم البالية بعد أن أدركت قيمة نفسي عندما خرجت من ظلمة الدين إلى نور الحقيقة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image