شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"ثريدز"... هل يكون "رصاصة الرحمة" على تويتر؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن وحرية التعبير

الثلاثاء 4 يوليو 202304:15 م

تُطلق عملاقة التكنولوجيا الأمريكية، شركة ميتا، مالكة منصات فيسبوك وانستغرام وواتساب الاجتماعية الواسعة الانتشار، الخميس 6 تموز/ يوليو 2023، تطبيقها الجديد الذي يُعد "المنافس" و/ أو "البديل" لمنصة تويتر التي أثار مالكها، الملياردير إيلون ماسك، سُخط مستخدميها في الآونة الأخيرة بمجموعة قرارات تحجم النشاط عبرها. 

وفق إعلان ميتا، التطبيق الجديد يُدعى "ثريدز" Threads وهو متاح للطلب المسبق على متجر تطبيقات أبل بحيث يكون مؤهلاً للعمل مع انطلاقة التطبيق عالمياً. وتُشير المعلومات المتاحة إلى أنه يمكن ربط "ثريدز" بانستغرام.

وتصف ميتا تطبيقها الجديد بأنه "تطبيق محادثة نصية" فيما تظهر لقطة شاشة للتطبيق، واجهة إلكترونية شبيهة بتلك التي يعرضها تويتر، وهو ما يعزز التكهنات بأن التطبيق الجديد يهدف إلى سحب البساط من تحت أقدام تويتر في أحدث خطوة في المنافسة بين رئيس ميتا مارك زوكربيرغ، ومالك تويتر إيلون ماسك.

وكان الرجلان قد وافقا، الشهر الماضي، على خوض قتال جسدي أحدهما ضد الآخر من دون أن تتضح جديتهما في فعل ذلك.

يعتبره البعض "أكبر تهديد" و"خطراً وجودياً" و"نعشاً" لمنصة إيلون ماسك… شركة ميتا تُطلق #ثريدز ليكون "بديلاً" لـ #تويتر. ما فرص نجاحه؟

ما دخل قرارات ماسك؟

يأتي إعلان ميتا بعد أيام من إطلاق ماسك أحدث مجموعة من الإجراءات التنظيمية الهادفة إلى دفع مستخدمي المنصة إلى خدمة الاشتراك "تويتر بلو"، وهو ما أغضب مرتادي تويتر. وقد تضمنت هذه الإجراءات تحديد سقف يومي للتغريدات التي يمكن للمستخدم الإطلاع عليها بشكل مؤقت، وتخلف لوحة تحكم المستخدم الشهيرة، تويت ديك، عن نظام حظر الاشتراك غير المدفوع في غضون 30 يوماً.

على الجانب الآخر، يبدو أن "ثريدز" سيكون مجانياً، ولن يفرض قيوداً على عدد المنشورات التي يمكن للمستخدم رؤيتها.

في توصيف التطبيق على متجر أبل، يرد أن "ثريدز هو المكان الذي تلتقي فيه المجتمعات لمناقشة كل شيء بدايةً من الموضوعات التي تهتم بها اليوم وحتى الموضوعات التي ستجذب اهتمامك غداً".

وبالنظر إلى أنه مملوك لشركة ميتا، يتوقع أن يركّز "ثريدز" على جمع البيانات الشخصية من الهاتف، بما في ذلك بيانات الموقع والمشتريات وسجل التصفح.

يحتفظ "ثريدز" بنقطة قوة قد تجلب له شعبية سريعة تتمثل في ربطه بتطبيق انستغرام الواسع الانتشار، ما يضمن له ملايين الحسابات بشكل مبدئي أي لن يبدأ من الصفر على غرار المنافسين السابقين لتويتر وكما كان الحال في بداية تويتر نفسه

هل يهدد شعبية تويتر؟

وخلال السنوات الأخيرة، ظهرت عدة تطبيقات تشبه تويتر و/ أو تهدف إلى منافسته إلى حد كبير مثل تطبيق تروث سوشال الذي أطلقه دونالد ترامب، وتطبيق ماستودون وبلو سكاي. لكن أياً منها لم يهدد شعبية تويتر التي يُعتقد أن "ثريدز" سيشكل "أكبر تهديد" لها حال إطلاقه.

لعل أبرز العوامل التي تعزز هذه الفرضية هي أن مارك زوكربيرغ يملك تاريخاً في استعارة أفكار الشركات الأخرى وتنفيذها ومنافستها بها بل والتفوق عليها.

على سبيل المثال، تُعد "ميتا ريلز" على نطاق واسع نسخةً من "تيك توك"، بينما يبدو أن "الستوريز" التي توفرها مشابهة إلى حد كبير لتطبيق "سناب شات".

كما أن ميتا تتوفر لديها الموارد المادية والتقنية الضرورية لمنافسة "تويتر" وربما التفوق عليها. ويحتفظ "ثريدز" بنقطة قوة قد تجلب له شعبية سريعة تتمثل في ربطه بتطبيق انستغرام الواسع الانتشار، ما يضمن له ملايين الحسابات حول العالم بشكل مبدئي. وبالتالي فهو لن يبدأ من الصفر علو غرار المنافسين السابقين لتويتر وكما كان الحال في بداية تويتر نفسه.

كذلك، رغم الإشادة بتويتر تحت قيادة ماسك من حيث ضمان قدر أكبر من "حرية التعبير"، فقد تسبب الأمر في نفور فريق من المستخدمين الذين رأوا في ذلك تساهلاً مع خطاب الكراهية والتحريض. ويعوّل زوكربيرغ على قدرة "ثريدز" على جذب المستخدمين المحبطين من التطورات الأخيرة في تويتر بما يجعله بديلاً ومنافساً حقيقياً له.

من التحديات التي ستواجه #ثريدز أن أي ابتكار جديد تكون له مشكلاته التقنية التي تتطلب وقتاً لتجاوزها، وأن الأشخاص الذين لديهم متابعون كثر لن يغامروا ببداية جديدة من الصفر 

تحديّات…

مع ذلك، لا يبدو الطريق مفروشاً بالورود أمام "ثريدز"، ولا يبدو أن المنافسة مع تويتر في صالحه لعدة اعتبارات ومخاوف أشار إليها عدد من المغردين والمتخصصين.

على سبيل المثال لا الحصر، كانت سخرية جاك دورسي، أحد أبرز مؤسسي تويتر والرئيس التنفيذي الأسبق للمنصة، من الكم الهائل من المعلومات الشخصية التي يجمعها التطبيق، لافتة إذ شارك صورة من التطبيق تُظهر المعلومات التي يحرص على جمعها من الهاتف معلقاً عليها "كل معلوماتك ستصبح ملكنا". ورد عليه إيلون ماسك مؤكداً وساخراً: "نعم".

على الصعيد العربي، حذّرمغردون من الاستيلاء على البيانات الشخصية التي يجمعها التطبيق، متوقعين أن يكون ذلك "سبب فشل" التطبيق.

وفي حين تحمّس مغردون عرب لـ"ثريدز" ووصفه بعضهم بأنه "خطر وجودي على تويتر" و"نعش تويتر" و"الحل لكل مشاكل" منصة ماسك، أظهرآخرون تخوفاً من قدرة التطبيق الجديد على تخطي التحديات التي ستواجهه ومن أبرزها: أن أي ابتكار جديد تكون له مشكلاته التقنية التي تتطلب وقتاً لتجاوزها، وأن الأشخاص الذين لديهم متابعون كثر لن يغامروا ببداية جديدة من الصفر في ظل عدم ثقتهم بالمدة التي سيتطلبها جمعهم للمتابعين عبر المنصة الجديدة.

وطرح عدد منهم تساؤلات منطقية على غرار: ما هي المدة التي سيستغرقها الأمر لفهم المنصة الجديدة؟ أو تحقيق الانتشار وجمع المتابعين عبرها؟ هل ترافقها القيود نفسها التي يفرضها مارك زوكربيرغ على مستخدمي فيسبوك وانستغرام؟ حيث يعتبره البعض "مهووساً بتكميم الأفواه" وسط مخاوف من الإدارة السيئة لرئيس ميتا.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ذرّ الرماد في عيون الحقيقة

ليس نبأً جديداً أنّ معظم الأخبار التي تصلنا من كلّ حدبٍ وصوبٍ في عالمنا العربي، تشوبها نفحةٌ مُسيّسة، هدفها أن تعمينا عن الحقيقة المُجرّدة من المصالح. وهذا لأنّ مختلف وكالات الأنباء في منطقتنا، هي الذراع الأقوى في تضليلنا نحن الشعوب المنكوبة، ومصادرة إرادتنا وقرارنا في التغيير.

Website by WhiteBeard
Popup Image