شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"ماذا لو أغرِم بالغسّالة؟"... الزواج من روبوت، مع كتيب التعليمات للجنسين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والتنوّع

الأحد 28 مايو 202302:45 م

انتشرت مؤخراً مجموعة صور لـ"إيلون ماسك" الرئيس التنفيذي لتويتر وتيسلا، وهو يراقص المرأة الروبوت "كاتنيلا"، فيما راح رواد مواقع التواصل الاجتماعي يؤكدون أن "ماسك" اختار "كاتنيلا" زوجة له.

ولأن آفة حارتنا لم تعد النسيان، وباتت السعي وراء نشر الأخبار دون تحقق، سارع الكثيرون لنقل الخبر، متسائلين عن السبب الذي يدفع رجلاً لا يغادر قائمة "الأغنى حول العالم" إلى الزواج من روبوت وتفضيلها على البشريات، على افتراض أنه قادر على اختيار أية امرأة يريدها -كما يردد ويقول البعض- فلماذا إذا يتركهن ويختار "كاتنيلا"؟

لكن الضجة التي صاحبت الخبر، تبين لاحقاً أنها بلا أساس من الصحة، وأن الصور التي تم تداولها مصممة بتقنية الذكاء الاصطناعي، ما يعني أن زواج الملياردير "إيلون ماسك" من "كاتنيلا" الحسناء ليس أكثر من شائعة مغرضة.

رصيف22 حمل الفكرة نفسها، على غرابتها وطرافتها، إلى عدد من الرجال والنساء، وسألناهم إن كان يمكن أن يوافقوا على الزواج من روبوت؟ أم لا.

أطلب إيدها من مين؟

يقول محمد يحيى (20 عاماً) لرصيف22 وهو طالب جامعي: "على حسب الكلفة، الحياة صارت صعبة جداً، إذا كانت تكلفة الزواج من روبوت أقل، يمكن وقتها أن أفكر بالموضوع بس ده رح طلب إيديها من مين؟ من شركة الشحن ؟ ولا الحاج إيلون ماسك نفسه؟". 

رصيف22 سأل عدداً من الأشخاص إن كان لديهم أي مانع من الزواج من روبوت، فجاءت الأجوبة أطرف من السؤال، وأكثر غرابة أيضاً. 

أما أحمد دياب (31 عاماً) ويعمل مندوب مبيعات فيقول لرصيف22: "لا ياعم، أنا واخد عهد على نفسي بإنى ما أتجوزش إلا عن حب، وبعدين، هو إحنا عارفين نحس بالونس والدفا مع البشر لما هنحسه مع البلاستيك والحديد، روبوت إيه بس ..وده لما تزعل هتقولي أنا هروح بيت أبويا برضه؟ ولا هتعمل إيه؟".

الروبوت بتدخل على ضرة؟

أما شاكر عبد البديع (45 عاماً) ويعمل في إحدى شركات الاتصالات فيقول لرصيف22: "مش مهم أنا أوافق أو لا، المهم هي عندها استعداد تكون زوجة ثانية ولا لا.. لأنى بصراحة مش هقدر أطلق مراتي".

بينما تقول يمنى السيد (26 عاماً) وهي خريجة كلية الآداب: "قرأت من قبل عن ست فرنسية تزوجت من روبوت ووقعت فى غرامه، وعن راجل أسترالي كان بيعاني من الوحدة ولاقى روبوت وعمله صديق له، بس ما أتصورش إن في حد في مجتمعاتنا العربية بيتجرأ على الزواج من روبوت بحكم العادات والتقاليد اللي تربينا عليها، ولو صارت حتصير في السر ".

شاكر: "مش مهم أنا أوافق أو لا، المهم هي عندها استعداد تكون زوجة ثانية ولا لا.. لأنى بصراحة مش هقدر أطلق مراتي" 

بينما يرى حسام عيسى (29 عاماً) ويعمل فني صيانة أن هذا النوع من الزواج قد يقضي على كثير من المشاكل الزوجية، يقول لرصيف22: "يعنى لا زن ولا نكد، أكيد مش حتقولي رايح فين وجاي منين؟ ولو تأخرت على القهوة مع أصحابي مش هتتصل تقولي أنت فين؟".

إذا صار حقيقياً لن يعود مضحكاً

أما زكي الجيزاوي (64 عاماً) ويعمل مدرساً للغة الإنكليزية فيضيف إلى أصل الخبر: "سمعنا  عن امرأة تزوجت من سجادة، ورجل تزوج من الوسادة الخاصة به، وبالتالي مش هستغرب إذا سمعت عن إنسان تزوج روبوت".

لكن في إجابته عن سؤال ماذا لو تحول الخيال إلى حقيقة مع تطور العلوم وقرر أحد أولاده الزواج فعلياً من روبوت، أجاب: "بالطبع لا .. بتمنى لأولادى حياة سوية، يعيشوا، يحبوا، يفرحوا، يتخانقوا ويرجعوا يتصالحوا، ويحسوا ببعض".

أما عفاف عبدالقوي (51 عاماً) وتعمل مهندسة ديكور فتقول: "رأيي الشخصي أن الموضوع كله محاولة لتدمير ما تبقى من إنسانيتنا، أول ما ظهرت السوشال ميديا هلل الجميع ليها على اعتبارها هتقوي الروابط بين الناس في كل العالم، قبل ما نصحى على حقيقة مرة، وهي أنها دمرت التواصل".

خالد شعيب (37 عاماً) وهو موظف في أحد البنوك يقول : "فى حال افترضنا إن الموضوع حقيقي، فالموضوع له شق إيجابي وشق سلبي، الأول أن والد الروبوت ـ إذا كان لها والد يعني ـ مش رح يطلب شبكة ومهر مبالغ فيه، خصوصاً أن أسعار الذهب الآن وصلت إلى مستويات فلكية". 

محمد: "بس ده رح طلب إيديها من مين؟ من شركة الشحن ؟ ولا الحاج إيلون ماسك نفسه؟" 

يُكمل لرصيف22: "أما الشق السلبي فهو إن الجوازة بلا روح، صحيح الروبوت مش رح يغلط أو تغلط، بس ماذا لو أنا عايز أخلف ويكون عندي أولاد زي أي إنسان طبيعي وأحس بمشاعر الأبوة، والله كفايه الواحد يتزوج من إنسانة بالحلو اللي فيها والوحش اللي فيها ".

لو اتخانقنا، أشد الفيشة

منار طلبة، طالبة بكلية التربية جامعة عين شمس، أجابت على السؤال مختصرة: "أهو ده اللى مش ممكن أبدا، زى ما قالت الست أم كلثوم فى أغنيتها"، بينما أجابت زميلتها ندى إبراهيم ضاحكة: "بصراحة الروبوت مش هيبقى شرير أو مؤذي، وهيعمل كل حاجة ويغسل المواعين ويطبخ ويريحني، ولو طلبت منه هيساعدنى، وحتى لو اختلفنا مش ممكن يوصل الحال بينا للمحاكم أو إن كل واحد يقول للتاني حاجة تجرح مشاعره، يدوب أشد الفيشة وكل واحد يروح لحاله.. وده حاجة حلوة جداً".

على العكس منها تقول السيدة ابتهال الشعراوي (58 عاماً) وتعمل كربة منزل : " ربنا قال فى كتابه الكريم (وخلقنا منكم أزواجا لتسكنوا إليها) يبقى نسيب ما أمرنا الله به، ونجري ورا كلام فارغ".

منار: "الروبوت حيغسل المواعين ويطبخ ويريحني، ولو اختلفنا يدوب أشد الفيشة وكل واحد يروح لحاله.. وده حاجة حلوة جداً" 

واختتم رامى أبو النجا (34 عاماً) مخرج مسرحي : "أتوقع إن ده مجرد بداية أو تمهيد عشان الناس يقدروا يتعاملوا مع الفكرة في المستقبل، وأكبر دليل أن أي روبوت الآن مبيقدرش يحاكي مشاعر الإنسان العادي، فيتزوج إزاي؟".

ويرى أنه بحلول العام 2050 مثلاً من الممكن أن تتبدل الأحوال ويصبح الأمر عادياً، لأن التطور الكبير الذي يحدث في عالم الروبوت سيأخذ تلك النقطة في الاعتبار، وسيعمل عليها لنرى بعد ذلك روبوتاً يشبه الإنسان فى الشكل وفي المشاعر.

كتيب التعليمات 

الابتعاد عن السوائل

المحافظة على مستوى بطارية مرتفع 

عدم وضع الشريك/ الروبوت في الشمس لفترة طويلة 

إعطاء الشريك/ الروبوت فترات راحة 

في حال غيرة الشريك من الكهربائيات الأخرى كالغسالة والثلاجة، يمكن فصل الكهرباء عن القطعة غير المرغوب بها


إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard