شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
ماذا تعني مواصلة إقصاء أفراد مجتمع الميم - عين؟

ماذا تعني مواصلة إقصاء أفراد مجتمع الميم - عين؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ما شعورك عندما تضطرّ لإخفاء هويتك الحقيقية كل يوم عن أسرتك وأصدقائك ودوائرك الاجتماعية الأوسع نطاقاً؟ أن تعرف أنهم لن يقبلوك على ما أنت عليه، وأنك قد تواجه التمييز والعنف والملاحقة القانونية إذا جاهرت بما تخفيه؟

الأمر المفجع أن هذا هو واقع حياة العديد من أفراد مجتمع الميم-عين اليوم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهناك شواهد على أن الوضع يزداد سوءاً. وتواصل منظمات حقوق الإنسان تسليط الضوء على أمثلة لهذا التراجع في حقوق مجتمع الميم-عين في المنطقة. إذ يذكر أفراد من هذا المجتمع أنهم يتعرّضون للإساءة دائماً على أيدي سلطات إنفاذ القانون، بما في ذلك تعرّضهم للإهانة والتعذيب والاعتداء الجنسي. وما الفحوص البدنية دون موافقة، والاعترافات بالإكراه، والحرمان من الطعام والماء سوى بعض الممارسات الوحشية المستخدمة لاضطهاد أفراد مجتمع الميم-عين وتهميشهم، لذا من الصعب تخيُّل الشعور عند التعرّض لمثل هذه الإساءات، بسبب هويتك لا غير.

كذلك فإن الفضاء الإلكتروني لا يوفّر بيئة آمنة لأعضاء مجتمع الميم-عين، إذ تذكر منظمات حقوق الإنسان أن أجهزة الأمن تستهدف أفراد مجتمع الميم-عين وتتحرّش بهم وتبتزّهم من خلال منصّات وسائل التواصل الاجتماعي، وتُستخدم المعلومات والصور الشخصية المأخوذة بصورة غير قانونية من منصّات على الإنترنت، لبثّ الخوف بين أفراد مجتمع الميم-عين. كذلك أُغلقت أبواب جماعات التواصل الاجتماعي التي تمنح أفراد مجتمع الميم-عين مساحة للحصول على المساعدة، والذين يتحلّون بقدر كافٍ من الشجاعة للجهر علناً بدعمهم حقوق مجتمع الميم-عين، غالباً ما يواجهون عواقب وخيمة، أحياناً تصل للموت.

ما شعورك عندما تضطرّ لإخفاء هويتك الحقيقية كل يوم عن أسرتك وأصدقائك ودوائرك الاجتماعية الأوسع نطاقاً؟ أن تعرف أنهم لن يقبلوك على ما أنت عليه، وأنك قد تواجه التمييز والعنف والملاحقة القانونية إذا جاهرت بما تخفيه؟

كما نشهد انتشاراً واسعاً للتحامل في الحكم على المسائل المتعلقة بمجتمع الميم-عين وسوء فهمها، فقد فرضت بعض الحكومات حظر استخدام ألوان الطيف ورموزها، حتى على الأشياء التي لا ضرر منها، مثل لعب الأطفال، وكذلك على الأفلام والموسيقى التي تعترف بمجتمع الميم-عين. ولمؤسسات الإعلام دور تلعبه في دعم تعزيز الشمول، إلا أنها للأسف تستعمل في أحيان كثيرة تعابير ازدرائية إشارةً إلى مجتمع الميم-عين، الأمر الذي يؤدي إلى استفحال أشكال الإقصاء والوصم بالعار.

كل أفعال التمييز والعدوانية هذه تبعث رسالة إلى أفراد مجتمع الميم-عين، مفادها ألّا مكان آمن لهم في المجتمع. ونتيجة لذلك، يذكر أفراد مجتمع الميم-عين تعرّضهم لعواقب بعيدة المدى تضرّ بمعيشهم وصحتهم النفسية، مثل فقدان الوظائف، والمشاكل المالية، وعدم إمكانية حصولهم على الخدمات الصحية والأساسية، ونبذهم من جانب أُسرهم، واضطرارهم لتكرار تغيير مقر إقامتهم وبيانات الاتصال بهم. وفي نهاية المطاف لا خيار للعديد من أفراد مجتمع الميم-عين سوى الفرار من أوطانهم والعيش في المنفى، بعيداً عن دوائرهم الاجتماعية وأحبائهم.

إن عزل وإقصاء أفراد مجتمع الميم-عين يعني بالتالي استبعاد مهارات وخبرات قيّمة يمكن أن تساعد في تعزيز الازدهار والاستقرار في مجتمعاتنا، كما إن العنف ضد الأقليات وعدم توفير الحماية لهم ينعكس سلباً على المجتمع ككل

إن عزل وإقصاء أفراد مجتمع الميم-عين يعني بالتالي استبعاد مهارات وخبرات قيّمة يمكن أن تساعد في تعزيز الازدهار والاستقرار في مجتمعاتنا، كما إن العنف ضد الأقليات وعدم توفير الحماية لهم ينعكس سلباً على المجتمع ككل. وفي المقابل، فإن تعزيز الشمول يعود بالنفع على الجميع في مجتمعاتنا، ليس فقط على الأقليات.

لذا فإن المملكة المتحدة تساند حقوق مجتمع الميم-عين، محلياً وعالمياً، على حد سواء، باعتبار ذلك جزءاً من التزامنا الأعمّ لدعم الشمول والمساواة. حيث نوفر الدعم للجماعات المحلية من مجتمع الميم-عين، ونوفّر لهم مساحة آمنة للتعبير عن المسائل التي تثير قلقهم. كما ندعو إلى إدخال تغييرات على التشريعات والممارسات للحدّ مما تواجهه مجتمعات الميم-عين يومياً من عنف وتمييز. هذه المبادرات ليس الغرض منها "الصواب السياسي المفرط" أو فرض قيم تحرّرية، وإنما غرضها ضمان إتاحة الفرصة لكل إنسان لتحقيق إمكاناته الحقيقية وأداء دور فاعل في مجتمعه المحلي.

ما شعورك بأن تكون قادراً على العيش جاهرا بهويتك دون خوف من التعرّض للعنف والتمييز؟ وأن تعرف أنك مقبول على ما أنت عليه في محيط أسرتك وأصدقائك ودوائرك الاجتماعية الأوسع نطاقاً؟ كل واحد منا أمامه دور يجب أن يؤديه لتحويل هذه الرؤية إلى واقع يعود بالنفع علينا وعلى الذين يواصلون العيش في الخفاء في مجتمعنا.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard
Popup Image