أثارت حادثة دهس متعمد وقتل لسيدة مصرية أمام عيون زوجها وأطفالها الثلاثة في واحد من أرقى التجمعات السكنية بالقاهرة الجديدة استياءً واسعاً من فكرة أن الإنسان مهما اجتهد لتوفير حياة كريمة لأسرته فلن يحميه شيء من "الغطرسة واستبداد السلطة" في ما عُرف بـ"حادث مدينتي".
بدأت القصة بتداول الصحف المصرية خبراً مقتضباً عن "حادث مروري" في القاهرة الجديدة أسفر عن مقتل طبيبة صيدلانية تُدعى بسمة حسنين وإصابة زوجها حمدان زكي وأطفالهما الثلاثة. لكن المجموعات الخاصة بسكان "مدينتي" كانت تتداول في الوقت نفسه رواية أكثر دراماتيكية للحادثة على أنها فعل "انتقامي متعمد" من "ضابط محسوب على القوات المسلحة".
وخلال الساعات الماضية، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بالقصة التي قال مروجوها إنها تعكس "استبداد السلطة" و"غطرسة المنتسبين إلى القوات المسلحة" في مصر بسبب "ثقتهم في الإفلات من المساءلة والعقاب"، مع مطالب بـ"العدالة" للدكتورة بسمة وأسرتها.
أفادت الرواية عبر السوشال ميديا بأن "الضابط" المعتدي غضب بسبب "خدش" نجل الصيدلانية المغدورة سيارته خلال لعبه بالقرب من فيلته، مع أقاويل بأنه حاول دهس الطفل لتحميه أمه باحتضانه وتتعرض هي للدهس المتعمد مرتين، ما أدى إلى تهشيم جمجمتها ووفاتها على الفور، بحسب الرواية.
ولم تُصدر النيابة العامة أي بيان حول الحادثة، حتى نشر هذه السطور، ما قد يؤشر إلى عدم صلتها بالواقعة ووقوعها في نطاق اختصاص النيابة العسكرية. كما نفت الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية عبر فيسبوك أن يكون "مرتكب حادث التصادم بأحد التجمعات السكنية بالقاهرة الجديدة، والذي أسفر عن وفاة إحدى السيدات (صيدلانية) وإصابة آخرين #ضابط_شرطة"، دون أن تنفي كونه ضابطاً في القوات المسلحة.
زوج الضحية يوضّح
وسعت منصة "صحيح مصر" لتدقيق الحقائق إلى التوصّل إلى الرواية الصحيحة للواقعة وحسم التكهنات والمزاعم حول "حادث مدينتي" عبر السوشال ميديا وما إذا كان "حادثاً مرورياً" أو "دهساً متعمداً"، فتواصلت مع زوج الصيدلانية الضحية، د. حمدان زكي، وهو طبيب بيطري يعمل في إحدى شركات الأدوية بدولة الكويت.
"اعدموني، أنا مش عارف عملت كده إزاي... الغرور ركبني"... #حادث_مدينتي يثير غضباً في #مصر لاتهام "ضابط طبيب بالقوات المسلحة" بقتل أم شابة عقب دهسها وأطفالها الثلاثة بشكلٍ متعمد بسبب "خدش" سيارته
أوضح زكي للمنصة أن زوجته د. بسمة، وتعمل صيدلانية في وزارة الصحة الكويتية ولديهما ثلاثة أطفال (ياسين 11 عاماً، والطفلة نور 9 أعوام، وأحمد 7 أعوام)، لافتاً إلى أن الأسرة كانت في إجازة قصيرة بالقاهرة حين وقعت الحادثة قرب منزلهم في منطقة "19 فيلات" بـ"مدينتي" بالقاهرة الجديدة.
ونفى زوج الضحية بشكل قاطع أن الواقعة كانت "حادثة سير"، بسبب "السرعة الزائدة"، نافياً في الوقت ذاته تحرير محضر شرطة بتهمة "القتل الخطأ".
وشرح زكي أن القصة بدأت حين صدم نجله الأكبر ذو الـ11 عاماً إحدى السيارات التي تقف أمام الفيلا المجاورة لمنزل الأسرة بـ"السكوتر"، محدثاً "حكّة بسيطة" أي خدش فيها. وأضاف أنه وزوجته وأطفالهما شرعوا في البحث عن صاحب السيارة للاعتذار وترضيته ولو بالتكفل بتكاليف تصليحها حين ظهر الشخص المعتدي وسألهم عن سبب وجودهم أمام الفيلا التي يملكها على ما يبدو.
وحين أخبره زكي بالسبب انزعج المعتدي ونشبت بين الطرفين "مشادة كلامية" تطورت سريعاً إلى صراخ ومشادات "ليركب الضابط سيارته ويدهس الأسرة، ويتسبب في وفاة الأم - بسمة - وإصابة الأطفال إصابات بالغة، فيما أصيب حمدان بإصابات طفيفة"، وفق المنصة التي نقلت على لسان زكي: "إحنا كنا في حالة ذهول ومش فاهمين لحد دلوقتي سبب اللي حصل".
وقال زكي إن المعتدي تبيّن أنه "ضابط طبيب بالقوات المسلحة، وبعد الواقعة سلم نفسه في قسم شرطة التجمع الأول ثم تم تسليمه إلى النيابة العسكرية الموجودة ‘س 28‘ بالحي العاشر بمدينة نصر"، مردفاً بأنه اعترف بقتل الدكتورة بسمة عمداً. وأضاف زكي أن الضابط انهار أثناء الإدلاء بشهادته وصرخ: "اعدموني، أنا مش عارف عملت كده إزاي... الغرور ركبني".
ونقلت المنصة عن زكي تأكيده عدم وجود معرفة مسبقة مع الضابط المعتدي لأنهم لا يقيمون في مصر إلا لفترات قصيرة وكانت تلك أول مرة يرونه، مضيفاً: "الواقعة كانت قدام فيلته وفيلا مساعد وزير جارنا وسجلتها كاميرات الفيلات والشارع… الكاميرات صوّرت كل اللي حصل، والفيديوهات مع النيابة العسكرية".
وعن حالة الأطفال الثلاثة، أخبر الأب المنصة أن حالتهم باتت "مستقرة" بعدما أُجريت جراحة لأحدهم، فيما كانت إصابة الآخرين عبارة عن "جروح وخدوش وكسور".
أقر أشخاص موالون للنظام المصري بأن المعتدي هو ضابط طبيب في القوات المسلحة، لكنهم ركزوا على اعتبار #حادث_مدينتي "حادثة فردية" وأن المتهم "قُبِض عليه بعد أقل من ساعة، وباشرت النيابة العسكرية التحقيق معه فوراً، ووجهت إليه تهمة القتل العمد"
"حادثة فردية"؟
تتسق الرواية المنسوبة للزوج مع رواية ثويبة صابر التي وُصِفَت بأنها صديقة العائلة والتي نشرتها عبر حسابها في فيسبوك قبل ساعاتٍ من تداول أحداث الواقعة بلسان زوج الضحية.
وأقر أشخاص موالون للنظام المصري بأن المعتدي هو ضابط طبيب في القوات المسلحة، لكنهم ركزوا على اعتبارها "حادثة فردية" وعلى أن المتهم "تم القبض عليه بعد أقل من ساعة، وباشرت النيابة العسكرية التحقيق معه على الفور، ووجهت إليه تهمة القتل العمد".
ورددوا عبارات من بينها: "مفيش حد في مصر فوق القانون" و"ده حادث بشع وميصحش نسيس الموضوع بالشكل الفج ده ونستغله"، متهمين محسوبين على جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر بتضخيم الحادثة والترويج لأخبار كاذبة على غرار تكييف الحادثة تحت بند "السرعة الزائدة" لاستفزاز الناس واستثارتهم ضد القوات المسلحة المصرية.
أشخاص، على صلة بذوي الضحية، أعربوا عن ثقتهم في أن "حق دكتورة بسمة هيرجع بالعدل، والتحقيقات هتثبت كل حاجة، ومفيش تستر على حد"، معلنين توقفهم عن النشر حول الحادثة "نزولاً عند رغبة أسرتها" #حادث_مدينتي
وكان لافتاً أن أشخاصاً قالوا إنهم على صلة بذوي الضحية أعربوا عن ثقتهم في أن "حق دكتورة بسمة هيرجع بالعدل، والتحقيقات هتثبت كل حاجة، ومفيش تستر على حد"، معلنين توقفهم عن النشر حول الحادثة "نزولاً عند رغبة أسرتها". وذلك رغم تعبيرهم عن قلقهم من إفلات الجاني من العقاب في وقت سابق.
تجدر الإشارة إلى أن "حادث مدينتي" أعاد إلى أذهان الكثيرين حادثة اعتداء طيار يعمل بالقوات الجوية المصرية بالضرب على العاملين والممرضات في مستشفى قويسنا العام بمحافظة المنوفية قبل بضعة أشهر، ما أدى إلى إجهاض إحدى الممرضات وإصابة ثمانية آخرين، بسبب ما اعتبره الطيار تقاعساً عن رعاية والدته آنذاك.
وتوقع هؤلاء أن يتعرض زوج دكتورة بسمة وذووها إلى "ضغوط" للتنازل عن حقها للوصول إلى أقل عقوبة ممكنة بحق قاتلها دهساً، قائلين: "مفيش حاتم بيتحاكم"، في إشارة إلى شخصية أمين الشرطة الفاسد في فيلم "هي فوضى".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
تامر شاهين -
منذ 10 ساعاتهذا الابحار الحذر في الذاكرة عميق وأكثر من نستالجيا خفيفة؟
هذه المشاهد غزيرة لكن لا تروي ولا تغلق الباب . ممتع وممتنع هذا النص لكن احتاج كقارئ ان اعرف من أنت واين أنت وهل هذه المشاهد مجاز فعلا؟ ام حصلت؟ او مختلطة؟
مستخدم مجهول -
منذ يوممن المعيب نشر هذه الماده التي استطاعت فيها زيزي تزوير عدد كبير من اقتباسات الكتاب والسخرية من الشرف ،
كان عيسى يذهب إلى أي عمل "شريف"،
"أن عيسى الذي حصل على ليسانس الحقوق بمساعدة أخيه"
وبذلك قلبت معلومات وردت واضحة بالكتاب ان الشقيق الاصغر هو الذي تكفل بمساعدة اهله ومساعدة اخيه الذي اسكنه معه في غرفه مستأجره في دمشق وتكفل بمساعد ته .
.يدل ذلك ان زيزي لم تقرأ الكتاب وجاءتها المقاله جاهزه لترسلها لكم
غباءا منها أو جهات دفعتها لذلك
واذا افترضنا انها قرأت الكتاب فعدم فهمها ال لا محدود جعلها تنساق وراء تأويلات اغرقتها في مستنقع الثقافة التي تربت عليها ثقافة التهم والتوقيع على الاعترافات المنزوعه بالقوة والتعذيب
وهذه بالتأكيد مسؤولية الناشر موقع (رصيف 22) الذي عودنا على مهنية مشهودة
Kinan Ali -
منذ يومجميل جدا... كمية التفاصيل مرعبة...
Mazen Marraj -
منذ يومإبدااااع?شرح دقيق وحلول لكل المشاكل الزوجية?ياريت لو الكل يفكر بنفس الطريقة..
بالتوفيق ان شاء الله في حياتكما الزوجية ?
Nawar Almaghout -
منذ يومرداً على ما ورد من الصحفية زيزي شوشة في موقعكم
الذي أوقع محمد الماغوط وشقيقه عيسى بين براثن الآنسة زيزي وأشباهها
يبدو أن الصحفية ثقافتها لم تسمح لها بالغوص أعمق، و يدل عن بعدها كل البعد عن فهم ما يجري. وهي بسلوكها هذا، على أقل تقدير، تمثل المستنقع الفكري الضحل الذي تعيش فيه
رابط ردي في موقع العربي القديم
https://alarabialqadeem.com/mohmaghbor
Ali El-Helbawi -
منذ يومينGood