شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
الشعراء الصعاليك في العراق (2 من 2)... حسين مردان وجان دمو،

الشعراء الصعاليك في العراق (2 من 2)... حسين مردان وجان دمو، "أنا القدّيس الفاجر"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن والتنوّع

الأحد 11 يونيو 202312:46 م

في الطريق الطويلة إلى شارع الصعاليك، ذلك الذي شقه الشعراء العراقيون في قلب الواقع الصلب، وعلى يسار النظام (أي نظام)، ونحن نخطو خطوات محمومة ومندفعة على نفس وتيرة التشرد، في هذا الشارع المضاء أبداً بشعلة التمرد الأبدية، نسمع أصداء من زمن مضى، ونرى أطيافاً لشعراء، صارعوا الحياةَ والموت، ولعقوا الجراح بالملح، للوصول إلى لهب الحقيقة، حقيقة وجودهم قبل أي شيء.

هنا غنى شيخ المشردين الشاعر حسين مردان قصائده العارية على إيقاع لحنه الأسود، وصارع وجه الجوع الأصفر، ثم احتضن وحدته القاتلة، وغفى في إحدى الحدائق العامة، طارداً شبح الموت من مخيلته، ذلك الموت الذي رفضه رفضاً تاماً، حتى أنه لكي يُطمئِن ذاته القلقة الحائرة، أوهم نفسه والجميع أنه (حسين مردان) لم يكن موجوداً أبداً. وحين تكافؤه الحياة بيوم جديد، كان يُخرِج من ذاته المُشردة الجريحة طلقة من طلقاته الشعرية: "منذ اليوم سأطلق الكلب الجهنمي/وأسكر بمواء القطط الحبيسة داخل دمي/وفي الموقد/سأرمي بكل ما بي من إنسانية".


حين تكافؤه الحياة بيوم جديد، كان يُخرِج من ذاته المُشردة الجريحة طلقة من طلقاته الشعرية: "منذ اليوم سأطلق الكلب الجهنمي/وأسكر بمواء القطط الحبيسة داخل دمي/وفي الموقد /سأرمي بكل ما بي من إنسانية"

وإذا مشينا في الزمن لعدة سنوات في هذا الشارع الحالم، والملون بالشعر والغناء، والمغموس بالألم، ستواجهنا صورة شاعرٍ آخر، نسمعه وهو يسب ويشتم ويلعن ويبصق. ثم يقول مبشراً أصدقاءه: غداً سأكتب قصيدتي الكبيرة. إنه الشاعر الآشوري العراقي جان دمو، الممثل الشرعي –ربما كانت ستضايقه كلمة "الشرعي"- لسلالة المشردين والكحوليين في بغداد آنذاك.

ولد جان في مدينة كركوك عام 1942، وذاق مرارة الفقر، وبؤس الحياة، فترك بيته الفقير، واتخذ من المقهى بيتاً له، ومن الحدائق العامة مكاناً للنوم. وانضم إلى جماعة كركوك الأدبية، وهي الجماعة التي تبنت أفكار الحداثة الشعرية في العراق.

حلم جان دمو بكتابة "القصيدة الكبيرة"، فقدم نفسه للحياة عارياً، معرضاً ذاته لكل العذابات، ملتهماً الكتبَ ودواوين الشعر العالمية، ومترجماً لكبار الشعراء والأدباء مثل: تيد هيوز، وتشارلز سيمك، ومارغريت أتوود. لكنه لم يكتب سوى ديوانه اليتيم "أسمال". وكان ذلك مدعاة للسخرية من جانب شعراء عاشوا على الجانب الآخر من شارع الصعاليك، لعلهم لم يُدركوا يوماً أن قصيدة جان الكبيرة هي حياته، تلك التي حولها إلى سيرة شعرية، ولم يدركوا أن الدور الحقيقي لجان تمثل في غرسه لبذور التمرد في أعماق الجيل التالي له من الشعراء.


جان دمو

أما ذاته الحرة حد الموت، فقد مزقها ونثرها في قصائده، تماماً كحياته التي تركها بكامل إرادته تسيل في شوارع ومقاهي وحانات وحدائق مدن: بغداد، بيروت، وعمان، ودمشق، وأخيراً أستراليا التي احتضنت أرضُها جسده النحيل بعد عدة أيام من موته بالسكتة القلبية، وحيداً وغريباً عن الوطن والأصدقاء، عام 2003.

حسين مردان: كنتُ كتلة نار وسيوف

وسط أسرة فقيرة؛ حيث الأب يعمل كـ"عريف" في الشرطة العراقية، ولد حسين مردان عام 1927، بقرية "الطويريج"، بمحافظة بابل. ومن مدينة إلى أخرى ظل يتنقل مع والده وأسرته، حتى استقر بهم الحال في قرية "جديدة الشط"، ظل الفقر يُحاصر الأسرة الصغيرة، فكان الفتى الصغير دائم التفكير في ماهية هذه الحياة القاسية، والواقع الشرس، الذي ينهش طفولته، وحياة أسرته. وفي المدرسة الابتدائية بمدينة بعقوبة، وجد الفتى الصغير عزاءه في دواوين الشعر العربي، والملاحم، والقصص، حيث عكف على قراءتها، وحفظها، وفي العاشرة من عمره كان قد كتب قصيدته الأولى.

في عالم الأدب وجد حسين الصبي، عالماً آخر، مختلفاً عن ذلك العالم الأسود الذي يعيش فيه، فكان أن تمسّك به، وحلم بالانتقال إليه، وهو ما تحقق بسفره إلى بغداد لأول مرة، أثناء أدائه للخدمة العسكرية، وهناك أصبح مشرداً لأول مرة في حديقة غازي. وفي تلك الفترة التقى الشاعر الشاب بجماعة "الوقت الضائع" الأدبية، التي ضمت بعض القصاصين مثل: نزار سليم وعبد الملك نوري. دُهش حسين مردان حين استمع إلى أحاديثهم الأدبية وثقافتهم الواسعة، واتصالهم بالرسامين البولنديين، وأيقن عندما ودعهم أن مكانه في بغداد.

هنا يقول حسين مردان- بحسب ما ورد في كتاب "شعراء من العراق"-: "وفجأة قررت هجر الدراسة والمجيء إلى بغداد. كنتُ حينذاك في العشرين من عمري... كتلة نار وسيوف وتلقفني شارع الرشيد... الفساتين الملونة والزجاج، وقلتُ لنفسي من هذا الرصيف الرمادي: ستبدأ مسيرتي الصعبة نحو قمة الجبل".

في مقاهي بغداد الأدبية مثل الزهاوي، والبلدية، والبرازيلية، وحسن العجمي، والرشيد، والعراق، تعرف حسين مردان على مجموعة من الشعراء والأدباء البارزين ومنهم: بلند الحيدري، عبد الرحمن البنا، وبدر شاكر السيّاب، وآخرين.

وكانت لهذه اللقاءات الأدبية، تأثيرات إيجابية على الشاعر الشاب، من حيث تبادل الخبرات والنقاشات حول الأدب والفن، وتم استضافة مردان في غرفة صغيرة تقع فوق مقهى "العراق"، وظل مقيماً بها لفترة محدودة حتى تركها، ليُطبق حياة التشرد فعلياً، حيث كان يبيت في حدائق بغداد العامة وبساتينها القريبة ومقبرة الإنكليز في "الكرنتينة" وهو يحمل في داخله عنفوان الشباب وكبرياء الشاعر. وفي تلك الأيام الرهيبة، التقى حسين مردان بوجه الجوع الأصفر، فكان كما ذكر في إحدى مقالاته: "كنت لا أتناول في اليوم أكثر من وجبة واحدة: صمونة نصف سمراء مع كأس شَربَت".

قصائد عارية

هكذا ووفقاً لتقاليد الصعلكة وسلوكياتها، صار حسين مردان "صعلوكاً" بامتياز، وأصبح وجهاً مألوفاً في مقاهي وحانات وبيوت هوى بغداد، وعُرف عنه جرأته في إبداء رأيه أمام أكبر الشعراء، وكذلك اشتهر بغرابته وآرائه الصادمة في الشعر والفن، وهو ما تجسد في ما بعد في ديوانه قصائد عارية؛ ففي عام 1948 كان الشعراء من رواد المقاهي الأدبية قد أصدروا دواوينهم، حيث أصدر السيّاب ديوانه "أزهار ذابلة"، وعبد الوهاب البياتي "ملائكة وشياطين"، وبلند الحيدري "خفقة طين"، وأصدرت نازك الملائكة ديوانها "شظايا ورماد"، وقد احتوت هذه الدواوين على الأسلوب الشعري الحديث، وكانت حافزاً لحسين مردان لإصدار ديوانه الشعري الأول "قصائد عارية" عام 1949، وقد أثار هذا الديوان جدلاً كبيراً في المشهد الثقافي العراقي، وصل هذا الجدل إلى المحاكم، حيث اتهم الشاعر بالإباحية، والرغبة في نشر الرذيلة بين الشباب.

حسين مردان

وكان ديوان مردان يحمل حساً وصوتاً مغايراً عما يُكتب في ذلك الوقت؛ كان جريئاً في أفكاره ومفرداته، متجاوزاً للكثير من التجارب الشعرية العراقية آنذاك. وقد قامت السلطات الحاكمة آنذاك بمصادرة جميع نسخ الديوان، وإحالة الشاعر إلى المحاكمة بتهمة إفساد أفكار الشباب، وصعدت الصحف المحلية الأمر إلى المطالبة بإعدام مردان في ساحة الميدان وحرق كتبه في الشارع.

وحينما اتجهت الشرطة للقبض عليه في مقر مجلة الزراعة التي كان يعمل حسين في تحريرها مع الشاعر بلند الحيدري، هرب صاحب القصائد العارية إلى شوارع بغداد، ومنها إلى محطة القطار، واتجه إلى أهله بمدينة بعقوبة، وهناك استقبلته أمُّه بمحراث التنور على وجهه، ولم ينتبه الشاعر إلا والدماء تسيل منه، وهنا قرر العودة إلى بغداد لا للدفاع عن نفسه، بل للدفاع عن حرية الفكر والإنسان.

وقد تضامن الكثير من الأدباء والشعراء مع حسين مردان في هذه القضية، ودافعوا عنه كشاعر موهوب ومختلف، لا يسعى إلى الرذيلة بل إلى الحرية، حتى حصل على البراءة من التهم المنسوبة إليه، قبل أن تطاله نفس التهم مرة أخرى، حين أصدر ديوانه الثاني "اللحن الأسود"، لكن القاضي نفسه، الذي كان يحكم في هذه القضية، كان معجباً بقصائد مردان، وطلب منه منحه نسخةً من ديوانه، وأطلق سراحه.

أنا القديس الفاجر

جاء حسين مردان إلى بغداد في الأربعينيات، وهو يحمل في داخله أنا مفرطة في الوجود، هذه الأنا المفرطة وصلت إلى ذرى النرجسية، وتجلت بشكل صارخ في المقدمة والإهداء التي حملهما ديوانه الأول، فقد أهدى حسين هذا الديوان إلى نفسه قائلاً: "لم أحب شيئاً مثلما أحببت نفسي/فإلى المارد الجبار الملتف بثياب الضباب/إلى الشاعر الثائر حسين مردان".

وفي موضع آخر يقول: "أنا في ذاتي سرّ مغلق/بعت للشيطان روحي/فالذي لم يرَ الشيطان لا يعرفني".

 ذاته الحرة حدّ الموت، قد مزّقها ونثرها في قصائده، تماماً كحياته التي تركها بكامل إرادته تسيل في شوارع ومقاهي وحانات، وحدائق مدن: بغداد، بيروت، وعمان، ودمشق، وأخيراً أستراليا.

وثمة حكايات ومواقف عديدة تُدلّ على نرجسية مردان المثيرة للتأمل، ففي إحدى المرات كان جالساً مع النحات خالد الرحال في روما وكان الأديب والروائي الإيطالي الشهير ألبرتو مورافيا، جالساً أمامه، وحين عرض عليه الرحال التعرف على مورافيا، رفض مردان ذلك رفضاً قاطعاً، وقال لصديقه: "ما الذي تطلبه مني؟! كيف أتحرك أنا من مكاني لأتعرف على هذا الرجل؟!". وظل يُردد قصيدته الشهيرة: "أنا القديس الفاجر/أنا الذي لا ينبض في صدري غير الألم/وعلى شفتي يورق الحنظل/ها أنا أغرس قدمي في قاع الهوة/وبأظافري أحفر أحلامي".

ربما لا تخلو قصيدة لحسين مردان من كلمة "أنا"، غير أنه لم يكن استثناءً في نرجسيته بين الشعراء الصعاليك، الذين اتخذوا النرجسية كحائط صدّ ضد الهجمات العدوانية للآخرين. فهذه الأرواح القلقة المعذبة الجريحة، بل كل هذا الدوار والألم الذي عايشه هؤلاء الشعراء، كان لابد له من حماية، حتى لا يصيروا عُرضة للنهب والابتذال، فهذه النرجسية التي كانوا يتباهون بها، كانت تخفي خلف سياجها، هشاشة ورهافة الشعراء الحقيقيين الذين لم يتحملوا قسوة الواقع، وألم البيوت، فقدموا أنفسهم للحياة في مغامرة حقة، راكضين وراء المطلق والمستحيل، رافضين كلَّ صور الظلم والاستبداد، وكان الثمن لا شك، فادحاً.

الركض وراء المستحيل

لم تكن حياة الصعلكة مساراً اختيارياً للشاعر حسين مردان، بل كانت تنفيساً عن مأزقه وجرحه الوجودي، هذا الجُرح الذي رآه، أزلياً وأبدياً في أعماق ذاته، لذا كان مردان يرى أنه محكوم بالركض وراء المستحيل حتى موته. وكان الموت هاجساً مروعاً له طوال حياته، فلم يكن صاحب "أغصان الحديد"، "من يفرك الصدأ"، "الربيع والجوع"،"صور مرعبة"، يتخيل نفسه ميتاً أبداً، وثمة حيلة نفسية ابتكرها، لكي تهدأ من روعه تجاه الموت، فكان يقول:"أنا لا أستطيع أن أستسلم وأؤمن بنهايتي. لا أستطيع أن أتصور نفسي ميتاً ولكن لماذا جئت إذن؟ أرى أنه لابد من الحصول على الاطمئنان أن أوحي إلى نفسي بأني لم أكن مطلقاً".

أما الحب فكان لمردان موقفاً معقداً منه، بالأحرى كان يخاف الحب، وفي الوقت نفسه كان يُقدس المرأة، وله العديد من الكتابات التقدمية والطليعية التي تُدافع عن المرأة وحريتها؛ كان يقول: "لن ينهض الشرق، ولن ينزل المطر المقدس من السماء بدون أكفّ النساء". وقد كتب في المرأة أجمل قصائد الغزل فهو الوريث الأكثر نضجاً واقتداراً ورهافة لتقاليد النثر الفني العربي في تناوله لموضوع الحب: "قمر/قمر/وتسطع الصور/الشمس والحالوب والألوان في السهر/قمر/أحلى من السهر/أحلى من الغناء في مضارب الغجر /حاجبها وتر/وجنتها ثمر/عنقها نهر/يجري به الحليب والخضر".

عمل حسين مردان في العديد من الصحف، ورأس الأقسام الثقافية والأدبية بها مثل "الأهالي" و"الأخبار"، ومجلة "ألف باء"، وكان بارعاً في الكتابات النقدية، وبجوار الشعر، كتب القصة القصيرة والمقالة الأدبية. وكان رائداً في كتابة ما سماه بالنثر المركز، فرغم أن حسين مردان كان مع تحرر القصيدة العربية من الأوزان والقوافي، إلا أنه كان يرفض أن يُسمي القصيدة الحديثة بالشعر أو الشعر الحر.

 "فمثلي لن يموت على أرصفة بغداد/أريد أن أتيه في ليل أفريقيا/فأرى الأفعى/وهي تهصر أضلاع الأسد/أريد أن ألمس قاع المحيط/ ثم أقف على قمة افرست/وأصرخ من أعماق رئتي/أنا إنسان"… حسين مردان

وقد بدأ مردان بكتابة القصيدة العمودية ثم دخل في معترك حركة الحداثة الشعرية وكتب الشعر الحر، فالوزن من وجهة نظره: "لا يشل الخيال ويُثقل ريش أجنحته ويعطلها عن الرفيف بحرية ويمنع تدفق القريحة، فيقطع انهمار الشلال العاطفي فحسب بل هو يغلق بوجه الشاعر النوافذ السحرية المطلة على عالمه الداخلي. والأمر الآخر أن الموسيقى لا تأتي من الأوزان بل من الكلمات نفسها، وكيفية توظيفها وعلاقتها ببعضها البعض. فلكل كلمة نغمتها ورنينها المميز".

ورغم هذا الموقف الحاسم من القصيدة الموزونة، إلا أن الشاعر يعود مرة أخرى في ديوانيه: "أغضان الحديد، وطراز خاص". لكنه رفض بشكلٍ قاطع الشعر الملحمي، الذي رآه بعيداً عن روح العصر، وكذلك رفض الشعر المسرحي، وكان يسخر من الشعراء الذين يستلهمون الأساطير الإغريقية والرومانية في قصائدهم، معتبراً ذلك، انسحاقاً وإذلالاً أمام ثقافة الآخرين وإهداراً وتسخيفاً مما تمتلكه ثقافتنا العربية من تراث غني من الأساطير التي من الممكن أن تخلق عالماً شعرياً مذهلاً.

في صباح يوم 14أيلول/سبتمبر  1972، أصيب حسين مردان بأزمة قلبية حادة، توفي على إثرها بعد أقل من شهر يوم 4 تشرين الأول/أكتوبر، وهو لم يُفارق حلمه بالخلود، مردداً قصيدته الشهيرة: "فمثلي لن يموت على أرصفة بغداد/أريد أن أتيه في ليل أفريقيا /فأرى الأفعى/وهي تهصر أضلاع الأسد/أريد أن ألمس قاع المحيط/ثم أقف على قمة افرست/وأصرخ من أعماق رئتي/أنا إنسان".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image