برغم مرور يومين على حادث مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين على الحدود المصرية الإسرائيلية عند معبر العوجة (نيتسانا) وإصابة ثلاثة آخرين برصاص شرطي مصري ضمن قوات الأمن المركزي المصرح لها بالوجود في المنطقة "ج"، فإن الأمر لم يهدأ بعد، فلا تزال وسائل الإعلام الإسرائيلية تتابع الحادث وتكشف المعلومات وصولاً إلى صورة تزعم أنها للمجند المصري القائم بالعملية واسمه وبياناته، فيما تضج وسائل التواصل الاجتماعي في مصر بالحديث عن الواقعة، مستخدمة الرواية الإسرائيلية والبيانات الواردة فيها، من خلال أكثر من وسم مجمع "هاشتاغ" منها: الجندي المصري، محمد صلاح، المتحدث العسكري والجيش الإسرائيلي، كل هذا في مقابل هدوء تام تحلت به وسائل الإعلام المصرية التي اكتفت بنقل بيان المتحدث العسكري الذي يشكل الرواية الرسمية المصرية لكيفية وقوع الحادث وأسبابه، رغم وجود تساؤلات شعبية لم تجد إجابات بعد.
بدأت الواقعة في الساعات الأولى من صباح يوم السبت، 3 يونيو/ حزيران الجاري، عندما تمكن شرطي مصري من الدخول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر المنطقة الحدودية بين جبل حريف وجبل ساغي في منطقة لواء باران عند معبر العوجة (نيتسانا) عبر بوابة طوارئ مخصصة لدخول القوات الإسرائيلية إلى مصر - لا العكس- "وقت الحاجة" بحسب المعلومات التي نقلها دوران كادوش المراسل العكسري لراديو جالاتس الإسرائيلي.
تستمر الرواية الإسرائيلية في توضيح أن المجند المصري أطلق الرصاص على قوة تأمين تابعة للجيش الإسرائيلي، ما أسفر عن مقتل جندي وجندية، ثم استكمل تسلله حتى قتل جندياً آخر وجرح ضابطاً قبل أن تتمكن القوات من قتله أثناء عملية تمشيط للمنطقة.
طوال الوقت الفاصل بين بيانات وقوع العملية وصدور بيان المتحدث العسكري، التزمت وسائل الإعلام المصرية على اختلاف تبعيتها الصمت التام
وبعد ساعات بدأ الجيشان المصري والإسرائيلي يصدران بيانات متضاربة حول كيفية وقوع الحادث، فعلى الجانب الإسرائيلي، الذي بدأ بنشر معلومات عن الواقعة من الساعة 11:00 صباح السبت، ذكر المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيئيل هغاري، إنه عند حوالى الساعة الثالثة فجر السبت 3 يونيو/ حزيران، أحبطت وحدة خاصة عملية تهريب مخدرات على الحدود المصرية الإسرائيلية، بعدها بساعات وقع حادث مقتل الجندي والجندية، من دون التأكيد على ارتباط الواقعتين، مبيناً أن مقتل الجنديين لم يُكتشف إلا عند التاسعة صباحاً، وقت وصول الجندي البديل، لكن من المرجح أن يكون الحادث وقع عند السابعة صباحاً. وفي ساعات الظهر، كان الجندي المصري يركض نحو منطقة إسرائيلية مخصصة للقيادات، وبعد أكثر من كيلومترين تمكن من قتل الجندي الثالث، ثم قُتل بعد رصده أثناء تمشيط المنطقة.
في المقابل، أصدر المتحدث العسكري للقوات المسلحة، غريب عبد الحافظ، عند 02:07 بعد ظهر السبت، عقب ساعات من البيانات الإسرائيلية، بياناً مقتضباً، جاء فيه أنه "فجر السبت الموافق 3 يونيو 2023، قام أحد عناصر الأمن المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية بمطاردة عناصر تهريب المخدرات، وأثناء المطاردة قام فرد الأمن باختراق حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران، مما أدى إلى وفاة 3 أفراد من عناصر التأمين الإسرائيلية، وإصابة اثنين آخرين، إضافة إلى وفاة فرد التأمين المصري أثناء تبادل إطلاق النيران، وجاري اتخاذ كافة إجراءات البحث والتفتيش والتأمين للمنطقة، وكذا اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة".
ومن الملاحظ أن البيان المصري لم يتطرق إلى هوية منفذ الحادث بالصورة أو الاسم، كما لم يكشف مصير المهربين، وطوال الوقت الفاصل بين بيانات وقوع العملية وصدور بيان المتحدث العسكري، التزمت وسائل الإعلام المصرية على اختلاف تبعيتها الصمت التام.
نشر المتحدث العسكري المصري، بياناً ذكر فيه أن القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير الدفاع الإسرائيلي، "لبحث ملابسات الحادث وتقديم واجب العزاء في الضحايا من الجانبين، والتنسيق المشترك لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً"
تنسيق مشترك
الأمر الذي اتفق عليه الجانبان المصري والإسرائيلي هو أن هناك تنسيقاً لبحث ملابسات الحادث واتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
ونشر المتحدث العسكري المصري، مساء السبت عند الساعة 07:45 مساءً، بياناً آخر ذكر فيه أن القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق أول محمد زكي، أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير الدفاع الإسرائيلي، يواف غالانت "لبحث ملابسات الحادث وتقديم واجب العزاء في الضحايا من الجانبين، والتنسيق المشترك لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً".
ما فهمه رد الفعل الشعبي المصري من بين سطور التصريحات المتضاربة، أن ما جرى على الحدود "عملية" رأى كثيرون أنها "بطولية" لجندي مصري مجهول، أعاد إلى أذهانهم قصة الجندي المصري الشهير سليمان خاطر
في المقابل، أصدر مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي بياناً يوضح أن المكالمة تضمنت مطالبته نظيره المصري، بضرورة استمرار التعاون الأمني بين الطرفين لمنع وقوع عمليات أخرى، مشدداً على الاتفاق على تشكيل طاقم مشترك للتحقيق، مع التأكيد على ضرورة استمرار التنسيق والتعاون الأمني للحفاظ على حدود هادئة بينهما.
وجاء في البيان أن غالانت أكد خلال المحادثة أن العلاقات بين تل أبيب والقاهرة مهمة جداً للبلدين، وعلى الطرفين العمل حتى لا تضر مثل هذه العملية بالعلاقات الأمنية بينهما، واتفق الجانبان على التواصل المشترك من أجل ردع "عمليات إرهابية" مستقبلية وتعزيز العلاقات بين البلدين.
الشعب في واد آخر
ورغم أن الحدود المصرية الإسرائيلية، كانت ولا تزال مسرحاً لمحاولات تهريب متكررة، إلا أن رد الفعل الشعبي المصري تجاهل هذا الجانب، وفهم من بين سطور التصريحات المتضاربة، أن ما جرى على الحدود "عملية" رأى كثيرون أنها "بطولية" لجندي مصري مجهول، أعاد إلى أذهانهم قصة الجندي المصري الشهير سليمان خاطر.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1985، قتل الجندي المصري سليمان خاطر 5 إسرائيليين وجرح 7 آخرين، أثناء نوبة حراسته في منطقة رأس برقة بجنوب سيناء، بعدما فوجئ بفوج إسرائيلي يحاول تسلق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته، وسلم نفسه للسلطات المصرية التي حاكمته، وبعد عام ونصف على العملية، نشرت الصحف خبر انتحاره في حادث غامض.
انتقد كثيرون أداء الجيش في تأخر البيان وصمت الإعلام المصري، الذي تعامل مع الحادث بتكتم شديد، ولم يفصح عن اسم أو صورة الجندي منفذ العملية ولم يذكر ما إذا كان تم استلام جثمانه من جيش الاحتلال أم لا، تاركاً الجانب الإسرائيلي يشكل رؤية المصريين والعالم للحدث
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 1990، نفذ الجندي المصري أيمن حسن عملية فردية أخرى عرفت بـ"رأس النقب" في منطقة حدودية بين بلاده وإسرائيل، قتل خلالها 21 إسرائيلياً، وأصاب حوالى 20 آخرين، كان بينهما ضباط كبار، ثم عاد إلى الأراضي المصرية مرة أخرى.
وفي مقابل احتفالات البعض بالواقعة، باعتبار الكيان الصهيوني عدواً قديماً لمصر رغم كل محاولات التطبيع مع الدول العربية، كان هناك آخرون ينتقدون أداء الجيش والإعلام المصري، الذي تعامل مع الحادث بتكتم شديد، ولم يفصح عن اسم أو صورة الجندي منفذ العملية ولم يذكر ما إذا كان تم استلام جثمانه من جيش الاحتلال أم لا، وغير ذلك من تفاصيل الحادث.
توسع الإعلام العربي في تناول تفاصيل الواقعة، متحدثاً عن إخفاق الجيش الإسرائيلي في تأمين الحدود رغم تأكيده أنه جيش لا يقهر، إذ استطاع مجند صغير السن يحمل بندقية قديمة اختراقه وقتل جنوده
الإعلام العربي والعبري مصدر للمعلومة
كان الإعلام العربي والعبري هما مصدري المعلومات للجمهور المصري، بشأن منفذ هجوم الحدود المصرية الإسرائيلية، إذ كان الإعلام الإسرائيلي صاحب سبق الكشف عن كون أنه مجند أمن مركزي مصري، يدعى محمد صلاح إبراهيم، بالغ من العمر 22 عاماً، وكان قد أوشك على إنهاء مدة خدمته في سيناء.
أما وسائل الإعلام العربية، فذكرت أن محمد صلاح كان يلقب بـ"الرسام" لهوايته الرسم، مشيرة إلى أنه كان محبوباً بين أهله وأصدقائه، وتداول أقاربه منشورات تشير إلى أن مراسم الدفن والعزاء ستقام بعد تسليمه للسلطات المصرية خلال أيام.
أما وسائل الإعلام العبرية، التي وصفته بالإرهابي، فقالت إن محمد صلاح ينحدر من منطقة عين شمس في مصر، وهو الابن الأوسط في عائلة مكونة من 3 أشقاء، وتعيش عائلته مع عمه بعد مقتل والده في حادث سيارة، وكان المجند وشقيقه الأكبر محمود يدعمان الأسرة التي عانت من صعوبات مادية.
كما ذكرت أن صلاح لديه منشورات على حسابه بفيسبوك تشير إلى تأييده للفلسطينيين وكراهيته للإسرائيليين.
خبير عسكري في تصريحات إعلامية: الجانب الإسرائيلي كشف عن ضبط كمية مخدرات تقدر بـ400 ألف دولار على الحدود، وبالتالي المجند كان يؤدي واجبه، رغم عدم معرفته بما يتم تهريبه
وتوسع الإعلام العربي في تناول تفاصيل الواقعة، متحدثاً عن إخفاق الجيش الإسرائيلي في تأمين الحدود رغم تأكيده أنه جيش لا يقهر، إذ استطاع مجند صغير السن يحمل بندقية قديمة اختراقه وقتل جنوده، ورد الفعل العربي المحتفي بالجندي المصري الذي ينم عن أن ما في قلوب الشعوب لا تغيره السياسات التطبيعية.
ودخل الخبير الإستراتيجي المصري اللواء سمير فرج على خط تفسير ما وقع، من خلال مداخلات تليفزيونية لقنوات عربية ومصرية، إذ قال إن ما حدث ليس مفتعلاً، وإن ما واجهه الجندي المصري حدث فوري يتطلب تدخلاً مباشراً دون انتظار التنسيق بين الجانبين، فقد واجه عناصر تهريب مخدرات، ودوره في هذا الموقع التعامل معها بما يقتضيه الواحب: "هو قاعد علشان يحمي بلده، ولما يكون فيه عناصر مهربة، يبقى مهمته التعامل معاها"، مؤكداً أن هذه المنطقة الحدودية تعاني من التهريب منذ القدم، سواء المخدرات أو السلاح أو العناصر الإفريقية الراغبة في دخول إسرائيل.
أستاذة الإعلام الدكتورة ليلى عبد المجيد: الإعلام المصري التزم الرواية الرسمية عن الواقعة كما ذكرتها وزارة الدفاع، وهذا أمر مطلوب خاصة أن الواقعة لا تزال قيد التحقيق
وأضاف فرج أن الجانب الإسرائيلي كشف في اليوم نفسه عن ضبط كمية مخدرات تقدر بـ400 ألف دولار، وبالتالي المجند كان يؤدي واجبه، رغم عدم معرفته بما يتم تهريبه، لافتاً إلى أن إسرائيل لم تصدر بياناً بشأن الحادث إلا بعد مرور 12 ساعة من وقوعه.
وتابع أن إسرائيل طلبت من مصر المساعدة لتأمين الحدود، وبالتأكيد سيتم التعاون لصالح الجانبين، مشيراً إلى أن أهم ما في الموضوع هو التصريحات المتعلقة بأن الحادث الأمني لن يؤثر على التعاون المشترك بين مصر وإسرائيل، مؤكداً أن هناك قصوراً شديداً من الجانب الإسرائيلي في تأمين الحدود.
لا داعي للبلبلة
تقول لرصيف22 أستاذة الصحافة والعميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة، الدكتورة ليلى عبد المجيد، إن الإعلام المصري التزم الرواية الرسمية عن الواقعة كما ذكرتها وزارة الدفاع، وهذا أمر مطلوب خاصة أن الواقعة لا تزال قيد التحقيق.
وتضيف أن التفسيرات والتأويلات التي ذكرها الإعلام العربي والغربي عن الواقعة من مصادر غير مسؤولة، قد تكون دقيقة أو غير دقيقة، وهذا من شأنه إحداث بلبلة إذا تم تداوله في الداخل المصري: "البيان العسكري قال اللي حصل، وإن الموضوع قيد التحقيق، وده كفاية أوي، غير كدا تصعيد مش مطلوب ممكن يعمل بلبلة".
وماذا عن حرية الإعلام؟
بدوره قال المحامي الحقوقي خالد علي لرصيف22 إن الأخبار المتعلقة بالعمليات العسكرية وكل ما يتعلق بالقوات المسلحة، لا يمكن نشرها إلا بتصريح من الجهات الرسمية، إذ يُلزِم القانون الصحافيين الالتزام بالبيان الرسمي، ومخالفة ذلك ينطوي على مخاطرة.
وأضاف أنه فيما يتعلق بحق الصحافيين في تناول الأخبار بكل طريقة، فهذا "يتطلب أن يكون الصحافي أولاً فاهماً حجم المخاطرة وقابلاً ثمنها الذي قد يكون محاكمة عسكرية أو حبس أو غرامة"، وواصل: "بالتأكيد المواطن عايز صحفي يقول الحقيقة مش يردد البيان الصادر من جهة دبلوماسية، ودور الصحفي التدوير على الحقيقة، لكن المخاطرة لها ثمنها".
أما الكاتب الصحافي الناصري عبد الحليم قنديل، فيرى أن التزام الإعلام المصري بالبيان الرسمي في حادث إطلاق النار على الحدود المصرية الإسرائيلية، أمر طبيعي، لأنه حادث أمني، وأي تحركات منسوبة للجيش المصري يحميها القانون بحكم سريتها.
واستنكر قنديل الحديث عن حرية الإعلام والحق في المعرفة فيما يتعلق بهذه الواقعة بالتحديد قائلاً لرصيف22: "هل حرية الإعلام متوافرة في كل شيء وجت على الواقعة دي ووقفت؟ ليس للأمر علاقة بحرية الإعلام التي تعاني من أوضاع يرثى لها في مصر، وبالأحرى لا يوجد شيء يسمى حرية الإعلام في مصر الحالية، إنما الموضوع العسكري تظل له أوضاع خاصة يحكمها القانون، حتى لو توافرت حرية الإعلام".
وأضاف أن القضية التي نتناولها الآن تتعلق بماذا جرى بالضبط في هذه الواقعة؟ وبحسب كل الروايات، لا يمكن إنكار أن المجند المصري بطل بكل المعايير، ومعبر عن جوهر مشاعر المصريين إزاء مسألة سياسية عليها خلاف منذ وجدت معاهدة السلام 1979 "كامب ديفيد"، معقباً: "قطاعات كبيرة من السياسة المصرية، وأنا منهم، ظلت على موقفها الرافض لما يسمى معاهدة السلام، وأي صورة من صور التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وأي ترتيبات معه، ونظرتنا لهذا المجند أنه بطل مثال للمقاتل المصري والعقيدة القتالية للجيش المصري، التي تدرك أن الخطر دائماً يأتي من الشرق، أما ملابسات الواقعة فهذه قصة أخرى لن تفرق كثيراً سواء نشرت أو لا".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
عبد الغني المتوكل -
منذ 8 ساعاتوالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ 9 ساعاترائع
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت