شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"كل شيء لا يُكتب يذهب إلى النسيان"... نقاش حول العدالة لأجل السوريين في برلين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والمهاجرون العرب

السبت 27 مايو 202302:34 م

نظم المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان والوكالة الاتحادية للتثقيف السياسي في العاصمة برلين فعالية يوم 15 مايو/أيار بمناسبة إطلاقهما كتاباً بعنوان "تعذيب الدولة السورية في المحكمة"، بثلاث لغات هي العربية والألمانية والإنجليزية، تضمنت نقاشين عن البعدين القانوني والفني لأول محاكمة في العالم لعناصر من المخابرات السورية.

ويضم الكتاب وجهات نظر من داخل محاكمة عنصري المخابرات السورية أنور ر. وإياد ا. في مدينة كوبلنز، بداية من مساهمة إحدى المدعيات بالحق المدني، رُهام هواش، وجانباً متعلقاً بتغطية الصحافة للمحاكمة وآخر متعلقاً بتأثيرها الاجتماعي على الشعب السوري، وكيفية تناول الأدب والفن لموضوع العدالة وأوجه تحققها.

ويضم قسم الانتفاضة الديمقراطية والتعذيب في سوريا مساهمة للكاتب ياسين الحاج صالح بعنوان "علاقات التعذيب السياسية التعذيب ونمط إنتاج السلطة في سورية الأسد"، وأخرى للصحافية عليا مالك التي غطت المحاكمة لصالح نيويورك تايمز بعنوان "نحو عدالة سردية".

واكتسب إطلاق الكتاب أهمية لكونه يأتي ثمرة تعاون بين المركز الأوروبي، الذي شارك بشكل فعال في دعم الشهود والشاهدات، والتعاون مع الادعاء العام الاتحادي، ثم الترافع عن مدّعين بالحق المدني، والمركز الاتحادي للتعليم السياسي، وهو مركز حكومي يقع الإشراف عليه ضمن صلاحية وزارة الداخلية الألمانية الاتحادية.

"باتريك كروكر" ممثل بالمشاركة للمدعين بالحق المدني في محاكمة كوبلنز، "ماريانا كركوتلي" عضو مجلس إدارة حقوقيات. تصوير سليمان عبدالله

وجاءت الفعالية التي تضمنت فواصل موسيقية قدمها ثلاثي يقوده الفنان وسيم المقداد، الذي كان أيضاً أحد المدّعين بالحق المدني في محاكمة كوبلنز، في وقت تهب بشدة رياح التطبيع مع النظام السوري، مع إعادة دعوته للجامعة العربية، وزيارة المزيد من المسؤولين العرب دمشق، ما جعل الفعالية مناسبة لمشاركة المتحاورين مخاوفهم، وكيف ينظرون لإطلاق الكتاب ومدى أهميته، مهما كان الآتي.

جاءت الفعالية، في وقت تهب فيه بشدة رياح التطبيع مع النظام السوري، مع إعادة دعوته للجامعة العربية، وزيارة المزيد من المسؤولين العرب دمشق

وقال بنيامين فايس، مدير المشروع من جانب الوكالة الاتحادية لرصيف22 إن الكتاب مهم لأن المحاكمة أوضحت للجمهور الألماني وكذلك العالمي ماهية الجرائم المرتكبة من قبل نظام الأسد. ولكون المحاكمة تجري في ألمانيا، هناك حاجة لأن يعلم بها الجمهور الألماني، مضيفاً أن ما يتجاوز 800 ألف سوري يعيشون في ألمانيا، ولديهم مصلحة كبيرة في معرفة كيف تتعامل ألمانيا والمجتمع الدولي مع الجرائم.

وعتبر أن هذا الكتاب كان منذ البداية مهماً، لأنه يضم الكثير من أصوات السوريين في الشتات، يتحدثون عن تجاربهم وكيف شعروا حيال المحاكمة. وأوضح أن قرار طبعه بالعربية جاء لأن فهم كل شيء فيه بالألمانية صعب، لكونه يتناول موضوعاً معقداً، فيما كان الهدف من إتاحته بالإنجليزية الاستفادة منه عالمياً، فيما يخص القانون الدولي.

ورأى أنه من الصعب تخمين ما إذا كان للكتاب تأثير على قرار مستقبلي للحكومة الألمانية فيما يخص التطبيع مع النظام السوري، لأن ممارسة السياسة عملياً أمر آخر وتعتمد القرارات على النقاشات البرلمانية، لكنهم يحاولون كمؤسسة تابعة للدولة تنظيم نقاشات مجتمعية، ويأملون أن تسمي النقاشات العامة الجرائم في سوريا بشكل واضح، وربما يلعب النقاش الذي يساهم الكتاب فيه دوراً في نقاشات سياسية محتملة حول الترحيل إلى سوريا مثلاً.

"من الصعب تخمين ما إذا كان للكتاب تأثير على قرار  الحكومة الألمانية فيما يخص التطبيع مع النظام السوري، لأن القرارات تعتمد على النقاشات البرلمانية". بنيامين فايس، الوكالة الاتحادية لتثقيف السياسي.

وقال المحامي باتريك كروكر، الذي يترأس قسم الجرائم ضد الإنسانية في سوريا في "المركز الأوروبي" لرصيف22، إن محاكمة كوبلنز قدمها البعض على أنها العدالة والحل لكل شيء، فيما اعتبر آخرون أن العدالة لا معنى لها، أما هم فقالوا إنها مهمة، لكنها مجرد بداية لشيء أكبر، موضحاً أنهم تركوا المجال للسوريين الذين يشكلون غالبية المساهمين في الكتاب لطرح مواقف أكثر توازناً ودقة، لذا يجدون الكتاب مهماً، ليتضح معنى المحاكمة، وما معنى استمراريتها، ومدى أهميتها لماضي سوريا وحاضرها وللأسف مستقبلها.

وعن دور الكتاب في الحفاظ على السردية، حتى لو تم تطبيع العلاقات الأوروبية مع النظام السوري بعد سنوات، أوضح كروكر، الذي مثل بعض المدعين/ات بالحق المدني، أن ما يحاولون فعله هو خلق إرث أو جعل الآخرين يخلقون إرثاً، وأن المحاكمة موجودة، لكنها كبنية ينبغي ملؤها بالحياة، وهو ما يحاولون فعله عبر الكتاب، معبراً عن اعتقاده أن هذا هو المدى الذي ستصله العدالة، لكنهم يحتاجون للمضي أبعد من ذلك عبر الفن وكتب التاريخ، لدعم رواية أن الجريمة ضد الإنسانية حدثت وما زالت تحدث عبر التعذيب والإخفاء القسري والعنف الجنسي.

وعن الخشية التي عبروا عنها في الكتاب من تراجع الإرادة السياسية الألمانية على المدى الطويل عما كانت عليه قبل أعوام، فيما يخص بملاحقة كبار المسؤولين في النظام، قال إن هناك أسباباً عديدة لهذا الخوف، منها التطبيع مع حكومة الأسد، الذي يشكل خطراً كبيراً، لكون المزيد من الحكومات تتقبل حقيقة أن الأسد كسب الحرب وسيبقى في السلطة، وسيكون شريكاً محتملاً في المستقبل، رغم أن الحكومة الألمانية لم تتخذ هكذا موقف حتى الآن، وتحاول أحزاب اليمين المتطرف إعادة الناس إلى سوريا، وتأخذ الحرب الأوكرانية المزيد من الاهتمام والموارد، ولأجل كل هذه الأسباب هناك خطر حقيقي من أن ذلك قد يحدث، لذا يتوجب عليهم العمل ضد ذلك عبر كل الوسائل، ومنها هذا الكتاب.

"قدم البعض محاكمة كوبلنز على أنها العدالة والحل لكل شيء، فيما اعتبر آخرون أن العدالة لا معنى لها، أما نحن فنعتبرها مهمة، لكنها مجرد بداية لشيء أكبر". المحامي باتريك كروكر

ثلاثي فني بقيادة وسيم المقداد (مدعي مشارك في المحاكمة) . تصوير سليمان عبدالله

وتحدثت رُهام هواش في نقاش أول في الفعالية، حول مساهمتها في الكتاب، التي تتمحور حول تقديمها شهادتها في المحكمة، متناولة نقاط عدة، كعدم رغبتها في الانتقام من المتهم أنور ر. بل الحصول على حقوقها، وتقديم شهادتها بالألمانية، رغبة منها في أن يشعر القضاة أكثر بما حدث، وكي لا تسمح ببنية السلطة السائدة في التحقيق في الفرع بالانتقال إلى المحكمة في ألمانيا، وأن تظهر للنظام أنه لم ينجح في تدميرها عبر الاعتقال والتعذيب. ورأت أن انضمام المتهم أنور ر. المفترض للمعارضة لا يعفيه مما فعل، مشيرة إلى أنها تعاني حتى اليوم من تبعات ما مرت به في الفرع.

تحدثت رُهام هواش عن عدم رغبتها في الانتقام من المتهم أنور ر. بل الحصول على حقوقها، وقد قدمت شهادتها بالألمانية، رغبة منها في أن يشعر القضاة أكثر بما حدث.

ورأت رُهام أن هذا الكتاب مهم لكونه ليس فقط توثيقاً تقنياً للمحاكمة، بل يعطيها بعداً إنسانياً، عبر تناول تجارب وقصص ولحظات شخصية مر بها المساهمون في الكتاب داخل أو خارج المحكمة، والمشاعر التي تنتابهم حيال ما كان يجري.

واعتبرت أن فائدة التوثيق قد لا تكون فورية، أو ربما تفيد في التذكير بعدم جواز إعادة ترتيب العلاقات مع النظام، وإحياء العلاقات معه، وتذكير الجميع بمن فيهم الألمان، بالجرائم التي ارتكبها هذا النظام، موضحة أن الأمر متروك للسوريين وكيفية تعاملهم مع المحاكمة، لجعلها ذا أثر، عبر شرح أهميتها.

وقالت إنه ليس بمقدورهم ربما إيقاف إعادة التطبيع مع النظام بسهولة، لكن ما بوسعهم فعله هو ترك شهادات للتاريخ، تثبت أن هذا النظام الذي قرر العالم إعادة التعامل معه نظام إجرامي استخدم العنف.

وألقى المشاركون/ات في النقاشين، الضوء على عدم إدراك المحكمة في كوبلنز لأهمية المحاكمة، برفضها تسجيل مجرياتها أو إتاحة الترجمة للسوريين الذين حضروا المحاكمة، رغم توافر أجهزة ترجمة.

رُهام هواش (ناشطة سورية، مدعية مشتركة بالحق المدني). تصوير سليمان عبدالله 

وتتناول روزا ياسين حسن في مساهمتها الحياة التي يسودها الخوف في سوريا الأسد، التي يعتقل فيها الناس لأشهر وأعوام، متحدثة عن فظائع تعرض لها المعتقلون/ات في مراكز اعتقال على مسافة قريبة من منازلهم تحت الأرض، وكيف يمكن أن تفصل أمتار قليلة بين مصائر مختلفة، متسائلة هل الخوف منعهم من الاستماع لأصوات المعتقلين/ات، متطرقة أيضاً إلى مشاعر ذنب ما زالت تشعر بها حتى بعد العيش في المنفى.

وقالت روزا، التي حررت نصوص النسخة العربية من الكتاب أيضاً، في النقاش إنها أرادت أن تكتب في مساهمتها عما إذا كانوا قد نجوا حتى بعد عيشهم في المنفى، معبرة عن اعتقادها بأن الناجين هم من ماتوا. وأضافت أنه رغم معرفتها السابقة بمحتوى المساهمات فقد كانت مؤلمة، ومؤثرة عليها بشدة.

تتحدث روزا ياسين حسن، التي حررت نصوص النسخة العربية من الكتاب، إنها أرادت أن تكتب في مساهمتها عما إذا كانوا قد نجوا حتى بعد عيشهم في المنفى، معبرة عن اعتقادها بأن الناجين هم من ماتوا

وقالت إنهم كسوريين سيحملون معهم هذه الذاكرة إلى الأبد، ومن واجبهم الحديث عنها دوماً، لأن كل شيء لا يكتب يذهب إلى النسيان، لذا ينبغي لهم الكتابة عن الخوف والقمع والحيوات التي سُفحت خلال العقود الماضية، وطفولتهم التي سُفحت في الشوارع، مؤكدة أن عليهم أن يكتبوا كي لا يدفع أولادهم أثماناً أخرى من اللعثمة، موضحة أنهم عندما بدأوا الثورة كان هدفهم كسر الخوف الذي تحدثت عنه في نصها، والكرامة والديمقراطية، وتتمنى أن يسامحهم أولادهم على ما انتهت عليه الأمور.


روزا ياسين حسن (كاتبة وروائية سورية) ، جمانة سيف (حقوقية، من المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان)، خالد بركة (فنان مفاهيم وناشط ثقافي). تصوير سليمان عبدالله 

ورداً على سؤال من مديرة الحوار الصحافية كريستين هيلبيرغ، عما إذا كان لديها أمل أم أنها خائبة الأمل من عدم ترجمة انتصار السردية في هذا الحكم لأفعال، خاصة مع تطبيع العلاقات مع الأسد حالياً، قالت إنه طالما هم موجودون على قيد الحياة فهناك أمل، عندما يموت جميع السوريين لن يبقى هناك أمل، وطالما هناك طفل سوري في هذا العالم هناك أمل، معتبرة أن أي شيء يقومون به هو خطوة في سبيل تحقيق العدالة، سواء بنص يكتبونه أو لوحة يرسمونها أو قطعة موسيقية يؤلفونها، فحتى صوت الشابة التي تغني على المسرح أمل، وتشعر بالفخر عندما ترى الشعب السوري يرفع صوته ويعيش بعد كل ما جرى وبعد سقوط غير معلوم من الضحايا.

ورأت في هذه النصوص التي تضمنها الكتاب وفي الفنون عموماً تاريخاً لم يكن بوسعهم كتابته سابقاً، كان الديكتاتور يكتب التاريخ دوماً ويفرضه عليهم.

"النصوص التي تضمنها الكتاب والفنون عموماً تشكل تاريخاً لم يكن بوسعنا كتابته سابقاً، كان الديكتاتور يكتب التاريخ دوماً ويفرضه علينا". روزا ياسين حسن

فيما اعتبرت الحقوقية السورية جمانة سيف، التي ساهمت في العمل على محاكمة كوبلنز في المركز الأوروبي الذي تعمل فيه، أن حكم كوبلنز انتصر للحقيقة ولسردية الشعب السوري والثورة على حساب سردية النظام الذي اتهم منذ انطلاقة الثورة المشاركين فيه بأنهم مخربون وإرهابيون وجراثيم، وأن الحكم واجهها بقوة وبالأدلة التي فُحصت بطريقة مهنية.

وقالت إن القاضية عادت وكشفت سردية النظام منذ عهد الأسد الأب، مشيرة إلى أن أهم ما سمعته من المدعين بالحق الشخصي بعد خروجهم من جلسة نطق الحكم، إشارتهم إلى أن القاضية ذكرت المجازر بالتفصيل.

وعن تأثير هذا الحكم على العملية السياسية في سوريا وعودة النظام للجامعة العربية، قالت إنه لم يكن لديهم أوهام فيما يخص الأنظمة العربية، لكن التعويل هو على الأنظمة الديمقراطية، التي من المفترض أنها تحترم القيم الإنسانية، والتي يفترض أنها تحدد مواقفها. ورأت في إعادة قبول النظام عربياً امتحاناً للغرب، لا يكفي أمامه الصمت، صمت عن جرائم ضد الإنسانية ارتكبت في سوريا، بل عليها اتخاذ موقف، لنرى فيما إذا كانت ستضع هذه القيم أمام مصالحها.

فيما أثار خالد بركة، الذي نظم عملاً فنياً بعنوان "صمت"، خارج مبنى المحكمة في كوبلنز، انتباه الحضور، بقوله في نهاية نقاش الفعالية، إن هناك فرقاً بين العدالة والنظام القضائي، ورغم احترامه للنظام القضائي في ألمانيا، لكن العدالة مفهوم فضفاض، هناك عدالة فقط عندما تناسب المصالح، متحدثاً عن اعتبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجرماً فقط عندما قتل أشخاصاً بيضاً، فيما لم يكن مجرم حرب عندما كان يقتل آخرين، حيث كان الغرب يتعامل معه بشكل طبيعي ويشتري منه الغاز.

"رغم احترامي للنظام القضائي في ألمانيا، لكن العدالة مفهوم فضفاض،  فقد اعتُبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجرماً فقط عندما قتل أشخاصاً بيضاً، فيما لم يكن مجرم حرب عندما كان يقتل آخرين". خالد بركة

وقال إنه حتى عند إعداد هذا الكتاب كان يقول إنه ينبغي المحاسبة على الجرائم أينما حصلت، سواء كانت في سوريا أو إيران أو إسرائيل، فجادله المحرر بالقول إنهم إن وضعوا إسرائيل عليهم ذكر حماس، ما كان مثار تشويش عنده، لأنه يفترض أنهم يتحدثون عن العدالة الشاملة، ليُفاجأ بأنه يمكنه الحديث عن العدالة الانتقائية التي تناسب تحديداً مجتمع البيض، ما أثار عنده تساؤلاً إن كانوا يكافحون لأجل العدالة أو العدالة التي تناسب الوضع الجغرافي والسياسي في ألمانيا، موضحاً أن هناك حرب سرديات قد تساهم في تغير النظام القضائي العالمي ليصبح غير مبني على مصالح الغرب، وترك السردية للأجيال القادمة للعمل عليها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard
Popup Image