اشتكت النائبة عن حزب الخضر، الألمانية من أصول سورية، لمياء قدور في 11 مايو/أيار، من تعرضها للعنصرية من قبل نائب محسوب على حزب "البديل لألمانيا" اليميني المتطرف خلال جلسة لمجلس الشؤون الداخلية في البرلمان، قلب الديمقراطية الألمانية المفترض.
وفي كلمة لها في "البوندستاغ" - البرلمان الألماني- خلال نقاش حول التعامل مع سياسة اللاجئين، اتهمت حزب البديل باستخدام الكذب والأخبار الزائفة وتحريض الناس بعضهم ضد بعض، واعدة بأنهم لن يسمحوا بذلك في البوندستاغ أو في البلاد ولا حتى في اجتماع لجنة الوطن والشؤون الداخلية في البرلمان، الذي أُفهمت فيه بأنها لا تنتمي للثقافة الغربية، وقيل لها إن عليها تعلم التكيف مع عاداته.
قالت إنه توجب عليها أن تسمع أقوالاً مثل "لا يتحدث المرء وفمه ملآن، لا يفعل المرء ذلك في الثقافة الغربية"
وقالت إنه توجب عليها أن تسمع أقوالاً مثل "لا يتحدث المرء وفمه ملآن، لا يفعل المرء ذلك في الثقافة الغربية"، أو “لو كانت السيدة قدور أصغر عمراً وتعلمت كيف تتصرف، لاستطاعت ربما أن تصبح عضوة في شبيبة حزب (البديل لألمانيا)”، مضيفة أنهم قللوا من قيمة ممثلة لهيئة دستورية بطريقة عنصرية ومعادية للمرأة، مؤكدة أنها ألمانية وتمثل هذه البلاد وليس لدى أي أحد حق أو السلطة للتشكيك في ذلك.
واعتبرت أن الديمقراطيين في ألمانيا لن يسمحوا لهم بتقسيمهم، لا في البرلمان أو مجلس الشؤون الداخلية، لكن يتوجب عليهم أن يرفعوا صوتهم للدفاع عن أنفسهم من هذا الخطر، مؤكدة أن تلك ليست مهمة المتضررين في المقام الأول، بل غير المتضررين أو الذين لم يتضرروا بعد.
ورأت أنه لو سمح بهذه الكراهية أو تم الاعتياد عليها، لن يشعر المهاجرون الهاربون من بلدانهم والمسلمون فحسب بكراهية اليمين، بل سيكون في وقت ما دور اليهود والنساء والذين يعانون من الإعاقة والكويريين وغيرهم.
واقتبست من كلام موظف من وزارة العدل حول تصنيف شبيبة حزب البديل لألمانيا كمنظمة يمينية متطرفة، ما اعتبرته خبراً جيداً، قوله: "إن المنظمة تصنف الألمان ذوي الخلفية المهاجرة، كألمان من الدرجة الثانية، وتفترض زوراً بأن المهاجرين والمسلمين عموماً يشكلون خطراً على الحياة العامة، ويهددون الشعب المحدد عرقه"، متحدثاً عن هوس المنظمة بالمسلمين، هوس تقول قدور إنها عايشته عن قرب.
وبينت "قدور" أنها اشتكت لرئاسة اللجنة من الإهانة العنصرية، فلم تر اللجنة داعياً لتوبيخه.
وروت قدور تفاصيل أكثر عن الواقعة، موضحة أنه فيما كان موظف يخبرهم عن تصنيف الجناح الشبابي لحزب البديل كمنظمة معادية للدستور، اقتبس نائب من حزب البديل كلاماً نسبه لرأس النظام السوري بشار الأسد، عن وجود بنى عشائرية عربية في ألمانيا، في إشارة إلى “عوائل كبيرة” متهمة بالتورط في الجريمة المنظمة.
فتدخلت قدور ونبهت إلى أنه يقتبس كلام قاتل جماعي، وفيما هي تتحدث كان هناك بعض الـ “ميوسلي” - رقائق الشوفان- في فمها، حينها شن النائب ماتياس هيلفريش، المحسوب على البديل على ألمانيا، هجوماً عنصرياً عليها حسب توصيفها، قائلاً إن المرء لا يتكلم وفمه ملآن، لأن ذلك لا ينتمي إلى ثقافتهم الغربية، وعليها وضع يدها أمام فمها، مستخدمة كلمة “آبندلاند” التي يستخدمها اليمينيون الجدد ومن بينهم المنتمون لحركة "بيغيدا" للقول إن المسلمين ليسوا جزءاً من الغرب.
وبينت "قدور" أنها اشتكت لرئاسة اللجنة من الإهانة العنصرية، فلم تر اللجنة داعياً لتوبيخه، وبالكاد كان هناك احتجاج من قبل أعضاء اللجنة رغم مطالبتها بالتضامن معها، "ما يجعل الأمر مؤلماً أكثر"، فتمت مواصلة الجلسة بعد انقطاع قصير. ورفعت النائبة الشكوى إلى مجلس الحكماء في البوندستاغ الذي من المنتظر أن ينظر الأربعاء فيها.
وقالت خضور إن الأمر ليس متعلقاً بشخصها، بل تشعر بالمسؤولية حيال كل الذين لديهم خلفية مهاجرة.
قدور، باحثة إسلامية، وكاتبة مقالات رأي. انضمت لحزب الخضر، وانتخبت في العام 2021 نائبة. وإلى جانب شغلها عضوية لجنة الشؤون الداخلية، هي عضوة بالإنابة في لجنة الشؤون الخارجية، والمتحدثة باسم حزبها للشؤون الداخلية والسياسة الدينية.
وكانت قدور، مشاركة في الحياة العامة، كباحثة إسلامية ومربية أديان، وضيفة في البرامج التلفزيونية الحوارية، وكاتبة مقالات رأي. ثم انضمت لفرع حزب الخضر في ولاية شمال الراين فستفاليا، وانتخبت في العام 2021 نائبة. وإلى جانب شغلها عضوية لجنة الشؤون الداخلية، هي عضوة بالإنابة في لجنة الشؤون الخارجية، والمتحدثة باسم حزبها للشؤون الداخلية والسياسة الدينية.
وعبّرت قياديتان لكتلة حزب الخضر في البوندستاغ عن تضامنهما معها عبر صورة مشتركة على تويتر.
وعبّر نواب آخرون من الحزب الاشتراكي الحاكم عن تضامنهم معها على تويتر، على نحو المتحدث باسم الشؤون الداخلية سيباستيان هارتمان، الذي اعتبر أي هجوم على أي ديقراطي هجوماً عليهم جميعاً، وينبغي التعامل معه وألا يتكرر.
وفي حين دافع بعض المعلقين على حساب قدور على تويتر، عن كلام النائب المذكور، مجادلين بأنه كان تعليقاً متعلقاً بالسلوك، أشارت وسائل “شبكة تحرير ألمانيا” و"بزفيد" إلى أن استخدامه كلمة “آبندلاند” ليس صدفة، بل مصطلح يُستخدم للمجادلة في نقاشات الهجرة، يعلن عبره اليمينيون الجدد عن موقفهم التهميشي حيال المسلمين، ووصمهم كغرباء، وُلدوا في الشرق، أينما ولدوا وتربوا ومهما كانت الجنسية التي يحملونها، وفق منطقهم العنصري.
وينتمي هيلفريش إلى “الجناح” اليميني القومي في الحزب ويعد محسوباً على بيورن هوكه، الذي كان ناشطاً سابقاً في حركة النازيين الجدد.
وجاء رده على تويتر ساخراً، مشاركاً فيديوهات وصوراً ساخرة من قدور، زاعماً أنه علق فقط على سلوكها في تناول الطعام، مرفقاً تغريداته بـ "يوغورت غيت"، مدعياً أنها كانت تأكل اللبن، وتحاول اختلاق فضيحة، معلناً في فيديو ساخر عن إهدائها كتاباً عن آداب التعامل مع الناس.
جاء رد "هيلفريش" على تويتر ساخراً، مشاركاً صوراً ساخرة من "قدور"، زاعماً أنه علق فقط على سلوكها في تناول الطعام، معلناً في فيديو ساخر عن إهدائها كتاباً عن آداب التعامل مع الناس
وقبل انتخابات العام 2021 ، سُرب جزء من محادثات هيلفريش، وصف فيها نفسه "بالوجه اللطيف للنازية (القومية الاشتراكية)"، وهو اسم يُعرف به منذاك. وكان يسمي هتلر في المحادثات بالـ “قائد". وزعم حينها أنه كان يمزح. وكشفت التسريبات عن امتلاكه علاقات مع أوساط النازيين الجدد في دورتموند. وقدم قيادي سابق في الحزب حينها طلباً بمنعه من تسلم أي منصب قيادي في الحزب مدة عامين.
ورغم أن حزب البديل لألمانيا بات يمينياً متطرفاً في غالبه بحسب تقييمات مراقبين سياسيين، إلا أن سلوك هيلفريش حتى غير محتمل بالنسبة لقيادة الحزب. وهكذا بات دون كتلة برلمانية رغم محاولته العودة أربع مرات دون أن ينجح بسبب عدم حصوله على أغلبية الثلثين بين أعضاء حزب البديل.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومعن أي نظام تتكلم عن السيدة الكاتبة ، النظام الجديد موجود منذ سنوات ،وهذه الحروب هدفها تمكين هذا...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعجميل جدا وتوقيت رائع لمقالك والتشبث بمقاومة الست
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ أسبوعمقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ اسبوعينعزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ 3 اسابيعلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...