شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
الرئيس قيس سعيّد خارجاً من

الرئيس قيس سعيّد خارجاً من "البرتقالة الآلية"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 21 مايو 202301:47 م

تحدثنا في مقال سابق عن أزمة الخيال عند الرئيس التونسي قيس سعيّد، وخطابات التلعثم التي أدمنها، والتي تعكس ارتباك شخصيته واهتزازها مقارنةً بزعماء آخرين، كما تحدثنا عن ضعف حكاياته، وعدم قدرته على حبك قصص ملهمة يمكن أن تشدّ خطاباته السياسية التي يهاجم فيها خصومه، فتبدو قصصاً نيئةً ومفككةً وساذجةً، وتنقلب عليه لتجعله في موضع تندّر وسخرية.

كما تكشف ردود فعله وأقواله عن شخصية انفعالية، فهو لا يتريّث كرجل دولة قبل الرد، بل يخبط خبط عشواء في ممارسته للسياسة من دون تفكير في العواقب، فمنذ وصوله إلى كرسي الرئاسة يعاني سعيّد من أزمة تواصل مع العالم والشعب، وهو ما جعل معظم من اشتغلوا معه في خلية الاتصال في رئاسة الجمهورية، يقدّمون استقالتهم، حتى أن رشيدة النيفر، رفيقة حملته الانتخابية، قد استقالت.

وكل ذلك بسبب تدخلاته في العمل الاتصالي القائم على بروتوكلات معروفة، فتبدو البيانات التي تُنشر على صفحة الرئاسة من تأليفه وتحريره من خلال مصطلحاته الأثيرة التي يرددها دائماً. وهذا التوعك الاتصالي جعله يتورط في كل مرة في وضعٍ لا يحسد عليه، وأشهر الأوضاع تلك اتهامه بالعنصرية بسبب بياناته المعادية للأفارقة جنوب الصحراء، وثانيها اتهامه بمعاداة السامية بسبب تصريحاته إثر العملية الإرهابية التي استهدفت الحجيج اليهود في معبد الغريبة في جزيرة جربة.

عمل إجرامي وليس إرهاباً

أصرّ الرئيس قيس سعيّد ووزير داخليته على تسمية العملية الإرهابية التي أسفرت عن مقتل يهود ومسلمين وتونسيين وأجانب في جزيرة جربة، عمليةً إجراميةً، ما قلب عليه الرأي العام الدولي والتونسي على السواء، خاصةً أن العملية طالت الطائفة اليهودية في تونس واليهود الأجانب، وربطها المتابعون للشأن التونسي بمشروعه القومجي وشعاراته الانتخابية، فكانت ردود السفارة الألمانية والحكومة الفرنسية محرجةً له.

بالتأمل في ردود فعل الرئيس قيس سعيّد، منذ توليه السلطة، خاصةً بعد انقلاب 25 تموز/يوليو، يُلاحظ أنه تحوّل إلى حالة هيستيرية وغير مبالية بكل شيء، ومستعد لأن يضحي بكل شيء من أجل الاستمرار في الحكم

وفي الوقت نفسه كشف الجامعي والباحث المختص في "الجماعات الجهادية" والإرهابية، عبيد الخليفي، يوم 13 أيار/مايو 2023، عن هشاشة العنصر الأمني التونسي، وهو حسب رأيه غير محصّن معرفياً ولا نفسياً من الاختراق، والسلطة تعيش حرجاً في ما يخص هذا الموضوع: اختراق المؤسسة الأمنية. وتحدث في مقابلة معه في تلفزيون "قرطاج"، عما سماه استقطاب رجال الأمن عبر استقطاب قبلي واستقطاب بعدي، ورأى أن "عملية جربة كانت عمليةً نوعيةً، من وجهة نظر الإرهابيين، لأن جربة كانت محصنةً بكل الخيارات الأمنية والعسكرية لإنجاح موسم الحج في الغريبة، ولكن كان الاختراق من الداخل"، ويُرجع هشاشة نفسية الأعوان إلى طبيعة الانتداب نفسه في وزارة الداخلية، إذ لا يلتحق بالشرطة غير الفاشلين في البكالوريا، في غياب أكاديميات للشرطة تعنى بتكوين رجال شرطة محصنين عبر التثقيف والتحصيل المعرفي، لذا نصبح أمام جيوش من الهشاشة التي تكون أهدافاً سهلةً للاستقطاب.

جثث الضحايا اليهود تتعفن خارج البرادات

فجّر المحامي اليهودي التونسي إيفو قمحي، إثر توارد الأخبار حول دفن اليهودي التونسي أفيال، ضحية العملية الإرهابية في إسرائيل، قنبلةً أخلاقيةً عندما دوّن أن السلطات التونسية في جربة قامت بنقل الضحايا التونسيين ووضعتهم في الثلاجات، بينما تركت اليهوديَين خارج البرادات، مما تسبب في تعفّن جثتيهما، وعدّ ذلك العمل غير إنساني، وعمليةَ تنكيل بجثث الضحايا. كما أشار في تدوينة أخرى إلى كيفية وقوع تخريب قبور اليهود التونسيين في مدينة سوسة، ونشر فيديوهات لتلك القبور المحطمة، محمّلاً الجميع مسؤولية هذا التردي الأخلاقي والإنساني، وفاضحاً كذبة التسامح التي يتحدث عنها البعض والسلطة تحديداً.

وأشار قمحي خلال عبارات باللهجة التونسية إلى أن الكثير من اليهود بسبب ما تتعرض له مقابرهم صاروا يرفضون أن يُدفنوا في تونس، ملمّحاً بذلك إلى خيار شخصي للضحية أو لعائلته نتيجةً لهذه الانتهاكات. يقول في الفيديو المصاحب للمقبرة المخرّبة: "ونعاودوا نرجعوا للمعبوكة هي بيدها... اللي موش عاجبوا إنو فمة ناس ماعادش تحب تتدفن في بلادنا يسكر علينا الموضوع بعدما يتفرج على الفيديو الممتع هذا. قبر gino herrera في سوسة".

يهود تونسيون يُدفنون في إسرائيل

تساءل الكثير من التونسيين: كيف وصلت جثة أفيال إلى إسرائيل إذا لم تكن هناك علاقات تربط السلطة التونسية بإسرائيل؟ وكيف سمحت السلطات التونسية لجثة تونسي مقتول في عملية إرهابية بمغادرة البلاد ودفنها في إسرائيل والدولة ليست لها علاقات معها؟

يعلم الكثيرُ منذ سنين أن العلاقات قائمة، وليست مقطوعةً فعلاً، وأن أغلب الحجيج اليهود إلى الغريبة هم يهود إسرائيليون بعضهم من أًصول تونسية، وأن زيارة الغريبة من هؤلاء اليهود تجري على امتداد العام، وكثيراً ما شاهدنا على السوشال ميديا، فيديوهات لتونسيين يهود من إسرائيل يتحدثون عن زياراتهم لتونس. وأهم رواية تتحدث عن الحجيج الإسرائيليين أن إسرائيل وتونس أطلقتا عرفاً قديماً عبر العلاقات الخارجية وعبر مكاتب السياحة بدخول الإسرائيليين إلى تونس بجوازات سفر أوروبية خاصة بالحج وحده، وأن الأمر لا يتعدى كونه قناعاً شكلياً. كما أن المؤسسات التونسية تتعامل مع إسرائيل، كالبريد التونسي والبنوك وغيرها من المؤسسات الاقتصادية ومصانع الأدوية والملابس، ودائماً عبر وسيط أوروبي يشتغل "محلّلاً" للعلاقة المحرّمة.

إلى جانب أن إسرائيل تمنح الجنسية للكثير من اليهود التونسيين الذين يعيشون في تونس، ومنهم الضحية أفيال.

قيس سعيّد في أريانة: جدّي كان يخبّئ اليهود في بيته

في الوقت الذي انتظر فيه العالم أن يتحرك الرئيس قيس سعيّد، ويتوجه نحو جربة، مكان الحادثة الأليمة، ليدينها، ويعلن عن حمايته للطائفة اليهودية كون أبنائها تونسيين، وحماية كل ضيوف تونس من السياح والزائرين، والطوائف الدينية المختلفة، فإنه توجه نحو مدينة أريانة على بعد كيلومترات قليلة من قصر قرطاج، وأمام مجموعة قليلة من الفقراء المدقعين الذين يطلبون منه التدخل لرفع مظالم قامت بها البلدية تجاههم، ومنعتهم من الارتزاق، ووضع مصطباتهم لبيع بعض الخضروات والفواكه والأدوات المنزلية، راح يخطب فيهم مكذّباً معاداته للسامية، ومستشهداً بأن جدّه الذي كان يسكن هناك كان يخبّئ اليهود عندما كانت تملأ تلك الساحة آليات الجيش النازي، قبل أن ينقلب مدافعاً عن الفلسطينيين الذي يُقتلون كل يوم في الأرض المحتلة.

ما تتعرض له تونس اليوم من قيس سعيّد، شبيه بمشهد عملية اغتصاب أليكس ديلارج وعصابته لزوجة الكاتب، حيث تصل السادية إلى أقسى درجاتها تجاه المعرفة وتجاه الجمال والمرأة، وانعدام الإنسانية في التعامل مع المسنّين والرموز الثقافية.

لم يفهم المواطنون البسطاء زيارته التي ليست سوى نوستالجيا إلى بيت جدّه، ليتنصل من تهمة معاداة السامية التي اتهمه بها الإعلام الأجنبي كما سبق أن اتهمه بالعنصرية تجاه السود والأفارقة. استحضر بعض المتابعين أبيات علي بن أبي طالب:

"كن ابنَ من شئتَ واكتسبْ أدبا

يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ!

فليس يُغني الحسيبَ نسبتُهُ

بلا لسانٍ لهُ ولا أدبِ!

إن الفتى من يقول ها أنا ذا

ليسَ الفَتَى مَنْ يقولُ كان أبي"! 

لطالما أساء قيس سعيّد وأنصاره إلى القضية الفلسطينية العادلة، باستغلالها بشكل رديء لتبرير فشله السياسي وحتى الأمني. وهو بهذه التصريحات يسيء إلى سمعة تونس التي يدّعي أنه يحميها من الذين يقفون على خط المعارضة.

ذلك التسجيل وذلك الخطاب الذي ألقاه أمام مجموعة من شعبه الجائع الذي يستجديه أن يجد له حلولاً، بينما هو يخاطب ما سماه بالخارج ويريد تحرير فلسطين، لا يمكن إلا أن يؤذيا القضية العادلة، فليس أخطر على القضية من أن يدافع عنها شخص ضعيف أو متطرف أو حاكم مستبد لا يصغي إلى استنجاد شعبه به. يذكّرنا مشهد قيس سعيّد، بعبارة محمود درويش الشهيرة: "ارحمونا من هذا الحب القاسي".

شخصية معادية للمجتمع؟

بالتأمل في ردود فعل الرئيس قيس سعيّد، منذ توليه السلطة، خاصةً بعد انقلاب 25 تموز/يوليو، يلاحَظ أنه تحوّل إلى حالة هيستيرية وغير مبالية بكل شيء، ومستعد لأن يضحي بكل شيء من أجل الاستمرار في الحكم، ولم يعد تحطيم المؤسسات والأحزاب والدستور كافياً لإشباع نفسه الشرهة إلى ارتكاب المزيد من الأذى، بل صار يقامر بقوت التونسيين ويسعى في كل مرة إلى خلق مشكلات وافتعال الأزمات التي تراكم العراقيل أمام الخروج من الأزمات الاقتصادية، فتتعطّل القروض الدولية والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي أو الاتحاد الأوروبي.

كما لا يتوقف الرئيس قيس سعيّد عن الشتم والسب لا لخصومه السياسيين فقط، بل لكل من يسائله عن انحرافاته السياسية أو الدبلوماسية. وبالرجوع إلى أدبيات التحليل النفسي سنعثر على تشخيص الحالة واسمها "اضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع " (Antisocial Personality Disorder)، ومن أعراضها التي يذكرها مارك زيمرمان، أن المصابين بهذا الداء:

"يتجاهلون القانون، حيث يظهر ذلك من خلال ارتكاب أفعال متكررة بلا تبرير وهم مخادعون، حيث يظهر ذلك من خلال الكذب بشكلٍ متكرر، أو استخدام أسماء مستعارة، أو خداع الآخرين لتحقيق مكاسب شخصية أو للمتعة. وهم يتصرّفون بتهور، ولا يخططون للمستقبل. ومن السهل استفزازهم أو إثارة عدوانيّتهم، ويتجلى ذلك من خلال الدخول في معارك باستمرار أو الاعتداء على الآخرين والأنانية الشديدة، والإحساس بالتفوق، وخيانة الأمانة والغطرسة...، ويبررون كل ذلك بالدفاع عن الدين أو الأمة أو الوطن أو بأن الله دعاهم لهذه المهمة العظيمة. فهم لا يبالون بسلامة الآخرين، وهم يتصرّفون بشكل غير مسؤول باستمرار ولا يشعرون بالندم، وذلك من خلال اللا مبالاة تجاه إيذاء الآخرين أو إساءة معاملتهم". ويرجع المختصون دائماً إلى شخصية أليكس ديلارج بطل رواية "البرتقالة الآلية"، لأنطوني برقس، التي نقلها إلى السينما المخرج ستانلي كوبريك.

وأنصار أليكس ديلارج ورفاقه الواقعون تحت السيطرة، مثله، تنطبق عليهم عبارة الراوي في الرواية: "إن الإنسان إذا فقد القدرة على الاختيار فقد إنسانيته".

وهذه الحالة يمكن محاصرتها عبر المراقبة والقانون في الحالات العادية، وهي حالة متفشية في المجتمعات وتختلف أسباب ظهورها عند الفرد لكن أغلب المحللين يرجعونها إلى أزمة في الطفولة أو يعدّونها مسألةً وراثيةً، وهذا يحتاج إلى بحث في طفولة المصاب وجيناته وخريطة الأمراض العائلية. غير أن ظهور هذا المرض عند شخصية سياسية قيادية كرئيس دولة، أو حتى شرطي يمتلك القوة المادية، يجعل الأمر كارثياً على المحيطين به، فهو مستعد طوال الوقت لتدمير كل من حوله، ولا يثق بأحد، ولا يراجع نفسه أبداً، ولا يشعر بأي ندم إذا ما ارتكب خطأ. وهذا تماماً ما يعيشه الرئيس التونسي قيس سعيّد، أو ما يعيشه المجتمع التونسي والعالم مع قيس سعيّد، حيث يبدو ماضياً طوال الوقت في تبرير أفعاله وأقواله المؤذية، ولم يكن تشبيهنا له بوحش فرنكنشتاين، إلا من قبيل الرأفة به والتأكيد على مسؤولية الشعب في ظهوره، لكن هذه الحالة المرضية إن صحت فالشعب برّاء منها. وقد سبق أن صرّحت مديرة ديوانه إثر عزلها بأنه يعاني من مرض نفسي خطير سيتعاظم معه كما أكّد ذلك طبيبه.

ما تتعرض له تونس اليوم من قيس سعيّد، شبيه تماماً بمشهد عملية اغتصاب أليكس ديلارج وعصابته لزوجة الكاتب، حيث تصل السادية إلى أقسى درجاتها تجاه المعرفة وتجاه الجمال والمرأة، وانعدام الإنسانية في التعامل مع المسنّين والرموز الثقافية.

يبقى السؤال مطروحاً: ماذا سيفعل أليكس ديلارج أكثر في تونس إذا ما ظلّ طليقاً؟ وماذا سيحدث لتونس وقد صار أنصاره نسخاً منه يجوبون الحسابات والصفحات والتلفزيونات والمنصات بوابلٍ من التّهم والكلمات الفاحشة والسباب والشتائم والتهديد لكلّ من اختلف معهم؟ 

والحق أن هذا المرض سبق ووُصف به زعماء وقادة سياسيون أجانب وعرب كما تذكر مروة الأسدي في مقالها "ما الذي تعرفه عن السايبوكاثية؟"، منهم معمر القذافي وصدام حسين، وقد شهد التاريخ الإسلامي والعربي نماذج كثيرةً من حالة قيس سعيّد، كمراد الثالث الذي لُقّب بأبي بالة، وإبراهيم بن الأغلب الملقب بالرهيب، الذي وصل به الأمر إلى أن قتل بناتِه، والخليفة الحاكم بأمر الله الذي كان يعاقب بعبده مسعود الذي يطلقه على الناس ليغتصبهم في الشوارع والأسواق، والوليد بن يزيد الذي علّق المصحف في السقف وراح يرميه بالسهام حتى تمزّق.

ونحن وإن كنا لا نجزم بأن هذا هو المرض الذي يعاني منه الرئيس قيس سعيّد، بحكم تقاطع الكثير من الأمراض في الكثير من الأعراض، وعدم تخصصنا في الأمراض النفسية، فإننا ننبّه إلى مطلب سياسي شعبي ينهض في مستوى الحق؛ الحق الذي طالب به التونسيون في الانتخابات وهو تقديم كل مترشح وثيقةً تثبت سلامته من الأمراض العضوية والنفسية والذهنية، وهو ما لم يحدث للأسف في انتخابات 2018، التي جاءت بقيس سعيّد إلى كرسي الرئاسة.

ويبقى السؤال مطروحاً: ماذا سيفعل أليكس ديلارج أكثر في تونس إذا ما ظلّ طليقاً؟ وماذا سيحدث لتونس وقد صار أنصاره نسخاً منه يجوبون الحسابات والصفحات والتلفزيونات والمنصات بوابل من التهم والكلمات الفاحشة والسباب والشتائم والتهديد لكل من اختلف معهم؟ 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard