شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"صانع الفرح" و"ناسج الحكايات الماهر"... المخرج السوري هشام شربتجي يترجّل

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن والتاريخ

الثلاثاء 16 مايو 202306:49 م

عن عمرٍ ناهز 75 عاماً، قضى المخرج السوري المخضرم هشام شربتجي، الثلاثاء 16 أيار/ مايو 2023، بعد صراعٍ مريرٍ مع المرض الذي أجبره على إنهاء مسيرته الفنية قسراً في العام 2017 في الدراما الاجتماعية السورية "أزمة عائلية".

يُعد شربتجي أحد أبرز المخرجين المؤثرين في مسيرة الدراما السورية، "لا سيّما خلال الـ25 عاماً الأخيرة إذ شكّل وجوده نهضة نوعية في تاريخها، ولعب دوراً بارزاً في وصولها إلى ما هي عليه الآن"، بحسب وكالة الأنباء العربية السورية الرسمية (سانا). وهو والد المخرجة رشا شربتجي والمخرج والمصور يزن شربتجي.

نبذة عنه 

في عام 1948، ولد المخرج الراحل بمدينة دمشق حيث نشأ وتعلم في مدارسها، قبل أن يحصل على شهادة البكالوريوس من أكاديمية الفنون (المعهد العالي للفنون المسرحية) في القاهرة عام 1972. بعدها، سافر إلى ألمانيا لاستكمال دراسته.

"صانع الفرح" و"شيخ الكار" و"أبو الكوميديا السورية" و"ناسج الحكايات الماهر" جميعها ألقاب أُطلقت على المخرج السوري المخضرم هشام شربتجي الذي قضى عن عمر ناهز 75 عاماً. هذه أبرز أعماله التي استحق بها هذه المكانة

أما مسيرته الفنية، فبدأها مخرجاً إذاعياً في إذاعة دمشق حين أسس والإعلامي نذير عقيل شكلاً جديداً من أشكال الدراما الإذاعية الناقدة، ومن هنا انطلقت شهرته.

بعد نجاحه إذاعياً، اصطحب شربتجي تجربته الدرامية المستحدثة إلى التلفزيون، فحققت نجاحاً أوسع ليس فقط على الصعيد السوري وإنما على مستوى الساحة العربية.

 وارتبط اسم هشام شربتجي منذ ذاك الحين بالأعمال الاجتماعية الخفيفة الظل والكوميدية التي تعالج القضايا الإنسانية ومعاناة المواطن العادي بطريقة سلسلة وبسيطة لا تخلو من الطرفة، فعُرف بـ"صانع الفرح" و"أبو الكوميديا السورية".

وتعتبر أهم أعماله التي ما تزال تعتبر علامات للكوميديا والدراما السورية محلياً وعربياً: السلسلة الكوميدية "عائلة النجوم"، و"مرايا"، و"أحلام أبو الهنا"، و"أسرار المدينة"، و"يوميات جميل وهناء"، و"جرن الشاويش"، و"رجال تحت الطربوش"، و"أيامنا الحلوة"، و"رياح الخماسين".

شارك المخرج الراحل أيضاً في إخراج بعض المسلسلات العربية وأبرزها الجزء الـ16 من المسلسل السعودي الكوميدي "طاش ما طاش"، والمسلسل السوري اللبناني "مذكرات عشيقة سابقة" عام 2017. وذلك قبل أن يختم مسيرته الفنية قسراً في نفس السنة بفعل المرض مع مسلسل "أزمة عائلية". علماً أنه كان قد غاب عن الإخراج أربع سنوات قبل هذه السنة.

خسارة لا تعوض

وفور تداول أنباء وفاته، أعرب عدد كبير من الفنانين السوريين والعرب عن حزنهم الجم لرحيل شربتجي، مؤكدين أن خسارة الفن والدراما السوريين برحيله لا تعوض.

أمل عرفة: شيخ الكار، صاحب الفضل على الكثيرين من الممثلين والممثلات (وأنا منهم) والفنيين وعلى الدراما السورية، اليوم يرحل… اليوم ترتاح روحه من عناء مرض طويل. تاريخك باقٍ معنا حتى نرحل نحن أيضاً #هشام_شربتجي

رثاه شريك نجاحه في "مرايا"، الفنان ياسر العظمة: "في يوم ميلادي يرحل عنا صديق عزيز بدأنا معاً مسيرة الفن الطويلة، فاستعذبنا البدايات. رحمة الله عليك يا صديقي الغالي هشام وتعازيَّ الحارة لابنته رشا ولابنه المخرج والمصور يزن ولكافة أسرته وأقربائه. أسكنه الله جنانه، وغفر ذنوبه جميعاً وما البقاء إلا لوجه الله".

وغرّدت الفنانة السورية شكران مرتجى: "أستاذي صانع الفرح ناسج الحكايات الماهر، يا من صنعت للكثيرين ذكريات وللجميع أنت في الذاكرة، أنا اليوم أفقد أحد أفراد عائلتي والله والله والله. ذهبت يا أستاذ أيامنا الحلوة… كان الأستاذ يحب اقتناء الساعات والآن توقف الزمن. يا حبيبي ارقد بسلام".

وكتبت الفنانة السورية أمل عرفة عبر تويتر: "شيخ الكار، صاحب الفضل على الكثيرين من الممثلين والممثلات (وأنا منهم) والفنيين وعلى الدراما السورية، اليوم يرحل… اليوم ترتاح روحه من عناء مرض طويل. تاريخك باقٍ معنا حتى نرحل نحن أيضاً". وتحسّرت الفنانة السورية لورا أبو أسعد على رحيل "أحد بناة الفرجة التلفزيونية السورية التي أحبها العرب جميعاً".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard