عبير محمد الحضرمي فنانة تشكيلية يمنية عصامية التكوين، تمضي بفنها وفق خطوات مدروسة طموحة وواثقة، حاملةً مشعل الإبداع في أناملها، لتعكس رسالته في أعمالها المختلفة، أملاً في إعادة إحياء ثقافي للتعايش في بلد كاليمن يكافح للتعافي من آثار حرب أنهكته كثيراً.
تاريخياً، لم يُعرف الفن التشكيلي في اليمن على نطاق واسع، فهو فن حديث النشأة والظهور، عُرف بعد ثورة أيلول/سبتمبر 1962 في شمال اليمن. وقتها حرصت وزارة الثقافة على تجميع شتات الفنانين، بتأسيسها "اتحاد الفنانين التشكيليين اليمنيين" في العام 1972، وتعهدت من خلاله بالمشاركة في مختلف الأنشطة الفنية في الوطن العربي وخارجه.
وحقيقةً فإن الفن التشكيلي اليمني لم يكن قبل هذه المرحلة مميزاً بما يكفي، ثم استطاع نقله في ما بعد رائد الفن التشكيلي اليمني هاشم علي (1945-2009)، من مرحلة البدايات إلى مرحلة النضوج المبكر، والتي برز فيها عدد من الأسماء، منها: عبد الجبار نعمان، فؤاد الفتيح، د. آمنة النصيري (كـأول امرأة يمنية مختصة في هذا المجال)، وغيرهم/نّ.
وتُعدّ فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين فترة الازدهار والوفرة المثمرة للفن والفنانين التشكيليين اليمنيين، خصوصاً بعد تأسيس "المركز الوطني للفنون" في صنعاء على يد فؤاد الفتيح، الذي مهّد بدوره لظهور الكثير من الفنانين الشباب الذين سجلوا حضوراً فنياً لافتاً. تلاه مباشرةً تأسيس قسمَي الفنون الجميلة في جامعتَي الحديدة وذمار (شمال اليمن)، بالإضافة إلى تطوير عمل معهد "جميل غانم للفنون الجميلة" في مدينة عدن (جنوب اليمن).
تُعدِّد الحضرمي مجموعةً من العقبات والتحديات التي تواجهها كفنانّة، إلا أنها تؤكد أن أصعبها على الإطلاق هي نظرة المجتمع القاصرة والسلبيّة إلى الفن والفنانين
ويُترجم غياب المرأة اليمنية تاريخياً عن هذا المجال انعدامُ الأدوار الفاعلة لها في مختلف نواحي الحياة، لا سيما العلمية والثقافية منها، حيث كانت أدوارها محصورةً ومقيّدةً، وهو ما منعها من التعبير والمشاركة الثقافية إلا في ما ندر. وحتى في هذه الحالات النادرة كان حضورها مع الأسف مشروطاً بتبعيّة للرجل الفنّان، فهي مجرّد تلميذة تتعلّم منه، وتقلّده، حتى تحظى ببعض القبول من هذه التّبعية.
وعن وضع هذا الفن حديثاً في اليمن، ترى د. آمنة النصيري في حديث خاص إلى رصيف22، أن "تواجد التشكيلية اليمنية بات واضحاً وملحوظاً، بل بات في اتساع متزايد، خصوصاً بين أوساط الأجيال الشابة، حيث أن عدد الفتيات الملتحقات بأقسام الفنون في الكليات يفوق عدد الذكور، وأصبح لبعض التشكيليات الشابات حضورٌ قويّ في الحياة الثقافية".
وعلى الرّغم من أن الفن التشكيلي اليمني يمثل ظاهرةً لافتةً في حركة الثقافة عامةً، إلا أنه مؤخراً أصيب بحالة من الركود، ولم يحظَ بالاهتمام الذي يستحقّه، بل لم تُتح الفرصة لكثير من التشكيليين إظهارَ قدراتهم وخصوصيّة أعمالهم، ولذا فإن الكثير منهم توقّف عن الإنتاج، بسبب الظروف الاقتصادية والسياسية، التي سببتها الحرب الممتدة منذ ثماني سنوات.
بدأت عبير الحضرمي فنياً منذ طفولتها، وذلك بحبها الكبير لحصص التربية الفنية، وشغفها الفطري الملحوظ بالرّسم، والتعبير عن الأفكار بالخطوط والألوان. كبر هذا الشغف في داخلها، وأصبحت فتاةً لا تعرف سوى اللوحة وألوانها البهيجة. في المدرسة حظيت بتشجيع خاص من أستاذ التربية الفنية وهي في مرحلة الابتدائية، حيث عمل على صقل مهارتها وتنميتها. كل هذه المعطيات عزّزتها باختيارها لتخصصها الجامعي الذي لطالما أحبته، وعملت من أجله، وتشرّبته من أسرة محبة للفن، حتى حصلت في العام 2014 على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة من كلية البنات في جامعة حضرموت.
في ما بعد قامت بالتعبير عن أفكارها من خلال الرّسم على جدران بعض المدارس، وفي فترة أخرى عملت على تشكيل حرَفٍ فنية من مادة الجبس، لدى أحد المكاتب المختصة بأعمال الديكور، ومن ثمّ شغلت منصب مُعيدة في قسم الفنون الجميلة في كلية الآداب بجامعة عدن بين عامي 2016-2017، وتعملُ حالياً مديرة أَكاديمية ملتقى الفن التي أسستها.
حلمٌ يتحقق
لم تتوقف عبير يوماً عن حلمها الذي ظلّ يراودها، ولا عن العمل والسعي الحثيث إلى تحقيقه، وهو افتتاح مرسم "ملتقى الفن" الذي تطمح من خلاله إلى إِيجاد مساحة حُرّة ومتنفس مناسب يجمع مختلف الفنانين للتّعبير عن أفكارهم، إلى جانب إيجاد ملتقى للفنانين والعمل على تدريبهم وتأهيلهم، لثقتها بأنّ "الفن مرآة عاكسة للآلام وآمال المجتمع"، كما تقول.
صار هذا الحلم الجميل حقيقةً معيشةً بافتتاحها لمرسمها الخاص بتمويل ذاتي خاص، وجهد شخصي خالص، بعد أن سعت كثيراً لدى جهات رسمية وغير رسمية، ولكنها لم تحصل على أي استجابة لتبنّي مشروعها وتحويله إلى واقع ملموس. وبالفعل، في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، وضعت عبير أول توقيع نسائي داخل أولى لوحاتها الفنية في مرسمها الخاص (والمرخص حكومياً)، فدشنت لنفسها ولعدد من شابات وشباب حضرموت حقبةً فنيةً جديدةً لحركةٍ فنية واعدة على مستوى اليمن بأكمله، فأصبح مرسمها وجهةً فنيةً لعدد كبير من الشابات والشباب، لترسم وتلون بمعيتهم/ن لوحات زاخرةً من صميم ما يجيش في دواخلهم/ن، معبرين/ات بذلك عن اهتماماتهم/ن وآرائهم/ن المختلفة، كمن يقوم بإعادة صياغة للحياة من جديد بلمسات فنية راقية.
وذهبت عبير إلى ما هو أبعد من ذلك حيث أقامت في مرسمها الصغير عدداً من المعارض الفنية للكبار والصغار، النساء والرِّجال، والتي لاقت إقبالاً شعبياً واستحساناً كبيرَين. بل استطاعت أن تنفذ دورات تعليميةً مختلفةً في الرسم والنحت والتطريز والفخار وغيرها لمختلف الأعمار، لتصنع بهذا حراكاً فنياً وجمالياً فاعلاً وملحوظاً في المجتمع، لم تقُم به جهات رسمية تمتلك مخصصات ماليةً وكوادر بشريةً ومسؤوليتها القيام بهذا الدور تجاه المجتمع.
تتحدث عبير قائلةً: "أن تكون فناناً في مجتمع متحفظ كحضرموت، أمر صعب نوعاً ما. يعاني الفنانون من الجنسين من نظرة دونية قاصرة من المجتمع استطعنا تخطيها بعد افتتاح المرسم". وتشبك أصابع كلتا يديها ببعضها، وبعينين مليئتينِ بالنّجاح تواصل حديثها: "الموضوع فقط كان بحاجة إلى صبر وإقناع للمجتمع، وأيضاً لم نغفل جانب الموازنة في القضايا التي تهم المجتمع. وأعتقد هذا هو سبب نجاحنا، خصوصاً أننا في البداية كنا نناقش بالفن القضايا التي تمس المجتمع بشكل كبير".
مريم الهلالي (23 عاماً)، إحدى طالبات المرسم، وتدرس الفنون الجميلة في جامعة حضرموت، تحكي لنا عن مدى استفادتها الكبيرة من الفعاليات والمعارض والدورات المختلفة التي كان خلفها المرسم، وكيف أظهر فنها للجمهور المتلقي بالشكل السليم.
مطرقة مجتمع سلبي وسندان تحديات وعقبات
تُعدِّد الحضرمي مجموعةً من العقبات والتحديات التي تواجهها كفنانّة، إلا أنها تؤكد أن أصعبها على الإطلاق هي نظرة المجتمع القاصرة والسلبيّة إلى الفن والفنانين، حتّى أنها دائماً ما تواجَه بأسئلة من قبيل مدى جدوى ما تمارسه وتقوم به، بل إنّ بعضهم ينصحها بالبحث عن عمل حقيقي تكسب منه دخلاً تعيش منه، بذريعة أنَّ "الفن لا يؤكِّلُ عيشاً". ناهيك عن وجود فئات أخرى متطرفة تحارب الفن، وتعدّه من المحرّمات. "لكن المضي قدماً في حلمي هذا كان فقط يحتاج مني الصَّبرَ لإحداث التّغيير الذي كنت أنشده وأتمناه في مجتمع كحضرموت، والذي والحمد لله وصلت إليه، بعد رحلة عمل مضنية"، تقول عبير.
"أن تكون فناناً في مجتمع متحفظ كحضرموت، أمر صعب نوعاً ما، ويعاني الفنانون من الجنسين من نظرة دونية قاصرة من المجتمع استطعنا تخطيها بعد افتتاح المرسم".
يرى مدير معهد الفنون الجميلة في المكلا سابقاً، طارق باحشوان، في حديث لنا أن "الفنانة عبير الحضرمي قد حملت راية الفن التشكيلي الحضرمي وحدها، بإصرارٍ وطموحٍ كبيرين بعد أن شهدت حضرموت منذ العام 1994 فترةً من الجمود والركود الكبير، فأسهمت بشكلٍ كبير في تهذيب الذوق العام، من خلال لوحاتها التي تتناول العديد من المواضيع والقضايا التي تعكس هموم المجتمع جمالياً وسلوكياً". ويُردف أنها "تُسهِم في تنمية القدرات الابتكارية، والمهارات الإبداعية، والحس الجماعي مما ينعكس بشكل مباشر على المجتمع".
وتقديراً للدور الريادي لعبير، صدر في 2021 قرار من وزير الإعلام والثقافة والسياحة بتعيينها رئيسةً لـ"بيت الفن" في ساحل محافظة حضرموت، وهو منشأة حكوميّة تتبع لمكتب وزارة الثقافة في ساحل حضرموت، كان قد أُقفلَ منذ أكثر من 30 عاماً. عملت عبير جاهدةً على إعادة فتحه وتشغيله من جديد، حتّى أنها تواصلت بشكلٍ مباشرٍ مع وزيري إعلام وثقافة وسياحة في حكومتين يمنيتين متتاليتين، وحصلت على ذلك، بل وكُلِّفت بإدارته.
افتتاح عبير للمرسم مكّن كثيرات من الفتيات الشغوفات بهذا الفن من الالتحاق به، وأخذ دورات تدريبيّة متخصصة في الفنون التي يحببنها، وهو أمر كان نوعاً من الحرج المجتمعي والسخرية قبل فترةٍ قصيرة. ويحصل أن تتعرّض من تشتغل بالفن للهجوم المباشر والانتقادات اللاذعة من بعض الفئات المحيطة بها، والتي من شأنها أن تقلل من إرادتها في النهوض والوصول إلى ما تريد.
مؤخراً، وبعد مرور نحو ثلاث سنوات على افتتاح المرسم، بدأت مخرجاته تظهر للعيان، ويحدث أن تمروا في أحد شوارع المكلا وتروا رسماً جدارياً يحمل توقيع فتاة كانت في يوم من الأَيّام إحدى المتعلمات في هذا المرسم. ويحدث أيضاً أن تمرّوا بجوار المرسم لتروا أعداداً من الفتيات والفتيان يدخلون ويخرجون إليه وهم يحملون أدوات الرسم ودفاتره، وهو ما يدل على وصول المجتمع إلى مرحلة من التقبّل والنضج الفكري تجاه الفنون وأهميتها.
الفن رسالة إنسانية ووسيلة تعايش
تتحدّث الحضرمي بتفصيلٍ أَدق عن أنّها تقدّم في مرسمها مساحةً فنيةً لكل الفنانين، فخلال الأسبوع توفر لهم أياماً محددةً. وفي أيام أخرى تنفذ دورات فنيّةً مختلفةً للصغار والكبار من كلا الجنسين، بالإضافة إلى تنظيم المعارض الفنية المختلفة، وقد نفذت أكثر من عشرة معارض منذ افتتاح المرسم، آخرها في كانون الثاني/يناير 2023، وكان احتفاءً بالذكرى السنوية الثانية لافتتاح المرسم، وقدّمت فيه مجموعة كبيرة من أعمال متدربي الدورات التدريبية الخاصَّة بالمرسم، بالإضافة إلى أعمال أخرى لفنانين تشكيليين من الساحة الحضرمية.
وتهتم عبير عامةً في نشاطها الفني بشكلٍ عام بإبراز تنوّع الثّقافات؛ لتحقيق التّعايش والقبول بالآخر في إطار المجتمع الواحد بتنوع شرائحه الذي افتقدته البلاد في ظل الحروب والأزمات التي تمرّ بها، وذلك باعتبار الفن عملاً جماعياً يعكس التعايش الموجود في أي مجتمع. كما أنها تؤمن بشدة بأنّ "الأعمال الفنية المتكاملة هي غالباً ما تكون نتاجاً للتعايش، فالفن لغة الجميع، وهو رسالة إنسانية موجهة إلى كلِّ الأَطياف، لتحقيق السلام".
أبرز الأعمال الفنيّة والمشاركات الخارجية
يلاحَظ في مجمل الأعمال الفنية لعبير اهتمامها بعكس صورة عن الإنسان الحضرمي بواقعه وتفاصيله، وما يتعلّق بهويته وتاريخه وتراثه، بالإضافة إلى تناولها القضايا الاجتماعية المختلفة التي تهم عامّة النّاس في المجتمع اليمني عامّةً. وترى أن أبرز أعمالها الفنية التي لاقت رواجاً وأثراً مجتمعياً كبيراً كانت لوحة "الزواج المبكر"، والتي عبّرت فيها عن هذه القضية الشائكة في المجتمع اليمني. "هذه اللوحة أحتفظُ بها بشدة، ولا أفرط فيها إطلاقاً، بل أعدّها جزءاً أصيلاً مني" تقول عبير، حتى أنها حلت بها في المركز الأول، وفازت بجائزة مالية في إحدى المسابقات تخلّت عنهما، لأن شرط حصولها على ذلك كان مرتبطاً ببيع حقوق اللوحة آنذاك.
ما أحدثته وتتطلّع إليه عبير يعطي صورةً مشرقةً للمرأة اليمنية في التجارب التشكيلية التي أنتجت من خلالها، مختلفةً تماماً عن صورتها لدى تجارب الفنان الرجل سابقاً
شاركت الحضرمي في العديد من المعارض منها مشاركتها في العام 2015، بلوحتها "صورة العالم" في إيطاليا، وعقب ذلك اختيرت للمشاركة في ملتقى فنّي هناك مع 25 فناناً يمنياً. كما حضرت وشاركت في معرض الفنانين العرب في القاهرة في العام 2019، وحصلت فيه على جائزة الأوسكار الفنيّة. وشاركت في المعرض التشكيلي المرافق لفعالية "الأوركسترا الحضرمية" في العاصمة الماليزية كوالالمبور في العام نفسه (2019).
وتطمح عبير لتنفيذ جدارية خاصة في مدينة المكلا (جنوب شرق اليمن)، تُبرِز من خلالها التراث الحضرمي في أعمالها الفنيَّة بصورة غير نمطية. وتتمنى أن تتعمق أكثر في دراسة الفنون، وتزيد من رصيد مشاركاتها الخارجية في مختلف المعارض الفنية الدولية.
ولعلّ ما أحدثته وتتطلّع إليه عبير يعطي صورةً مشرقةً للمرأة اليمنية في التجارب التشكيلية التي أنتجت من خلالها، مختلفةً تماماً عن صورتها لدى تجارب الفنان الرجل سابقاً. يعود هذا الاختلاف حتماً إلى تغيّر البيئة الاجتماعية والثقافية والعصر الزمني الذي اختلف فيه دور المرأة في المجتمع، كما أنه يعود بشكل كبير إلى تغيّر نوع المنتج للفن. لذلك تظهر أهمية حضور المرأة كمنتج فاعل في ما يخص التعبير عن هويتها، فقطعاً لا يكفي أن تكون المرأة موضوعاً يتم تناوله من الرجل، لأن هذا التعبير سيظل، وإن كان في أفضل حالاته، موالياً للمرأة، قاصراً عن الفهم العميق لحالتها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ 6 أيامأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه