شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
ترفض زوجته

ترفض زوجته "إراقة الدماء" باسمه… من هو خضر عدنان الذي قضى أسيراً؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والحريات العامة

الثلاثاء 2 مايو 202304:23 م

أعلنت إدارة السجون الإسرائيلية أن الأسير الفلسطيني الشيخ خضر عدنان (44 عاماً) قضى فجر الثلاثاء 2 أيار/ مايو 2023، بعد معركة إضراب عن الطعام استمرت 86 يوماً احتجاجاً على تكرار اعتقاله.

وفق وسائل الإعلام الإسرائيلية، عُثر على الشيخ عدنان فاقداً للوعي داخل زنزانته ونُقل إلى مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي حيث تأكدت وفاته. ليصل بذلك إجمالي عدد "شهداء الحركة الأسيرة إلى 236 منذ عام 1967، بينهم 75 نتيجة لجريمة الإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء)"، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.

من هو خضر عدنان؟ 

وخضر عدنان موسى هو قيادي في حركة الجهاد الإسلامي، ولد في 24 آذار/ مارس عام 1978 في بلدة عرابة جنوب محافظة جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة. وقد أنهى دراسته الأساسية ومرحلة الثانوية العامة في مسقط رأسه، بتفوق وحصد تقدير "جيد جداً" في الثانوية العامة، قبل التحاقه بجامعة بيرزيت في مدينة رام الله حيث حصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات الاقتصادية عام 2001.

في اليوم الـ86 من الإضراب عن الطعام… الأسير الشيخ خضر عدنان يقضي في السجون الإسرائيلية عن 44 عاماً، والسلطة الفلسطينية تتهم إسرائيل بتنفيذ "جريمة اغتيال متعمدة" بحقه 

أما عن نشاطه السياسي، فقد بدأ باكراً وتحديداً أثناء دراسته الجامعية إذ التحق بحركة الجهاد الإسلامي، وهو ما عرّضه للاعتقال المتكرر من قبل كل من السلطة الفلسطينية وإسرائيل.

على مدى حياته، اعتُقِلَ عدنان من قبل السلطات الإسرائيلية وحدها 12 مرة، وأمضى ما يناهز ثماني سنوات في السجون الإسرائيلية، معظمها رهنّ الاعتقال الإداري أي بدون لائحة اتهام.

خلال هذه الاعتقالات، نفّذ عدنان خمسة إضرابات خلال اعتقاله (من قبل إسرائيل فقط) قبل أن يقضي إثر هذا الإضراب السّادس الذي كان "أطول إضراب يخوضه في حياته". خاض الشيخ إضرابه الأول عن الطعام في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية عام 2004 رفضاً لحبسه انفرادياً واستمر 25 يوماً. في عام 2012، خاض إضرابه الثاني واستمر 66 يوماً. وأضرب 56 يوماً في 2015 للمرة الثالثة. وفي 2018، أضرب 58 يوماً. وأخيراً أضرب 25 يوماً في 2021. وفي جميع هذه المناسبات استطاع أن ينتزع حريته من سجانه الذي تعنت في تحريره هذه المرة.

بالعودة إلى مرات اعتقاله، فقد اعتّقِل الشيخ عدنان لأول مرة على أيدي السلطة الفلسطينية بتهمة "التحريض على رشق رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان بالحجارة" إبّان زيارته جامعة بيرزيت عام 1998. أمضى حينها 10 أيام رهن الاعتقال مضرباً عن الطعام.

كما اعتقلته إسرائيل إدارياً أربعة أشهر أثناء دراسته الجامعية. وأعادت اعتقاله بعدها لمدة عام. وبعد الدراسة اعتُقِل لأكثر من 10 مرات لفترات تزيد على ست سنوات، بينها الاعتقال المستمر من "3 أيار/ مايو 2004 و11 نيسان/ أبريل 2005"، أضرب خلالها عن الطعام 25 يوماً احتجاجاً على وضعه في عزل انفرادي. علماً أنه أنهى إضرابه بعد الاستجابة لمطلب نقله إلى أقسام السجون العادية مع باقي الأسرى.

واعتُقِل عدنان ثانيةً من قبل السلطة الفلسطينية في تشرين الأول/ أكتوبر 2010 إذ أمضى 12 يوماً في السجن أضرب خلالها عن الطعام أيضاً.

أما الاعتقال الأشهر للشيخ عدنان فكان في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2011 عندما خاض "أطول وأشهر إضراب فردي عن الطعام في السجون الإسرائيلية" آنذاك، 65 يوماً، اعتراضاً على اعتقاله من دون تهمة،  وانتهى بالإفراج عنه.

منذ هذه اللحظة، اشتُهِر عدنان بفتحه الباب أمام الإضرابات الفردية للأسرى الإداريين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية لنيل حريتهم، فتبعه الكثير منهم، ومن أبرزهم الأسيرة هناء الشلبي التي أضربت 44 يوماً، وبلال ذياب وثائر حلاحلة 78 يوماً.

خلال فترات إطلاق السراح، نشط القيادي الفلسطيني في فعاليات التضامن مع الأسرى، وخاصةً الأسرى المضربين عن الطعام، والفعاليات السلمية. وطالما دعم "المقاومة الفلسطينية" في تصديها للاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة.

وفي 5 شباط/ فبراير 2023، اقتحمت قوات إسرائيلية منزله في عرابة، واعتقلته إدارياً ليدخل منذ اللحظة الأولى لتوقيفه الإضراب عن الطعام حتى وفاته.

واتهم نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، السلطات الإسرائيلية بـ"اغتياله عن سبق إصرار وبقرار، وأدوات ممنهجة" بعدما  "حمل صوت الأسرى إلى كل أرجاء العالم، وتمكّن في كل مرة من نيل حريتّه" بالإضراب عن الطعام.

ترفض "الحداد" وتستقبل "المهنئين فقط"... زوجة الأسير الراحل خضر عدنان ترفض "الثأر" من الفصائل و"المقاومة" و"تحذر إسرائيل من أبنائه التسعة"

لا لإراقة الدماء باسمه

ويتهم الجانب الفلسطيني السلطات الإسرائيلية بالتعنت ضد الأسير الراحل عبر رفضها السّماح لعائلته بزيارته رغم تدهور صحته إثر الإضراب المتواصل عن الطعام. ولم تتمكن زوجته سوى من رؤيته فقط عبر شاشة الفيديو كونفرنس خلال جلسات محاكمته وآخرها قبل أكثر من أسبوع.

في المقابل، تقول إسرائيل إنه هو الذي رفض الخضوع إلى فحوص طبية أو تلقي العلاج.

واعتبر رئيس الوزراء في حكومة السلطة الفلسطينية، محمد اشتية، أن إسرائيل وإدارة سجونها نفذتا "جريمة اغتيال متعمدة" بحق عدنان، بـ"رفض الإفراج عنه، وإهماله طبياً، وإبقائه في زنزانته رغم خطورة وضعه الصحي"، مطالباً المؤسسات الحقوقية الدولية بإدانتها، وعدم السماح لمرتكبيها بالإفلات من العقاب.

ونعى رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح عدنان الذي قال إنه "ارتقى جرّاء سياسة القتل المتعمد والبطش التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال الفاشية بحق الأسرى"، داعياً إلى "تشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على جريمة اغتياله، وانتهاكات حكومة الاحتلال وإدارة سجونه بحق أسرانا البواسل".

وتقدّم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ بـ"أحر التعازي" لأسرة الأسير الراحل، محملاً إسرائيل المسؤولية عن "قتله نتيجة الإهمال والاعتقال القسري".

وهددت "الجهاد الإسلامي" وفصائل فلسطينية أخرى بالانتقام. لكن من جهتها، وفي أول تصريح لها عقب إعلان وفاته، تمسكت زوجة الأسير الراحل، رندة موسى، بعدم إراقة الدماء "انتقاماً له"، قائلةً: "دائماً، كان الشيخ يقول ‘لن تُسقط ولن تُراق قطرة دم‘ في إضرابات الشيخ السابقة. واليوم نقول: بارتقاء الشيخ، ونيله أقصى ما كان يتمنى (تقصد الشهادة)، لا نُريد أن تُراق قطرة دم، لا نُريد من يرد على استشهاد الشيخ، لا نُريد من يضرب الصواريخ، ويضرب غزة بعدها". 

وكرّرت: "الشيخ نال أقصى ما يتمنى، من كان يستطيع ولم يفعل من رفع الظلم الذي كان يعانيه الشيخ، لا نُريد منه اليوم. نحن في حلٍ ونحلل أمرنا منه. أقولها لكل العالم كما قلتها: لن ننتظر من أحد أن يرد للشيخ (تقصد ثأره)، فخلف الشيخ تسعاً من الأبناء بإذن الله. وللاحتلال أقولها: قبل السلطة وقبل الفصائل وقبل كل قوى المقاومة، احفظوا وجوه أبنائي جيداً، فوالله ما ربيناهم إلا على العزة والكرامة".

 كما رفضت زوجة الأسير الراحل جميع أشكال "الحداد" و"التعازي"، مضيفةً أنها ستستقبل "المهنئين فقط" لأن "الاستشهاد" يعادل "حفل زفاف" وهو "فخر وتاج على رؤوسنا".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard
    Popup Image