شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
بقيادة مفتي السلطنة… حملة ضد حفل

بقيادة مفتي السلطنة… حملة ضد حفل "كي بوب" في عُمان بداعي الترويج لـ"الإلحاد والانحلال"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والتطرف

الثلاثاء 2 مايو 202302:56 م

"أَسِفْنا أشد الأسف لما انتشر من أخبار عن مشروع إقامة حفلة في بلادنا العزيزة، لإحدى الفرق الغنائية الملحدة المنحطة. نناشد جميع المؤسسات الرسمية والجهات المسؤولة أن يقفوا بحزم وعزم ضد هذا التوجه المائع الضال، وألا يسمحوا باستقدام أمثال هؤلاء".

بهذه الكلمات كشف المفتي العام لسلطنة عمان، الشيخ أحمد الخليلي، عن موقفه من الجدل الدائر في البلاد منذ أيام ضد حفلة مقررة إقامتها في العاصمة العمانية مسقط الشهر المقبل لفرقة "الكي بوب" الكورية الجنوبية "B.I.G". 

ظهرت موسيقى الـ"كي بوب"، أحد أشكال موسيقى البوب وتعتمد بدرجة كبيرة على العناصر البصرية، لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي في كوريا الجنوبية بينما استعادت شهرتها واكتسبت رواجاً عالمياً في نهاية التسعينيات. وهي تقوم على إبهار الجمهور بأسلوب السرد القصصي. 

أما حفل "B.I.G" المثير للجدل، فأعلن قبل أيام عن إقامته في 9 حزيران/ يونيو 2023، على مسرح مدينة العرفان بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، كأول حفلة لموسيقى الـ"كي بوب" في السلطنة. علماً أن هذا النوع من الموسيقى زادت شعبيته في الدول العربية خلال السنوات الأخيرة واستضافت السعودية والإمارات وقطر بضع فرق تزاوله.

"لا لدخول كيبوب عُمان"

فور الإعلان عن الحفلة، دشّن عشرات المغردين العمانيين وسم "لا لدخول كيبوب عُمان" الذي ما زال متصدراً قائمة المتداول في البلاد، وناشدوا المسؤولين في البلاد التدخل لمنع إقامتها، بمن فيهم المسؤولون الدينيون، وعلى رأسهم الشيخ الخليلي الذي تضامن مع الحملة الإلكترونية مساء الاثنين 1 أيار/ مايو الجاري.

مهاجماً "الفرق الغنائية الملحدة المنحطة"... مفتي #عُمان يقود حملة إلكترونية ضد إقامة أول حفل "كي بوب" في تاريخ السلطنة، ويناشد جميع المؤسسات الرسمية والجهات المسؤولة "الوقوف بحزم وعزم ضد هذا التوجه المائع الضال"

يتهم المعارضون لإقامة الحفل الفرقة الكورية بالترويج لـ"الإلحاد والانحلال الأخلاقي" من خلال كلمات أغانيها، ملمحين إلى وجود "مخطط ممنهج لإفساد المجتمعات المسلمة". بل اعتبر بعضهم أن استقدام مثل هذه الفرقة هو من نتائج عدم قيام المؤسسات الدينية بـ"دورها التنويري والتوجيهي المرجو".

غرّدت المترجمة العمانية فاطمة بنت ناصر: "معقولة للحين ما في تعليق من الجهات بإلغاء حفل هذي الفرقة الشيطانية، رغم كل المطالبات! المفروض بدل ما نستضيف هذي الفرقة البعيدة عن عاداتنا وثقافتنا، نشجع الفرق الشعبية اللي ما تلاقي أي دعم".

وتعجّب عضو مجلس الشورى أحمد العبري: "دول رفضت دخولها ومنها الصين واليابان واليوم، نحن نسمح ونسهل بل ندعو جماهير الشباب لحضورها وهي لا تمت لنا بصلة لا في عقيدتنا ولا لغتنا ولا قيمنا وعاداتنا، لا نقبل بها في أرضنا".

وعُقدت حلقات إذاعية وتلفزيونية لمناقشة "المخاطر المحتملة" و"أوجه الاعتراض" على استضافة الفرقة الكورية الجنوبية، من وجهات نظر تربوية ودينية وأخلاقية، وسط مزاعم بأن "الكوريين لما أتوا، هم صنعوا مش موسيقى، هم صنعوا هوية كاملة مضطربة متذبذبة. هذي الهوية تخالف الفطرة، وتخالف القانون أيضاً من خلال الدين".

يُشار إلى أن منتقدي الفرقة استخدموا تعابير تدل على الهوموفوبيا والتمييز في هجومهم على الفرقة، على غرار وصمهم أفراد الفرقة بأنهم "شواذ" و"مخنثون".

"المجتمع الذي يرتكز على قيم ومبادئ أصيلة أكبر من أن يتأثر من حفل فني عابر"... برغم الحملة الإلكترونية الرافضة لحفل الـ"كي بوب" في #عُمان، فإن البعض رفض سياسة "المنع" لأسباب تتعلق بالحريات الشخصية وكرم الضيافة وإنعاش السياحة 

"تشدد" و"تناقض"؟

على الجانب الآخر، انتقد فريق من العمانيين "التشدد" ضد كل أشكال ومظاهر "الترفيه" في البلاد، لأن المجتمعات "القوية" لا ينبغي أن تخشى على "قيمها وتقاليدها ودينها" من "مجرد حفل" سيّما أن ما تقدمه الفرقة الكورية الجنوبية ومثيلاتها "متاح عبر الإنترنت ولا يمكن حجبه" عن جمهور هذا اللون الموسيقي في السلطنة أو غيرها.

في هذا السياق، استهجن طارق موجة الاعتراض، قال: "كثير من المعارضين في هاشتاغ #لا_لكيبوب_في_عمان كانوا معجبين بأغنية افتتاح كأس العالم قطر 2022" في "تناقض عجيب!!"، مؤكداً "الفرقة نجاحها كبير في السعودية ودول العالم، البلد ما على مزاج فلان وعلان يسمح بدخول لي يريدوه ويمنعوا لي يريدوه! ولي خايف على عياله يسكر عليهم الأبواب".

وكتب الناشط حاتم اليافعي: "المجتمع الذي يرتكز على قيم ومبادئ أصيلة أكبر من أن يتأثر من حفل فني عابر، إلا إذا كان هذا المجتمع في أساسه هشاً وضعيفاً، وحاشا أن يكون المجتمع العماني كذلك"، معرباً عن دهشته من أن يعلّق الشيخ الخليلي على موضوع كهذا لأن "مقامه ومقاله أكبر".

ورحب البعض بالفرقة الكورية الجنوبية من منطلقات أخرى، بينها "كرم الضيافة" و"إنعاش السياحة". قال محمد: "'لو أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك'، مرحباً بهم في عمان، ربما يهتدون ويعجبون بأخلاق العمانيين. عمان لا ترد الضيف، على العكس، فرقة عالمية تعرف العالم بعمان مكسب للسياحة. أما عن محتوى الفرقة فهو في اليوتيوب وسهل الوصول إليه من المعجبين في عمان. فهل تستطيع حجبه عنهم؟".

الجدير بالذكر أنه لم يصدر أي تعليق و/ أو رسمي حول الحفل حتى نشر هذا التقرير، من السلطات في البلاد أو من منظمي الحفلة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

جميعنا عانينا. عانينا كثيراً، ولا نزال نعاني، من انتشار الجماعات المتطرفة والأفكار المتطرفة، ولذلك نحرص في رصيف22 على التصدي لها وتفكيك خطاباتها، ولكن نحرص أيضاً، وبشدّة، على عدم الانجرار إلى "شرعنة" ممارسات الأنظمة التسلطية، لأن الاستبداد أحد أسباب ظاهرة التطرّف، ولا يمكن التصدي لها بمزيد من الاستبداد. لا تكونوا مجرد زوّار عاديين، وانزلوا عن الرصيف معنا، بل قودوا مسيرتنا/ رحلتنا في إحداث الفرق. اكتبوا قصصكم. أخبرونا بالذي يفوتنا. غيّروا، ولا تتأقلموا.

Website by WhiteBeard
Popup Image