تعرض الكاتب والشاعر العمانيّ جمال النوفلي لهجوم عبر الإنترنت وصل إلى حد "تكفيره" والتحريض ضده، على خلفية إشادته بقرار حكومي يخفض الضرائب المفروضة على المشروبات الكحولية في بلاده. علماً أنه عدّد فوائد هذا القرار للقطاع السياحي كسبب لإشادته بالقرار.
ومنتصف حزيران/ يونيو 2019، بدأت الحكومة العمانية تطبيق الضريبة الانتقائية على خمس سلع هي التبغ ومشتقاته، ومشروبات الطاقة، والمشروبات الكحولية، ولحوم الخنزير، والمشروبات الغازية.
وكانت الضريبة بنسبة 100% لجميع هذه السلع ما عدا المشروبات الكحولية التي لم تتعدَّ الضريلة عليها الـ50% من قبل "الأمانة العامة للضرائب" في السلطنة، لسببين: الأول هو مراقبة عمليات التهريب والحد من حالات التهرب الضريبي المتكررة التي قد ترتفع مع زيادة الضريبة، والثاني هو القلق بشأن حدوث تأثيرات سلبية على قطاع السياحة.
لكن اعتباراً من تموز/ يوليو 2020، تم رفع الضريبة الانتقائية على المشروبات الكحولية إلى 100%. علماً أن المشروبات المحلاة أضيفت إلى السلع التي تخضع للضريبة الانتقائية لكن بنسبة 50%.
"خير للجميع"
ومساء 13 شباط/ فبراير، نشر جمال النوفلي صورة من قرار رسمي، وعقّب عليها: "بشرى خير للجميع، بفضل مطالباتنا المتكررة وتفهم أهل الحكمة والرأي تم تخفيض أسعار المشروبات الكحولية لتعزيز قطاع السياحة والاقتصاد وتجنب ما ترتب على رفع الأسعار من مشاكل".
كفّره البعض وتوعّده بـ"عذاب الله" و"جهنم"... هجوم على الكاتب العماني جمال النوفلي بسبب إشادته بقرار حكومي بخفض الضريبة على المشروبات الكحولية بعد تضرر القطاع السياحي من زيادتها
وأردف: "شكراً ونتمنى إلغاء الضريبة تماماً في المستقبل القريب والسماح بشراء الكحوليات مباشرة من منافذ البيع".
ويرد في أصل القرار الموجّه إلى "مديري عموم المنشآت الفندقية": "بالإشارة للملاحظات الواردة إلى الوزارة حول تأثير الضريبة الانتقائية على سوق الفنادق (المشروبات الكحولية)، وبعد التنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة، نود الإفادة بأنه تم تعديل السعر المعياري (سعر البيع بمنافذ التجزئة) الذي على أساسه تُحتسب الضريبة الانتقائية على واردات المشروبات الكحولية وذلك بنسبة 25%"، مع إشارة إلى اعتبار القرار سارياً من بداية كانون الثاني/ يناير 2023.
"تكفير" ودعوات إلى سجنه
برغم أن تغريدة النوفلي كانت واضحة ومحددة من حيث إبراز مزايا القرار، أثارت غضب العشرات من العمانيين النشطين عبر تويتر فهاجموا الكاتب وأصحاب القرار أيضاً عبر وسوم من بينها #الخمر_أم_الخبائث و#نطالب_بإغلاق_محلات_الخمور_
ووصم المنتقدون الكاتب بـ"شارب الخمر" و"صوت السكارى" و"الفاسق"، وقالوا إنه "يستحق السجن". واتُهم بأنه يسعى إلى "الشهرة" عبر "استفزاز المواطنين العمانيين". وتوعّده معلقون كثر بـ"عقاب الله" و"جهنم"، وسط دعوات إلى حظر حسابه.
"في مسقط، المساجد كثيرة والأصوات صاخبة ومتخالطة. والخطبة موحدة وتنقل في التلفزيون والراديو لمن يريد. فلا داعي للمكروفون"... تعرض الكاتب جمال النوفلي لهجوم من مواطنين عمانيين بشكل متكرر بسبب تعبيره عن آرائه
وحرّض منتقدو النوفلي المسؤولين، لا سيما الدينيين في البلاد، على التحرك ضده. قال أحدهم: "لا أظن أن مثل هذه الأخبار ستمر دون ردع وزجر وغضب المؤمن المعهود من شيخنا الجليل حفظه الله"، في إشارة على ما يبدو إلى الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، المفتي العام للسلطنة.
ووصف أحد المعلقين ما قاله النوفلي بأنه "كفر لا جدال فيه". كتب: "يغرد مجاهراً كفراً لا جدال فيه… نتلقف مجاهرته وننشر صوره ونضعها في تغريداتنا وفي حالات برامج التواصل الاجتماعي لدينا. فيشهد على كفره ومجاهرته المسلم والكافر. قتل عافيته؛ قبحه الله. المجاهرة جعلته قبيحاً ومقززاً".
وهاجم كثيرون القرار الحكومي بخفض الضريبة على المشروبات الكحولية. من هؤلاء الأكاديمي بجامعة قابوس، حمود النوفلي، الذي غرّد متسائلاً "رسوم عداد شرب الماء للمواطن قفز من صفر إلى (700) ريال عماني، ورفع المواطنون دعوى وخسروها، والآن يقال ما زال في الدراسة لتخفيضه، بينما ضريبة شرب الخمر تم تخفيضها مرتين، فنزلت من 100% إلى 25%. يا ترى من أولى بالتخفيض شرب الماء أم شرب الخمر؟! السكارى أم المواطن الصالح؟!".
رداً على منتقديه ومنتقدي القرار، أوضح جمال النوفلي: "ضريبة المشروبات الكحولية تذهب إلى خزينة الدولة ومنها إلى رواتب الموظفين… أستغرب من سبب رفض البعض وهم قلة لقرار خفض ضريبة الكحول"، وتساءل: "هل ترضون أن تخالط رواتبُكم أموالاً محرمة حسب كلامكم؟ أليس الأولى أن تطالبوا بإلغاء الضريبة كلياً حتى تكون رواتبكم حلالاً؟! ننتظر الجواب".
ويتسم المجتمع العماني بأنه محافظ ومتدين. وعادةً ما يواجه أصحاب الأفكار المختلفة هجوماً بسبب آرائهم لدى التعبير عنها علناً. وشهدت الآونة الأخيرة عدة وقائع تُشير إلى استفحال "التطرف الديني". من الأمثلة على ذلك أن اعتبر أحد المشايخ خلال وجوده على المنبر وضع المرأة مساحيق التجميل في الأماكن العامة من مظاهر "دياثة الزوج".
ومن بين الآراء التي عبّر عنها الكاتب العماني حديثاً وأثارت ردات فعل غاضبة ضده، دعوته إلى عدم نقل خطبة الجمعة عبر مكبرات الصوت الخارجية، قائلاً: "سمعت شكاوى كثيرة من مواطنين ومقيمين، خاصة في مسقط، تفيد بأن المساجد كثيرة والأصوات صاخبة ومتخالطة. والخطبة موحدة وتنقل في التلفزيون والراديو لمن يريد. فلا داعي للميكروفون. يكفي أن يذاع أذان الصلوات فقط عبر الميكروفون".
كما أنه من مناهضي "التطرف الديني" في المجتمع العماني. قبل بضعة أسابيع، كتب عبر حسابه في تويتر: "المتدينون المتطرفون تجاوزوا حدودهم الأدبية فصاروا يفسِّقون المجتمع على المنابر علناً ويطلقون شتائمهم على رجاله ونسائه… لا بد من سن قانون لوزارة الأوقاف للحد من تجاوزات المطاوعة وإساءاتهم المتكررة للناس ونسائهم".
انضم/ي إلى المناقشة
jessika valentine -
منذ أسبوعSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ شهرحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع
محمد الراوي -
منذ شهرفلسطين قضية كُل إنسان حقيقي، فمن يمارس حياته اليومية دون ان يحمل فلسطين بداخله وينشر الوعي بقضية شعبها، بينما هنالك طفل يموت كل يوم وعائلة تشرد كل ساعة في طرف من اطراف العالم عامة وفي فلسطين خاصة، هذا ليس إنسان حقيقي..
للاسف بسبب تطبيع حكامنا و أدلجة شبيبتنا، اصبحت فلسطين قضية تستفز ضمائرنا فقط في وقت احداث القصف والاقتحام.. واصبحت للشارع العربي قضية ترف لا ضرورة له بسبب المصائب التي اثقلت بلاد العرب بشكل عام، فيقول غالبيتهم “اللهم نفسي”.. في ضل كل هذه الانتهاكات تُسلخ الشرعية من جميع حكام العرب لسكوتهم عن الدم الفلسطيني المسفوك والحرمه المستباحه للأراضي الفلسطينية، في ضل هذه الانتهاكات تسقط شرعية ميثاق الامم المتحدة، وتصبح معاهدات جنيف ارخص من ورق الحمامات، وتكون محكمة لاهاي للجنايات الدولية ترف لا ضرورة لوجوده، الخزي والعار يلطخ انسانيتنا في كل لحضة يموت فيها طفل فلسطيني..
علينا ان نحمل فلسطين كوسام إنسانية على صدورنا و ككلمة حق اخيرة على ألسنتنا، لعل هذا العالم يستعيد وعيه وإنسانيته شيءٍ فشيء، لعل كلماتنا تستفز وجودهم الإنساني!.
وأخيرا اقول، ان توقف شعب فلسطين المقاوم عن النضال و حاشاهم فتلك ليست من شيمهم، سيكون جيش الاحتلال الصهيوني ثاني يوم في عواصمنا العربية، استكمالًا لمشروعه الخسيس. شعب فلسطين يقف وحيدا في وجه عدونا جميعًا..
محمد الراوي -
منذ شهربعيدًا عن كمال خلاف الذي الذي لا استبعد اعتقاله الى جانب ١١٤ الف سجين سياسي مصري في سجون السيسي ونظامه الشمولي القمعي.. ولكن كيف يمكن ان تاخذ بعين الاعتبار رواية سائق سيارة اجرة، انهكته الحياة في الغربة فلم يبق له سوى بعض فيديوهات اليوتيوب و واقع سياسي بائس في بلده ليبني عليها الخيال، على سبيل المثال يا صديقي اخر مره ركبت مع سائق تاكسي في بلدي العراق قال لي السائق بإنه سكرتير في رئاسة الجمهورية وانه يقضي ايام عطلته متجولًا في سيارة التاكسي وذلك بسبب تعوده منذ صغره على العمل!! كادحون بلادنا سرق منهم واقعهم ولم يبق لهم سوى الحلم والخيال يا صديقي!.. على الرغم من ذلك فالقصة مشوقة، ولكن المذهل بها هو كيف يمكن للاشخاص ان يعالجوا إبداعيًا الواقع السياسي البائس بروايات دينية!! هل وصل بنا اليأس الى الفنتازيا بان نكون مختارين؟!.. على العموم ستمر السنين و سيقلع شعب مصر العظيم بارادته الحرة رئيسًا اخر من كرسي الحكم، وسنعرف ان كان سائق سيارة الاجرة المغترب هو المختار!!.