شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
لاذ به خطيب ثورة وأديب مُحتال ورئيس جمهورية سابق... مسجد

لاذ به خطيب ثورة وأديب مُحتال ورئيس جمهورية سابق... مسجد "القاياتي" حِصن "العِدوة"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأربعاء 12 أبريل 202304:50 م

"يا زائر هذا المقام لك الرضا... ففيه همام مثله لا يوجدا

دعاه إله العرش لبى مؤرخاً... بظهر البقاء عبد اللطيف مخلدا"

تستوقفك تلك الأبيات عند مدخل ضريح القاياتي بمركز العدوة في محافظة المنيا جنوب مصر، وتتخذ هيبة المكان في ناظريك بعداً إضافياً، عندما تعرف أن هذا الضريح كان ملاذاً ومخبأً لزعماء أثّروا في تاريخ مصر الحديث واحتموا به في أوقات كربهم وشدتهم. مكثوا جميعهم في نفس الحجرة رغم اختلاف الزمان، حجرة "المضيفة" التي حافظت على نفس تفاصيلها وإن تبدلت القرون.

مجموعة القاياتي

في "نظم العقيان في أعيان الأعيان" للإمام جلال الدين السيوطي، يأتي ذكر الإمام محمد بن على بن محمد القاياتي المعروف بشمس الدين محمد بن علي نسبة إلى شمس الدين الشافعي، أو "الإمام الشافعي" الذي كان شيخ الإسلام القاياتي قاضي قضاة مذهبه في مصر.

دعنا من الجدل الدائر حول هل هو نصاب محترف أم وطني مخلص أم كلاهما معاً. المهم في هذه الحكاية أن أسرة القياتي لم تبخل بمندرتها التي تضمنها المجموعة الأثرية على حافظ نجيب، أحد أشهر الشخصيات المثيرة للجدل في تاريخ مصر الحديث

القاياتي الكبير الذي ولد – حسب كتاب السيوطي- في سنة 870 ميلادية هو العميد الأشهر لأسرة القاياتي العريقة، التي تحمل قرية "القايات" اسمها، وهي القرية التي تضمّ ضريح شيخ الإسلام القاياتي ضمن مسجد ومجموعة أثرية نشد إليها الرحال في هذا التقرير، وكان المسجد محطة في سيرة عدد من الشخصيات البارزة في تاريخ الحركة الوطنية المصرية.

مجموعة القاياتي

في الساحة الكبرى لقرية القايات في مركز العدوة بمحافظة المنيا، تقع تحفة معمارية يمتد تاريخها إلى مطلع القرن الثالث عشر.

رغم أن المسجد بُني في ذروة العصر المملوكي، فإن عمليات الترميم والإضافة جعلت تصميمه الحالي يشتمل على بعض العناصر العثمانية، وإن بقي منبره الأثري على حاله من دون تغيير، وهو إحدى قطعتين اثنتين متماثلتين، أولاهما منبر القاياتي، والأخرى منبر مسجد آيا صوفيا في تركيا

مسجد القاياتي الذي يزيد عمره على ثمانية قرون، وبُني في سنة 1258 ميلادية على يد قاضي القضاة عبد اللطيف القاياتي.

وتتكون المجموعة الأثرية من مسجد رائع التكوين وقبة ضريحية ومَضْيَفة، بناها الشيخ عبد اللطيف القاياتي داخل ديوان العائلة.

وعلى الرغم من أن المسجد بُني في ذروة العصر المملوكي، فإن عمليات الترميم والإضافة التي تمت عليه لاحقاً جعلت تصميمه الحالي يشتمل على بعض العناصر العثمانية، وإن بقي منبره الأثري على حاله من دون تغيير، وهو إحدى قطعتين اثنتين متماثلتين، أولاهما منبر القاياتي، والأخرى منبر مسجد آيا صوفيا في تركيا.

تصميم المسجد الداخلي يلتزم بمعايير العمارة المملوكية، إذ يحتوي على أربعة أروقة، أكبرها رواق القبلة، بحسب رمضان عبد العظيم، مفتش مسجد القاياتي المعيّن من وزارة الدولة للآثار والسياحة في مصر.

في داخل المسجد، العديد من العناصر المعمارية المميزة، أبرزها المنبر الفريد الذي يتكون من ثلاثة آلاف قطعة من الأرابيسك، وهو غني بالزخارف والأطباق النجمية وطاقيته المميزة على شكل قلنسوة، كما يتميز بمحراب متوج بعقد نصف دائري يرتكز على عمودين، ويتميز بزخارف نباتية

يقول عبد العظيم لـرصيف22 إن قصة إنشاء المسجد "لا تخلو من غرابة" إذ جلبت حجارة البناء من دير الأنبا صموائيل، الواقع بالطريق الصحراوي ويبعد 28 كيلومتراً قرب مدينة الفشن في بني سويف، حيث استخدمت بقايا أحجار من بوابة الدير التي سقطت واستأذن الشيخ عبد اللطيف القاياتي الرهبان بنقلها على الجمال، موضحاً أنها ليست كثيرة، وعمارة المسجد يوجد فيها حجر أو اثنان فقط رسم عليهما صلبان، وهي عادة أتبعت كثيراً بالعمارة الإسلامية التي تحوي حجارة مجلوبة من أثار مصرية قديمة أو كنائس وأديرة أكثر قِدماً.

يستقبلك المسجد بواجهته الرئيسية القابعة بالجهة الشمالية، والتي يتوسطها عقد ثلاثي مزين بخمسة صفوف من المقرنصات، على جانبيها دخلتان تحتوي كل منهما على نافذة مستطيلة يعلوها عقد أسفله قنديلية تتكون من نافذتين، وأسفل الواجهة مدخل المسجد على جانبيه مكسلتان من الحجر، وتتنوع زخارف المدخل بين "الجفت اللاعب" وعقد عاتق يعلو فتحة الباب  كتب أعلاه "إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً" ويعلوه مستطيل رخامي مكتوب عليه "الله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين".

وفي داخل المسجد، العديد من العناصر المعمارية المميزة، أبرزها المنبر الفريد الذي يتكون من ثلاثة آلاف قطعة من الأرابيسك بنظام التعشيق (من دون مسامير)، وهو غني بالزخارف والأطباق النجمية وطاقيته المميزة على شكل قلنسوة، كما يتميز بمحراب متوج بعقد نصف دائري يرتكز على عمودين، ويتميز بزخارف نباتية.

وتخرج من المسجد لتجد أمامك القبة الضريحية، وأسفلها ضريح مؤسس المسجد الشيخ عبد اللطيف القاياتي، وضريح الشيخ مصطفى القاياتي خطيب ثورة 1919، والشيخ عثمان عبد الجواد القاياتي، وتتميز القبة بواجهتها المزينة بلوحة رخامية على عتبة المدخل، كتب عليها بيتان من الشعر في رثاء القاياتي، مؤرخ بها بحساب الجمل تاريخ وفاة الشيخ القاياتي، بحسب عبد العظيم.

على ظهور الجمال

يروي الدكتور صالح الخالدي، حفيد عائلة القاياتي، أن مهندس المجموعة كان تركياً. ومن الحكايات المتوارثة في العائلة أنه اندهش من إتمام العمال حفر أساسات المسجد في 24 ساعة، ووصفه بـ"العمل الشيطاني" لاعتقاده أن عملية الحفر ستستغرق شهراً، مما جعله يمكث في القايات حتى انتهاء أعمال البناء. وأن أعمدة المسجد نُقِلَت من القاهرة للبلدة على ظهور الجمال.

ويصف في حديثه لرصيف22 المضيفة التي كانت محور معظم الأحداث و"مخبأ" الزعماء: "المضيفه بنيت مع بناء المسجد والمقام، وتم تجديد البناء العلوي أكثر من مرة، لأنها تعلو غرفه القاعة الشتوية (التختابوش)، وبها عمود من المرمر الخالص تعلوه قبته التاج علي شكل روماني، والتخاتبوش أسفل المضيفة كان مقر إلقاء الدروس الدينية في فصل الشتاء وبجانبها غرفة كبيرة تستخدم للطعام وكان ملحقاً بها فرن بعينين لخبز العيش بغية إطعام الزوار".

عائلة عريقة

قبل ذكر من أحتموا بمجموعة القاياتي، لا بد من الحديث عن العائلة التي استضافتهم، وهي عائلة القاياتي، وتتحدث عنها مجلة الإثنين والدنيا في عددها رقم 261 الصادر عام 1940، وتروي أنها عائلة جمعت بين الوجاهة والضيافة ومكانة العلم والدين ومشيخة الطرق الصوفية، وعقد لها مشيخة الفشنية – إحدى مشيخات الأزهر- 80 عاماً –حتى صدور الجريدة-. وفي العمل الوطني كان الشيخان محمد وأحمد عبد الجواد القاياتي أستاذَيٍْ أحمد عرابي من أعمدة الثورة العرابية، والشيخ مصطفى القاياتي خطيب ثورة 1919.

أول الزعماء الذين لاذوا بالمجموعة الأثرية هرباً من بطش السلطات المصرية كان ابن العائلة وخطيب ثورة 1919 الشيخ مصطفى القاياتي، الذي كان مدرساً بالأزهر ووكيل رواق الفشنية، ومدرساً للغة العربية بالجامعة المصرية وشارك في ثورة 1919 واشتهر بأنه خطيب الثورة داخل الجامع الأزهر، وعضو هيئة الوفد الثانية عام 1922، وكان نائباً عن الوفد بالبرلمان، واعتقله الإنجليز عدة مرات بين قصر النيل وسجن مصر العمومي والاستئناف، ونُفي ثلاث مرات بعيداً عن القاهرة، أشهرها إلى القايات ومجموعتها.

لم تكن القايات بالنسبة للشيخ مصطفى هي البيت الذي ولد فيه أو مخبأ من الإنجليز، ولكنه منفى بقرار من السلطة إذ خضع للإقامة الجبرية فيها، وهو ما ذُكر بكتاب "صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر" للمؤرخ المعاصر للأحداث زكي فهمي في فصل "صاحب الفضيلة الأستاذ مصطفى القاياتي"، حيث تعمد الإنجليز إتباع سياسة النفي مع القاياتي أثناء أحداث الثورة، عقب اعتقاله في منطقة قصر النيل في أول مايو/ أيار عام 1919 (قبل الثورة بعدة أشهر)، ومنها انتقل لمنفاه الأول بمدينة رفح وقضى فيها ثلاثة شهور، وبعدها نُقل للمعسكر الإنجليزي بسيدي بشر وأقام فيه 20 يوماً ثم أُفرج عنه شريطة الإقامة في بلده القايات ولا يخرج منها.

وعاد القاياتي لمضيفة عائلته ومسجدها رهن الإقامة الجبرية. لكن العقوبات الإنجليزية لم تنته عند هذا الحد، واستخدمت مشيخة الأزهر كوسيلة تنكيل أثناء الإقامة الجبرية، حيث قرر مجلس ألأزهر الأعلى إيقافه عن التدريس، بحسب ما جاء في عريضة الدعوى المرفوعة من الشيخ ضد مشيخة الأزهر بمحكمة القاهرة الإبتدائية، واختصم فيها كل من الشيخ محمد أبي الفضل شيخ الأزهر وأحمد محمد يكن باشا وزير الأوقاف.

وجاء في عريضة الدعوى المقدمة من المحامي محمد أبي شادي بك، "الإجراءات المتخذة من الأزهر أنها قطعت مرتبه من ديسمبر عام 1920، مخالفة لقانون الأزهر، الذي حدد قطع الراتب في حالة الامتناع عن التدريس أو مخالفة الشرع أو انتهاجه منهجاً يضر بالعلم والعلماء، وقطعت جرايات الطالب وهي جراية التدريس وجراية الانتساب وجراية وكالة رواق الفشنية، والمثير للجدل أن الجراية الأخيرة لا علاقة بها بالتدريس في الأزهر وإنما لكونه وكيلاً لرواق الفشنية التي كانت يجب أن تصرف له بموجب نص الواقف محمد سلطان باشا".

وبقى القاياتي في محبسه ببلده إلى أول إبريل/ نيسان عام 1921، لينضم لهيئة الوفد الثانية التي شُكِّلت من 26 شخصية لتمثل المجتمع المصري بجميع أطيافه، مما أعاده للمعتقل في 4 أغسطس/ آب عام 1922.

مخبأ "حافظ نجيب"

دعنا من الجدل الدائر حول هل هو نصاب محترف أم وطني مخلص أم كلاهما معاً. المهم في هذه الحكاية أن أسرة القياتي لم تبخل بمندرتها التي تضمنها المجموعة الأثرية على حافظ نجيب، ولمن لا يعرفه هو واحد من أشهر الشخصيات المثيرة للجدل في تاريخ مصر الحديث.

يحكي نجيب في مذكراته  تفاصيل رحلة هروبه إلى القايات، مبيّناً أنه وصل للبلدة بجلباب أزرق ونعال بالية قادماً من القاهرة، والمثير للدهشة أن نجيب كشف عن هويته الحقيقية بمجرد وصوله إلى الشيخ عبد الوهاب القاياتي ملتمساً منه البقاء بالمنزل كسائر الغرباء

حافظ نجيب "طريد العدالة" الذي وضع لنفسه تاريخاً أقرب للأساطير في كتابه "اعترافات حافظ نجيب"، لجأ إلى مسجد القاياتي مختبئاً من ملاحقة السلطات في القاهرة.

يحكي نجيب في مذكراته التي سبقت الإشارة إليها تفاصيل رحلة هروبه إلى القايات، مبيّناً أنه وصل للبلدة بجلباب أزرق ونعال بالية قادماً من القاهرة، والمثير للدهشة أن نجيب كشف عن هويته الحقيقية بمجرد وصوله إلى الشيخ عبد الوهاب القاياتي ملتمساً منه البقاء بالمنزل كسائر الغرباء، ما يشير إلى أن مجموعة القاياتي اشتهرت في تلك الفترة بتقديم الملاذ لمن يتحدون سلطات القصر والاحتلال، ما جعل "الأديب المحتال" يلجأ إلى أسرة القاياتي.

بحسب حكاية نجيب، تعجب الشيخ من موقف حافظ نجيب رغم أنه كان بإمكانه البقاء دون البوح بحقيقته وسأله عن السبب، فرد نجيب بأنه لا يريد خداع أهل البيت، وحينها قال الشيخ الوهاب "ما أقساك يا حافظ. لقد أحرجتني. نحن رجال دين لا رجال عدالة. والقانون يكرهني على رفض حمايتك. والمروءة ترغمني على تحقيق رغبتك بإيوائك".

طلب الشيخ من نجيب أن ينزل بدار الضيافة كغيره من الغرباء، وأن يذكر ما شاء من الأسباب التي تدعوه لتلك الإقامة من دون أن يشركه فيها.

أقام نجيب بقاعة الاستقبال وبات ليلته الأولى على المصاطب المعدة للغرباء حولها، وادعى أنه "مجنون" خرج من مستشفى المجاذيب بعد أن قضى أعواماً فيها وبعد شفائه تنقل بين القرى حتى وصل للقايات لأنه لا يعرف أهله.

كانت دار الضيافة في عصر حافظ نجيب مأوى لطلاب الأزهر أثناء عطلتهم السنوية وتعقد فيها مجالس الشيخ مصطفى القاياتي لتدريس كتاب الجوامع بأحد قاعات الدور العلوي للمضيفة.

وأرتبط نجيب بصداقة مع الشيخ حسن القاياتي - أصبح فيما بعد أحد الأدباء والشعراء المشهورين- الذي كان مولعاً بالشعر، يجلس بدكان عطار شرق القايات وكان يضم نجيب لمجلسه، ويسأل عن ماضيه.

كانت من المفارقات العجيبة أثناء إقامة حافظ نجيب بالقايات، أنه تقدم بخطاب لمدير جرجا لطلب وظيفة رداً على إعلان من مجلس المديرية لطلب مدرسين لمدرسة سوهاج الإبتدائية، ذاكراً روايته لأهل القايات، وطلب من الشيخ إبراهيم تصحيح الأخطاء اللغوية في الطلب، وبعد أن قرأ الشيخ قال "لغة الكاتب وأسلوبه يبعثان على الإعجاب، وليس بين العقلاء كثيرون بمقدورهم الكتابة بهذا الإسلوب"، فضحك الحاضرون.

وكانت المفارقة الثانية تردد بعض رجال البوليس على المضيفة كزوار، ومنهم رئيس نقطة بوليس الشيخ مسعود، وهو يدعى أحمد أفندي لطفي، الذي سمع قصة نجيب وأعجب بها.

مخبأ السادات

الزائر الشهير التالي لمضيفة القايات هو الرئيس أنور السادات، الذي جاء إليها هارباً عام 1946 بعد اتهامه في قضية اغتيال أمين عثمان، التي بسببها جُرِّد من رتبته في الجيش المصري.

بدأت رحلة السادات في الهرب من القاهرة إلى قرية بشبيش ومنها لقرية دمرو في المحلة الكبرى، وهي التي كتب عنها في جريدة "مايو" بعد أن أصبح رئيساً للجمهورية، ثم انتقل مباشرة إلى الصعيد حيث بلدة القايات، بحسب رواية الخالدي.

وأكد حفيد عائلة القاياتي أنه استقبال الأٍسرة للسادات لم يختلف استقبال عن استقبالها لحافظ نجيب كثيراً رغم اختلاف الأزمنة، إذ ذهب السادات للشيخ عبد العظيم القاياتي وكشف له عن حقيقته، وجلس في المضيفة كأحد الغرباء من دون أن يعرف أي شخص خارج العائلة أمره، خاصة أنه كان يتردد حكمدار البوليس ومسؤولو الإدارة المحلية في رحاب مشايخ القايات لأخذ الرأي أو حتى لمجرد التبرك به، ولكن السادات اختار أن يتنكر على هيئة فلاح من عابري السبيل، وكان يعرف حقيقة السادات إثنان هما حسن القاياتي عضو مجلس النواب الوفدي عن الدائرة الذي تقلد المنصب منذ عام 1945 وحتى ثورة 1952، والآخر هو الشيخ كامل القاياتي والذي كان في هذا الوقت شاباً في العشرين من عمره.

ارتبط السادات وكامل بصداقة قوية، نبعت من كون الأخير دائم التردد إليه بالمضيفة وقائم على شؤونه، وظل السادات مختبئاً في القايات حتى رحل عنها إلى قرية صفط أبو جريح في بني مزار، ولم ينس صداقته بكامل القاياتي، خاصة بعد اشتغال كامل بالسياسة، إذ أصبح عضواً في أول برلمان بعد الثورة عام 1957 عقب وفاة النائب الوفدي حسن القاياتي، وبعد تولي السادات الرئاسة أصبح كامل سكرتيراً للرئيس عن شؤون الحكم المحلي بالصعيد ورئيس لجنة الحكم المحلي بالبرلمان ولاحقاً بات شيخ البرلمانيين المصريين بعد تمضيته 40 عاماً تحت القبة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard