في القرن التاسع عشر أصدر الباب العالي في السلطنة العثمانية، مجموعة من القوانين لتنظيم ملكية الأراضي بشكل رسمي، عرفت باسم الطابو، فأعطت عمليات التسجيل الفرصة لأصحاب النفوذ من مالكي الأراضي الكبيرة، للاستيلاء على البقية الباقية من الأراضي الخارجة عن سلطة الإقطاع، وبذلك تحول صغار المُلّاك من المزارعين الذين عاشوا على أرضهم أحراراً إلى أجراء ومرابعين، عند سادتهم الإقطاعيين، إلا أن بعضهم رفض الرضوخ لهذا الظلم.
بهذه الافتتاحية، يبدأ مسلسل "الزند: ذئب العاصي"، من كتابة عمر أبو سعدة، وإخراج سامر البرقاوي، وإنتاج الصبّاح إخوان، ومن بطولة تيم حسن وآخرين، ويتخذ العمل من منطقة حوض العاصي، وسهل الغاب، مسرحا للأحداث، وهي المنطقة الواقعة شرق جبال اللاذقية وساحل سوريا، وجنوب جسر الشغور، وغرب حماة، وإلى الشمال الغربي من حمص. وتختلط في المنطقة تلك الطوائف بين مسيحيين وعلويين ومسلمين سنة، بالإضافة إلى الطائفة المرشدية من أتباع سليمان المرشد، وكان يخضع هذا التشكيل الاجتماعي بأسره، في الفترة تلك، لثقافة موالية لثقافة الساحل في سوريا، من حيث اللهجة والثياب والتقاليد، وغيرها من عناصر الثقافة الشعبية الأولية.
المعالجة التقنية
قبل الغوص في تحليل النص والأداء، لا بد من الإشارة إلى المعالجة التقنية للعمل، حيث يقدم صورة مختلفة، قوامها النضج في التجربة والخبرة المدعومة بالإنتاج الضخم، ويظهر ذلك من خلال كوادر التصوير، والمواقع المصممة بشكل دقيق، فتكاد المباني تتطابق مع تلك العالقة في ذاكرة التاريخ، كلكنة حمص الشهيرة، وغيرها من المقرات العثمانية السابقة في سوريا.
كما يستخدم المسلسل آليات مدهشة، يمكن تبيُّنها من خلال طريقة التصوير، والتي تراعي أدق التفاصيل، إذ تركز حيناً على تعابير الوجوه، وأحياناً على لغة الجسد، دون أن تقضم من حصة المشهدية العامة، فتعمد إلى طريقة الـ"Cut Away" التي تتيح للمشاهد مراقبة الحدث من أكثر من زاوية، دون أن تضيّع عليه فرصة مشاهدة أي تفصيل مهما كبر أو صغر، وهذا أمر من شأنه أن يشرك المُشاهد في الموقف، حتى لكأنه يمشي جنباً إلى جنب مع بطل المشهد، فيشاهد ما يشاهده البطل بالترتيب، فيندهشان معاً أمام المدهش، ويبردان معاً أمام الباهت، ويسقطان معاً في مواجهة الرصاصة.
طريقة التصوير تراعي أدق التفاصيل، إذ تركز حينا على تعابير الوجوه، وأحيانا على لغة الجسد، دون أن تقضم من حصة المشهدية العامة
كذلك يركّز العمل على التلوين الحداثي، الذي يضفي متعة على المشاهدة، دون انتقاص من حصة التاريخ كبطل خفي للعمل، فلا بهرجة ولا تجميل لصورة الواقع المرّ، ولا "تزويق" لأشكال القرى والجرود والبيوت، إنما ضبط جميل للألوان فقط.
العمل يفوز في أية مقارنة يعقدها المتلقي بينه وبين أي عمل آخر، على صعيد استخدام الـ"غرافيكس" المشغول بعناية يصعب معها تمييز الحقيقي من الافتراضي من المَشاهد، خصوصاً في الـ"Inserts" التي اختار المخرج غالباً أن يضعها للانتقال من ضيعة إلى أخرى، أو من مدينة إلى أخرى.
ولا يمكن تجاوز الحديث عن مشاهد الاشتباكات والقتال على أنواعها، سواء بالأسلحة الخفيفة كبنادق الماوزر، أو بالسلاح الأبيض كمعاول الفلاحين وفؤوسهم وخناجرهم، ثمة دينامكيّة تصوير تستحق الإشادة، فضلاً عن الخدع المتطورة، التي تعكس استفادة في محلها من الإنتاج العالمي، كالمسلسلات التاريخية التركية، من حيث التنفيذ والتصوير.
المعالجة الدرامية
يعتمد أبو سعدة في كتابته لمسلسل الزند، أسلوب الحبكات المتوالدة، عبر سلسلة تحديات يتصل بعضها ببعض على نحو مشوّق، كلما ظن المتلقي أن العقدة انفرجت، يأتي إليه بعقدة أخرى تستحيل معها قراءة أي فرج في الأفق، لكنه يبدع في آخر الأمر في حل العقدة تلك على نحو منطقي، تكاد تصدق معه أن القصة حقيقية، لا يشوبها تخييل أو تطوير، وهذا نجاح يحسب لكاتب النص ومطوّريه؛ فالقصة كي تحكى يجب أن تنطوي على أحداث خارقة للعادة، إلا أن المبالغة من شأنها إفساد الدهشة أحياناً، حين يسقط الحدث في فنتازيا تتسبب في إخفاق النص بالسيطرة على حواس المتلقي إذا شعر للحظة واحدة أن الخيال أصبح يحرّك خيط السرد، ففي هذه اللحظة ينقطع خيط التعاطف مع الناس الذين يعبّرون عن مشاعر تتلاقى مع مشاعر المتلقي العربي في أزماته اليومية المستمرة منذ الدولة العثمانية، مرورا بفترة الانتداب الأوروبي إنجليزياً كان أم فرنسياً أم إيطاليّاً، ووصولاً إلى حالة الاستعمار السياسي التي تهيمن على الأقطار العربية اليوم.
يعتمد أبو سعدة أسلوب الحبكات المتوالدة، كلما ظن المتلقي أن العقدة انفرجت، يأتي بعقدة أخرى تستحيل معها قراءة أي فرج في الأفق، لكنه يبدع في حل العقدة على نحو منطقي
وبين فكّي هذه المعادلة الصعبة، تلزم المحافظة على بناء أحداث واقعية بحبكات يؤطرها الخيال دون أن يقودها، وكثيراً ما يسقط الكتّاب فريسةً بين هذين الفكين، وهذا ما لم يحدث لعمر أبو سعدة.
كما يحسب للعمل تقديمه للمجتمع الريفي الشامي بأمانة، ففي تشابه قرى بلاد الشام، يعرف الواحد شكل النسيج الاجتماعي، ودور المرأة فيه، الذي يتجلى في أول الأمر بالمشاركة في الحصاد والكد والتعب، وفي التسرية عبر حبال الدبكة المتقابلة أو المتشابكة في آخر الأمر، وهو ما طوّر مشهدية الاختلاط في القرى، على عكس ما حدث مع أهل البادية مثلاً، ولم يكتفِ "الزند" بإظهار هذا الاختلاط فحسب، بل تجاوز ذلك إلى الاعتماد عليه في بناء الأحداث، عبر إتاحة دور فاعل للمرأة في البيت وخارجه، بلغت حد التحكم في الأحداث أو صناعتها، عبر شخصيات مثل "نجاة" ابنة الباشكاتب، وشمس خادمة نورس باشا الإقطاعي، وابنة الشيخ إدريس الجابي الدموي الذي وهب حياته للعمل لصالح الإقطاعيين، حتى في تتر البداية والنهاية عبر اعتماده على صوتين نسائيين، نتوقف عليهما عند الحديث عن الجهد الموسيقي في العمل، وفي ذلك ثورة على الصورة الخاملة التي رسمتها مسلسلات البيئة الشامية، للمرأة المحتجبة في بيتها، بين الطبخ والتنظيف والقيام على رعاية الأبناء وحسب.
يُحسب للعمل تقديمه للمجتمع الريفي الشامي بأمانة، وشكل النسيج الاجتماعي، ودور المرأة فيه
على المستوى الاجتماعي العام، يعرض المسلسل أيضاً، شرائح المجتمع السوري، بل الشامي آنئذ، مظهراً الغنى الثقافي للمنطقة، فتطوف الأحداث من المجتمع الريفي، بين الفلاحين بملابسهم المتواضعة وتعليمهم المحدود، إلى المجتمع البدوي الذي يعيش على إدارة الطرق، وتجارة الأسلحة، أو التحكم بعمليات التهريب أو العمل لصالح الإقطاع عبر قطع الطرق، إلى المجتمع المدني المتعلّم، والمتأثر بالثقافة العثمانية التي تظهر من خلال الملابس والسلوك والإتيكيت، ولا ينسى العمل التعرض للفئات الضيقة، كالغجر الذين يقعون في موقع مؤثر على خريطة الأحداث. وفي هذا الطواف عرض للطبقات الاقتصادية للمجتمع أيضا، من فلاحين وعسكر وموظفين وتجار وإقطاعيين، هذه الإحاطة المهمة بكل هذه الشرائح، أتاحت إعادة تقديم مجتمع بلاد الشام دون أي انزياحات أو افتراءات، أو تلاعب في الثقافة التاريخية لهذه المنطقة الغنية.
القصة وسؤال المقولة
في القصة يُقتل والد الفتى عاصي الزند أمام عينيه دفاعاً عن أرضه من استحواذ الإقطاعيين، فيحاول الانتقام له عبر طعن قاتله، وعندما يشب يقرر استرجاع الأرض، عائداً من الخدمة العسكرية في أوروبا الشرقية، فتبدأ معركته مع نورس باشا الإقطاعي صاحب النفوذ والسلطة القوية، التي تعبر عنها علاقاته مع العسكر السلطاني من جهة، ومع البنك الإنجليزي من جهة أخرى، وهنا يواجه المُشاهدُ سؤالاً كبيراً، هل سيخلص العمل إلى تمكّن ثلة من الشباب الفلاحين الذين تسلّحوا بأعجوبة من الانتصار على الدولة العثمانية والمملكة المتحدة مجتمعتين؟ أم سينتهى الأمر بسحق نواة التمرد قبل أن تتحول إلى ثورة؟ إن كانت الإجابة انتصار الفلاحين، ففي ذلك مخالفة للتاريخ، إذ استمرت الهيمنة العثمانية حتى مطالع القرن العشرين، وإن كانت الإجابة هزيمة هؤلاء المتمردين، فكيف للأبطال المجبولين بدقة على الصمود، أن يقنعوا المشاهدين بالهزيمة؟
لكن الأحداث تنتهي فيما يبدو إلى انتصارات صغيرة لهؤلاء الفلاحين، يتسبب تكاثُرها، في تصدع الدولة العثمانية من الداخل، بالتزامن مع تصدعات التوسع، وهي تتحول إلى رجل أوروبا المريض، فضلاً عن التناحر الخفي بين العثمانيين والإنجليز، وهي العوامل الأساسية لسقوط السلطنة، وفقا لمقولة التاريخ، وهذه براعة في السرد، أساسها خلق المتخيّل من المتن الحقيقي.
أداء فوق العادة
الظاهرة العامة التي تجلل فريق التمثيل في مسلسل الزند، هي التقمص التام للشخصيات، وقد أعانتهم على ذلك الخبرة والمهارة، لكن اللغز المدهش يتجلى في أن الجميع بمن في ذلك المجاميع والكومبرس، قدموا أدوارهم على نحو لا يشوبه خلل، فأصغر المشاهِد وأقصرها، وأقلها أهمية، لم تعتمد على ممثلين متواضعي المهارة، فلكأن سامر البرقاوي أولى هذه النقطة عناية فائقة، انعكست على الصورة العامة للأداء، خالقة تساؤلاً لذيذاً: من أين استطاع الإحاطة بكل هذه المواهب حتى في أبسط اللوحات؟!
يُقتل والد الفتى عاصي الزند أمام عينيه دفاعاً عن أرضه من استحواذ الإقطاعيين، وعندما يشب يقرر استرجاع الأرض، عائداً من الخدمة العسكرية في أوروبا الشرقية
نجوم العمل كثر، منهم ثلة من الصفين الأول والثاني، وفريق من الصفوف الخلفية أيضاً، من أولئك الذين لم يحظوا بفرص كافية لإظهار مهاراتهم، ويحسب للزند أنه حقق لمعظمهم هذه الفرصة، وهو أمر مبشر بصعود مجموعة كبيرة من النجوم في أعمال لاحقة، يشغلون مقاعد البطولة، مشكلين مشهداً درامياً أكثر حيوية وتنافسية، فضلاً عن إشراك ممثلين من أقطار أخرى، كالأردن والسودان.
أما بطل العمل تيم حسن، فقد تمكن على نحو مرض من التخلص من شخصية "جبل شيخ الجبل" التي قدمها في مسلسل الهيبة منذ عام 2017 حتى عام 2022، والمعجِز في أداء تيم حسن، هو قدرته على المضي نحو الشخصية التي يلعبها، بعكس فنانين آخرين يعمدون إلى جرّ الشخصيات إليهم وتطويعها بما يلائم قدراتهم، إنه قادر على التغيّر بما تقتضيه الشخصية الدرامية، وقادر على تفصيل ملامح وانفعالات ومِشية جديدة في كل مرة، فنان عابر للنماذج وللجهات، متمكن ومرن، لا يعتمد على سماته الفارقة، إنما على تحوير سماته لتُطابق النص والصورة والزمن الذي يتحرك فيه داخل كل عمل.
تمكن تيم حسن من التخلص من شخصية "جبل شيخ الجبل" التي قدمها في مسلسل الهيبة منذ عام 2017 حتى عام 2022
يمكن ملاحظة ذلك بجلاء من خلال قياس المسافة بين دوريه في مسلسل تشيللو ومسلسل الزند وقوفاً على مسلسلات أخرى كثيرة، كمسلسل الهيبة، والتغريبة الفلسطينية، ونزار قباني، ونص يوم، والانتظار، وزمن العار، وربيع قرطبة، فلا يكتفي حسن بأداء المطلوب منه –على ما يبدو- بل يتماهى نحو ما هو أبعد من ذلك، عبر تصميم شخصية تختلف تعابيرها عن سابقاتها، ليس عبر تطوير جمل جديدة يمكن أن تصبح "تريند"، بل عبر انفعالات تتصل جوهريا بالشخصية التي يلعبها، ففي التغريبة الفلسطينية مثلا، أصبح "علي" أستاذاً في الجامعة، لكن مشية الفلاح الخَشُوع لم تفارقه، كما أن اهتزاز الثقة بالنفس الذي عادة ما يلازم الفلاح في اقتحامه للطبقات الاقتصادية والاجتماعية العليا، كان بادياً عليه بشكل مدهش، وهذه حرفة تقلبت وتغيرت عبر أدواره اللاحقة، كان آخرها مثلا حركات كمدِّ الذراع في الأفق للفت نظر الشخص المخاطَب، ومشية الفخور كعسكري أتم الخدمة مصقولاً بتجارب حادة في حروب البلقان، والغمزة المصحوبة باندلاع طرف اللسان في مواقف التحذلق التي تنتهي بانكشاف أمره، هذه المراوحة الجميلة بين الثقة واللا ثقة، تتطلب مرونة وذكاءً في تشخيصها.
وإن كان تيم حسن متوّجاً منذ زمن بعلامات تامة في أدوار عديدة، فإن "الزند" يقدّم أنس طيارة الذي يلعب دور نورس باشا، كهدية للدراما السورية، عبر أداء متمكن، ولغة جسد وتعابير وجه مضبوطة بدقة، ولهجة حمصية متقنة، فلا يبالغ طيارة ليذكّر الناس بأنه "باشا" ابن "باشا"، كما لا يعتمد على لقب الباشا ليقنعنا بأنه إقطاعي وذئب خطير، إنما يستثمر في ملامحه الخَلقية، كالشعر الفاتح والفك العريض، والطول الفارع والقوام الممشوق، مؤطراً ذلك بانفعالات مستفزة تطابق معايير الشخصية التي يتولاها، ولكن على نحو مقنع، دون ليّ في طريقة الكلام، متخلياً عن الصوت المرتفع في إصدار الأوامر، ومركزاً على نظرة العين كأداة مساعدة، والابتسامة الصفراء كأداة للنيل من الخصوم، هكذا تمكن طيارة من تصميم شخصية مخاتلة تتغذى على الغدر والنصب والافتراء، وتقدم على جرائمها بدم بارد، إيماناً منها بحقها في العيش على كواهل الآخرين.
وفي الإطار ذاته يقدم العمل نانسي خوري، التي تصعد السلم بحرص وبطء مدروسين، إذ تقدمت في السنة الماضية نحو جمهورها بشخصيتين مختلفتين في مسلسلين هما "كسر عظم" ثم "الثمن" ، وفاجأته بشخصية عفراء شقيقة عاصي في مسلسل "الزند" .
ويعيد العمل تقديم أسماء موغلة في المهارة، مثل الفنان القدير فايز قزق بدور "إدريس" ، ونادرة عمران بدور زعيمة الغجر، ودانا مارديني بدور الممرضة "نجاة" ، وجابر جوخدار بدور "اليوزباشي" ، وعلاء الزعبي بدور آمر الدرك، وغيرهم من الممثلين الكبار سناً ومهارة الذين لم تألفهم الشاشة من قبل.
مزاوجة موسيقية
تعكس موسيقى العمل من تتر البداية إلى تتر النهاية مرورا بالموسيقى التصويرية واللوحات الغنائية، جهداً كبيراً بذل لصالح البحث أولاً، بحث جاد في الهوية الموسيقية لمنطقة الساحل، التي تدور - كمجمل قرى بلاد الشام - في فلك العتابا، والبناء على هذه الهوية ثانياً، على نحو يتيح مساحة للفانتازيا والحداثة دون النيل من الأصالة، وهذا دور قام عليه الموسيقي الشاب آري جان سرحان، الذي أفلح في تزويج العتابا للنمط الأوركسترالي، متخذا من عتابا قديمة "قالوا يا ليلى الناس بغرامك ولوعين" تؤديها الفنانة الراحلة "نوفة البدوية" نواة للتشكيل الموسيقي، لكنه أعاد توزيعها في تتر البداية بنمط غربي، فتكاد حواسك تتوزع بين ضربات الإيقاع المستورد وحُلْيَات العتابا التي تتحرك جواك أصلاً كمشاهد شامي أو حتى عربي، وطور الموسيقى التصويرية لتشتمل على آلات رديفة لآلات الريف الشامي من شأنها تقديم أصوات أفضل دون تشويه هوية المنطقة الموسيقية، فاستخدم الدودوك الأرمني بديلاً عن الناي، واستخدم الكامونتشا التركية بديلا عن الربابة، والبزق بديلاً عن العود، فحصل على أصوات أكثر رخامة.
يقدم العمل نانسي خوري، التي تصعد السلم بحرص وبطء مدروسين، إذ تقدمت في السنة الماضية بشخصيتين مختلفتين في مسلسلين هما "كسر عظم" ثم "الثمن"
أما تتر النهاية فاستعان فيه بعتابا كان قد كتبها برهوم رزق وغنوها كثيرون من قبل "أنا وانت رفاق الدرب"، لكنه طلب من شاعرها إضافة مقاطع جديدة، ولحنها بنمط جديد تخلت فيه المغنية مها الحموي عن الحماسة المعروفة في أداء العتابا، مقدِّمَينِ اقتراحاً موسيقياً جديداً.
العمل برمته اقتراح جمالي جديد، يعيد نبش الماضي العثماني الشائك في المنطقة، ويفتح بابا للجدال على أساس الإسقاط السياسي للأحداث على التاريخ والواقع، لكنه يتيح لكل فريق فرصة استثمار المسلسل كوثيقة مساندة لرأيه، مهما كان موقفه، وهذا ذكاء يخدم الفن من ناحية، ويخدم الحركة الإنتاجية بمفهومها التجاري من ناحية أخرى أيضا.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...