على الرغم من الأضرار الجسيّمة التي خلفها وما يزال فيروس كوفيد-19 يتسبب بها، فقد ألهم هذا الفيروس العلماء والباحثين، على ما يبدو، لابتكار لقاحات لبعض الأمراض المميتة مثل السرطان ومشكلات القلب، ما من شأنه أن يُنقذ ملايين الأرواح، وذلك بحلول عام 2030 وفق تقدير الخبراء.
وفي مقال نُشر مساء الجمعة 7 نيسان/ أبريل 2023، بشّرت صحيفة "الغارديان" البريطانية بأن "لقاحات السرطان وأمراض القلب ستكون جاهزة بنهاية هذا العقد"، مبرزةً أن خبراءً قالوا إنه يمكن إنقاذ ملايين الأرواح من خلال "مجموعة رائدة من اللقاحات الجديدة" لمجموعة من الحالات المرضية، بما في ذلك السرطان.
توقعات مبشّرة
أكدت "الغارديان" أن الدراسات التي أُجريت على هذه اللقاحات أظهرت أنها "واعدة للغاية". يقول بعض الباحثين إن ما كان يتطلب 15 عاماً من التطوير، بات ممكناً إنجازه في مدة تراوح بين 12 و 18 شهراً بفضل لقاحات كورونا.
وتوقّع الدكتور بول بيرتون، كبير المسؤولين الطبيين في شركة موديرنا للأدوية، أن شركته ستكون قادرة على توفير مثل هذه العلاجات للكثير من الأمراض في أقل من خمس سنوات. علماً أن "موديرنا"، التي ابتكرت لقاحاً رائداً ضد فيروس كورونا تعمل على تطوير لقاحات لأنواع مختلفة من السرطان.
شرح بيرتون: "سيكون لدينا هذا اللقاح وهو فعال للغاية سوف ينقذ مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين من الأرواح. أعتقد أننا سنكون قادرين على تقديم لقاحات مخصصة للسرطان ضد أنواع مختلفة من الأورام للمرضى في جميع أنحاء العالم".
"اكتسبنا ما يعادل عقداً من المعرفة العلمية في عام واحد فقط"... شركات أدوية عالمية تستفيد من تقنيات لقاحات كورونا الجديدة لتطوير لقاحات ضد السرطانات وغيرها من الأمراض التي عجز البشر حتى الآن عن إيجاد علاج لها
وأضاف أنه يمكن تغطية التهابات الجهاز التنفسي المتعددة بحقنة واحدة، ما يوفر الحماية للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بكوفيد والإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي (RSV) بينما قد تُتاح علاجات الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) للأمراض المستعصيّة التي لا توجد أدوية لها حالياً. تعمل علاجات mRNA عبر تعليم الخلايا كيفية صنع بروتين يحفز الاستجابة المناعية للجسم ضد المرض، وهي التقنية التي استُحدثت في عدد من لقاحات كورونا.
وتابع بيرتون: "أعتقد أنه بعد 10 سنوات سنقترب من عالم يمكنك فيه تحديد السبب الجيني للمرض ثم تعديله وإصلاحه باستخدام التكنولوجيا القائمة على mRNA".
لكن بعض العلماء يحذرون من أن هذا التقدم المتسارع، الذي قفز "بدرجة كبيرة" في السنوات الثلاث الماضية بفضل الإصرار على إنهاء جائحة الفيروس التاجي، قد يضيع في حال عدم الإبقاء على هذا المستوى العالي من الاستثمار.
ومن شأن لقاح السرطان القائم على تقنية mRNA أن يُنبّه الجهاز المناعي إلى وجود سرطان ينمو في جسم المريض، بحيث يتمكن الجسم من مهاجمته وتدميره دون الإضرار بالخلايا السليمة. يتضمن ذلك تحديد شظايا البروتين الموجودة على سطح الخلايا السرطانية غير الموجودة في الخلايا السليمة، والتي من المرجح أن تؤدي إلى استجابة مناعية، ثم إنشاء قطع الـmRNA التي ستوجّه الجسم إلى كيفية تصنيعها.
وتتم هذه العملية على عدة خطوات. أولاً، يأخذ الأطباء خزعة من الورم ويرسلونها إلى المختبر لمعرفة تسلسل المادة الجينية لتحديد الطفرات غير الموجودة في الخلايا السليمة.
بعد ذلك، تُحدِد خوارزمية التعلم الآلي أيّاً من هذه الطفرات مسؤولة عن دفع نمو السرطان. وبمرور الوقت، يتم التعرف أيضاً على أجزاء البروتينات غير الطبيعية التي من المرجح أن تؤدي إلى استجابة مناعية. بعد ذلك، يتم تصنيع mRNAs لمعظم المستضدات الواعدة وتعبئتها في لقاح شخصي.
أوضح بيرتون أن الأشهر الأخيرة كشفت أن تقنية الـmRNA ليست ناجعة ضد الأمراض المعدية أو كوفيد-19 فقط. "يمكن اعتمادها لجميع الحالات المرضية. نحن نجرّبها في علاج السرطان والأمراض المعدية وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض المناعة الذاتية والأمراض النادرة. لدينا دراسات في جميع هذه المجالات وقد أظهرت جميعها مؤشّرات إيجابية للغاية".
"الأوبئة تهديد لا يقل خطراً عن التهديدات العسكرية إن لم تكن أخطر"... علماء يحثّون على الاستفادة من التقدّم الكبير في إنتاج اللقاحات في ظل الجائحة ويحذرون من "عودة للوراء" بخفض الاستثمارات في تطويرها
"علاج واعد"
في كانون الثاني/ يناير 2023، أعلنت موديرنا عن نتائج تجربة لقاحها التجريبي mRNA لفيروس RSV في مراحله الأخيرة، مبرزةً أنه كان فعّالاً بنسبة 83.7% في وقف السعال والحمّى لدى المرضى الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً وما فوق. بناءً على هذه النتائج، منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) اللقاح تصنيف "علاج واعد".
لاحقاً في شباط/ فبراير، منحت FDA نفس التصنيف للقاح موديرنا للسرطان، بناءً على نتائج تجربته على مرضى سرطان الجلد الميلانيني. ولا يعني هذا التصنيف موافقة نهائية على صرفه للمرضى بل يعني أن فوائده أكثر من آثاره الجانبية، ويمنح الموافقة على تسريع المراجعة التنظيمية (الأبحاث والتجارب) تمهيداً لاعتماده وتوفيره للعامة.
بحسب بيرتون، "أدى الوباء إلى تسريع هذه التقنية (يقصد لقاحات mRNA). سمح لنا أيضاً بتوسيع نطاق التصنيع، لذا فقد أصبحنا قادرين بدرجة أكبر على إنتاج كميات كبيرة من اللقاحات بسرعة".
بدورها، دخلت شركة فايزر المرحلة الأخيرة من التجارب السريرية للقاح الإنفلونزا المعتمد على تقنية mRNA، بينما تهتم بتطبيقه في أمراض معدية أخرى، بما في ذلك الهربس النطاقي، بالتعاون مع شركة بيونتيك.
قال متحدث باسم "فايزر": "لقد أفادت الدروس المستفادة من عملية تطوير لقاح كوفيد-19 نهجنا العام في البحث والتطوير بالاعتماد على تقنية mRNA، وكيف تجري فايزر البحث والتطوير على نطاق أوسع. اكتسبنا ما يعادل عقداً من المعرفة العلمية في عام واحد فقط".
أفادت تقنيات اللقاحات الأخرى أيضاً العلماء والباحثين، بما في ذلك اللقاحات من الجيل التالي المعتمدة على البروتين، مثل جرعات لقاح شركة التكنولوجيا الحيوية نوفافاكس المعتمد على إدخال جين معدّل لاستنفار مناعة الجسم لمقاومة العدوى.
في هذا الإطار، أكد الدكتور فيليب دوبوفسكي، رئيس قسم البحث والتطوير في "نوفافاكس" أنه "كان هناك تسارع هائل، ليس فقط في تقنيات اللقاحات التقليدية، ولكن أيضاً في التقنيات الجديدة التي لم تكن مرخصة من قبل. بالتأكيد، يقع mRNA ضمن هذه الفئة، كما هو الحال بالنسبة للقاحنا".
أما الدكتور ريتشارد هاكيت، الرئيس التنفيذي لتحالف ابتكارات التأهب الوبائي (Cepi)، فاعتبر أن أكبر تأثير للوباء كان تقصير الجداول الزمنية لتطوير العديد من اللقاحات التي لم يتم التوصّل إليها سابقاً، مردفاً "هذا يعني أن الأشياء التي كان يمكن تطويرها خلال العقد المقبل أو حتى 15 عاماً، تم تقليص زمن تطويرها إلى عام أو عام ونصف العام".
من جهته، حذّر البروفيسور أندرو بولارد، مدير مجموعة أكسفورد للقاحات، من "العودة إلى الوراء" وخفض الاستثمار في اللقاحات الخاصة بالأمراض المميتة والمعدية إلى ما كان عليه الوضع قبل الوباء، مشدداً على أن "الأوبئة تهديد لا يقل خطراً عن التهديدات العسكرية إن لم تكن أخطر"
انضم/ي إلى المناقشة
jessika valentine -
منذ أسبوعSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ شهرحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع
محمد الراوي -
منذ شهرفلسطين قضية كُل إنسان حقيقي، فمن يمارس حياته اليومية دون ان يحمل فلسطين بداخله وينشر الوعي بقضية شعبها، بينما هنالك طفل يموت كل يوم وعائلة تشرد كل ساعة في طرف من اطراف العالم عامة وفي فلسطين خاصة، هذا ليس إنسان حقيقي..
للاسف بسبب تطبيع حكامنا و أدلجة شبيبتنا، اصبحت فلسطين قضية تستفز ضمائرنا فقط في وقت احداث القصف والاقتحام.. واصبحت للشارع العربي قضية ترف لا ضرورة له بسبب المصائب التي اثقلت بلاد العرب بشكل عام، فيقول غالبيتهم “اللهم نفسي”.. في ضل كل هذه الانتهاكات تُسلخ الشرعية من جميع حكام العرب لسكوتهم عن الدم الفلسطيني المسفوك والحرمه المستباحه للأراضي الفلسطينية، في ضل هذه الانتهاكات تسقط شرعية ميثاق الامم المتحدة، وتصبح معاهدات جنيف ارخص من ورق الحمامات، وتكون محكمة لاهاي للجنايات الدولية ترف لا ضرورة لوجوده، الخزي والعار يلطخ انسانيتنا في كل لحضة يموت فيها طفل فلسطيني..
علينا ان نحمل فلسطين كوسام إنسانية على صدورنا و ككلمة حق اخيرة على ألسنتنا، لعل هذا العالم يستعيد وعيه وإنسانيته شيءٍ فشيء، لعل كلماتنا تستفز وجودهم الإنساني!.
وأخيرا اقول، ان توقف شعب فلسطين المقاوم عن النضال و حاشاهم فتلك ليست من شيمهم، سيكون جيش الاحتلال الصهيوني ثاني يوم في عواصمنا العربية، استكمالًا لمشروعه الخسيس. شعب فلسطين يقف وحيدا في وجه عدونا جميعًا..
محمد الراوي -
منذ شهربعيدًا عن كمال خلاف الذي الذي لا استبعد اعتقاله الى جانب ١١٤ الف سجين سياسي مصري في سجون السيسي ونظامه الشمولي القمعي.. ولكن كيف يمكن ان تاخذ بعين الاعتبار رواية سائق سيارة اجرة، انهكته الحياة في الغربة فلم يبق له سوى بعض فيديوهات اليوتيوب و واقع سياسي بائس في بلده ليبني عليها الخيال، على سبيل المثال يا صديقي اخر مره ركبت مع سائق تاكسي في بلدي العراق قال لي السائق بإنه سكرتير في رئاسة الجمهورية وانه يقضي ايام عطلته متجولًا في سيارة التاكسي وذلك بسبب تعوده منذ صغره على العمل!! كادحون بلادنا سرق منهم واقعهم ولم يبق لهم سوى الحلم والخيال يا صديقي!.. على الرغم من ذلك فالقصة مشوقة، ولكن المذهل بها هو كيف يمكن للاشخاص ان يعالجوا إبداعيًا الواقع السياسي البائس بروايات دينية!! هل وصل بنا اليأس الى الفنتازيا بان نكون مختارين؟!.. على العموم ستمر السنين و سيقلع شعب مصر العظيم بارادته الحرة رئيسًا اخر من كرسي الحكم، وسنعرف ان كان سائق سيارة الاجرة المغترب هو المختار!!.