غالباً ما نتحدث عن أوّل تجربة جنسيّة خاضتها المرأة، ولعلّ ذلك مرتبط بنظرة المجتمع والأهميّة التي يعيرها لتجارب المرأة الجنسيّة، خصوصاً قبل الزواج، ولكن ماذا عن أوّل تجربة جنسيّة عاشها الرجال؟ ما الشعور الذي راودهم؟ وكيف أثّر على نظرتهم إلى الجنس؟ في أيّ عمر اختبروا اللّذة الجنسيّة للمرّة الأولى؟ هل كانوا مثقّفين جنسيّاً؟ هذه أسئلة طرحناها على أكثر من رجل في محاولة لفهم تأثير التجربة الأولى على حياة الرجال ومدى مساهمتها في بناء شخصيتهم.
"هكذا أصبحت رجلاً"
في حديثه إلى رصيف22، أخبر عمر (22 عاماً)، الذي يعمل في مجال الاتصالات، كيف اختبر أوّل علاقة جنسيّة كاملة في عمر الـ16، مع فتاة كانت معه في المدرسة: "كنت معجباً بها، وكنت أتأثر جداً بأحاديث أصدقائي الأكبر مني سنّاً، إذ كانت لكلّ منهم علاقاته الجنسيّة وتجاربه الخاصّة، ما حرّك فضولي لاكتشاف هذا الشعور، وبعد أكثر من موعد، فاتحتها بالموضوع وصارحتها بمدى رغبتي في ممارسة الجنس معها لأوّل مرّة في حياتي. في البداية كانت خائفةً ومترددةً، فهي أيضاً كانت عذراء، إلا أنها وافقت بعد مشاهدتنا أكثر من فيلم على نتفليكس والحديث المتكرر عن الموضوع".
ماذا عن أوّل تجربة جنسيّة عاشها الرجال؟ ما الشعور الذي راودهم؟ وكيف أثّر على نظرتهم إلى الجنس؟ في أيّ عمر اختبروا اللّذة الجنسيّة للمرّة الأولى؟
وأضاف قائلاً: "دعيتها إلى مشاهدة فيلم سينما في صالة خاصّة، وبدأنا بالمداعبة وتبادل القبل، فشعرت بالإثارة وطلبت منها أن ننهي في منزلي ما بدأناه في السينما، وطبعاً كنت أعرف كيفيّة التصرّف لأنني كنت مثقفاً جنسياً. ففي المدرسة كان الأساتذة يفسّرون لنا ما هي العلاقة الجنسيّة والأساليب الوقائيّة التي يجب الالتزام بها، ومن ناحية أخرى جعلتي أحاديث أصدقائي الشباب أفهم تفاصيل أكثر عن هذه الأمور".
وتابع عمر قائلاً: "وضعت الواقي الذكري واستخدمت المزلّق وكنت حنوناً معها، فهي كانت خائفةً، وبعد أن أنهينا الجماع أخذنا استراحةً إلا أننا عاودنا الكرّة مرّةً أخرى، لأننا كنّا سعيدين جداً بالشعور، وأردنا تجربته ثانيةً".
وعن الشعور الذي اختبره بعد ممارسة الجنس لأول مرة، قال: "أحسست بأنني أصبحت رجلاً، خصوصاً أنني كنت أتعرّض للكثير من التنمّر من قبل أصدقائي، أمّا بعد أوّل تجربة جنسيّة لي فشعرت بالانتماء إلى شيء ما، كان فعلاً إنجازاً بالنسبة لي".
غير أن عمر بات مدمناً على الجنس، كما كشف لرصيف22: "أصبحت مدمناً على هذا الشعور، وأردت تجربته يومياً على مدى شهرين، حتى اعتدت عليه، وتغيّرت نظرتي إلى الجنس الآخر، وبدأت أهتمّ بجسد النساء من حولي وأشعر بانجذاب قويّ وجنسي إليهن، وهو ما لم أكن أشعر به من قبل".
وعن الشابة التي مارس معها الجنس لأول مرة، قال: "كنت وفياً لها طوال فترة علاقتنا التي دامت 3 سنوات، وشعرت بأنني محظوظ بأنّ هناك فتاةً في حياتي توافق على ممارسة الجنس معي، ما أعطاني ثقةً بنفسي لأنني كنت قبلها أخاف من الرفض ولا أرى نفسي جذاباً".
التجربة كانت سيئةً جداً
على عكس عمر، لم يكن وجيه (32 عاماً)، مثقفاً جنسياً، بل كان يشاهد الأفلام الإباحية ويتعلم منها كيفيّة ممارسة العلاقة الجنسيّة.
عن أول تجربة جنسية له، قال لرصيف22: "عندما كنت في الـ19، تعرفت عبر تطبيق تندر، على فتاة من الجنسيّة الفيليبينيّة تبلغ من العمر 23 عاماً، وكانت مطلّقةً ولديها ولد، وبعدها انتقل حديثنا إلى الوتساب، وأصبحنا نتبادل الأحاديث الجنسيّة والصور، ثمّ عرضت عليّ ممارسة الجنس معها، إلا أنني كنت متوتراً جداً وخائفاً من عدم معرفة كيفيّة التصرّف، ما جعلني أقذف بسرعة، وأعدنا الكرّة وكانت النتيجة مماثلةً، ما أربكني، إلا أنني في الوقت نفسه كنت فخوراً بأنني مارست الجنس لأوّل مرّة كباقي أصدقائي".
"وضعت الواقي الذكري واستخدمت المزلّق وكنت حنوناً معها، فهي كانت خائفةً، وبعد أن أنهينا الجماع أخذنا استراحةً إلا أننا عاودنا الكرّة مرّةً أخرى، لأننا كنّا سعيدين جداً بالشعور، وأردنا تجربته ثانيةً"
ولفت وجيه إلى أنّ هذه التجربة جعلته يريد المزيد من النشوة: "أصبح لديّ نوع من الغرور والثقة بالنفس، بعد أن كنت أخجل من شكل جسدي وأصبحت استخدم هذا التطبيق فقط لممارسة الجنس، وبقيت مدمناً على الجنس على مدى سنتين، إلى حين دخلت في علاقة جديّة لأوّل مرّة مع فتاة أحببتها، وكانت عذراء، وبعد أن انفصلنا عدت إلى التطبيق لتلبية رغباتي الجنسية".
بين العيب والحرام
من جهته، أوضح رفاييل (26 عاماً)، أنّ أوّل تجربة جنسيّة له كانت في عمر الـ16 عاماً، مع امرأة تقدّم الخدمات الجنسية: "كانت التجربة سيئةً جداً، إذ كانت خاليةً من المشاعر، وجعلتني الفتاة أشعر بالسوء تجاه نفسي، فلم يكن هناك أي تجاوب من قبلها. لم أُعد التجربة مطلقاً إلى أن قابلت فتاةً أُغرمت بها، وكانت لديها تجارب جنسيّة كثيرة، ودخلنا في علاقة، وساعدتني على اكتشاف جسدي ورغباتي الجنسيّة".
أمّا حسين (42 عاماً)، الذي يعمل في مجال الهندسة، فقد كشف أن مجتمعه كان متشدداً دينياً، ويعدّ الحديث عن الجنس "تابو": "لم أكن مثقفاً جنسياً، فأهلي كانوا يخجلون من الحديث معي في هذه المواضيع التي كانت في نظرهم تنطوي تحت إطار المحرّمات والعيب، حتى أنّ والدي جاء مرّةً إلى الثانويّة، وطلب من المدير ألا يُجلسني بالقرب من الفتيات"، كاشفاً أن أول تجربة جنسيّة له كانت مع جارته: "كان هناك تنميل في أطراف جسدي، وبعدها قذفت".
في السياق نفسه، قال حسين: "في عصرنا لم تكن هناك حتى أفلام بورنو، ومعلوماتي الجنسيّة اكتسبتها من الشارع ومعظمها كانت خطأً، ومع التجارب أصبحت أعرف كيفيّة ممارسة الجنس، وما الذي يجب فعله وفنّ المداعبة وكيف بإمكاني حماية نفسي من الأمراض الجنسيّة".
وأضاف: "بعد اكتشافي اللذة الجنسيّة، أصبحت أشعر بغريزتي أكثر، والتي أصبحت تتحرّك لأبسط الأسباب".
أما بيتر، فكانت تجربته الجنسية الأولى مختلفةً تماماً، وفق ما أخبر رصيف22: "كانت لي بعض التجارب الجنسيّة غير المكتملة، من مداعبة وقبلات قبل عمر الـ15، وأولى تجربة جنسيّة كاملة لي كانت مع فتاة تكبرني بـ4 سنوات ولديها تجارب جنسيّة، دعتني إلى منزلها في غياب أهلها، فكنت مستعداً فكرياً ونفسياً لما ينتظرني".
وأضاف: "شعرت بدقات قلب قويّة مصحوبة برجفة نتيجة ارتفاع الأدرينالين في جسدي، وفور وصولي قبّلتني ودخلنا في علاقة، فكانت المسألة بسيطةً وعفويّةً، ولم أضطر إلى التفكير في أدائي، إلا أنني قذفت سريعاً".
وصف بيتر ما حصل معه بـ"الإنجاز": "أعطاني ثقةً قويّةً بنفسي، وشعرت بأنني أصبحت كباقي أصدقائي، أملك تجارب جنسيّةً"، ولا ينكر إدمانه على العلاقات الجنسيّة من بعدها، طوال فترة شهرين: "إلاّ أنني سرعان ما عدت إلى قواعدي سالماً وأصبحت أفضّل ممارسة الجنس مع فتاة أكنّ لها المشاعر"، وفق ما قاله.
ما العوامل التي تؤدّي إلى صورة مغلوطة عند الرجال عن الجنس؟
في حديثها إلى رصيف22، أوضحت الاختصاصية النفسية والاجتماعية، لانا قصقص، أنّ "التجربة الجنسيّة الأولى للرجال تبدأ عادةً في سنّ المراهقة، وهي ليست بالضرورة أوّل علاقة جنسيّة كاملة، بل هي عبارة عن التعرّض لإثارات جنسيّة يشعر بها الرجل وتدفعه إلى القذف، وهي التي تساهم في تكوين المفاهيم الجنسيّة لدى الرجال، وبعضها قد يؤدّي إلى تجارب سيئة ينتج عنها خوف".
ومثال على ذلك أفلام البورنو، التي وفق لانا، "تساهم في تكوين الصورة الجنسيّة الأولى عند الرجل، وتؤدّي إلى ارتباط وتثبيت جنسي لأساليب وطرق جنسيّة غير حقيقيّة في معظمها، تدفع إلى مفاهيم جنسية خطأ وممارسات غير صحيّة، فتنتج عند بعض الرجال عقداً نفسيّةً من حجم قضيبهم، إذا لم يتناسب مع الصورة في الأفلام، وقد ينتابهم شعور بالدونيّة، أو قلّة ثقة بالنفس، ويكوّن بعضهم أفكاراً خطأً عن كيف يجب أن يكون شكل صدر المرأة أو جسدها للاستمتاع بالعلاقة، وهذه صور جنسيّة نمطيّة خطأ يكوّنها الرجال نتيجة الأفلام الإباحية ويتعاملون معها على أساس أنها الصورة الصحيحة، ما يسبب مشكلات جنسيّةً وضعفاً في الانتصاب أو حتى قذفاً مبكراً".
وكمثال آخر عن الصورة الخطأ لبعض الرجال عن الجنس، ذكرت قصقص العادة السرية: "عندما يبدأ الرجل بمداعبة نفسه، يشعر لأوّل مرّة بالرغبة الجنسيّة، وإذا ترافق ذلك وتعاليم تحرّم هذه الممارسات، يشعر الفرد بأنّه سيئ أو غير سليم، وإذا ما ترافقت مع تجربة سيئة، قد يعجز بعض الرجال عن القذف إلا لدى ممارسة العادة السريّة".
وأوضحت قصقص أنه في حال كانت أوّل علاقة جنسيّة للرجل ناتجةً عن تحرّش جنسي، فقد يصبح لديه نوع من البرود الجنسي يمنعه من ممارسة العلاقة الجنسيّة: "إذا كانت تجربته الأولى مرعبةً، فقد تتكوّن لديه صوراً جنسيةً مرعبةً ومرتبطةً بهذه الحادثة".
"التجربة الجنسيّة الأولى للرجال تبدأ عادةً في سنّ المراهقة، وهي ليست بالضرورة أوّل علاقة جنسيّة كاملة، بل هي عبارة عن التعرّض لإثارات جنسيّة يشعر بها الرجل وتدفعه إلى القذف، وهي التي تساهم في تكوين المفاهيم الجنسيّة"
وأشارت لانا إلى أن الشخصية تؤثر على نظرة الرجال إلى الجنس: "إذا كان الرجل لا يثق بنفسه، وغير متصالح مع جسده، ولديه صورة متدنيّة للذات، سيحمل هذه المخاوف وينقلها معه إلى العلاقة".
ورأت قصقص أنه في حال لم تكن التجربة موفّقةً، سيدخل الرجل المعني في دوّامة من المشكلات الجنسيّة التي قد تخلق البرود الجنسي أو علاقةً خاليةً من المتعة والانسجام، ما يؤدّي إلى طلاق نفسي أو حقيقي بين الشريكين.
وعن سبب سرعة القذف لدى ممارسة الرجل لأوّل علاقة جنسيّة له، أجابت قصقص: "هذا أمر طبيعيّ لأنّ الرجل لا يكون قد اعتاد على هذا القدر من الإثارة الجنسيّة، فجسده عاجز عن السيطرة لقلّة الخبرة، إلا أنّه مع الممارسة يتحسّن الأداء الجنسي".
هذا وختمت لانا قصقص حديثها بالقول: "كلما كانت التجربة الجنسية الأولى للرجل صحيّةً وخاليةً من الشعور بالذنب، كلما حظي بحياة جنسيّة ممتعة وجميلة والعكس صحيح".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون