"الأمومة من أصعب التجارب التي خضتها في حياتي على الإطلاق، كل خطوة بمشقة وتعب، فما بالكم وأنا مغتربة عن الوطن والعائلة". المصرية إيثار هشام تقطن في تركيا مع زوجها، أنجبت طفلها الأول هارون، أربع سنوات ونصف، في الغربة.
تقول: "اتخذت قرار الإنجاب بعد عامين من الزواج، كنت أعتقد آنذاك أني جاهزة لاستقبال فرد جديد ولكني اكتشفت لاحقاً أن الوقت مبكر على هذا قرار وأن المعايشة أصعب بكثير من القراءة".
اكتئاب ما بعد الولادة
إيثار أنجبت طفلها بانفجار في المشيمة قبل موعد ولادته بفترة وجيزة، تضيف: "شعرت بآلام شديدة فذهبنا للمشفى فأخبروني بأن حالتي خطرة ويجب أن أخضع لعملية قيصرية، خلال ثماني دقائق كنت في غرفة العمليات، مرت العملية وتمت ولادتي هارون الذي كان مريضاً، بعدها اكتشفت بأنني مصابة بديسك في ظهري، وأصابتني آلام شديدة، بالتزامن مع تشخيصي باكتئاب مع بعد الولادة الذي كانت أعراضه في ذروتها في تلك المرحلة إذ كنت مصابة بفقدان الشغف للقيام بالأعمال اليومية، وعدم الرغبة برؤية أي أحد. لا قدرة لدي حتى على الاستيقاظ، ولكني مجبرة كل يوم للقيام على القيام بمهام الأم والزوجة في ظل شعور الذنب الذي يلازمني بأنني مقصرة في حق طفلي. بقيت في هذه الدوامة عاماً كاملاً أعاني، وزوجي يدعمني ويطمئنني ويشيد بأي فعل أقوم به حتى تعافيت من المرض"."فقدت الشغف للقيام بالأعمال اليومية، ولم تعد لدي الرغبة برؤية أحد. ولكني كنتُ مجبرة كل يوم على القيام بمهام الأم". إيثار، أم مصرية تقيم في تركيا
تردف إيثار: "خلال الأشهر الأولى من الولادة كان طفلي يبكي بكاءاً هستيرياً ولم أعلم لماذا، زارتني أمي وبقيت عندي بعض الوقت وهذا ساعدني قليلاً في العناية به. وحين غادرت وبكى هارون لأول مرة لم أعِ ما هذا حقاً، ماذا أفعل حين يبكي، وهكذا حتى تعودت التعامل معه بمفردي. ظل هارون يمرض كل فترة وذهبنا لكل أطباء إسطنبول حتى اكتشفنا أنه يعاني من الربو، لم تكن رحلة حملي ولا ولادتي يسيرة، عانيت فيها بشدة من التعب الجسدي والنفسي".
تحاول إيثار منذ ولادة طفلها أن تكون علاقتها به علاقة صداقة، تأخذه للتنزه في شوارع إسطنبول بغية تكوين ذكريات لهما، وهي شغوفة بقراءة كل ما يخص تربية الأطفال، فنالت دبلوماً في التربية الإيجابية، وعكفت على البحث عن عالم الطفل في كل المراجع التربوية التي تقع بين يديها.
لم تكن ولادة الطفل الأول في الغربة صعبة فقط على إيثار، فعندما أصبحت حاملاً بطفلتها الثانية مرت بتجربة صعبة أيضاً، اكتشفت خلالها أنها مصابة بمرض مناعي مزمن منذ المراهقة، واضطرت لتناول الأدوية، وقضت شهور الحمل في المشفى، فكانت المسؤولية عليها أكبر، وبعد ولادتها عانت من اكتئاب ما بعد الولادة للمرة الثانية وها هي تُعالج منه منذ عام ونصف.
ماذا تعلمت من الأمومة؟
تقول إيثار: "علمتني الأمومة ماهية الحب اللامحدود والاستمتاع بالتفاصيل الصغيرة، وتعرفت أكثر على قيمة القراءة وكيف عليّ أن أثقف نفسي في أساليب تربية الطفل بعيداً عن الأمهات والجدات فلكل تجربة خصوصيتها".أما الفلسطينية سلام حلاوة المقيمة في إيطاليا، وهي أم لطفلة تُدعى ماريا، كانت قبل ولادة طفلتها امرأة عاملة بدوام يومي، لكن جائحة كورونا التي عصفت بالعالم أفقدتها وظيفتها، فتفرغت للعائلة، تقول: "لم نتخذ أنا وزوجي قرار الحمل بعد زواجنا مباشرة بل أعطينا أنفسنا فرصة ليفهم كل منا الآخر أكثر، وحين وجدنا أنفسنا جاهزين لهذه الخطوة فعلناها ورزقنا الله ماريا، لم تكن فترة الحمل سهلة فأنا وحدي في بلد غريب ولكني كنت أقوي نفسي لأتحمل، وتخطيت ذلك بدعمي لنفسي".
قبل اتخاذ القرار كانت سلام مترددة بسبب عدم وجود أي فرد من عائلتها بجانبها وحتى أنه لم يتسنَّ لوالدتها أن تذهب إليها كونها من غزة. ولكن بعد القرار تلاشت كل المخاوف.
عليّ أن أثقف نفسي في أساليب تربية الطفل بعيداً عن الأمهات والجدات فلكل تجربة خصوصيتها". سلام، أم فلسطينية مقيمة في إيطاليا.
تضيف: "ما سهل عليَّ فترة الحمل وما بعد الولادة هو دعم زوجي الدائم ومساعدته لي في كل الأمور، وهذا ساهم في تعزيز ثقتي بنفسي، فوجوده بمثل تلك اللحظات الحساسة جعلني أتغلب على أي أعراض نفسية صعبة، إضافة إلى أن فهمي اللغة وطبيعة البلد للمكان الذي أقيم به سهل عليَّ معرفة الأماكن المتخصصة بدعم الأم الحامل".
وعن الموقف الأصعب الذي مر على سلام خلال فترة حملها، تذكر أنه العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، إذ تدهورت حالتها النفسية، ولم تنم ليالي طويلة وأُرهقت جسدياً ونفسياً.
لا تحب سلام أن تأخذ تجارب النساء الأُخريات في الحمل والولادة كمرجع لها، ولم تهتم بسماع الحكايات حول ذلك، ولا تقارن بين حملها وحمل أي سيدة أخرى. تقول: "أحياناً كنت أستشير والدتي في بعض الأمور ولكن بالمجمل فإن المعلومة الأدق آخذها من طبيبتي الخاصة التي كانت ترد على كل تساؤلاتي وهذا أسهم في بث الراحة في قلبي".
بعد الولادة كانت سلام خائفة، ومتوترة، وسعيدة بأمومتها، تقول: "بحكم أنني تعاملت مع أطفال كُثر في عائلتي عن قرب كانت لدي بعض الخبرة التي ساعدتني في التعامل مع ماريا، إضافة إلى أن المراكز الصحية بإيطاليا تقدم تدريباً كاملاً للمرأة الحامل عن كيفية تخطي الحمل بسهولة، وتثقيفها حول طبيعية الولادة وكيفية التعامل مع الطفل أثناء الرضاعة وكل الأمور التي تخصه".
بعد عامين من الأمومة في الغربة توضح سلام أن هذه التجربة منحتها الأمل والحب للحياة، وذكرتها بما عانته والدتها معها في طفولتها. تحاول الآن أن تعلم ابنتها اللغة العربية مؤكدة أن لا قواعد ثابتة في التربية، كل له طريقته في كيفية تلقي المعلومة وتطبيقها.
أما الأردنية دانة أحمد المقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية أنجبت طفلتها قبل حوالى 13 عاماً، وكانت تملك الوقت الكافي آنذاك للاعتناء بها وبنفسها بشكل متوازن. على الرغم من غربتها كانت والدتها على تواصل دائم معها عبر الهاتف تعطيها النصائح اللازمة كونها طبيبة عملت في قسم الولادة فترة طويلة.
تقول: "لا أذكر مواقف صعبة مرت عليَّ في الحمل وما بعد الولادة. لكن بشكل عام التعب والإرهاق ورهبة التجربة وضعتني تحت ضغط كبير، لكنه مر ذلك مع دعم زوجي لي، فقد أخذ إجازة أبوة من عمله ليبقى معي، وعندما عاد إلى عمله بدأت أتأقلم على البقاء مع طفلتي بمفردنا".
وتكمل: "في غربتي كونت علاقة صداقة مع نساء كُثر، ساهمن في تخفيف الضغط النفسي عني في الأسابيع الثلاثة الأولى من الولادة، إذ عكفن بالتناوب على إعداد الطعام لي وهذا خفف العبء عليَّ ".
"كونت علاقة صداقة مع نساء كثر، ساهمن في تخفيف الضغط النفسي عني في أسابيع الولادة الأولى، وتناوبن على إعداد الطعام لي". دانة، أم أردنية، مقيمة في أمريكا
أشارت إلى أنها لم تعانِ من اكتئاب ما بعد الولادة ولكن الإرهاق الجسدي بسبب تغير الوضع العام عليها نال منها للغاية، إلا إنها بعد فترة بدأت بترتيب مهامها وتنظيم جدول نوم طفلتها. وبمساعدة الأب، مرت تلك الفترة دون وعكة نفسية شديدة.
كانت دانة وحيدة في غربتها، احتاجت لدعم العائلة الممتدة وتمنت لو تنشئ طفلتها في الوطن الأم، لكن ظروفها لم تكن تسمح بذلك، إذ ترى أن تربية طفل بمعزل عن مجتمع من الأقارب يشكل صعوبة كبيرة. فالمسؤولية تتزايد على الأم تحديداً إذ يقع على عاتقها عبء التربية الأكبر والمتابعة اليومية، وزرع الثقافة العربية واللغة أيضاً في تربية طفلها، وهو ليس بالأمر اليسير بل يحتاج لجهد دائم ووقت طويل.
كيف تتأقلم الأم مع غربتها؟
تؤكد المختصة التربوية آلاء مهدي أن الأم المغتربة يقع عليها عبء كبير في الأعوام الثلاثة الأولى من عمر طفلها، لأنها المسؤولة الأولى عن كل شؤونه ثم ينتقل هو إلى دار الحصانة جزئياً، فتقل المسؤولية عن كاهلها قليلًا، موضحة أنه يجب على الأمهات التحضير الجيد والاستعداد خلال فترة الحمل لما بعدها، وتعلم أساليب الرضاعة الصحيحة وأنواع البكاء للطفل، والمتابعة مع طبيب تغذية للحفاظ على صحتها الجسدية وصحة جنينها.
تبين آلاء أنه من المهم بناء علاقة جيدة مع الطفل حتى وهو جنين. فالحديث معه باستمرار له أثر إيجابي عليه، وبعد الولادة تبدأ مرحلة جديدة في حياة الأم إذ تكبر المهام وعليها زرع القيم فيه والسلوكيات الجيدة، ويجب أن يكون الاحترام بين الطفل ووالدته أساس العلاقة.
وتضيف أيضاً أن التعلم باللعب مفيد للغاية إذ يجب اختيار أنشطة ترفيهية مناسبة لعمر الطفل تعزز علاقة الأهل به، وقراءة القصص أيضاً من أجل إيضال المعلومات، وتنمية الخيال.
وعند سؤالها عن كيف تتأقلم الأم مع غربتها؟ تجيب: "الاندماج في المجتمع والمشاركة في الفعاليات الاجتماعية، والبحث عن كل ما يقلل من شعور الاغتراب لديك، ادمجي صغيرك مع أصدقاء من سنه للاختلاط بهم حتى لا تكوني أنت فقط محور حياته، إضافة إلى أنه من الضروري تعلم لغة البلد الذي تقطنين به حتى تسهل الحياة، ولا تتركي طفلك بدون تعلم لغته الأم، وعليك معرفة المنهاج الذي سيدرسه، وبهذا تكونين خطيت خطوة نحو التأقلم".
"ادمجي صغيرك مع أصدقاء من سنه للاختلاط بهم حتى لا تكوني أنت فقط محور حياته". المختصة التربوية آلاء مهدي
وعن تهيئة الزوجين لقرار الحمل، تبين الاخصائية النفسية دعاء عبد الحميد أن قرار الحمل وإنجاب الأطفال، هو قرار تشاركيّ مهم ينطوي عليه الالتزام بالمسؤوليات الجديدة المترتبة بما يتعلق بفترة الحمل والولادة. إذ تعد مرحلة الربع الأول من الحمل للطفل مرحلة حاسمة وذات حساسية عالية تتطلب استقرار الحالة النفسية للأم، لأن احتمال تعرض الأم لأعراض أو اضطرابات نفسية من شأنه أن يؤثر على فسيولوجية الجسم من حيث آلية الإفراز العكسي للهرمونات التي ستؤثر على صحة الجنين داخل الجسم، ولهذا انعكاسات صحية ونفسية سلبية على صحة الطفل ومستقبله.
وبخصوص الصحة النفسية للأم الحامل، تقول: "إن الأحاسيس المضطربة أثناء الحمل حالة طبيعية جداً بسبب التغييرات الهرمونية والجسدية التي تحرم الأم من عيش المرحلة بهدوء. بعد الولادة أيضاً من الممكن أن تشعر الأم بحالة من الضياع إلا أني أؤكد أن لا داعي للقلق، فهذا طبيعي في ظل وجود فرد جديد تضطر الأم للاهتمام بكل شؤونه عن قرب. وعليه، فإن الاستعداد النفسي للأم يجب أن يشتمل على خطة واضحة تسعى فيها الأم الحامل لضبط أي عوامل دخيلة من شأنها أن تؤثر على صحتها وصحة الجنين".
وتوضح أنه على الأم تقييم احتياجاتها الجسدية الصحية والنفسية ومدى جاهزيتها لخوض تجربة الحمل في الغربة وتصحيح المعتقدات المعرفية والأفكار المشوّهة معرفياً حول مراحل الحمل والولادة، والمخاوف بشأن الصورة الجسدية للأم الحامل، لأن تغيير هذه الأفكار ينعكس إيجاباً على الشعور ثم السلوك.
وتردف أن الأم يجب أن لا تتعرض للإجهاد النفسي العاطفي، لأن التوتر مرتبط بتغيرات فسيولوجية ذات صلة بتغيرات هرمونية وعصبية، فارتفاع التوتر من شأنه أن يؤثر على هرمون الكورتيزول الذي بدوره يؤثر على الصحة الجسدية للأم الحامل كاضطرابات وتغيرات في الشهية والنوم والمزاج.
بعض النساء يصبن باكتئاب ما بعد الولادة، فماذا لو اجتمع المرض مع الاغتراب، إذ ذاك يُصبح الثقل النفسي أكبر. تكمل الإخصائية النفسية: "في الوقت الذي تكون فيه الأم تحت تأثير التعب الجسدي والنفسي من الولادة، ولديها مسؤولية الطفل كاملة، تشعر بعبء كبير عليها، لذلك يجب أن تطلب من زوجها أن يقوم بدوره، كي تحصل على الراحة بهدف تجديد طاقتها، وتقرأ عن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة وأنواعه لتجنب أي انتكاسة مُحتَمَلة".
في ما يتعلق باكتئاب ما بعد الولادة، توضح دعاء: "أولاً يجب التأكيد أن الاضطرابات المزاجية التي تصيب المرأة في فترة ما بعد الولادة ليست واحدة، إنما تُصنّف حسب معايير معينة، منها توقيت ظهور تلك الأعراض وعمق تأثيرها ومدة الأعراض. مثلاً اكتئاب ما بعد الولادة "كآبة النفاس" تكون فيه انفعالات المرأة واضطراباتها بسيطة أو متوسطة، وتتمثل أعراضه في القلق والتعاسة، والإرهاق، والحزن والبكاء. وتستمر نحو أسبوعين، إذ لا تحتاج لعلاج، أي أن الأعراض تزول من تلقاء نفسها".
وتضيف: "تنتهي حالة الكآبة غالباً، وتبدأ الأم بالتعامل والتأقلم مع غربتها واحتياجها للعائلة، ولكن في بعض الأحيان تتطور الحالة، فتمر بالنوع الثاني من تلك الاضطرابات المزاجية، وهو اكتئاب ما بعد الولادة (Postpartum Depression)، وهنا تتفاوت الأعراض بين النساء، وتستمر لأسبوعين وأكثر، ويمكن أن تظهر بعد شهر أو سنة من الإنجاب، لكنها تحدث غالباً في الأشهر الأولى بعد الولادة، إذ تصاب الأم حينها بقلة الشهية أو الإفراط في تناول الطعام، وبنوبات هلع والشعور بالقلق الدائم، وتنتابها أفكار سلبية لإيذاء النفس أو الطفل، والشعور بالذنب، والغضب والانفعال، والبكاء لفترات طويلة، وفقدان المتعة".
وعند سؤالها عن نصيحة مجدية تقدمها للأم المغتربة التي تعاني اكتئاب ما بعد الولادة، تجيب: "عبّري عن مشاعرك جيداً وهذه الخطوة الأهم في العلاج، ولا تشعري بالصدمة لما تعرضت له لأن هذا وارد وطبيعي. بالتدخلات الطبية والنفسية تعود كل الأمور إلى نصابها، وعند شعورك بوجود أعراض غريبة اطلبي المساعدة من المختصين للبدء فوراً بعلاج نفسي متكامل"
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...