هل تكفي وردة بيضاء أم عطرها المحبذ أفضل؟ ولكن عطر كل سنة يبدو رتيباً ..أليس كذلك؟ رحلة إلى مكانٍ ما قد يكون أفضل.
هي الحيرة ذاتها تتجدد كُل سنة حين يحلّ عيد الأُم، فنتوه في الخيارات ماذا نقدم لأمهاتنا؟ إنها المُناسبة التي تستغلها جميع المتاجر لتزيد من نسبة أرباحها، ولكن هل كان هذا الهدف من فكرة عيد الأم؟ هل دفع أموال طائلة قادر وحده على التعبير عن الحُب؟ حب يختزل بحبل لا يزال مربوطاً بين جسدين، لم يقّصه الطبيب عند الولادة.
من أين جاءت فكرة عيد الأم؟
تمنت سيدة أمريكية تُدعى آن ريفس جارفيس مُنذ أكثر من مئة عام تخصيص يوم في السنة للاحتفال بالأم، أُمنية حققتها لها ابنتها عند وفاتها يوم 9 مايو 1905 تقديراً لما تقوم به كُل أم.
وبقيادة ابنتها آنا جارفيس، نظمت مجموعة من الأمهات حملة للاحتفال بعيد الأم في ثاني أحد من شهر مايو والذي يتزامن مع ذكرى وفاة والدتها. وتبنت الدعوة العديد من المدن في الولايات المتحدة حتى أقر الرئيس الأمريكي الأسبق وودرو ويلسون في عام 1914 ثاني أحد من شهر مايو عيداً للأم.
ويعد هذا التاريخ عطلة رسمية في الولايات المتحدة، وتبنت العديد من الدول اليوم ذاته عيداً للأم من بينها أستراليا والنمسا وبلجيكا والصين وكندا فيما تحتفل دول أخرى بعيد الأم في فترات مختلفة من العام معظمها في فصل الربيع.
أصرّت آنا جارفيس على تسمية المناسبة بـ "عيد الأم"، لا "عيد الأمهات"، تقديراً لـ "أعظم أم شهدها العالم على الإطلاق"، وهي والدتها، بحسب قولها. وتُشير آنا إلى أن الغالبية العُظمى من الأشخاص يعتبرون أمهاتهم “أعظم أم”. ولكن قبل رحيلها لفتت إلى أن الموضوع كبر كثيراً وأصبح الجميع يحتفل بأي شخصية “قريبة على أنها الأم"، مثل العمّة أو الخالة حتى إن لم تكن أماً. وهُنا كانت أول نقطة "مُعارضة" لهدفها الأصلي.
لم تتوقع مؤسِسة عيد الأم أن ينفق الشخص أموالاً طائلة للتعبير عن حبه لوالدته فاعتُقلت أكثر من مرة لملاحقتها باعة الورود الذين يستغلون عيد الأم للتربح. تعرفوا إلى الشخصية التي أسست "عيد الأم" ولماذا ندمت على فكرتها التي نواظب على إحيائها كل عام.
عيد الأم في العالم العربي
بدأ عيد الأم في العالم العربي من مصر عام 1956 عندما قامت إحدى الأمهات الأرامل بزيارة الصحفي الراحل مصطفى أمين في مكتبه في صحيفة "أخبار اليوم" المصرية وروت له عناء تربيتها أولادها الصغار بمفردها حتى تخرجوا من الجامعة وتزوجوا واستقلوا بحياتهم وانصرفوا عنها تماماً. فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير فكرة يقترحان فيها تخصيص يوم 21 مارس للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل والتذكير بفضلها.
آنا جارفيس تتبرأ من هذا العيد
أظهر تقرير لسي إن إن الأحد 12 مايو، والذي يُصادف عيد الأم في عشرات الدول حول العالم، أن آنا جارفيس لم تتحمل فكرة إنفاق الكثير من الأموال على ترتيب الزهور وبطاقات المُعايدة والشوكولاتة في عيد الأم.
وكشف التقرير أنها لاحقت بائعي الورود الذين يستغلون هذه المناسبة للربح واحتجت مراراً حتى اعتُقلت أكثر من مرة لتكديرها “الهدوء العام”.
واحتجت آنا جارفيس التي تُوفيت عام 1948 على استخدام السيدة الأولى الأمريكية إليانور روزفلت عيد الأم للترويج لأهمية الحفاظ على صحة النساء والأطفال.
وكشف تقرير سي إن إن أن الأمريكيين سينفقون العام الحالي نحو 25 مليار دولار على الورود و5.2 مليار دولار على المجوهرات في عيد الأم وأن المستهلك الواحد سينفق نحو 196 دولاراً من أجل والدته. فماذا لو عرفت آنا جارفيس عن هذه الأرقام؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...