شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
من الآن فصاعداً... سنرتدي الحذاء الرياضي مع الطقم الرسمي

من الآن فصاعداً... سنرتدي الحذاء الرياضي مع الطقم الرسمي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والتنوّع

الأربعاء 14 سبتمبر 202211:04 ص

هل كان من المسموح قبل عدة سنوات ارتداء بدلة مع حذاء غير رسمي، أو سروال ضيق بكعب، أو سروال يوغا إلى العمل؟ إنه لأمر مثير جداً للإعجاب، فمن كان يتوقع أن تعزز الملابس الرياضية مكانتها في عالم الموضة، وتستهدف العلامات التجارية الكبرى نوعاً جديداً من المستهلكين؟

الاندماج الذي يحدث بين الرياضة والموضة هو أكثر من مجرد اتجاه جديد تتبعه المجتمعات بتنوعاتها؛ بل يعكس تحولاً جذرياً في قيم المجتمع. فأينما تنظر الآن، ستجد أناساً مهتمة أكثر بتقدير أساليب الحياة الصحية وإعادة التدوير وحماية البيئة. لذا كان لا بد من استجابة حقيقية وسريعة من قبل العلامات التجارية المعنية بالملابس الرياضية من خلال الجمع بين ابتكاراتها الضرورية والتقليدية في الميزات التقنية وبين التصميم مع طريقة جديدة لفهم العلاقة بين الذوق الرياضي والترفيه.


الحياة الصحية والراحة تتغلب على الأناقة المتشددة

بدأت العلامات التجارية للملابس والسلع الرياضية بالتكيف مع هذا الواقع الجديد. الآن، بالإضافة إلى البحث وتطوير المنتجات، فإنهم يؤكدون أيضاً على تفضيلات واحتياجات العملاء الجديدة. تتعلم العلامات التجارية التمييز بين الغرض الذي صممت من أجله منتجاتها وما يستخدمه الناس بالفعل.

الاندماج الذي يحدث بين الرياضة والموضة هو أكثر من مجرد اتجاه جديد، بل يعكس تحولاً جذرياً في قيم المجتمعات. فأينما تنظر الآن، ستجد أناساً مهتمة أكثر بتقدير أساليب الحياة الصحية وإعادة التدوير وحماية البيئة

كان يجب أن تعرف هذه الشركات من هم عملائها وأن تركز ليس فقط على توفير الملابس والأحذية للرياضة ولكن أيضاً على إمكانية استخدامات أخرى، فبدأت تظهر المزيد والمزيد من المنتجات المصممة أصلاً للمنافسة على السجادة الحمراء في أحداث عالمية كحفل توزيع جوائز الأوسكار.

تعتبر الولايات المتحدة هي أكبر سوق في العالم للملابس الرياضية نظراً لإيقاع الحياة العام السريع. في أوروبا، تتصدر ألمانيا المجموعة، وتليها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة. عندما يتعلق الأمر بالترفيه الرياضي، فإن فرنسا وإيطاليا تتصدران القائمة في أوروبا. هذا ولم يمنع أن تظهر قوة رئيسية أخرى في آسيا هي اليابان، التي تعتبر إحدى أهم الوجهات التي تقصدها فرق التصميم الإبداعي من العلامات التجارية الكبرى.

مع اعتياد الرياضة واعتبارها جزءاً أساسياً من حياة المجتمع، تحتاج شركات الملابس الرياضية إلى إدراك ذلك حتى تتمكن من مواءمة أعمالها مع هذه القيم الجديدة. هذا وتحتاج أيضاً إلى مراقبة جيل الألفية، الذين سيشكلون في غضون الخمس سنوات القادمة ما يقرب من 50٪ من القوة العاملة، وهنا ستكسر الصورة النمطية للمفهوم الرياضي، وستتغير النظرة للمزيج الرياضي والموضة لتصبح حقيقة لا يمكن إيقافها لها تأثير كبير على جميع الأعمال التجارية، لذلك ربما لا يكون هذا مجرد اتجاهاً بل، تغييراً حقيقياً.

الموضة الجديدة.. بدأت مع اليوغا

لو تجولنا في أي شارع حي في أي مكان من العالم، سنجد فتيات اعتياديات لم يسبق لهن المشاركة في سباق الماراثون، أو قد لا تكون الرياضة أحد روتينهن اليومي، يتجولن بكامل أناقتهن مرتديات للسراويل المطاطية الضيقة مع حذاء رياضي فاخر وعدة طبقات من الملابس ونظارات شمسية وحقيبة يد. هذا هو الاتجاه الحالي، ولن يمر وقت طويل قبل أن يصل هذا المظهر إلى المدن الصغيرة والضواحي في جميع دول العالم، لذلك سيتعين على العلامات التجارية العمل على ابتكار إطلالات جذابة لكل موسم من جهة، ومواجهة تحدي الحفاظ على مكانتها من جهة أخرى. ولأن الهدف هو الاستمرار في ممارسة الأعمال التجارية لسنوات عديدة، فإن العامل الرئيسي الثاني هو التكنولوجيا، لذا يجب أن تكون الملابس الرياضية مبتكرة ومصنوعة من مواد متطورة، فالتصميم لم يعد مجرد مسألة لون ومواد وأقمشة معتادة فقط.

ظهر هذا التحول من الإكسسوار الرياضي إلى عنصر الموضة الأساسي مع النساء الأمريكيات اللواتي يحضرن دروس اليوغا، ليصبح الاتجاه السائد ابتكار ملابس رياضية للرجال والنساء أكثر تشابهاً. لذا فإن ما يبدو مجنوناً الآن قد يتبين أنه ليس كذلك لاحقاً، وقد يتم استبدال الجينز قريباً بالسراويل المطاطية الضيقة أو ما يسمى بالفيزون.

ظهر هذا التحول من الإكسسوار الرياضي إلى عنصر الموضة الأساسي مع النساء الأمريكيات اللواتي يحضرن دروس اليوغا، ليصبح الاتجاه السائد ابتكار ملابس رياضية للرجال والنساء أكثر تشابهاً.

مع ازدياد حجم شريحة من يهتمون بالحياة الصحية ورفاهيتها، ازدادت المنافسة بين الشركات الكبرى مؤكدةً بذلك على أن المزج بين الرياضة والموضة هو أمر مقبول جداً، لتقوم العلامات التجارية للملابس الرياضية بالجمع بين ابتكاراتها الضرورية والتقليدية في الميزات التقنية والتصميم مع طريقة جديدة لفهم الذوق الرياضي. ومع ذلك، يتعرض المصنعون لخطر الفشل في إدارة الموقف والانجرار إلى شرك فقد الهوية والبصمة الخاصة بعلاماتهم التجارية، ناهيك عن علاقتهم بالمستهلك الذي يقوم بتحديد اتجاه الموضة في النهاية.

أصبح التمييز بين الملابس الرياضية التقليدية والملابس "الكاجيوال" أقل وضوحاً. تقدم صناعة الملابس الرياضية المزيد من الخيارات التي ستسمح لمن يرتديها بالانتقال بسهولة بين أوقات الفراغ وممارسة الرياضة. أطلق البعض في الصناعة على هذا الاتجاه اسم "Athleisure" وهو مصطلح يجمع بين الملابس الرياضية والملابس "الكاجيوال" اليومية، ليشمل هذا الاتجاه الآن سروال اليوغا وسراويل الركض والقمصان بدون أكمام وحمالات الصدر الرياضية والقبعات.

إصدارات محدودة... لعلية القوم

تفضل العلامات التجارية للملابس الرياضية إطلاق إصدارات محدودة تستهدف عشاق الموضة والرياضة معاً من خلال شراكات وتعاونات مع أسماء مرموقة في عالم الموضة كما حدث بين غوتشي وأديداس أو فيكتوريا بيكام وريبوك، فهناك الكثير من المهووسون بجمع نماذج حصرية من الأحذية أو الحقائب الرياضية، لذلك فقد يتم استغلال هذا الاتجاه بنجاح من قبل صناعة الملابس الرياضية من خلال إطلاق مجموعات مصممة لتغذية هذا الطلب. ولأن الإنتاج المحدود يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وإدرار الكثير من الأرباح، فقد عملت بعض العلامات التجارية الكبرى على فتح متاجر متخصصة في توفير بيع المنتجات محدودة الإصدار.

تعد الإصدارات المحدودة مهمة لأنها ترمز إلى المكانة والحصرية، من جهة أخرى، يجب أن تكون العلامات التجارية حريصة جداً على ضمان استدامة أعمالها. فالاتجاه الرياضي ضخم جداً والأسعار فيه مرتفعة للغاية، لكن هل هو حقًا مستدام؟ هل يدار بشكل جيد؟ ما هو واضح هو أن العلامات التجارية يجب أن تكون متنبهة جداً للطلب المتزايد من دون أن تفقد جذورها وأصالتها وقصصها التي ترويها، فهذا ما يبحث العملاء عنه بالدرجة الأولى.

لم يتوقف الأمر عند ابتكار ملابس رياضية هجينة للرجال والنساء متشابهة إلى قدر كبير بفوارق تكاد لا تذكر، بل قامت العديد من العلامات التجارية بصنع ملابس مناسبة لكلا الجنسين من حيث اللون والأسلوب

لم يتوقف الأمر عند ابتكار ملابس رياضية هجينة للرجال والنساء متشابهة إلى قدر كبير بفوارق تكاد لا تذكر، بل قامت العديد من العلامات التجارية بصنع ملابس مناسبة لكلا الجنسين من حيث اللون والأسلوب، خاصةً للسترات وسراويل الركض. فقد أصبح الرجال الآن يرتدون وبشكل متزايد سراويل قصيرة مطاطية وضيقة لممارسة رياضة الدراجات الهوائية، وترتدي النساء سراويل خاصة بالركض بدلاً من الفيزون المطاطي الخفيف. وأحياناً يتم إقران البلوزات النسائية والصوف مع بنطلون رياضي بينما لا تزال الأكمام فضفاضة.

الآن أصبح العملاء أكثر وعياً بالبيئة، وازدادت مطالباتهم بالحصول على ملابس مستدامة مصنوعة من مواد عضوية، ما دفع المزيد من شركات الملابس الرياضية إلى استخدام منتجات مثل البوليستر المعاد تدويره والأصباغ منخفضة التأثير وغير السامة، ليصبح الاندماج بين اتجاهات الملابس والمنافسة الشديدة بين الشركات وتبني وسائل جديدة ومتنوعة لابتكار منتجات قابلة للاستهلاك والاستدامة، وكسب تأييد شرائح جديدة من المستهلكين.

تفضل العلامات التجارية للملابس الرياضية إطلاق إصدارات محدودة تستهدف عشاق الموضة والرياضة معاً من خلال شراكات وتعاونات مع أسماء مرموقة في عالم الموضة كما حدث بين غوتشي وأديداس أو فيكتوريا بيكام وريبوك

هذه كلها عوامل ستسرع من صعود هذا الاتجاه المتنامي بالفعل في مجال الملابس الرياضية الهجينة، وسيحظى هذا الاتجاه بشعبية خاصة بين الفئة الديموغرافية الشبابية وينتشر في جميع أنحاء العالم بحسب الإحصئيات والدراسات العالمية، إذ من المتوقع أن تبلغ قيمة صناعة هجين الملابس الرياضية الجديد "Athleisure" 83 مليار دولار في نهاية عام 2022.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

تنوّع منطقتنا مُدهش

لا ريب في أنّ التعددية الدينية والإثنية والجغرافية في منطقتنا العربية، والغرائب التي تكتنفها، قد أضفت عليها رومانسيةً مغريةً، مع ما يصاحبها من موجات "الاستشراق" والافتتان الغربي.

للأسف، قد سلبنا التطرف الديني والشقاق الأهلي رويداً رويداً، هذه الميزة، وأمسى تعدّدنا نقمةً. لكنّنا في رصيف22، نأمل أن نكون منبراً لكلّ المختلفين/ ات والخارجين/ ات عن القواعد السائدة.

Website by WhiteBeard