"مكنتش أعرف يعني إيه جنس"؛ هذا ما قاله مجدي (32 عاماً)، الذي يعمل في متجر لبيع الملابس.
انجذب هذا الشاب إلى زميلته البالغة من العمر 40 عاماً، في حين أنه كان في الـ19 من عمره، وبعد أن تسللا معاً إلى المخزن بحجة جلب بعض الأشياء، وضعت يدها على عضوه الذكري.
عن هذه الحادثة، قال مجدي لرصيف22: "كنت قلقان لدرجة إن مشاعري الجنسية متحركتش يعني محصلش انتصاب"، وانتهت المحاولات في اللقاء الجنسي الأول بالنسبة له، لكن كيف تطورت العلاقة في ما بعد؟ ولماذا يفضّل بعض الشبان ممارسة الجنس مع نساء أكبر منهم في السنّ؟
الفتور وسرعة القذف
استمرت العلاقة بين مجدي وزميلته لمدة عام، بالرغم من كون هذه الأخيرة متزوجةً، وبسبب هذه العلاقة تأثرت تفضيلات مجدي في اختيار النساء اللواتي يرغب في ممارسة الجنس معهنّ، إذ دائماً ما كان يختار المرأة الأكبر سنّاً، والتي لديها رغبة في أن تكون هي المتحكمة في أثناء الممارسة الجنسية.
وعليه، فإن الخوف الذي منعه في البداية من الشعور بالمتعة تحول في وقت لاحق إلى لذة وسعادة خاصةً مع النساء الهاربات من فتور مشاعر أزواجهنّ، وكذلك اللواتي يجدن الشغف الجنسي مع شاب قليل الخبرة مع النساء.
"كتير من الشباب مبيبقاش عنده خبرة جنسية وبيبقي متخوف من الممارسة ومحتاج للثقة والمرأة الأكبر في السن بتبقي عندها خبره أكبر وتقدر تحتويه"
بدوره، تعرف مدحت (35 عاماً)، على امرأة من خلال أحد مواقع التواصل الاجتماعي. كانا يستخدمان خلال حديثهما مصطلحات جنسيةً بشكل دائم، وفق ما كشف لرصيف22: "في البداية، هزرت معاها هزار جنسي لحد ما الأمور تطورت وبدأت تحكيلي عن الأوضاع الجنسية اللي بتحبها".
كان مدحت في الـ23 من عمره، وهي في منتصف الأربعينات، وفي أول لقاء جنسي بينهما لبّى كل رغباتها الجنسية وأخذ يركز على تنفيذ ما تحبه وتفضله في أثناء العلاقة. استمرت اللقاءات الجنسية بينهما لمدة 6 أشهر، لكنهما انفصلا وعادا من جديد ليستمرا معاً 3 سنوات، قبل أن ينفصل عنها نهائياً.
واعترف مدحت بأن العلاقة بينهما كانت بهدف الجنس فقط: "كنت مستمر في العلاقة معاها عشان الاحتياج الجنسي لأن صعب ألاقي علاقة جنسية كاملة مع بنت من نفس سنّي في مجتمعنا".
بالرغم من كونها امرأةً متزوجةً، كانت عشيقته تعاني مع زوجها من ويلات سرعة القذف، وتشتكي من عدم التنوع الجنسي في أثناء العلاقة: "كانت دايماً تشتكي أن جوزها بينيمها على ضهرها وتفتح رجليها ودقيقة ويكون مخلّص كل حاجة".
البحث عن مخرج
ظروف اجتماعية كثيرة تجعل ممارسة الجنس بين الشبان والشابات في مقتبل العمر، أمراً صعباً خاصةً داخل مجتمع شرقي محافظ يحظر قيام هذا النوع من العلاقات ويبيح فقط العلاقات الجنسية الكاملة في إطار الزواج، لذلك يحاول بعض الشبان البحث عن فرص التعبير عن رغباتهم الجنسية من دون خوف، وممارسة الجنس بحرية.
يفضّل هيثم، مشاهدة الأفلام الجنسية التي تعرض مشاهد لنساء يمارسن الجنس مع شبان أصغر منهنّ في السن، ويتخيل أنه يمارس الجنس مع بطلات هذه الأفلام، والسبب هو استحالة حدوث لقاء جنسي بينه وبين فتاة من عمره في مصر خارج إطار الزواج، وفق ما قال لرصيف22: "كتير من الشباب مبيبقاش عنده خبرة جنسية وبيبقي متخوف من الممارسة ومحتاج للثقة والمرأة الأكبر في السن بتبقي عندها خبره أكبر وتقدر تحتويه وتديله الثقة".
وعليه، شكّلت العادة السرّية، ركناً من الأركان الآمنة التي لطالما حملت كل تخيلات هيثم الجنسية وذلك مع امرأة ناضجة جنسياً تكبره بسنوات عدة.
بدأ خيري (40 عاماً)، يشعر برغبته في ممارسة الجنس حين كان في السادسة عشر من عمره، ولما جاءت الفرصة لتحقيق شغفه الجنسي مع سيدة ثلاثينية، لم تكتمل التجربة بسبب تخوفه وتراجعه. ظلت العلاقات العاطفية سطحيةً، حتى بلغ الـ24، واكتشف قدرته الجنسية مع سيدة أربعينية ساعدته في تعلم الكثير من الأوضاع الجنسية، وفق ما قال لرصيف22: "اكتشفت نفسي معها وكنت صريحاً في رغبتي الجنسية وتمكنت من أن أعبر عن احتياجاتي من غير خوف أو تردد".
في مؤسسة لتعليم اللغات، تعرف حسن (25 عاماً)، على سيدة أربعينية، انجذب إليها بشكل كبير وظلت المسافة بينهما تتقارب شيئاً فشيئاً حتى أحسّ بالارتياح إليها، وطلب أن يمارس الجنس معها. رحبت بالفكرة والتقيا في منزله: "أول مرة أحس بالارتياح وتفريغ طاقتي الجنسية بدون خجل بعد محاولات كتير فاشلة مع بنات من نفس عمري كنت بحس بقلقهم وترددهم وتراجعهم عن قبول ممارسة الجنس".
لم يقف شعور حسن بالسعادة عند تلبية حاجاته الجنسية وحدها، بل ما جذبه أكثر إلى شريكته أنها تطلب ما تريده في أثناء العلاقة وتستمع إلى طلباته وينفذا معاً ما يجعلهما يشعران بالنشوة الجنسية في الوقت نفسه، كاشفاً لرصيف22، أنه في المرات السابقة كان يفتقد الشعور بالثقة بالنفس: "جربت ممارسة الجنس مع بنات في نفس سنّي لكن دايماً كنت بحس بالقلق وكنت بخاف إني موصلهاش لدرجة النشوة الجنسية اللي هي عوزاها، ودا يخليني أحس إني قليل في نظر نفسي".
"في العادة يلجأ الشاب اليافع إلى من تكبره في السن، إذ تكون لديها خبرة أكبر في العلاقات الجنسية"
وجد حسن تفاعل مباشر أثناء العلاقة ونضوج واضح في فهم الجنس والاحتياج الجنسي لدى شريكته مما جعله يشعر بتقدم فهمه للعلاقات الجنسية: "بتخليني أحس إني قدمت أحسن ما عندي وأنها مبسوطة فعلاً أثناء العلاقة وبتعبر عن انبساطها بحرية".
تعليقاً على هذه النقطة، قال استشاري الطب النفسي في جامعة القاهرة، الدكتور جمال فرويز، إن المجتمع المصري بشكل عام لديه ثقافته الخاصة حول التربية الجنسية أو المفاهيم الجنسية: "إنها من التابوهات المحظورة داخل مجتمعنا، ما يجعل اكتشاف الجنس بالنسبة للإناث مقيّداً بالزواج فقط".
ورأى فرويز، أن قلّة الخبرة الجنسية لدى الجنسين سببها التقيّد بالأعراف الاجتماعية: "المعلومات الجنسية التي يكوّنها الشبان عن الجنس يكتسبونها من الأفلام الجنسية عبر الإنترنت، مما قد يجعل الشاب يشعر بعدم الثقة في قدرته الجنسية التي لطالما يقارنها بأبطال الأفلام على المواقع الجنسية"، مشيراً إلى أن هذا ما يجعل البعض يبحث عمن يحتوي قدراته الجنسية في أثناء العلاقة: "في العادة قد يلجأ الشاب اليافع إلى من تكبره في السن، إذ تكون لديها خبرة أكبر في العلاقات الجنسية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...