إذا تتبعنا تاريخ أكبر ليلة للجوائز السينمائية، نجد أن اختيارات الملابس تعكس في جوهرها شيئاً عن مرتديها، تماماً كما تعكس جوانب من المجتمع الذي تنبع منه.
عام 1927، وضع لويس ب. ماير، رئيس أكاديمية هوليوود لفنون وعلوم الصور المتحركة، تصوراً لفكرة منح الجوائز سنوياً لأبرز الأفلام والمخرجين والممثلين. وخلال نحو تسعة عقود، أقامت أكاديمية الأوسكار حفل توزيع الجوائز تقديراً للتميز في الصناعة السينمائية، بالإضافة إلى كونها في عداد أكثر الأحداث التلفزيونية متابعة حول العالم.
أقيم الحفل الأول عام 1929 واقتصر على عشاءٍ صغير كون الجوائز قد سلمت قبل ثلاثة أشهر من موعد العشاء، لذلك لم تكن هناك توقعات كبيرة. عام 1953 بُثّت على شاشات التلفزيون لأول مرة في الولايات المتحدة وكندا، وفي أكثر من 200 دولة حول العالم منذ عام 1969.
إطلالات لا تنسى من تاريخ الأوسكار
لم تفز مارلين مونرو مرةً بجائزة الأوسكار، ولم تُرشّح على الإطلاق. ومع ذلك، دخلت التاريخ بأزيائها، فلم تتوانَ عن جذب أنظار الجميع في حفل عام 1951. ولأنه كان على الممثلة تسليم إحدى الجوائز، اختارت ارتداء فستان أسود فاخر من التول المكشوف الصدر.
عام 1954 فازت أودري هيبورن بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم "الأميرة"، إذ ارتدت فستاناً صمم حصرياً لها من دار "جيفنشي" يعتبر تجسيداً لأهم ما يميز أسلوب الدار: الأناقة ودقة الخياطة، ليحتل في ذلك العام المرتبة الأولى على قائمة أفضل الأزياء.
عام 1961، فازت إليزابيث تايلور بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "فينوس ترتدي المينك". ولحضور الحفل، اختارت الممثلة فستاناً رائعاً من ديور منح خصرها النحيل مظهراً أجمل.
في العام 1961، فازت "إليزابيث تايلور" بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "فينوس ترتدي المينك". واختارت فستاناً رائعاً من "ديور" دخل التاريخ معها
بالقفز للعام 2002، وتحديداً عندما دخلت هالي بيري التاريخ من أوسع أبوابه بفوزها بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم "كرة الوحش" لتكون بيري بذلك أول امرأة سوداء وأول امرأة ملونة تفوز بالجائزة، إذ ارتدت في تلك الليلة التاريخية فستاناً أيقوياً من تصميم اللبناني العالمي إيلي صعب. ذلك الفستان الذي يُعرض في متحف الأكاديمية للصور المتحركة. في تلك الليلة للنسخة 74، تألقت بيري بفستان باللون النبيذي المموج تميز جزؤه العلوي بالزهور المطرزة على التول، والتي تمتد من أعلى الصدر حتى الجذع، والتنورة بقصة ضيقة مع ذيل من قماش التفتا، لتمنح جسد بيري الصغير مظهراً أنثوياً طاغياً. ولطالما اعتبرت إطلالة بيري واحدة من أروع فساتين الأوسكار على الإطلاق وأكثرها إلهاماً للموضة العالمية. ومن منا ينسى ذلك الفستان المخملي الأسود بفتحته العالية الذي ارتدته أنجلينا جولي على السجادة الحمراء عام 2012 والذي حمل توقيع دار "فيرساتشي"، أو الأحمر من دار "ديور" الذي ارتدته تشارلز ثيرون عام 2016؟
لم تفز مارلين مونرو مرة بجائزة الأوسكار، ولم تُرشّح على الإطلاق. ومع ذلك، دخلت التاريخ بأزيائها، فلم تتوانَ عن جذب أنظار الجميع في حفل عام 1951 بفستان أسود فاخر من التول مكشوف الصدر
إطلالات بارزة
بحسب التوقعات التي وضعها مستشارو الإطلالات ومنسقو المظهر، والتي سبقت الحفل، فإطلالات جوائز الأوسكار هذا العام أكثر تحرراً وعودة للتألق والترتر والقصات المثيرة.
الاستدامة أيضاً احتلت صدارة القائمة لهذا الموسم، وقد شهدت الليلة إطلالات شبيهة بإطلالات أبهرتنا في دورات أوسكارية سابقة. فالكلاسيكية لم تتنازل عن قواعدها يوماً، وستظل لها البوصلة الأقوى في تحديد اتجاهات الموضة الجديدة، فلطالما كان الماضي هو الوسيلة الأمثل لإلهامنا لابتكار المجموعات الجديدة. ففكرة تكرار الإطلالة ذاتها أكثر من مرة لم تعد من المحرمات، إلا أن التجديد لم يغب من المنظمين أنفسهم فبعد 60 عاماً استبدلت الأكاديمية سجادها الأحمر بالـ"بيج".
لنبدأ قائمة الإطلالات مع "ريهانا" التي تألقت بفستان أسود من الجلد من تصميم دار "عزالدين علايا" لمصممها التونسي، و"ميشيل يوه" بفستان أبيض من "ديور"، بينما أطلت "إيفا دوفري" و"جينيفر كونولي" و"كيت بلانشيت" بفساتين حملت توقيع دار "لويس فيتون"، كذلك أطلت "آنا دو آرماس" بفستان مستوحى من الفستان الذي غنت فيه مارلين مونرو للرئيس الأمريكي وحمل توقيع نفس الدار الفرنسية.
تألقت "ريهانا" بفستان جلد أسود من تصميم دار "عزالدين علايا" التونسية، وأطلت "ميشيل يوه" بفستان أبيض من "ديور"، بينما ظهرت "إيفا دوفري" و"جينيفر كونولي" و"كيت بلانشيت" بفساتين حملت توقيع "لويس فيتون"
تصاميم لبنانية
هذا وتألقت النجمات العالميات بتصاميم ثلاثة من أهم الأسماء اللبنانية، فقد أطلت "مونيكا باربارو" و"لورين ريدلوف" و"كارا ديليفين" بتصاميم من إيلي صعب، وسطعت "فان بينغ بينع" من تصميم "طوني ورد"، و"إيفا لونجوريا" من تصميم "زهير مراد". في حين أن إطلالات "جيمي لي كورتيس" و"مارلي ماتلين" و"هالي بيلي" كانت من دار "دولتشي آند جابانا".
إطلالات براقة وكلاسيكية
لم تخب التوقعات وظهرت عارضة الأزياء "ويني هارلو" بإطلالة كلاسيكية من "آرماني بريفيه" تعود لعام 2016، في حين فضلت "نيكول كيدمان" أن تطل بفستان من نفس الدار صمم خصيصاً لها. أما "ميشيل ويليامز" فقد تألقت بفستان باللون الأبيض من دار "شانيل"، وفضلت "فانيسا هادغنز" إطلالة كلاسيكية باللونين الأسود والأبيض من نفس الدار.
أطلت "هونغ تشاو" بتصميم من "برادا"، و"ملالا يوسفزاي" من "رالف لورين" و"زوي سالدانا" من "فيندي" و"آشلي جراهام" من "آلبيرتا فيريتي"، وظهرت "آندي ماكدويل" بإطلالة "سانت لوران"، واختارت "تيمز" من "ليفير"، و"آنجيلا باسيت" من "موسكينو"، و"داناي جوريرا" من "جايسون"، وبرزت "هالي بيري" بإطلالة مزينة بالورود من دار "تمارا رالف".
أطلت "مونيكا باربارو" و"لورين ريدلوف" و"كارا ديليفين" بتصاميم من إيلي صعب، وسطعت "فان بينغ بينع" من تصميم "طوني ورد"، و"إيفا لونجوريا" بتصميمات "زهير مراد"
لم تغب تصاميم الأمريكي "كريستيان سيريانو" عن سجادة الأوسكار الـ"بيج"، فقد ظهرت "ليلي سينغ" و"ميليسا مكارثي" و"شوهريه أغداشلو" بإطلالات حملت الطابع الدرامي، وأما "ساندرا أوه" و"أليسون ويليامز" و"صوفيا كارسون" فارتدين فساتين من علامة "جيامباتيستا فالي"، و"الليدي غاغا" و"أريانا ديبوز" و"كيري كوندون" من "فيرساتشي"، و"فلورنس بيو" و"ستيفاني هسو" و"إميلي بلانت" من "فالنتينو".
وظهرت "إليزابيث أولسن" و"سيغورني ويفر" بفستان من دار جيفنشي"، أما "جيسيكا شاستين" وسلمى حايك" فاختارتا "غوتشي"، واختارت "ميندي كالينج" و"جانيل موني" أزياءهما من تصميم "فيرا وونغ".
بوصلة أزياء عالم الموضة
لا تقتصر ليلة جوائز الأوسكار على تكريم الفائزين أو سماع الخطب أو الاستمتاع بالعروض الموسيقية فحسب، وإنما هي فرصة مثالية أمام عشاق الموضة والأناقة وكل الأشياء البراقة للبروز وجذب انتباه الجمهور لآخر الابتكارات. وفي بعض الأحيان يفوق الانبهار والاهتمام الإعلامي بفساتين الأوسكار الاهتمام بجوائز الأوسكار نفسها، فالفساتين والبذلات والإطلالات اللامعة هي أكثر ما نتذكره في الصباح التالي، أو قد يستمر في بعض الأحيان لسنوات كثيرة مقبلة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون