حنان مطاوع موهبة استثنائية نشأت في بيت فني. ولدت في العام 1979. والدها الفنان كرم مطاوع ووالدتها الفنانة سهير المرشدي، وبين هذين العملاقين في التمثيل تكونت شخصيتها في الحياة وفي العمل وصولاً إلى الأمومة وفكرتها عن العائلة.
المتأمل في وجه حنان يستطيع أن يرى الملامح التي ورثتها من أبيها وأمها، كذلك يرى في شخصيتها الطبائع التي أخذتها منهما. فإلى جانب حبها لمهنة التمثيل ورثت منهما عشقها للغة العربية والصدق والصرامة في اتخاذ القرارات وفي التعامل مع الآخرين.
تشربت الفن بقوة، وقد ظهر هذا جلياً في أعمالها منذ بدايتها الفنية في مسلسل "حديث الصباح والمساء"، مروراً بأدوارها في "بنت من شبرا" و "أولاد الشوارع" و "حلاوة الدنيا" بلوغاً إلى "صياد اليمام" و "القشاش".
رصيف22 التقاها، وكان الحوار التالي.
بدايةً هل ثمة مسلسل ستطلين منه علينا في شهر رمضان؟
سأطل من مسلسلين هما "وعود سخية" و"سره الباتع". أجسد في الأخير دور فلاحة اسمها "صافية" عاشقة ورومانسية لحبيبها وللوطن، وهي في طليعة الثوار ضد الحملة الفرنسية. أحببت الدور وأتمنى أن يعجب الجمهور.
والدها هو الفنان كرم مطاوع، ووالدتها هي الفنانة سهير المرشدي، وبين هذين العملاقين في التمثيل تكونت شخصيتها في الحياة وفي العمل وصولاً إلى الأمومة
يقال الكثير تلميحاً وتصريحاً إن دخول الوسط الفني أسهل لأبناء الفنانين من سواهم. هل هذا الكلام دقيق، أو هل تحبين تصويب الفكرة السائدة؟
الناس أصبحوا قادرين على التفريق بين الموهبة الحقيقية وسواها، وينجذبون إلى الموهبة الحقيقية فقط. الجمهور حالياً واعٍ جداً، ولا يمكن لأي شخص أن يفرض عليه فناناً بعينه ما لم يكن موهوباً وقادراً على الاستمرار في الساحة الفنية.وجهك يحمل بعض ملامح أمك، وبعض ملاح والدك، لكن ماذا أخذت من طبائع كل منهما؟
تعلمت منهما الصدق واحترام الآراء. كما تعلمت من والدي الحزم والصرامة، وتركيبتي أقرب لتركيبته رحمه الله. لكن أمي كانت صديقتي ولها اليد الطولى في تربيتي.كيف كانت الحياة العائلية في منزل اثنين من قامات الفن المصري؟
أهم ما تعلمته منهما هو إتقان اللغة العربية والاعتزاز بالنفس. كانت الحياة مليئة بالتعاون والنقاش طوال الوقت، فكانا سبباً أساسياً في دفعي لدخول عالم الفن. والدي كان قد أوصى بأن أترك كلية التجارة وأدخل معهد الفنون المسرحية.أهم ما تعلمته من أمي وأبي هو إتقان اللغة العربية والاعتزاز بالنفس. كانت الحياة مليئة بالتعاون والنقاش طوال الوقت، فكانا سبباً أساسياً في دفعي لدخول عالم الفن
كيف أثر عليكِ انفصالهما وأنتِ في سن صغيرة؟
أثر عليّ كثيراً إلا أنني تجاوزت موضوع الانفصال سريعاً، لأني لم أحب أحداً أكثر من أمي وأبي. يمكن وصف ما حدث لي حينها بالهزة النفسية التي تمكنت من تخطيها، لأن العلاقة بينهما انتهت. لكن علاقتهما بي وعلاقتي بهما لم تنتهِ.بالحديث عن العائلة، ماذا أخذت منك الأمومة وماذا أعطتكِ؟
كنت قد تخيلت أنني قد وصلت إلى نهاية الحب بعشقي لأمي ولعملي ولبلدي، إلا أن ظهور "أماليا" في حياتي غيّر كل شيء، إذ منحتني إحساساً لا يوصف، وشعرت بأنها نور العائلة التي أدخلت النور إلى حياتنا كلها. يمكنني القول إن كل تفاصيل حياتي اختلفت معها، هي أهم وأجمل عطايا الله لي، لذا لم تأخذ الأمومة مني شيئاً بل على العكس تماماً ساعدتني، وساهمت في ازدياد رغبتي بالعطاء، وحسنت كثيراً من شعوري بالمسؤولية وقدرتي على تقديم الحب بشكل أكبر للآخرين.أنت من الجيل الذي عاش فترة من شبابه قبل فورة الـ"سوشال ميديا". لذا بإمكانه المقارنة بعقل واع بين الحياة قبلها والحياة خلالها، في عالم الفن والصحافة الفنية تحديداً.
الـ"سوشال ميديا" هي مؤشر إعلامي. إذا ظهر مشهد أو فنان أو عمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي سنجد أن الإعلام يتجه نحوه على الفور ويتم إبرازه بشكل أكبر، وهذا حدث معي عندما كنت أجسد شخصية "رحيل" في مسلسل "بت القبايل"، ولم أجد أي حديث عنه عبر الـ"سوشال ميديا" فشعرت بأن الشخصية لم تنجح بسبب عدم حديث الناس عنها على فيسبوك، إلا أنني عندما كنت أصور مسلسلاً في الشارع وجدت الكثير ينادونني بـ"رحيل" في الشارع، وتبين لي أن الناس تأثرت بهذه الشخصية جداً. حينها شعرت بسعادة كبيرة لا يمكن وصفها. بعد حديث الناس عن المسلسل تأكدت من نجاحه بشكل كبير، وأن هناك عالماً آخر بعيداً عن السوشيال ميديا -الفقاعة التي تحرك الرأي العام- هو الشارع.
لم تأخذ الأمومة مني شيئاً بل على العكس تماماً ساعدتني، وساهمت في ازدياد رغبتي بالعطاء، وحسّنت كثيراً من شعوري بالمسؤولية وقدرتي على تقديم الحب بشكل أكبر للآخرين
ثمة عدة اختلافات، أحدها أن الفنان كان يسمع عن نجاح العمل في الشارع ومن أفواه الناس. الآن لديه طريقتان لتقييم العمل، الأولى هي رأي الشارع، والثانية هي الـ"سوشال ميديا".
وماذا يمثل الشارع بالنسبة لك؟
أين أنتِ من السينما؟
السينما حركتها بطيئة، وقلما تُعرض عليّ أعمال جيدة أرى نفسي فيها، لكنني حين أصادف العمل الجيد سأطل عبر شاشة السينما.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...