"كلمات محرّفة ودون المستوى المعروف به"... لماذا أنذرت مؤسسة محمود درويش كارول سماحة؟

نفت مؤسسة محمود درويش، في بيان رسمي عبر حسابها في فيسبوك يوم الخميس 2 آذار/ مارس 2023، أن تكون أغنية "ستنتهي الحرب" التي أطلقتها الفنانة اللبنانية كارول سماحة قبل نحو أسبوع، من تأليف الشاعر الفلسطيني الراحل، داعيةً إياها إلى "التوقف فوراً عن نسبة القصيدة المحرّفة إليه".

قبل أيام، أطلقت سماحة أغنيتها المصورة، التي حققت نحو مليوني مشاهدة عبر يوتيوب حتى كتابة هذا التقرير، وفيها تقول: "ستنتهي ستنتهي الحرب، ويتصافح القادة ستنتهي الحرب. يقولون في بلادنا، يقولوا في شجن عن صاحبي الذي مضى وعاد في كفن. وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد، وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب".

وأبرز فريق عمل الأغنية، في الأخبار المتداولة عنها، وفي "البوستر" الدعائي/ الغلاف الخاص بها، وفي التتر الخاص بفريق العمل، أن هذه الكلمات "للشاعر الكبير محمود درويش".

أنذرتها بـ"التوقف فوراً عن نسبة القصيدة المحرّفة إليه"... مؤسسة #محمود_درويش تنفي أن تكون أغنية #كارول_سماحة "ستنتهي الحرب" من أشعاره

لكن مؤسسة محمود درويش، المعنية بإرث الشاعر الراحل والتي أُنشئَت بموجب مرسوم رئاسي في رام الله بفلسطين، أوضحت في بيان أن "الفنانة كارول سماحة نشرت قبل أسبوع كليباً باسم ‘ستنتهي الحرب‘، ونسبت كلمات الأغنية للشاعر محمود درويش"، مستدركةً بأنه بعد الفحص تأكد للمؤسسة صاحبة الحقوق الحصرية لإرث الشاعر الكبير، "اتضح أن الكلمات المنسوبة لمحمود درويش في الأغنية ليست من أشعاره".

وتابعت المؤسسة أن هذه الكلمات "من إنتاج مواقع التواصل الاجتماعي" وأنها "دون المستوى المعروف به" الشاعر الكبير، منوهةً بأن مقطعاً وحيداً منها مجتزأ من قصيدة "وعاد في كفن" لدرويش بعد "تحريفه واستخدامه في الأغنية". وهذا المقطع الأصلي هو: "يحكون في بلادنا يحكون في شجن".

وزادت المؤسسة أنها بعد التدقيق في الأغنية المصورة والإعلان المصاحب لها، طلبت "رسمياً من الفنانة كارول سماحة وشركائها في الإنتاج، وقف النشر وحذف كل ما يتعلق بنسب كلمات الأغنية لمحمود درويش"، مضيفةً أن على الفنانة مستقبلاً طلب الإذن من المؤسسة قبل غناء أية كلمات من أشعاره.

وبينما أعربت مؤسسة محمود درويش عن ثقتها في "حسن نوايا" كارول سماحة وشركائها، كررت مطالبها بـ"الالتزام بالتوقف الفوري عن نسب القصيدة المحرفة لمحمود درويش، وحذفها من على مواقع التواصل الاجتماعي، والرجوع للمؤسسة في شأن قصائده" مستقبلاً.

بدوره، نشر الشاعر والأكاديمي اللبناني عبد الغني طليس، عبر حسابه في تويتر، "تنبيهاً إلى كارول سماحة" قال فيه إن "نجوم الغناء لا يردّون على أحد إذا ركبوا رؤوسهم، لكنّ ‘الألبوم الذهبي‘ من قصائد محمود درويش، إنْ كان على شاكلة ‘ستنتهي الحرب‘ خاضعاً للقَصّ والتلزيق وأخطاء في القواعد، فستصبحين على كل شفَةٍ قادحة!". وأوصاها في الختام: "خذي المقاطع كما هي عنده من دون بَتر، ولتكن مضبوطة قواعدياً!".

ماذا ستفعل كارول؟

وكانت كارول سماحة قد أعلنت، يوم 17 شباط/ فبراير 2023، عن عزمها إطلاق "الألبوم الذهبي"، قائلةً إنه يشتمل على "12 أغنية من قصائد الكبير محمود درويش". 

الشهر الماضي، أعلنت #كارول_سماحة عزمها إطلاق ألبومها الجديد الذي أطلقت عليه اسم #الألبوم_الذهبي، قائلةً إنه يشتمل على "12 أغنية من قصائد الكبير ‫#محمود_درويش‬ بقدّمن لوطننا العربي المجروح حتى تبقى هويتّنا واحدة… ووحدتنا عربية"

كتبت عبر حساباتها الرسمية عبر السوشال ميديا: "عشنا كتير أحداث ومشاعر صعبة بآخر كم سنة تركت جوّاتنا كلنا فراغ كبير. حسيت إن الفن إذا ما عبَّر عن قلقنا وهواجسنا ناقص، ومن هون كانت فكرة ‫#الألبوم_الذهبي‬. هيدا الألبوم وِلِد من قلب وجعنا وتوقنا للحرية والأمان بوجه الظلم يلي عم نعيشو ببلداننا العربية. 12 أغنية من قصائد الكبير ‫#محمود_درويش‬ بقدّمن لوطننا العربي المجروح حتى تبقى هويتّنا واحدة… ووحدتنا عربية".

وكان موعد إطلاق بقية أغاني ألبوم سماحة الجمعة 3 آذار/ مارس. وليس واضحاً بعد إذا كانت ستمضي قدماً في نشر الأغنيات أم ستتراجع التزاماً ببيان مؤسسة محمود درويش، أو على الأقل لتقصي مصدر الكلمات إذ إنها لم تعقّب على البيان حتى نشر هذه السطور.

يشار إلى أن الفنان والمؤلف الموسيقي اللبناني مارسيل خليفة هو أشهر وأكثر من غنوا من أشعار درويش، على غرار: "أحن إلى خبز أمي" و"اذهب عميقاً" و"إني اخترتك يا وطني" و"عصافير الجليل" و"فليأت الحصار" و"أندلسي الحب".

أما الفنانة أميمة خليل فغنّت لدرويش فصيدتين هما: "تكبر تكبر" و"أعد ضلوعي".