أصدر الفنان اللبناني مارسيل خليفة بياناً مطولاً 8 يوليو تعقيباً على الجدل الذي أثاره رفضه تأدية النشيد الوطني اللبناني في افتتاح حفلته ضمن فاعليات مهرجانات بعلبك الدولية لهذا العام.
وتحت عنوان "تصبحون على وطن"، أحيا خليفة، حفله مساء 7 يوليو، لكن رغم أنه أنشد العديد من أغانيه الوطنية الشهيرة، رفض أداء النشيد الوطني لبلاده واستعاض عنه بأغنية خاصة ببعلبك.
وتسبب تصرف خليفة بجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ انهالت الانتقادات عليه، وكان لافتاً مطالبة البعض بسحب الجنسية منه، لكن من ناحية أخرى تضامن البعض مع خليفة واعترضوا على محاكمة جمهور وسائل التواصل له.
وكتب خليفة منشوراً على صفحته الرسمية على فيسبوك، جاء فيه: "كلنا للوطن" لكنه أضاف أن شوارع الوطن تفيض بالزبالة، والكهرباء مقطوعة بشكل دائم، والبيئة ملوثّة وكذلك الأكل والشراب، كما تنتشر الأمراض، والناس تموت على أبواب المستشفيات، وجبال الوطن تحولت الى حصى ورمل، بحسب منشوره.
تابع خليفة أن نشيده في افتتاحية بعلبك كان "لوطن عاصي ومنصور الرحباني وزكي ناصيف وتوفيق الباشا وفيلمون وهبة وصباح ووديع ونصري شمس الدين"، مضيفاً أن وطنهم هو وطنه.
وأضاف أن الوطن الذي نريد هو الوطن الذي سيعيد إلينا الضحك، وأكمل: "فليطلع ذلك الوطن من كل الجراح. فلينبثق من الخوف. بإيمان الصغار الذين ينتظرونه. أتذكّر عندما كنّا صغاراً كنّا نلوك النشيد في ملعب المدرسة قبل الصعود الى الصفوف تحت الشتي والبرد والشمس الحارقة".
وزاد: "نريد وطناً لا يمنعنا ببطشه أن نكون أحراراً بل بالعكس يساعدنا أن نمارس حرياتنا كاملة دون خوف ودون تشويه ودون تهديد وفي إطار من الحياة المتفاعلة ومن البشر المتفاعلين. وطن يمهد لقيام مجتمع لا يعود في إمكانه أن يغدر بمواهب موهوبيه وأصالة أصيليه ولا يعود محتماً عليه كي يحافظ على نفسه أن يفسد البراءة في النفس البريئة ويخنق الصوت الصافي في حنجرته ويقضي على كل تطلُّع الى المستقبل ويخمد نار الحماسة بقذارة اليأس. وطن البشر لا نشيد وطن الطوائف"، وختم بالقول: "تصبحون على وطن".
"تصبحون على وطن"... كيف تفاعل مستخدمو وسائل التواصل مع رفض مارسيل خليفة غناء النشيد الوطني اللبناني في مهرجان بعلبك، وكيف برر الفنان اللبناني ما قام به؟
وكانت وسائل إعلام محلية قد نقلت عن خليفة قوله: "كلّنا للوطن ولكن فليعيدوا لنا الوطن. بيئتنا دمّرت وأولادنا هاجروا، حين يعودون سيكون لنا وطن وسنكون كلنا للوطن". مضيفاً "حين بدأ الرصاص، اقتلعنا من قرانا وقبعنا في المجهول، فكتبنا موسيقى وغنينا، أريد أن أقنع نفسي بوجود ذرّة أمل".
مع وضد
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي تباينت الآراء، على سبيل المثال غردت مستخدمة: "أحبّ العملاق مارسيل خليفة وأحترم نضاله وفنّه العظيم ولكني أتساءل، تُرى ما الذي دفع بهذا الثائر الجميل للتنكّر إلى نشيد الوطن ورفض أن يُفتتح حفله بكلمات محشوة بالعزّة والكرامة؟ هذا النشيد الذي خشعنا له احتراماً، وكان لنا منذ طفولتنا خبز شرف وإباء؟".
وغردت مستخدمة أخرى: "بعلبك فيروز والرحابنة، بعلبك وديع الصافي وصباح، بعلبك الأصالة، بعلبك الشموخ والأرز والوطن. مش الحق على خليفة. الحق على رئيسة مهرجانات بعلبك ما عرفت توقف المهزلة وتلغي الحفلة. خسارة حفلة، ولا خسارة رمزية هذا الصرح".
ووصل الغضب بمستخدم إلى حد أنه كتب: "مارسيل خليفة، كل عمري شكّك بلبنانيتك، اليوم أعطيتني الدليل والسبب، اللبناني اللي ما بيقدر يكون مع الأرزة والعلم والنشيد... هيدا بلا أصل وما بحقلّو (لا يحق له) يقول أنا لبناني".
وسخرت مستخدمة من الحملة ضد خليفة بقولها: " قايمين قيامة على مارسيل خليفة أنه تنكر للنشيد الوطني اللبناني، عأساس نحنا (نحن) حافظينه؟".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...