شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
عندما أخبرت شريكي عن

عندما أخبرت شريكي عن "فيتشاتي"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مدونة

الثلاثاء 14 مارس 202312:43 م

عندما أخبرت شريكي عن "فيتشاتي"

استمع-ـي إلى المقال هنا

"نِفسك في إيه؟"؛ هي كلمة لا تسمعها المرأة من شريكها قبل ممارسة الجنس، أو "ألبس لك أيه؟"، أو حتى "هل لديك رغبة في تغيير أي شيء في مظهري الخارجي ليكون أكثر إثارة لك؟".

وفي المقابل نجد الرجل يطلب من شريكته ما يمنحه متعة زائدة في الجنس، مثل لون شعر بعينه، وطول الشعر وتسريحته، وطبيعة أدوات التجميل ودرجتها ونوعية الملابس، والأدوات والإكسسوار الجنسي الذي يفضله.

ممارسة الجنس تحمل في طياتها أموراً وأبعاداً أكثر تعقيداً من مجرّد تفريغ رغبة جسدية، أو فورة هرمونات نريد تثبيطها، وهذا لأن الممارسة الجنسية عادة ما تخضع للخلفيات النفسية لدى الطرفين، وتجارب قد تعود لسن الطفولة والتي تكون سبباً في تكوين بعض التفضيلات الجنسية التي تسمح للشخص الوصول لأقصى درجة من درجات النشوة في ممارسة الجنس، وهو ما نسميه "الفيتش".

و"الفيتش" مصطلح معناه الشعور بالإثارة الجنسية الشديدة تجاه عضو أو جزء في جسم الإنسان ليس له علاقة بالأعضاء الجنسية، أو الشعور بدرجة الإثارة نفسها تجاه جماد أو شيء ليس له أبعاد جنسية أيضاً.

ويتحول الأمر من الإعجاب إلى وصف الـفيتش حين لا يستطيع الإنسان إيقاف نفسه عن التفكير في هذا الأمر، وقد لا يستمتع بممارسة الجنس دون تضمين هذا الهوس الجنسي أثناء ممارسته للجنس مع شريكه، وما لاحظته أن كثيراً من النساء والرجال يظنون أن الفيتش هو أمر خاص بالرجال فقط.

ممارسة الجنس تحمل في طياتها أبعاداً أكثر تعقيداً من تفريغ رغبة جسدية، قد تعود لسن الطفولة والتي تكون سبباً في تكوين بعض التفضيلات الجنسية التي تسمح للشخص الوصول لأقصى درجة من درجات النشوة في ممارسة الجنس، وهو ما نسميه "الفيتش"

قد تجد امرأة تفضل الرجل بذقن طويلة بدلاً من الذقن الحليقة، أو بملابس داخلية ألوانها داكنة وليست فاتحة، ربما تحب امرأة ما جزءاً معيناً من جسد الرجل، مثل أصابع يديه أو كتفيه أو حتى صدره، قد تفضل النساء جسد الرجل حليقاً أو غير حليق.

ولكن من يسأل المرأة عما تفضله قبل ممارسة الجنس، والسؤال الأهم هل تعرف النساء ما يفضلنه في الجنس أساساً، وهل وصلن لهذا الجزء الدفين من نفوسهن والذي من شأنه منحهن متعة أكبر في الجنس؛ في حين أن بعضهن حتى الآن يعانين من عدم القدرة على الوصول للأورجازم في علاقتهن الجنسية بسبب عدم اهتمام الطرف الآخر في تحقيق تلك المرحلة؟

هناك الكثير من النساء يعشن حياة جنسية كاملة دون لذة الوصول للأورجازم مع شركائهن، فالمرأة تنشغل بتنفيذ "التعليمات" المطلوبة من جانب شريكها، والاستلقاء في الوضع الذي يحبذه، وفي الوقت الذي يريده، على أمل الشعور بأي متعة خلال تلك العملية؛ فهل يمكن لتلك المرأة أن تفكر في تفضيلاتها الجنسية أو "فيتيشاتها" وهي في هذا الوضع بعلاقتها الجنسية بشريكها؟

هناك الكثير من النساء يعشن حياة جنسية كاملة دون لذة الوصول للأورجازم مع شركائهن، فالمرأة تنشغل بتنفيذ "التعليمات" المطلوبة من جانب شريكها، والاستلقاء في الوضع الذي يحبذه، وفي الوقت الذي يريده

في بداية علاقتي الجنسية بشريكي؛ كانت الأمور بيننا صادمة ولم تقابل بكامل الترحيب منه عندما بدأت في طلب وشرح فيتيشاتي، وصفني بـ "البجاحة" أحياناً و بالجرأة أحياناً أخرى، ولكني كنت أعلم أن الأمر لن يكون سهلاً، ولم أيأس، وعبرت عن كل تفضيلاتي وطموحاتي في علاقتنا الجنسية، ولم يخضع هو لجميع تلك الرغبات حتى الآن، ولكن أيضاً الطريق لم ينته، وما حققته من رغبات يبشرّ بأن هناك المزيد، حتى إن لم يحدث هذا بسلاسة، وحتى لو كان هذا ثمنه امتناع الطرف الآخر فترة عن ممارسة الجنس معي؛ فهذا لا يهمني، فعدم ممارسة الجنس أفضل من ممارسة جنسية أكون فيها مجرد أداة مزينة بالإكسسوار والتعليمات المطلوبة لإشباع رغبة الطرف الآخر دون الحاجة لمعرفة وتنفيذ رغبتي.

المتعة الذهنية والبصرية والروحية والعقلية أثناء ممارسة الجنس مع الشريك هي ما تمنح التجربة أبعاداً إنسانية وتلعب دوراً مهماً في توطيد العلاقة العاطفية بين الطرفين.

وما اكتشفته مثير للاهتمام؛ أنه مع مرور الوقت، ومع إصراري على التعبير عن رغباتي وفيتشاتي في الجنس، وجدت شريكي هو الآخر يتحدث عن فيتشات لديه كان يخجل في الحديث عنها من قبل، ظناً منه أني سأرفض، ولكن تقبلي لما قاله جعله أكثر مرونة في الاستماع لي فيما أريده وأفضله في الجنس، بالطبع بعض رغباتنا لم تتوافق سوياً ولكن البعض الآخر توافق، واكتشفنا أننا نحب نفس الأشياء ولكن لم نعبر عنها خوفاً وخجلاً.

أما الطرق المتبعة في مجتمعنا والقيم التي تُرسّخ في المرأة من نعومة أظافرها عن أن الزوجة للجنس "المحترم" و"فتاة الليل" للفيتشات؛ فهذا مجرّد وهم ليس له أساس من الصحة، وعدم التقارب الجنسي بين الشريكين يكون له مردود سلبي على كل جوانب حياتهم.

أتذكر في فيلم أمريكي بعنوان "Analyze this" كان الرجل الإيطالي وزعيم العصابة يتحدث مع طبيبه النفسي عن الجنس الفموي، مخبراً إياه أنه لا يفعله مع زوجته؛ فهي تربي أولاده ولا يجوز أن يقوم معها بهذا الفعل، ولذلك لديه عشيقة لهذا الغرض؛ ولكن ماذا لو كانت زوجته تحب ممارسة الجنس الفموي، فهل تبحث هي الأخرى عن بديل؟

من وجهة نظري إن لم تكن العلاقة الجنسية مكاناً للانفتاح العقلي والعاطفي بقدر الانفتاح الجسدي؛ فهي مجرد عملية آلية لإرضاء نداء الطبيعة، فالمتعة الذهنية والبصرية والروحية والعقلية أثناء ممارسة الجنس مع الشريك هي ما تمنح التجربة أبعاداً إنسانية وتلعب دوراً مهماً في توطيد العلاقة العاطفية بين الطرفين.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image