لدى انتشار خبر الحمل بين العائلة والأصدقاء، تنهال النصائح على الأب والأم المنتظرين فيما يتعلق بالعناية بالمولود القادم. ومع أن هذه النصائح تأتي بدافع الحب والاهتمام قد لا تكون صحيحة دائماً.
في ما يلي عشر نصائح يتم تداولها ولكنها خاطئة حول العناية بالمواليد الجدد، بعضها متوارث أثبت العلم أنه خطير جداً، ويجب أن يتوقف الناس عن تداولها كثوابت لا تقبل الجدل.
النصيحة الأولى: لا تحملي طفلك الرضيع كثيراً، فيعتاد الحمل
هذه نصيحة خاطئة جملة وتفصيلاً، بل قاسية، فالطفل ينتقل من بيئة الرحم الدافئة المظلمة، حيث كان متقوقعاً على نفسه، مستمتعاً بصوت أحشاء والدته ونبضات قلبها، ليذهب فجأة إلى بيئة صاخبة، باردة، ومشرقة، ويترك وحيداً على سرير كبير.
يمثل هذا الانتقال تحدياً كبيراً للرضيع، ولا يعتبر سهلاً. لذلك يجب علينا مساعدته كأهل بحمله وضمه وجعله يشعر بالأمان قدر الإمكان، فحمل الطفل وضمه من شأنهما أن يساعداه على التأقلم مع عالمه الجديد، كما يساعده الحمل على تنظيم درجة حرارته ودورته الدموية وبالأساس يساعده على النوم، ويعتبر عنصراً مهماً في نجاح الرضاعة الطبيعية.
دماغ الطفل غير قادر على تكوين العادات خلال الشهور الأربعة الأولى، لذا فهو يطلب أن يُحمل لأنه بحاجة إلى ذلك لا لأنه اعتاد الحمل
يضاف إلى ذلك أن دماغ الطفل غير قادر على تكوين العادات خلال الشهور الأربعة الأولى، لذا فهو يطلب أن يُحمل لأنه بحاجة إلى ذلك لا لأنه اعتاد الحمل، وعليه فإن حرمانه من هذه الحاجة لن يؤدي إلى انتهائها، بل على العكس سوف نوصل للرضيع شعوراً بأننا نتجاهله.
النصيحة الثانية: يجب إعطاء الرضع اليانسون مع الحليب للمساعدة على التخلص من الانتفاخات
هذه نصيحة خطيرة، إذ إن الدراسات أثبتت أن اليانسون يحتوي على زيوت أساسية خطيرة، تعرف باسم "Anethole and Estragole" ومن شأنها ان تؤثر على الكبد فتؤدي إلى تلفه، أو على الجهاز العصبي فتؤدي إلى التشنجات مثلاً.
النصيحة الثالثة: حليب الأم لا يكفي في الأيام الأولى ويجب التدعيم بالحليب الصناعي
هذه النصيحة غير دقيقة، لأن حليب اللباء المفرز في الأيام القليلة الأولى يعتبر كافياً جداً من ناحية غذائية، ولكنه لا يفرز بكميات كبيرة ، بل بكميات قليلة، تكفي معدة الرضيع الصغيرة جداً، وتزداد هذه الكميات تدريجياً بما يتناسب مع حاجة الطفل.
ولكن الاستعجال بإدخال الحليب الصناعي من شأنه إعاقة هذه العملية التكيفية، كما يجعل من الصعب جداً الاستمرار بالرضاعة الطبيعية.
النصيحة الرابعة: أضيفي مسحوق الأرز للطفل في الرضعة المسائية ابتداء من الشهر الثالث لمساعدته على النوم فترة أطول
هذه أيضاً نصيحة متوارثة، إلا أنها للأسف غير صحيحة رغم انتشارها حتى اليوم، إذ يعتبر الطفل جاهزاً للنوم طوال فترة الليل عندما يجتمع لديه العاملان التاليان:
• وزن كاف، يعينه على الصوم طوال فترة الليل.
• تطور دماغي كاف للتمييز بين الليل والنهار والغرض من كل منهما.
يتفاوت الأطفال في إدراك هذه المراحل، إلا أنه يتمكن من معرفة معظمها ما بين عمر الستة أشهر والسنة، ويستمتع بليلة نوم هانئة دون اللجوء إلى مسحوق الأرز، بل فقط لأنه جاهز لذلك. ويعتبر استخدام مسحوق الأرز في هذا العمر الصغير خطيراً من ناحية زيادة خطر الاختناق اثناء الرضاعة، ناهيك بالسعرات الحرارية الزائدة.
إعطاء الطفل اليانسون مع الحليب هي نصيحة خطيرة، فهو يحتوي على زيوت من شأنها أن تؤثر على الكبد فتؤدي إلى تلفه، أو على الجهاز العصبي فتؤدي إلى التشنجات
النصيحة الخامسة: استحمام الطفل بعد الولادة مباشرة للتخلص من أوساخ الرحم
على العكس تماماً، يعتبر تأجيل استحمام الطفل 24 ساعة على الأقل من النصائح المتبعة حالياً، إذ تبين أن المادة التي تغطي جسم الرضيع لها دور مهم في حفظ الحرارة وتسهيل عملية الرضاعة الطبيعية والحماية من الأمراض.
النصيحة السادسة: لا ينصح بخروج الرضيع من المنزل خلال الأربعين يوماً الأولى
تذكر أن طفلك قد غادر المستشفى بعد الولادة، وزار الطبيب مرة أخرى في الأسابيع الأولى. لذا لا مانع من مغادرته المنزل ولكن لا ينصح بالتوجه إلى الأماكن المزدحمة أو الاختلاط بالأشخاص عن قرب لتجنب انتقال العدوى من الآخرين.
النصيحة السابعة: يجب الالتزام بجدول للرضاعة، وإرضاع الطفل على هذا الأساس
خطأ، فالقاعدة الذهبية في الرضاعة خلال الأشهر الأولى هي عدم وجود قاعدة، ويتم الإرضاع حسب الطلب، فأحياناً يطلب الطفل الرضاعة كل ساعتين، وأحياناً كل ثلاث، وأحياناً يمر بطفرة نمو فيطلب الرضاعة كل نصف ساعة مثلاً. ينصح طبياً بالبدء بتنظيم الرضعات بعد نهاية الشهر الرابع، إلا أن معظم الأطفال يكونون قد نظموا أنفسهم مع حلول ذلك الوقت.
القاعدة الذهبية في الرضاعة خلال الأشهر الأولى هي عدم وجود قاعدة، ويتم الإرضاع حسب الطلب، لا ينصح طبياً بالبدء بتنظيم الرضعات قبل نهاية الشهر الرابع
النصيحة الثامنة: أعط الطفل رضعة من الماء يومياً إذا كان من مواليد الصيف
وهذه نصيحة أخرى مميتة. إذ يمنع استهلاك الماء من قبل الرضع قبل بداية الطعام الصلب، ويعود السبب في ذلك إلى أن الغذاء الأساسي للرضع هو حليب الأم أو الحليب الصناعي، وعند الاستعاضة عن وجبة من الحليب بالماء، فإن الطفل يفقد وجبة كاملة، ناهيك بأن جسم الرضيع حساس جداً للتغيرات الفسيولوجية، وإعطاؤه الماء الخالي من الأملاح قد يؤثر على نسب الأملاح في جسمه، الأمر الذي قد تكون له تبعات خطيرة.
النصيحة التاسعة: لا تسمحي للطفل بالنوم كثيراً في النهار، حتى ينام ليلاً
وهذه معلومة مغلوطة أيضاً، فحاجة الطفل للنوم لا تقتصر فقط على الراحة، بل هي من العوامل التي تساعده على النمو والتطور، فأدمغة الرضع غير قادرة على العمل فترات طويلة دون استراحة، ولذلك نجدهم ينامون عدة قيلولات في النهار بحسب أعمارهم.
إن حرمان الطفل من هذه القيلولات يجعله في حالة تعب مفرط، وضائجاً تعباً وغير قادر على النوم، الأمر الذي يجعل وضعه للنوم مستحيلاً، وكذلك يؤثر الحرمان سلباً على نوعية النوم لديه، ويزيد من فرص حدوث اضطرابات خلال النوم كالكوابيس والرعب الليلي.
من الخطأ إعطاء الرضيع الماء، هذا التصرف خطير ويؤثر على نسبة الأملاح في جسمه، وجرعة الماء تتسبب بخسارته وجبته من الحليب
النصيحة العاشرة: لا فائدة من حليب الأم بعد العام الأول
غير دقيق. إذ توصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الشهور الستة الأولى على الأقل، مع الاستمرار بالرضاعة الطبيعية حتى عمر العامين. إلا أن الكمية المطلوبة بعد العام الأول لا تزيد عن رضعتين أو ثلاث يومياً، لا لأن الحليب لا ترجى منه فائدة ، بل لأن النظام الغذائي للطفل يتغير تماماً بعد عامه الأول.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...