شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
رحلة الطفل إلى الطعام الصلب... العمر المناسب، التدرج، الأنواع والممنوعات

رحلة الطفل إلى الطعام الصلب... العمر المناسب، التدرج، الأنواع والممنوعات

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والتنوّع

الأحد 29 يناير 202303:52 م

سيطر مصطلح الفطام على مرحلة إدخال الطعام الصلب للرضع لسنوات طويلة، إلى أن تم تغيير هذا الاسم إلى الإطعام التكميلي، والفرق بين المعنيين واضح للعيان، حيث كان يقصد بالفطام الانتقال -ولو تدريجيا- من حليب الأم أو حليب الرضع إلى الطعام الصلب كغذاء أساسي للطفل؛ أما بالنسبة للإطعام التكميلي فيوضح التناغم ما بين الطعام الصلب والحليب.

حيث أن حليب الأم أو حليب الرضع يعد المصدر الاساسي -وأحياناً الوحيد- للرضيع خلال الشهور الستة الأولى من عمره، إلا انه لا يعد كافياً غذائياً بعد ذلك، و قد يؤدي استمرار الاعتماد عليه وحده إلى نقص في بعض العناصر الغذائية مثل البروتين والحديد وفيتامين (أ) وحتى في السعرات الحرارية.

ما هو العمر الذهبي؟

المتابع لهذا الموضوع يعي و لربما قد عايش التغيرات الكثيرة التي مرت بها التوصيات بما يتعلق بالعمر المناسب لبداية الإطعام التكميلي، والتأرجح ما بين نهاية الشهر الرابع والسادس، استناداً إلى دراسات جديدة في كل مرة.

لكن آخر ما وصلت إليه هذه التوصيات حتى تاريخ كتابة هذا النص يقضي بتحديد الفترة ما بين 17 و25 أسبوعاً من عمر الطفل لبداية هذه المرحلة، على ألا نستبق أو نؤخر البداية خارج هذا الإطار الزمني. وأن يتم تحديد جاهزية الطفل من قبل الطبيب والأم خلال هذه الفترة الزمنية للبدء في الوقت المناسب لكل طفل.

يعود السبب في ذلك إلى أن هناك فترة ذهبية تمر بها الأمعاء تطورياً، تسمح للطفل باستقبال الأطعمة الصلبة دون استثارة رد فعل تحسسي لهذا الجسم الغريب، وفي نفس الوقت تكون قادرة على الاستفادة غذائياً من هذا الطعام، تنحصر هذه الفترة ما بين 17 و 25 أسبوعاً و تتم بمساعدة البكتيريا النافعة في الأمعاء.

تحدد التوصيات الطبية فترة إدخال الطعام الصلب، ما بين 17 و25 أسبوعاً، على ألا نستبق أو نؤخر البداية خارج هذا الإطار الزمني، لوجود فترة ذهبية تمر بها الأمعاء تطورياً، تسمح للطفل باستقبال الأطعمة الصلبة دون استثارة رد فعل تحسسي لهذا الجسم الغريب، بمساعدة البكتيريا النافعة

تجدر الإشارة أيضاً، أنه قد يتم السماح للطفل بإطعام نفسه بيديه، واختيار أنواع وكميات الطعام بما يعرف بـ"Baby Led Weaning" أو الفطام تحت قيادة الطفل، و هي طريقة بدأت تلقى رواجاً مؤخراً، ولكن لا يسمح بها قبل نهاية الشهر السادس .

علامات الجهوزية:

يتأكد طبيب الأطفال من علامات الجهوزية الجسدية والنفسية بمساعدة الأم خلال الزيارات الدورية للطفل ابتداء من الشهر الرابع، و ذلك لوضع خطة لبداية هذه المرحلة الجديدة؛ و تتضمن هذه العلامات:

الجهوزية الجسدية

• قدرة الطفل على التحكم بالرأس والرقبة، والتي عادة ما تكتمل ما بين نهاية الشهر الثالث والشهر الرابع

• القدرة على الجلوس في كرسي الطعام مع استخدام الدعامات الجانبية، وهي مهارة تتطور بعد الشهر الرابع. ومن المهم أن نعرف أنه لا يشترط أن يكون الطفل قادراً على الجلوس وحده لبدء الإطعام، حيث أن هذه مهارة يتم تطويرها بعد نهاية الشهر السابع.

• اختفاء رد فعل منعكس يعرف باسم "extrusion reflex" وهو منعكس يؤدي إلى طرد أي جسم غريب يدخل الفم (كالملعقة مثلاً) ما عدا الحلمات، ويتم ذلك عن طريق اللسان، بهدف حماية الطفل. يختفي هذا المنعكس ما بين نهاية الشهر الرابع و السادس، ولا يشترط اختفاءه تماماً لبدء العملية، حيث من الممكن أن يخف تدريجياً مع استمرار الاطعام.

الجهوزية النفسية:

• الحماس لرؤية الطعام وعمل حركات لعق باللسان، حتى لو كان الطعام مخصصاً لأشخاص آخرين مثل الوالدين.

• فتح الفم لاستقبال الطعام

الأوقات المناسبة للبدء، الكميات، وطريقة التدرج

لا يحتاج طفلك إلى بروز أي سن لبداية الإطعام، حيث أنه قادر تماماً على التدرب على المضغ باستخدام اللثة، كما أن بروز الأسنان قد يتأخر لـ(13) شهراً و ليس من المنطقي انتظار هذه المدة.

إبدئي بوجبة واحدة يومياً في الوقت المناسب لك ولطفلك، من المهم أن تكوني متفرغة في ذلك الوقت من النهار، وأن يكون طفلك جاهزاً لتجربة شيء جديد ومثير، يجب ألا يكون جائعاً أو تعباً أو يشعر بالنعاس. فمثلاً إذا كنتِ أما عاملة سيكون الوقت المناسب في المساء بعد القيلولة الثانية، ولو كنتِ أما متفرغة في الصباح اختاري الوقت بعد القيلولة الأولى وإبدئي بوجبة واحدة فقط. 

إذا كنتِ أما عاملة سيكون الوقت المناسب للبدء في المساء بعد القيلولة الثانية، ولو كنتِ أما متفرغة في الصباح اختاري الوقت بعد القيلولة الأولى وإبدئي بوجبة واحدة فقط 

إبدئي بما يعادل ثلث إلى نصف كوب معياري، و لا تتوقعي من طفلك أن يتناول أكثر من بضع لقيمات في المرات الأولى.

نتدرج بقوام الطعام حسب العمر، حيث نبدأ بمهروس ناعم حتى نهاية الشهر السابع، وهو عبارة عن طعام مهروس مضاف إليه ماء ليصبح شبه سائل، ثم نخفف كمية الماء تدريجياً ونخفف الهرس حتى يصبح مهروساً خشناً، ونستخدمه من نهاية الشهر السابع حتى نهاية الثامن، ثم يتحول إلى مهروس مع قطع صغيرة ثم كبيرة حتى نهاية العاشر، ثم نسمح بالقطع الكبيرة والطويلة ونتوقف عن الهرس بعد الشهر العاشر.

يعود السبب في ذلك إلى أن الطفل يولد بمنعكس المص، وهو ما يساعده على الرضاعة إلا أن مهارات القضم والمضغ هي مهارات مكتسبة يتعلمها الطفل بالممارسة وليست منعكسات لاإرادية، لذلك فإن علينا مساعدته في التدرب عليها تدريجياً، مع رفع مستوى التحدي بزيادة حجم القطع حتى يتمكن الطفل من السيطرة التامة على هذه الحركات مع الوقت.

القبول وقائمة الطعام

قدمي الطعام لطفلك ثلاثين مرة قبل ان تستسلمي بأنه لا يحب ذلك النوع من الطعام. فالأطفال مزاجيون ويتصرفون بسجيتهم. وكوني على ثقة أن طفلك تذوق هذه الأطعمة سابقاً من خلال السائل المحيط به أثناء الحمل، أو من خلال حليب الأم، حيث تنتقل النكهات بهذه الطريقة. وهذا ما يجعل الاطفال الذين يرضعون من أمهاتهم أكثر وأسرع تقبلاً للأطعمة مقارنة بالأطفال الذين يتناولون الحليب الصناعي.

تختلف الخيارات قليلاً باختلاف العمر عند البدء، حيث تقتصر على الخضار والفواكه والشوفان والأرز في حال بدأنا قبل نهاية الشهر السادس، و تتوسع لتشمل القمح والبيض بعد نهاية الشهر السادس، كما نضيف البروتين الحيواني كاللحوم والدجاج والأسماك والحليب -ليس كمشروب بديل عن حليب الأم أو الحليب الصناعي-، بالإضافة إلى منتجات الألبان بعد الشهر السابع، وننتقل لطعام العائلة بعد الشهر الثامن مع مراعاة عدم إضافة الملح والسكر.  

قدمي الطعام لطفلك ثلاثين مرة قبل ان تستسلمي بأنه لا يحب هذا النوع. فالأطفال مزاجيون ويتصرفون بسجيتهم. وكوني على ثقة أن طفلك تذوق هذه الأطعمة سابقاً من خلال السائل المحيط به أثناء الحمل، أو من خلال حليب الأم، حيث تنتقل النكهات بهذه الطريقة  

إبدئي بنوع واحد كل 3 إلى 5 أيام لتبين أية أعراض تحسسية، ثم أضيفي أنواعاً أخرى وهكذا، وتأكدي من تقديم الطعام مطبوخاً جيداً وليس نيئاً، ما عدا بعض أنواع الفواكه التي قد تقدم نيئة ومهروسة مثل الموز والأفوكادو. وتأكدي من ملاءمة قوام الوجبة لعمر الطفل كما ذكرنا سابقاً.

لا فرق في اختيار الخضار أو الفواكه أو الحبوب لبداية الطعام الصلب، ولا صحة في القول المتداول بأن الطفل لن يتقبل الخضار إذا تذوق الفاكهة اولاً ، فقد تذوق كل ما أكلتِ اثناء حملك، إلا أن الإنسان بطبيعته يميل للطعم حلو المذاق، حيث يولد وهو يعرفه غريزياً بينما يتعرف على باقي الأطعمة لاحقاً، فمن الطبيعي أن يتقبل الطعام الحلو أكثر من غيره.

ممنوعات

يمنع منعاً باتاً تقديم الأطعمة التالية للأطفال قبل عامهم الأول:

• السكر و الملح: لعدم نضوج البنكرياس والكلى بالشكل الكافي للتعامل معهما على التوالي

• حليب البقر كبديل عن حليب الأم أو عن الحليب الصناعي: لعدم قدرة الجسم على هضمه والاستفادة منه، حيث يشكل الحليب نصف غذاء الطفل الرضيع بعد شهره السادس على الأقل، لذلك يجب أن يكون من النوع المناسب لعمره.

• العسل : لاحتوائه على "حويصلات بكتيريا بوتيلنوم"، وعدم قدرة معدة الطفل على تدميرها قبل عامه الأول، لأن درجة حموضة المعدة لا تصبح كافية لتدمير هذه الحويصلات قبل أن يتم الطفل عامه الأول.

ترتيب الوجبات مع الحليب :

ابدئي بوجبة واحدة لأول أسبوعين إلى ثلاثة، ثم أضيفي وجبة ثانية حتى نهاية الشهر الثامن، ثم انتقلي إلى ثلاث وجبات بعد الشهر الثامن مع مراعاة كمية الوجبات كما ذكرنا سابقاً، ومراعاة حصول الطفل على 3 إلى 5 رضعات حليب يومياً أو ما لا يقل عن 600 ملم يومياً.

تمنع الأطعمة التالية منعاً باتاً على الأطفال قبل إتمام عامهم الأول... العسل، الملح والسكر، حليب البقر كبديل عن حليب الأم أو الحليب الصناعي 

ماذا عن "Baby Led weaning" أو الإطعام تحت قيادة الطفل؟

لا مانع من تجريبه مع نهاية الشهر السادس، ولا مانع من دمجه مع الإطعام بالملعقة، حيث أنه ينطوي على فوائد عدة كالمساعدة على تطور المهارات الحركية الدقيقة، وتجنب السمنة لأن الطفل يتحكم بكمية الطعام، ولكنه لا يعد بديلاً عن الإطعام بالملعقة لأن الطفل قد لا يتناول الكميات اللازمة، كما أنه ينطوي على خطر الاختناق، لذا تجدر المراقبة عن كثب.

تعتبر رحلة الفطام من أمتع الرحلات التي تقوم بها الأم مع طفلها، حيث تعد له كل الأطعمة بحب وحماس و وتراقب ردود أفعاله على الأغذية المختلفة، وتكتشف ذوقه تدريجياً، لذلك تسلحي بالمعرفة بجميع جوانب هذه الرحلة حتى تستمعي بها وتدللي طفلك بطعام لذيذ ومغذٍ وآمن.


إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard