"أسأل الله ونفسي كل ساعة منذ يوم الأحد، ما هي حكمة الخالق مما حدث!؟ بلد منكوب ممزّق يبحث أهله عن أي سبيل للنجاة، يجهز عليهم القدر بزلزال مدمر! لماذا سورية؟ ألم يشعر الموت بالتخمة من أهل هذا البلد؟".
نادين الأمين، 24 سنة، لبنانية مقيمة في هنغاريا
تتابع نادين الأمين، لبنانية 24 عاماً، مقيمة في هنغاريا، لسؤال الحكومات العربية: "ألم توقظ هذه الصور واللقطات حميّتكم العربية التي تصدعون رؤوسنا بها؟".
وتعلن بعدها رضاها عما قام به لبنان من إغاثة للمنكوبين سواء على صعيد الحكومة أم على صعيد المجتمع المدني والدعم الشعبي.
"ما هي حكمة الخالق مما حدث!؟ بلد منكوب يبحث أهله عن أي سبيل للنجاة، يجهز عليهم القدر بزلزال مدمر! لماذا سورية؟" نادين الأمين، 24 سنة، لبنانية مقيمة في هنغاريا.
"للوهلة الأولى هرعت لأطمئن على أهلي في لبنان، ثم توجهت إلى أصدقائي المقيمين معي في هنغاريا للسؤال عن أهاليهم، وهنا بدأت أخبار وصور الويلات ترد إلينا! لم أشعر لثانية أن النكبة في بلد غير بلدي، لا أعلم لماذ!؟ لم أنجح في نأي نفسي عن حالة الكآبة والعجز التي أصابت زملائي السوريين. فوجدت نفسي منغمسة معهم في الحزن ووجع الروح".
تصف نادين اللحظات الأولى لتلقيها الخبر. وتختم حديثها بالأمل بعودة سورية ونجاتها مع أبنائها من هذه المحنة كما صمدوا وتعافوا بعد حرب دامت 12 عاماً، متوجهة بالحديث للمجتمع الأوروبي والدولي:"من المعيب جداً أن نرى هذا التعاطف الكبير مع تركيا في وقت يدير العالم ظهره لما يحصل في جارتها سورية. هنا في أوروبا ندرس حقوق الإنسان ومعايير الإنسانية، كيف لهم أن يتخاذلوا عن هكذا كارثة إنسانية لاعتبارات سياسية؟".
محمد ،29 عاماً، مصري مقيم في ألمانيا
"لما شُفت العماير وقعت والناس تحتها ماتت، الله يرحمهم ويحسن إليهم، حسيت إني مش عارف أنطق! وبعد ساعات شُفنا إن الدعم قُليّل، وده اللي زاد الحزن والكارثة". هذا ما قاله محمد من مصر،29 عاماً، مقيم في ألمانيا لرصيف22، وأضاف: "راض عن موقف مصر ووقفتها إلى جانب سورية التي لطالما وقفت بجانب مصر في أزماتها، ومهما قدمنا لها، فلن نوفي سورية والشعب السوري حقه... ربنا معاهم".
"لما شُفت العماير وقعت والناس تحتها ماتت، حسيت إني مش عارف أنطق! وبعد ساعات شُفنا إن الدعم قُليّل، وده اللي زاد الحزن والكارثة". محمد ،29 عاماً، مصري مقيم في ألمانيا
وتابع محمد: "لم أقو على النوم ليلة كاملة بعدما رأيت صور وفيديوهات الأطفال تحت الأنقاض، وصور بعض الأطفال يمسكون أيادي أهاليهم أو إخوتهم وهم موتى تحت الدمار، لا يمكن وصف قساوة هذه المشاهد بكلمات أو عبارات".
أحمد، 24 عاماً، مغربي مقيم في هنغاريا
ويقول أحمد من المغرب، 24 عاماً، المقيم في هنغاريا، لرصيف22، متحدثاً عن خذلانه من تعاطي العرب والمجتمع الدولي مع الكارثة في سورية: "وكأن السوريين اعتادوا على الدمار والموت والملمات، بينما هو أمر حديث على الأتراك! كيف لدول عربية أن ترسل قوافل المساعدات وتفتح جسوراً جوية مع تركيا وتنسى دولة عربية اسمها سورية، يا للأسف! هي مهزلة حقيقية، وبلدي المغرب شارك فيها، فالمغرب لم يرسل حتى الآن مساعدات إلى سورية".
"كيف لدول عربية أن ترسل قوافل المساعدات وتفتح جسوراً جوية مع تركيا وتنسى دولة عربية اسمها سورية؟". أحمد، 24 عاماً، مغربي مقيم في هنغاريا
ويختم أحمد:"حتى الدول الأوروبية، لم تكترث بشكل كبير إلى سورية، رغم أنها تحتاج بصورة أكبر إلى المساعدات لأنها تعاني من الحرب، الجميع نظّموا حملات التبرع والدعوات إلى الإغاثة نحو تركيا، وتناسوا ما يجري في سورية!".
تعبّر سامانتا، 22 عاماً، من هنغاريا عن حزنها على الشعبين السوري والتركي، وتتحدث لرصيف22 كيف تلقت الخبر المفجع من خلال أصدقائها السوريين والأتراك على مواقع التواصل الاجتماعي، وعن مشاعرها عند رؤية الصور والمشاهد، وتقول طالبة التمريض في جامعة ديبرتسن الهنغارية: "صور الأطفال والأمهات الثكالى أدمت قلبي، وشعرت أنني عاجزة عن التوقف عن البكاء".
سامانتا، 22 عاماً، من هنغاريا
تجمع سامانتا منذ ثلاثة أيام الملابس مع أصدقائها في منظمة إيراسموس الطلابية وتذهب بها إلى السفارات التركية والسورية في بودابست في محاولة منها لإغاثة البلدين المنكوبين. وتضيف: "يجب أن لا يكون هناك فرق بين الشعب السوري والشعب التركي، فالجميع يعاني، ولا يحق لأي دولة أوروبية أو غير أوروبية أن تتعامل بازدواجية مع هذه الكارثة، خاصة فيما يخص الشعب السوري الذي لا يجد الدعم الكافي من الدول الأخرى، يجب تنحية السياسة في حالات الكوارث العالمية".
"يجب أن لا يكون هناك فرق بين الشعب السوري والشعب التركي، ولا يحق لأي دولة أوروبية أو غير أوروبية أن تتعامل بازدواجية مع هذه الكارثة". سامنتا، 22 عاماً، من هنغاريا
ناتاليا، 20 عاماً، من بيلاروسيا
"نصلي لأجل سورية وتركيا، تحلوا بالصبر وكونوا أقوياء لأن الجميع بجانبكم، جميع الشعوب طبعاً". تقول ناتاليا، 20 عاماً، من بيلاروسيا، وتتابع حديثها بترقية الرسالة الإنسانية التي تود أن تبعثها بأن تجعلها بريئة من أي حكومات وأنظمة، وتذيّلها بتوقيع الشعوب. وتتابع: "تباً للحكومات وتباً للعقوبات وهناك طفل يصارع الموت تحت الأنقاض، شاهدنا صوراً ولقطات تدمي الروح والقلب، وكل وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم تحكي عن كارثة لا تحصل إلا كل 100 عام، وما زال البعض يتجرد من إنسانيته وينظر إلى المنكوبين بعين السياسة والحسابات الدولية".
"تباً للحكومات، هناك أطفال تصارع الموت تحت الأنقاض، ، وما زال البعض يتجرد من إنسانيته وينظر إلى المنكوبين بعين السياسة والحسابات الدولية". ناتاليا، 20 عاماً، من بيلاروسيا
أطلقت ناتاليا حملة على السوشيال ميديا بهاشتاغ #RESCUE_Syrian_and_Turkey وتحاول دعمها من خلال أصدقائها في بيلاروسيا وأوروبا، وأطلقت كذلك عنواناً لهذه الحملة يقول: "بغض النظر عن جنسيتك وعن جواز سفرك، يجب أن تتلقى المساعدة لأنك جريح ومنكوب".
تلقى فيكتور، 28 عاماً، من إسبانيا الخبر عبر مجموعة على تطبيق الواتساب تجمعه بزملائه الأتراك في المنحة الدراسية: "بعدها أجريت بحثاً لأرى ما الذي حدث! لكنني لم أتوقع أن هناك كارثة!". ويضيف فيكتور وهو مذيع في راديو موشترهاز: "بدأنا ندعم الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي ونرشد المتبرعين إلى السفارات، ثم رأيت زملائي السوريين يتحدثون عن التقصير في تعامل الدول مع أزمتهم وعن سقوط الإنسانية التي تنادي بها أوروبا والولايات المتحدة أمام هذا الامتحان السوري".
فيكتور، 28 عاماً، من إسبانيا
"من منصة رصيف 22 أطالب بأن نكون إنسانيين ونتعامل بمنأى عن السياسة والمصالح الاقتصادية، لأن ما يحصل هو مسألة حياة شعوب منكوبة". فيكتور، 28 عاماً، من إسبانيا
"من هنا ومن هذه المنصة أطالب بأن نكون إنسانيين ونتعامل بإنسانية بمنأى عن السياسة والمصالح الاقتصادية، لأن ما يحصل هو مسألة حياة شعوب منكوبة
ويختم فيكتور برسالة إلى السوريين يقول فيها: "تحلوا بالأمل والقوة لأن هذه المصيبة الكبيرة تستوجب علينا أن نحارب من أجل الإنسانية، وأنا مؤمن بأنكم ستنهضون وتعودون أقوى من السابق".
مهما اعترت الكارثة اعتبارات سياسية واصطفافات مقيتة تعلي شأن الشقاق على قدسية الدم السائل تحت الأنقاض، يبقى العالم بأسره يقدم درساً في الإنسانية وإغاثة الملهوف، وهذا غيض من فيض، فهناك من بكى وشجب ودعم، ورمى صنعته اليومية التي يقتات منها، وهرع يغيث إخوته في الإنسانية، سوريين وأتراكاً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون