شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"ستكون أكبر كارثة في تاريخ البشرية"... عن زلزال طهران المتوقع حدوثه في أي لحظة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 11 فبراير 202302:26 م

"يجب أن يعلم المواطن أننا في كل لحظة نتوقع حدوث زلزال في طهران، حيث ستكون أكبر كارثة في تاريخ البشرية"؛ هكذا شدد رئيس جمعية هندسة الزلزال الإيرانية على ضرورة التمهديدات الحكومية في العاصمة، وذلك بعد أن هزت الكارثة الإنسانية في تركيا وسوريا، العالم.

وفي الأيام الأخيرة وبعد حدوث زلزال تركيا وسوريا، عاد الحديث مجدداً في إيران عن احتمال وقوع زلزال بقوة 7 إلى 8 درجات حسب مقياس ريختر في طهران، تنبأ الخبراء حدوثه منذ 40 سنة، لكنه لم يحدث حتى الآن وسط إطلاق تحذيرات علمية وأكاديمية تشير إلى قرب موعدها.

"في حال حدوث الزلزال ليلاً سيكون هناك مليون ونصف المليون حالة وفاة و4.5 مليون جريح، كما سيتعرض 4 ملايين من المواطنين إلى نقص كبير في إغاثتهم وإنقاذهم خلال الأسابيع الأولى نظراً للكثافة الحضرية وحالة الشوارع ونقصان المعدات اللازمة"؛ هكذا أفصح رئيس الجمعية فَريبُرز ناطقي إلهي عن زلزال طهران والذي توقعت تفسيراتٌ جيولوجية حدوثه حتى 2030.

أكد رئيس بلدية طهران السابق بيروز حَناتشي على أن "زلزال طهران هو أقرب إلينا مما نعتقده، ويمكن وقوعه في أي لحظة"

وشرح ناطقي إلهي أن في المناطق التي تشهد زلازل بقوة 7 درجات فما فوق بمقياس ريختر، سيتكرر ذلك بنفس القوة كل 158 عاماً، بيد أن طهران شهدت ذلك آخر مرة في سنة 1830، أي قبل 193 عاماً وهذا يعني أن الزلزال في طهران تأخر 35 عاماً، مما ستكون كارثة فظيعة للغاية وأكبر وأكثر تدميراً بعدة مرات إن حدثت.

اشتكى الكثير من الخبراء والمعنيين الضعفَ الشديد للتخطيطات الحكومية لمثل هذه الأزمة الكبيرة التي ستحل في العاصمة الإيرانية آجلاً أم عاجلاً. وأكد رئيس بلدية طهران السابق بيروز حناتشي على أن "زلزال طهران هو أقرب إلينا مما نعتقده، ويمكن وقوعه في أي لحظة".


تكتض طهران بمبانٍ هشة، تبدو واجهتها جميلة وفاخرة، وهذه المباني نمت خلال العقود الماضية، إضافة إلى شقق متصدعة وقديمة وذات أساسات ضعيفة ستشهد انهياراً وتضرراً أسرع من سواها عند حدوث الكوارث الطبيعية. ولذلك تأتي تحذيرات رئيس المجلس البلدي في طهران مهدي تشَمران عن دمار كبير في المدينة ما إن وقعت الواقعة.

وبيّن تشَمران أن طهران تمتلك مباني متهالكة كثيرة، وقد تم توجيه عدة تحذيرات منتظمة إلى المواطنين والمسؤولين المعنيين لتقويتها أو إعادة بنائها.

مواصفات العاصمة الإيرانية

تقع محافظة طهران في شمال البلاد، وتمتد لنحو 13 ألف كيلومتر مربع. يقطنها نحو 14 مليون نسمة ولها 16 مدينة، أبرزها مدينة طهران العاصمة بمساحة 700 كيلومتر مربع، وتضم جميع مراكز القرارات السياسية والاقتصادية، ويصل عدد سكانها إلى 8.7 مليون شخص.

وأعلنت أمانة طهران عن إسكان 37 بالمئة من سكان العاصمة في نسيج منهك، وترعى البلدية تجديد أو تأهيل المباني المتهالكة عبر منح قروض بنكية، لكنها محاولات وصفت بالضئيلة أمام الكارثة المتوقعة، إذ تمتلك طهران نحو ألف عمارة شاهقة دون التصدي لصيانتها من حيث قوة صمودها أمام الكوارث الطبيعية.

وطالب عضو جمعية تنظيم هندسة البناء في البلاد حمزه شكيب، متابعةَ الأمر من قبل البلدية، وعلّق حول قائمة المباني غير الآمنة التي تضم 129 بناية وكانت قد نشرتها البلدية، مردفاً: "البنايات غير الآمنة أكثر بكثير من القائمة المنشورة".

توقعت دراسة جيولوجية أنه في حال وقوع زلزال بقوة 7 درجات بمقياس ريختر في طهران، التي وقع نموها الحضري بشكل غير صحيح، سيخلف تدمير 640 ألف وحدة سكنية من أصل مليون ومئة ألف.


وشرح الأخصائي الإيراني في جامعة أريزونا الأمريكية ريفات لطيفي، الكارثة الإنسانية التي ستتعرض لها إيران، حيث ستقع 20% من حالة الوفيات المرتبطة بالزلزال المحتمل في أول ساعتين من وقوعها، وأسبابها الرئيسية: اختناق الأفراد جراء الغبار أو الضغط على الصدر، وصدمة نقص السكر في الدم، وشدة البرودة. كما ستحدث نسبة 80% من الوفيات المتبقية في الأيام الثلاثة الأولى بسبب الجفاف، وبرودة الجو، وأعراض السحق تحت الأنقاض، والفشل الكلوي، والتهاب الجروح، وتسمم الدم.

وكانت قد صرحت لجنة مكافحة الآفات الحضرية والصناعية في البلدية عام 2013، أنه إذا ما حدث زلزال خطير في طهران فإن الفئران ستأكل الجرحى تحت الحطام.

تسببت هذه التصريحات بضجة إعلامية وقتها، حتى جاء تأكيدها من قبل مستشار هيئة حماية البيئة الوطنية. وتقدر أعداد فئران العاصمة بالملايين، إذ أشار بعض المعنيين إلى وجود نحو 30 حتى 50 مليون فأر في مجاري المدينة.

هزات أرضية سابقة

شهدت طهران مئات الهزات الأرضية الطفيفة، وفي عام 2021 شهد شرق العاصمة زلزالاً بقدرة 3.9 درجة ريختر.

وحدث زلزال عام 2020، في مدينة دَماوَند بمحافظة طهران بقدرة 5.1 درجة ريختر دون خسائر مالية ولكنه تسبب بوفاة شخصين وإصابة 23 فرداً.

وفي عام 2017 شهدت مدينة مَلارْد في جنوب طهران عشراتِ الهزات الأرضية، أبرزها كانت بقوة 4.2 درجة ريختر.

توقعت دراسة جيولوجية أنه في حال وقوع زلزال بقوة 7 درجات بمقياس ريختر في طهران، التي وقع نموها الحضري بشكل غير صحيح، سيخلف تدمير 640 ألف وحدة سكنية من أصل مليون ومئة ألف

وحول أهم هزة أرضية وقعت في طهران، يعتقد مدير مؤسسة علم الحفريات في الهضبة آرَش سَلَحْشور أن طهران شهدت أكبر زلزال وأكثرها تدميراً بين القرنين السابع والثامن من الهجرة وهذا ما تؤكده الدراسات الزلزالية وعلم الحفريات.

مشهد من آخر الزمان

عند تفقده مخيم بشارة للطوارئ ومناورات الزلزال في عام 2010، صرح الرئيس المحافظ الأسبق محمود أحمدي نجاد أن أحد كبار رجال الدين في طهران أرسل له رسالة يطلب منه أن يعلن للناس اجتنابَ الذنوب والصلاة من أجل ابتعاد الكوارث.


وصرح الهلال الأحمر الإيراني أن منشآت الهيئة ومنشآت باقي مؤسسات الدولة ضئيلة جداً لإنقاذ سكان العاصمة، كما أن المدينة تعاني من التوعية الكافية لدى المسؤولين والمواطنين لتوخي الحذر والاستعداد اللازم لمواجهة هذه الكارثة الطبيعية الكبرى.

وكان قد صرح خبراء شركة "جايكا" الاستشارية، التابعة للخارجية اليابانية والتي نشرت دراساتها الميدانية حول زلزال طهران في عام 2010، أن مع وجود المرافق المتواجدة، سوف يستغرق الأمر أكثر من 4 أشهر حتى الوصول إلى ظروف مستقرة بعد وقوع الزلزال، بما يشمل توفير الطعام الساخن وبدء إعادة الإعمار، في حين يجب تقليل هذه المدة إلى أقل من 48 ساعة. وسيؤدي زلزال طهران إلى مشاكل ثانوية مثل الحرائق الهائلة وتوقف المياه السطحية وتراكم الجثث وحركة المرور الكثيفة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image