شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
خريطة الدمار تتسع وجهود الإغاثة بائسة… متى يتوقف عدّاد الموت في سوريا وتركيا؟

خريطة الدمار تتسع وجهود الإغاثة بائسة… متى يتوقف عدّاد الموت في سوريا وتركيا؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والبيئة

الثلاثاء 7 فبراير 202306:08 م

مع زوال النهار الثاني على الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، ما تزال حصيلة الضحايا والخسائر المادية آخذة في الارتفاع، وسط مساعٍ إغاثية مضنية تتضاءل آمالها بمرور الوقت، في العثور على ناجين تحت الأنقاض، علماً أن ما لا يقل عن 185 هزّة ارتدادية أعقبت الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 على مقياس ريختر.

في سوريا، أكدت وزارة الصحة، الثلاثاء 7 شباط/ فبراير 2023، أن عدد الضحايا ارتفع إلى 812 وفاة و1449 إصابة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وريف إدلب وطرطوس، مشددةً على أن تلك "حصيلة غير نهائية".

وفي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة شمال غربي سوريا، أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عن مقتل أكثر من 900 شخصاً وإصابة أكثر من 2300 آخرين، مؤكداً أن العدد مرشح للارتفاع بشكل كبير بسبب وجود مئات العوائل السورية تحت الأنقاض.

وفي تركيا، تأكد مقتل 3703 شخصاً وإصابة أكثر من 22 ألفاً آخرين بحلول الساعة 12 ظهر الثلاثاء، مع تواصل عمليات البحث عن ضحايا أو ناجين تحت أنقاض الأبنية المنهارة والتي بلغ عددها 7775 مبنى، بحسب إدارة الطوارئ والكوارث التركية التي تلقت بلاغات بانهيار 11 ألف مبنى آخر لم تتحقق بعد من صحتها.

من جانبها، تخوّفت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، من أن تكون حصيلة ضحايا الزلزال "أعلى بثماني مرات من الأرقام الأولى" المعلنة حتى الآن، مؤكدةً أنها "تتوقع الأسوأ". وتكهّنت المسؤولة بالمنظمة أديلهايد مارشانغ أن يرتفع عدد المتضررين إلى "23 مليوناً، نحو خمسة ملايين منهم في وضعية هشّة".

كذلك أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" عن قلقها من أن الزلزال والهزّات الارتدادية التي لحقت بها ربما قتلت "آلاف الأطفال" في سوريا وتركيا.

أكثر من خمسة آلاف وفاة و23 ألف إصابة حتّى الآن و"الصحة العالمية" تتوقع حصيلة نهائية تتجاوز ذلك بثمانية أضعاف… إلى أين وصلت جهود إغاثة المتضررين من #زلزال #سوريا و#تركيا؟

خريطة الدمار

في تركيا، حيث وقع مركز الزلزال قرب مدينة كهرمان مرعش الجنوبية، تضررت 10 ولايات. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة إعلامياً وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تدميراً هائلاً للمباني في هاتاي وكهرمان مرعش وأنطاكيا وغازي عنتاب. علماً أن التقارير من تركيا أوضحت صعوبة إحصاء الدمار في بعض هذه المناطق نتيجة لاستمرار الهزّات الارتدادية وتدمير طرق الوصول إلى بعضها وأسباب لوجيستية أخرى.

وأكد وزير البنية التحتية والعمران التركي، مراد كوروم، أن 13.5 مليون مواطن تركي تأثروا بالزلزال بشكل مباشر في الولايات العشر المتضررة.

وامتدت آثار الزلزال في مناطق سيطرة النظام السوري إلى محافظات حلب واللاذقية وطرطوس وحمص وحماة ومدينتي مصياف وجبلة. وارتفع عدد ضحايا الزلزال في محافظة اللاذقية، صباح الثلاثاء، إلى 389 وفاة و746 إصابة، بينها 182 وفاة وأكثر من 200 إصابة في مدينة جبلة وحدها.

وسجّلت محافظة حلب 266 وفاة و602 إصابة مع إنقاذ 89 شخصاً من تحت الأنقاض، بينما بلغ عدد الأبنية المنهارة 52 مبنى وعدد مراكز الإيواء 126 مركزاً.

وارتفع عدد ضحايا الزلزال في محافظة حماة إلى 49 وفاة و67 إصابة، جاءت غالبيتها جراء انهيار مبنى سكني مؤلَّف من ثمانية طوابق، كان يقطنه أكثر من 100 شخص.

وقالت وزارة الكهرباء السوريّة إن الزلزال أضر بالشبكة الكهربائية في عدة محافظات، بما في ذلك سقوط ستة محوّلات وعدد من الأعمدة في محافظة اللاذقية، وأعطال في بعض خطوط الكهرباء بمحافظة طرطوس، وتضرر عدة محوّلات وأعمدة في محافظة حلب، وسقوط خمسة محوّلات في محافظة حماة.

"مئات العائلات السورية ما زالت عالقة تحت الأنقاض"... تواجه جهود الإغاثة في مناطق سيطرة المعارضة في #سوريا تحديّات استثنائية، بينها عدم توفر الوقود لتشغيل آليات رفع الأنقاض وتدهور البنى التحتية والطقس السيء

أما في مناطق سيطرة المعارضة، وهي المناطق الأشد تضرراً من الزلزال في سوريا، فلا يوجد إحصاء دقيق لحجم الدمار المادي الذي يُرجح بأن يتجاوز مئات الأبنية وتدمير كامل للبنى التحتية.

جهود الإغاثة والمساعدات

وتكافح فرق الإغاثة والإسعاف في سوريا وتركيا في ظل ظروف استثنائية أبرزها الهزات الارتدادية القويّة والطقس الشديد البرودة مع أمطار غزيرة وثلوج في بعض الأوقات.

وأقر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن 45 دولة عرضت تقديم المساعدات الإنسانية الفورية لبلاده للتعامل مع تبعات الزلزال، مؤكداً أن آلاف العناصر الخبيرة من قوات الدرك تعمل في المناطق المتضررة بمعاونة ألف سيارة إسعاف و241 فريق إنقاذ طبي وطني وطائرتي إسعاف وخمسة آلاف عامل في مجال الصحة و26 طائرة شحن وسفن وقوارب خفر السواحل.

وأعلن أردوغان أن فرق الإنقاذ المكونة من 53 ألف و317 عنصراً تمكنت من إنقاذ ثمانية آلاف شخص من تحت الأنقاض، متابعاً بأن حكومته خصصت "100 مليار ليرة (5.26 مليارات دولار) في المقام الأول تحت تصرف مؤسساتنا للمساعدات الطارئة وأنشطة الدعم". وتابع بأنه جرى إرسال 54 ألف خيمة و102 ألف فرشة ومستلزمات أخرى للمناطق المتضررة.

وعرضت 70 دولة إرسال فرق إغاثة للمساعدة في رفع الأنقاض والعثور على الضحايا في تركيا، وفق المصادر الرسمية، التي أكدت وصول أكثر من ثلاثة آلاف عنصر إغاثة أجنبي بالفعل. وقدّمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مساعدات فورية إلى تركيا. 

مع ذلك، عانت فرق الإغاثة بسبب ضعف اتصالات الإنترنت وتدمير الطرق بين بعض أكثر المدن تضرراً في جنوب البلاد، حيث يسكن ملايين الأشخاص، وقال مراد هارون، منسق كبرى منظمات الإغاثة غير الربحية في تركيا، والمعروفة باسم AKUT، إن الجهود المبذولة للوصول إلى المتضررين في جميع أنحاء جنوب البلاد، أُعيقت بشدة بسبب الطقس السيئ واتساع رقعة المناطق المتضررة من الزلزال.

وأضاف هارون: "عادةً ما نصنّف الزلازل الكبرى على أنها ‘كوارث‘. هذا أكبر من مجرد زلزال. إنه كارثة"، مشدداً على أن "تأمين المساعدة المناسبة للمتضررين لا يكون سهلاً خلال الـ72 ساعة الأولى بعد الزلازل الكبيرة والكارثية. تنسيق الفريق والنقل والمسائل اللوجستية ليست سهلة".

وبينما أكد أن المحاصرين تحت الأنقاض معرضون إلى خطر يتزايد بمرور الوقت، قال هارون إن العدد الحقيقي للمباني المنهارة قد يتجاوز بشكل كبير العدد المعلن لأنه "عندما تجمع بين عدد هذه المباني المنهارة ومعايير أخرى، يمكنني القول إننا نواجه عملية صعبة".

وشكا أشخاص عديدون في محافظة هاتاي (أقصى جنوب تركيا) من فشل فرق الإنقاذ في الوصول إليهم. علماً أن الزلزال دمّر العديد من المباني الحكومية بما فيها فرع وكالة إدارة الكوارث.

برغم المساعدات الخارجية التي تنهال على #تركيا، هناك بعض العوامل التي تعيق إغاثة المتضررين من الزلزال بينها ضعف تغطية الإنترنت، وتدمير بعض الطرق، واستمرار الهزّات الارتدادية القوية

وضع أصعب في سوريا

في سوريا، واجهت جهود الإغاثة تحديّات استثنائية. في شمال البلاد، حيث تسيطر المعارضة، قال عمال الإنقاذ المتطوعون إنهم يفتقرون إلى أبسط المواد اللازمة لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض ودعم الناجين الذين أنقذوا بالفعل. علاوة على ضعف البنى التحتية وسوء الطرق، افتقر هؤلاء أيضاً للوقود والمساعدات الغذائية والمواد الطبية وغيرها.

ويعمل متطوعو الدفاع المدني السوري وحدهم على إغاثة المتضررين في شمال غربي سوريا. لكنهم، كمنظمة غير حكومية، غير مؤهلين للتعامل مع كارثة بهذا الحجم. وناشد الدفاع المدني المنظمات الدولية تزويده بالمساعدات ليتمكن من الاستمرار في أعمال إغاثة المواطنين الموجودين لأكثر من 30 ساعة تحت الأنقاض.

 وصرّح متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) لوكالة رويترز بأن تدفق المساعدات الحيوية من تركيا إلى شمال غربي سوريا توقف مؤقتاً صباح الثلاثاء بسبب الأضرار التي لحقت بالطرق وأمور لوجستية أخرى، موضحاً "ليست لدينا صورة واضحة عن موعد استئنافها".

أما في مناطق سيطرة النظام، فتوالت المساعدة من عدة دول أبرزها روسيا. ووصلت طائرتان عراقيتان - تحمل كل منهما نحو 70 طناً من المواد الغذائية والطبية والبطانيات والمستلزمات الضرورية - إلى مطار دمشق الدولي صباح الثلاثاء. ووصلت طائرتي مساعدات جزائريتين، كلتاهما محملة بـ17 طناً من المساعدات الإنسانية، وفريق من الحماية المدنية للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ إلى مطار حلب الدولي في وقتٍ متزامن. 

كما أعلن وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، علي حمية، فتح الأجواء والموانئ اللبنانية، بما فيها مرفأي طرابلس وبيروت ومطار بيروت، أمام المساعدات وفرق الإنقاذ المرسلة إلى سوريا لتسهيل وصولها. علاوة على إرسال بعثة من عناصر فوج الهندسة في الجيش اللبناني ومن الدفاع المدني والصليب الأحمر وفوج الإطفاء إلى سوريا، للمساهمة في عمليات الإنقاذ.

وأعلنت نيوزيلندا عن "مساهمة أولية لتلبية الاحتياجات الإنسانية بقيمة 500 ألف دولار نيوزيلندي للهلال الأحمر السوري".

إلى ذلك، دار نقاش واسع حول استغلال المحنة التي تعرضت لها سوريا لفك العزلة وإلغاء العقوبات على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وكان هناك فريق مؤيّد لمنح الأولوية لمساعدة المتضررين، في مقابل فريق يشكك بالأساس في جدّية تمرير النظام للمساعدات إلى مناطق سيطرة المعارضة حال حصوله عليها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard